أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سمر محسن - هل الله هو العدل؟ وهل يجب أن نغض البصر عن كل من أرفق إسم الله في أفعاله؟














المزيد.....

هل الله هو العدل؟ وهل يجب أن نغض البصر عن كل من أرفق إسم الله في أفعاله؟


سمر محسن

الحوار المتمدن-العدد: 5085 - 2016 / 2 / 25 - 08:39
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تنتهي صفة العدل عن أي حاكم ورئيس دولة يقمع معارضيه ويقوم بسجنهم أو تصفيتهم ليخرس ألسنتهم وأقلامهم خوفاً من أن يستنير الناس بهم ويبدأوا بمطالبته بحقوقهم المشروعة.
ويسمى هكذا قائد بالديكتاتور الإرهابي.
حيث تسمو وترقى وحدها الدول التي لا تمنع المعارضة من إبداء الرأي كي تُجبِر من في يده السلطة على عدم الإنجراف وراء سطوة المقوّد وتجعل أفعاله دوماً تحت المجهر وهذا يضطره للبقاء حذراً ناشطاً في خدمة الشعب كي ينال الرضى ولا تُلزم عليه زلة قد تطيح به وبحزبه.
فلنتأمل قليلاً هذا المنطق ونحاول تطبيقه على الدول التي تستخدم الدين كدستور حياة، حيث نجد إن رجال الدين وجلاوزة المسلمين يستميتون في إخماد وقمع أي فكر قد يؤدي ببقية الساهين إلى الصحوة والإنتباه ويخافون بشدة من أن يُستثار الشك والتساؤل في خبايا وتناقضات الدين ويُرهِبون المتساءل بقولهم (لا تحاول التفكير بهذه الأمور التي لا يعلمها إلا الله لإنك قد تصل إلى نهاية خطرة وهي الإشراك بالله!), لماذا هذا الخوف من التفكير في أمر من المفترض إنه بعيد كل البعد عن الشبهات وجاهز بكل الردود لمن يتساءل, ولا أقصد بالردود هنا هي تلك القوالب الجاهزة التي يرددها رجال الدين كقولهم (هذهِ حكمة الله التي لا يعلمها غيره) لا بل رداً منطقياً يُقنِع المشكك ويعيده إلى جادة الصواب هذا لو كان الدين صواب.
كيف ننفي صفة العدل عن عباد الله من رؤساء الدول الدكتاتوريين الذين يحاولون الحفاظ على كراسيهم حتى لو أراقوا الدماء وقتلوا وسجنوا معارضيهم في سبيل تحقيق هذه الغاية بينما نقوم بغض النظر والتسامح عن رجال الله وهم يجلدوا ويسجنوا كل من ينتقد دينهم ويبين عيوبه بتهم (إزداء الأديان وغيرها)؟ أوليس هذا قمعاً على نمط القمع الأول؟
لو كان رجال الله واثقين من خِلو دينهم من الثغرات مهما تأملنا وحللنا وبحثنا لما إستشاطوا غضباً منا وحاولوا سحقنا خوفاً من أن نثير الشك في قلوب البقية.
منذ صغري كنتُ طفلة مُشككة ولا تقنعني تلك الإجابات الباهتة وأفكر وأتأمل في ما أسمعه من أهلي وكثيراً ما كنتُ أسأل لماذا هذا ولماذا ذاك, كتلك المرة التي كان والدي يحكي لنا عن قصة النبي موسى والخضر وكيف إنه من ضمن الأمور التي قام بها الخضر وأثارت عجب موسى هو إنه قام بقتل غلام صغير كان يلعب مع بقية الصبية دون سبب, ولما زهِق الخضر من تساؤلات موسى فارقه ولكن قبلها أخذ يفسر له لما أغرق السفينة وقتل الطفل وغيرها من تلك الأمور (الغريبة), وتحديداً في موضوع قتل الغلام قال الخضر (أَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا), هذه الإجابة كانت كافية بالنسبة لموسى على ما يبدو في تبرير قتل الطفل, ولكنها لم تكن كافية بالنسبة لي ولم يستسغها عقلي فقاطعتُ والدي وهو يحكي متسائلة (وما مصير هذا الطفل بعد أن قتله الخضر وصعدت روحه إلى خالقها؟ أهو النار أم الجنة؟ هل سيُعتبر من الصالحين بحكم كونه لم يقم لحد لحظة قتله بأي شيء سيء؟ أم سيُعتبر من الخاطئين لكون الله قد علِم مسبقاً بنيته في الكفر والطغيان؟ وكيف سيرد الله (الحاكم العادل) على الطفل لو سأله لماذا لم تعطني فرصتي في الحياة يا الله لأثبت لك إنني لستُ بالشرير؟ وإن أجابه الله بإنني أعرف ذلك لكوني خلقتكَ فهل هذا يعني إن الله هو من يضع فينا الشر والخير ويرسم مسار حياتنا منذ البدء وتصرفاتنا ليست بناءاً على أختيارنا الشخصي ورغم ذلك يقوم بمعاقبتنا على شيء إختاره هو لنا ؟!).
كانت إجابة والدي لي بعد أن مل من كثرة أسئلتي (بأن هذه حكمة لا يعلمها إلا الله), فقلتُ (وما الغرض في ضرب الله لنا بحكمة لا نفهمها؟ أوليس من المفترض أن تكون الحكمة لنتعلم شيء جيد منها؟).
حينها أجابني والدي (إنني يجب أن أكف عن هذه الأسئلة التي ستودي بي يوماً إلى طريق الظلال والكفر بالله).
في رأيي أن الغاية الأولى من ضرب هذه الحِكم الألهية العصية الفهم والتفسير هي إقناع وبرمجة المتلقين على عدم طرح الأسئلة والإكتفاء بالقول (هذهِ حكمة الله) وعلينا جميعاً أن نكون كموسى الذي أكتفى بتبرير الخضر رغم إرتكابه لجرائم بشعة لا يقبلها العقل ولا المنطق وتدل دلالة واضحة على إنه كان مختلاً قاتلاً ولكن لكونه أرفق كلمة (أمر الله) بأفعاله حينها أصبحت فجأة مبررة ومقبولة!
قمع فكري لا غير وإستغفال لعقولنا وإنسانيتنا, كذلك القمع الذي يمارسه الحاكم الدكتاتوري ولكن بإختلاف واحد فقط وهو إننا نستطيع أن نحلل ونناقش تصرفات هذا الحاكم لكونه بشري ولكننا لا نستطيع أن نحلل تصرفات الله لكونه (العدل) حتى لو قام بأمر رجل بقتلنا ونحن صغاراً دون ذنب مرتكب بعد, وبهذا سلمنا رقابنا لكل من ردد عبارة (هذا أمر الله) ونسب الألوهية لكل مصلحة شخصية يبتغيها.



#سمر_محسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا أنا الوحيدة السجينة, سأحارب حتى أجعلكن خلف القضبان معي ...
- المرأة المطلقة حلوى مقضومة
- لا للغناء ونعم للبغاء


المزيد.....




- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سمر محسن - هل الله هو العدل؟ وهل يجب أن نغض البصر عن كل من أرفق إسم الله في أفعاله؟