أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - فيروز أبوطير - مرح ذياب إلى لقاء














المزيد.....

مرح ذياب إلى لقاء


فيروز أبوطير

الحوار المتمدن-العدد: 5084 - 2016 / 2 / 24 - 19:07
المحور: حقوق الانسان
    


خلال عشرة سنين من ويلات الحصار المفروضة على غزة ذاق أهلها الكثير وسيس كل شيء من أبسط الحقوق فيها بما في الماء والكهرباء , رغم كل القهر الذي يمرون به في ظروفهم الخاصة الا أن أطفالها هم قوى الأمل الناضب ,منذ عشرة سنين ومن اخر الحروب في ال 2014 تدمرت البنى التحتية للمستشفيات مسببة على اثرها أزمة صحية بدءا من نقص في الكادر الطبي والموارد المادية والوقود ناهيك عن نقص الدواء لأمراض الدم والسرطان والثلاسيميا غير المحتملة أي تهديد أوتخاذل طبي..

غزة تريد حلا دائما وعاجلا حيث أن الطفل الغزي لا يختلف بشيء عن أي طفل اخر في العالم يملك السقف الأدنى من الحماية على حقوقه , أنا وغيري الكثيرون نرى الأباء والأمهات يبكون ونقف عاجزون مصدومون من حجم المعاناة في رحم غزة وفلسطين اجمالا , أن ترى طفلا ذو سبعة أعوام يرفع يده طالبا بحقه في الحماية على حياته معللا مساوته مع بقية أقرانه :لا أعلم أي صفة يبلغ بها الوصف على هكذا وضع ,لكنني أعلم اليوم أن موضوع مهم كموضوع الصحة يجب ألا يصنف تحت معايير سياسية ,وأن يعامل المريض بتسيس كامل يخدم عنصرية العدو وكأن الصفة الانسانية لم تعد لصيقة بشخصه وتهديدها أمر طبيعي..ما بالك اذا كان طفل ولا يعلم ولا يعرف من فتح ولا حماس ولا يدري بأي ذنب يفقد كل ما يستطيع الاحتلال افقاده اياه.

مرح ذياب لم تكن الضحية الأولى لتلك السياسة على غزة :من تخاذل كل طرف يتضمن وجوب موافقته على علاج مرح , كان التذرع بالقانون الدولي شماعة لا غير ,التطور الصحي رغم ذلك ومكابرة الأطباء على أنفسهم لعلاج المرضى لا يمكن انكاره ,أي لا يمكن أيضا تجنب تساؤلات عن أين منظمات حقوق الانسان والمجتمع الدولي ,أين معبر رفح أم اختفى من المنطقة هو الاخر.. أين عباس ؟ وربما هذا سؤال ليس في محله أبدا....

بخصوص القانون الدولي الذي منع نقل وزراعة الأعضاء من غير الأقارب في سبيل حماية المجتمع من فرص وقوع جرائم اتجار بالبشر كان الذريعة أمام الرفض الموجهه لمتبرع من جنين أراد التبرع بكليته بلا مقابل مادي لمرح حتى تعود الى حياتها المعتادة لأهلها ومعلميها ,أتعجب من سياسة قانونية كتلك تنسل وترسل بجسد المريض الى القبر متعمدة حتى لا يكلف الوزارة بنقله لقطاع صحي أفضل ما يقارب المليون شيكل خوفا من نقل عضو شخص مقابل مال من اخر والذي قد يكون سببا في نجاة احدهم ,يبدو أصبحنا في زمن تقدر الحياة فيه بثمن , حيث القطاع الصحي في الضفة الغربية ليس أفضل حالا ,وفي مشهد اخر نرى وزارة الصحة تقوم بارسال مرح وأباها عبر معبر رفح لاجراء عملية زرع كلى في احدى المستشفيات هناك ليكتشفوا حقيقة أن المشفى بتجهيزاته لا يجري غسيل كلى فكيف يجري زرع, لتعود من المعبر لغزة كما خرجت!!

30 طفل اخرون تحت الحصار من أخوان مرح -هكذا أسمتهم- يجرون غسيل كلى في مشفى الرنتيسي ,أتمنى حقا أن يقتلع الحصار من على غزة, وألا يلحق مرح أي طفل اخر ويمر بكل ما مررته في الست سنين وما مرته عائلتها به ,مرح التي طلبت أباها بتعليق زيها المدرسي فوق سريرها في مشفى الرنتيسي وتارة أخرى بتعليق شهاداتها المدرسية عالية التقدير في اشارة منها لتقول لكل من كان يمر بسريرها أنها القوية والمتغلبة على وجعها الجسدي في سبيل بضعة أنفاس لحياة تضع بها أقدامها خارج المشفى باتجاه غرفتها الصفية ,لكن الله أراد شيئا أكثر رحمة من خاذليها ولا أعلم منه عز وجل.. لرحمة اللة يا مرح



#فيروز_أبوطير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- كاميرا العالم ترصد خلوّ مخازن وكالة الأونروا من الإمدادات!
- اعتقال عضو مشتبه به في حزب الله في ألمانيا
- السودان.. قوات الدعم السريع تقصف مخيما يأوي نازحين وتتفشى في ...
- ألمانيا: اعتقال لبناني للاشتباه في انتمائه إلى حزب الله
- السوداني لأردوغان: العراق لن يقف متفرجا على التداعيات الخطير ...
- غوتيريش: سوء التغذية تفشى والمجاعة وشيكة وفي الاثناء إنهار ا ...
- شبكة حقوقية: 196 حالة احتجاز تعسفي بسوريا في شهر
- هيئة الأسرى: أوضاع مزرية للأسرى الفلسطينيين في معتقل ريمون و ...
- ممثل حقوق الإنسان الأممي يتهرب من التعليق على الطبيعة الإرها ...
- العراق.. ناشطون من الناصرية بين الترغيب بالمكاسب والترهيب با ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - فيروز أبوطير - مرح ذياب إلى لقاء