|
تجديد الخطاب الديني يبدأ من الاسرة و المدرسه اولا
حسام جاسم
الحوار المتمدن-العدد: 5084 - 2016 / 2 / 24 - 18:00
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
عندما قال المدرس: الاسلام هو الصراط المستقيم و الباقين مغضوب عليهم و ضالين . صمت الطلبه لاقتناعهم الشديد بصدق هذا الكلام فالقرأن يقول ذلك و التفسير و الحوزة الشيعيه و الوقف السني و الاب و الام و العائله باكملها تقول ذلك . وقفت و قلت له : لا ليس ذلك . فقال لي : كيف ؟!! فأجبته : الاسلام ليس الصراط المستقيم انما سلوكي و عقلي هو الصراط الوحيد الذي يستقيم و ليس مجرد انتماء ديني يجعلني مستقيم . صرخ قائلا: نحن دين الحق. قلت له : وباقي الاديان حق كذلك و رغم ذلك لا يوجد عقل مستقيم داخل هذة القاعه الدراسيه . لم يجب او يرد بشيء و اكتفى بنظره حاده تكاد تفترس وجهي .
لم يتكلم الطلبه معي و قطعوا علاقتهم بي فأنا كالعاده وحيد بسبب أرائي في مدينه النفاق .
استمر طريقي ضد مناهج التدريس لمادة الاسلاميه في العراق لانها فاشله و تحاول وضع افكار متطرفه داخل عقول الطلبه . انها ليس المره الاولى التي اعترض او انتفض على هذا الدرس و على هذة العقول العتيقه .
اذكر عندما كنت بالصف الاول الابتدائي رجعت للبيت ابكي و قلت لابي : المعلمه تريدنا ان نتعلم الصلاة و صرخت في وجهي لانني لا اعرف . فقال ابي : لا توجد صلاة . الصلاة هي سلوك و عقل و حب الناس هذة هي الصلاة و ليس مجرد حركات . عندما كبرت قليلا و بالتحديد في الصف السادس الابتدائي شرحت لنا المعلمه عقاب يوم القيامه و كيف الصراخ و العويل و ثعابين و عقارب القبر تلدغكم ان لم تفعلوا الواجبات الدينيه فحينها سيقوم اسرافيل بمسك البوق و يصرخ على ادمغتكم فالميت منكم يبعث للحياة و الحي منكم يموت . خفت كثيرا لانني لازلت طفلا لم اتجاوز الحاديه عشره . رجعت مجددا حزينا فقلت لابي : هل ما تقوله المعلمه صحيح ؟! فقال لي : لا يوجد بوق انما ميكروفون ههههه و لاتوجد نار فأنت نقي و عندما تكون نقي لا توجد نار او عذاب . فذهبت في اليوم التالي للمعلمه و قلت لها : لا يوجد بوق انت غبيه . فضربتني و طردتني من الصف . لقد كان ابي معلما للتربيه الاسلاميه و اللغه العربيه لمدة 28 سنه تقريبا لحد الان لكنه لم يعلم الطلبه الصلاة او عذاب القبر الكاذب فالكل سيموت لماذا نخاف الموت ؟ عالم غبي من النفاق لكي تتم سرقه موارد الشعوب و حكمها تحت طائلة اسرافيل و العقارب . و العقارب الحقيقيه تحكم الكرسي و تسرق السدس و الخمس للتطرف الديني . و الحكومه المنافقه تمتص دماء الشرفاء .
عندما انضم معظم ابناء منطقتي الى الحوزه العلميه كما تسمى . لم انضم اليها لانها تغير الوجهة الانسانيه تغير الفطرة و المحبه التي ينمو عليها العقل الطفولي . فالاطفال يحاولون في هذة الحوزات و غيرها التعود على افكار محدده تجعلهم ينظرون للمجتمع على انه فساد يجب ان يغيروه . و يبتعدون عن مخالطة الاخرين المختلفين عنهم الغير منتمين لهذة الحوزه . لقد ربحت خسارة العديد من الاصدقاء بسبب هذة الحوزات .
تعتيم الوضع العام نحو تجديد الفكر الديني سبب صريح لجعل كل فئه تصرخ و تصرح بانها شعب الله المختار و لها الحق في اجهاض الحركات الفرديه المستقله .
ازدادت معاناتي مع درس الاسلاميه عندما دخلت الاعداديه عندما ناقشت الاستاذ بمواضيع عديده كالتعدديه الزوجيه و الميراث و الاماء و الجواري و غيرها . انكاري لعدم المساواة جعلت مني شخصيه قويه ولكنها منبوذة من قبل اغلب الطلبه . لم يقف بجانبي الا صديق واحد اعتز به قال لي : نحن مع العدل و هم يحاربون العدل لانه ضعيف في هذا الوقت لكنه كالهواء لا توجد حياة انسانيه بدونه . تم استدعاء ابي للمدرسه بسبب افكاري تغيرت عائلتي نحوي و حاولت تطويعي للجو او التطبع للحاله التي نعيشها بما فيها النفاق و الكذب و شيوخ الدجل . لم يقف معي سوى ابي الذي حرر عقلي ليحلق خارج المعتاد دون خوف .
أنا اعرف ان الله ليس قرأن او توراة او انجيل . الله هو العدل فكيف يفضل جنس على اخر بامتيازات دينيه و تعتبر تشريع لدوله او لاسره لمجرد ذكرها في كتاب الدين . لم تتدارك وزارة التربيه و التعليم العراقيه مواضيع التربيه الاسلاميه و فشلها الذريع فقامت بمحاربه الحريات الفرديه و الفكريه في طريقة التدريس و مواضيع المنهج . و لاننا في زمن الرجعيه كيف يمكن لطالب في مدينه قابعه دينيا ان يناقش او يعترض على الحق المبين . امي تقول دع افكارك لنفسك و اقرأ لكي تنجح فهذا مستقبلك . ولكن كيف يكون المستقبل دون مناقشة الحاضر و انا ارى التفرقه داخل الكتب الدينيه . لم تذكر الشخصيات النسائيه داخل القران بصورة صريحه سوى مريم العذراء لماذا لم نرى نساء اخريات ؟! نجحت و تركت الاسلاميه لانها لا تدرس الان داخل الجامعه على الاقل في اختصاصي .
على وزارة التربيه ان يكون عندها تربيه انسانيه في درس الاسلاميه و ان يكون درس اختياري و ليس اساسي للمدارس العراقيه فالبشر احرار في اختيار اسلامهم او مسيحيتهم او حتى الحادهم حسب عقلهم دون ان يحاسبوا على ذلك و دون ان يعتدي احدهم على الاخر .
#حسام_جاسم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
السقوط الى السماء
-
رحلة انتماء
-
مصداقية الصداقه
-
تركس & شعبة A
-
الهروب من التخدير
-
ثلاثيه امراض نفسيه
-
رقصة كرامه
-
حاله خاصه
-
عربة اللاحدود
-
لوحه مسروقة الالوان
-
نحتاج الى ثورة من اللاوعي
-
الستار الاحمر
-
علمانيه محجبه
-
صرخة قلم
-
مصنع للكذب فقط
-
وماذا بعد ؟
-
نوال السعداوي علمتني كسر الثوابت
-
مذكراتي مع الاصوات الفاسده
-
Nivea & LX
-
اغتصاب الكلمه
المزيد.....
-
أول رد من الإمارات على اختفاء رجل دين يهودي على أراضيها
-
غزة.. مستعمرون يقتحمون المقبرة الاسلامية والبلدة القديمة في
...
-
بيان للخارجية الإماراتية بشأن الحاخام اليهودي المختفي
-
بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي
-
قائد الثورة الاسلامية آية اللهخامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع
...
-
اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع
...
-
إعلام العدو: اختفاء رجل دين اسرائيلي في الامارات والموساد يش
...
-
مستوطنون يقتحمون مقبرة إسلامية في الضفة الغربية
-
سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -أفيفيم- بصلية صا
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|