الخلود الفكرة التي اكرهها

مساري البصراوي

الحوار المتمدن-العدد: 5083 - 2016 / 2 / 23 - 20:25
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

اجمل ما في المستساغات انها قابلة للترك لا اتصور نفسي مداوماً على أكل التفاح يومياً مع حبي الشديد له !
تخيل ان يهدي اليك احد الاشخاص كرة بيسبول مع علمه المسبق بكرهك لها !! لماذا يعطي محمد للمسلمين الخلود في الجنة مع علمه المسبق ان هناك بعض الاشخاص يكرهون فكرة الخلود ! لماذا تعطيني كرة بيسبول كهدية لي لانني كنت اسجد لك يومياً وانت تعلم مسبقاً انني اكره البيسبول !! قد يكون جلجامش راغباً في ان يُخلد ولكن زيد من الناس لا يريد ذلك ! الناس اذواق ورغبات فالشيء الذي تستسيغه قد لا يستسيغه غيرك فلماذا لم يفهم محمد هذا الشيء وقدم الخلود كجائزة للمؤمنين به ؟ اغلب الظن ان التفسير المناسب لهذه المعضلة هي : الانسان بطبعه عندما يكون محروماً من شيء مهم فأنه يحاول قدر الامكان ان يحصل عليه ويتناسى السلبيات التي ممكن ان تقع بعد ذلك ، مثال : انا ارغب في الحصول على الجنس لانني محروم منه نصحني صديقي بالذهاب الى احد بيوت الدعارة وبعد ذهابي هناك لم يخطر على بالي امكانية اصابتي بالامراض التناسلية وبعد حصولي على مبتغاي شعرت بالندم لانني عرضت حياتي للخطر !! هذا ما حصل مع اتباع محمد لانهم محرومين من الطعام والجنس وعدهم محمد بما يرغبون به وتقبلوا فكرة الخلود لها السبب اما الذين لديهم النساء والاموال والطعام فأنهم لم يؤمنوا بمحمد !! فما فائدة ان تعطيني حور العين وانا لدي نساء ؟ ما فائدة ان تعطيني طعام وانا لدي طعام ؟ محمد لم يستطع ان يكسب ود الاغنياء ولم يجد امامه سوى ان يكرههم ! يقول محمد ( وقال الملأ من قومه الذين كفروا وكذبوا بلقاء الآخرة وأترفناهم في الحياة الدنيا ما هذا إلا بشر مثلكم ) وبقى محمدٌ يحارب الاغنياء لانهم كذبوه عندما كان فقيراً ولكنه بعد ان حصل على الخمس من الغنائم في المعارك الذي خاضها جاءت له فكرة ذكية وقال في نفسه هؤلاء الاغنياء لن يؤمنوا لان الجنة التي وعدتهم بها غير مفضله لديهم فهم يمتلكون النساء والطعام والعبيد ولكن هناك طريقه وهي ان اعطيهم اموال لكي يؤمنوا بي ! وفعلاً تم ذلك وكسب الاغنياء عبر الرشوه واسماهم بالمؤلفة قلوبهم ( إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ ) ، الانسان بطبعه وكما قلت في منشوراتي السابقه انه يميل الى وضع كل شيء في ميزان المكاسب الشخصية فاذا كان الاسلام يعطيه مكسباً شخصياً دخل فيه واذا كان يهدد مصالحه الشخصية حاربه ، الان في وقتنا الحالي هناك اعداد كبيرة من الاشخاص لديهم اشباع من ناحية الجنس والطعام فلماذا يدخلون للاسلام !!! رجال الدين انتبهوا الى هذه المشكلة وتغير خطابهم من الترغيب بالجنة الى الترهيب من النار !! الان القاعدة تقول ( كل منطقة تكثر فيها الاباحية الجنسية والطعام الكثير فعلى رجال الدين فيها ان يركزوا على الترهيب من النار ، اما المناطق التي فيها تشدد من ناحية الجنس وقله في الطعام فعلى رجال الدين ان يركزوا على الترغيب في الجنة ) ، لماذا رجال الدين الشيعة في ايران لا يركزون على ذكر حور العين كما يفعل رجال الدين في السعودية ؟ الجواب هو ان ايران فيها اباحية جنسية ( زواج المتعة ) فالمواطن الايراني لا يشعر بالفضول لرؤية حور العين لانه لديه اشباع جنسي . اما السعودية فعلى العكس تماماً فالمراة لديهم صعبة المنال لذلك تجدهم يتشوقون الى حور العين . سؤال : اذا كان الشيعي غير متشوق للجنة فلماذا هو متمسك بالدين ؟
1- الدين لديه وراثه ورثه كما ورث اسم ابيه فهل من السهولة ان تتخلص من اسم ابيك !
2- رجال الدين الشيعة جعلوا اتباعهم يتمسكون بهذا الدين ليس لان هناك جنة في المستقبل بل ان هناك فائدة دنيوية وهي مساندة الائمة لهم في الحياة وتوسطهم الى الاله في دفع الشر وقضاء الحاجات .
3 - الدين يريح اعصاب المتعاجزين عن البحث في اصل الكون والانسان ويقدم لهم اجوبه جاهزة
4- الدين ورقة يانصيب رابحة ففي حال كانت هناك جنة ونار فانا لن اخسر شيئاً فمحمد قال ( من قال لا اله إلا الله لا يُخلد في النار ) فلماذا اتعاجز من حمل تلك الورقه معي ! سوف افعل كل السيئات واتمتع بالحياة وفي حال كان هناك إله فانا ساكون رابح لانني قلت لا اله إلا الله وسوف اتعذب ولكن لن اخلد في النار كما هو الملحد ، اذن سوف ابقى مسلماً .
5- اسباب اخرى عديدة ...
الان نرجع الى موضوع البحث وهو الخلود : قلنا ان الناس تختلف في الاطباع والرغبات فهناك الكثيرون لا يرغبون بالخلود فهو لا يحبذ ان يبقى يأكل ويمارس الجنس وينام ، يأكل ويمارس الجنس وينام ووو الى الابد !! هذه الفكرة مزعجة حقاً وانها عقوبة اكثر منها جائزة . عندما تفكر في مصطلح الخلود يتبادر الى عقلك قصة ذلك الرجل الذي استهزأ بأحد السحره فغضب عليه الساحر والقى عليه لعنة تجعله خالداً الى الابد وبعد 200 عام صعد ذلك الرجل فوق الجبل لينتحر فقد سأم الحياة ! ولكنه لم يفلح في ذلك وبقى مدة طويلة يبكي وتأزمت حالته النفسية وكاد ان تصيبه لوثة عقلية لولا ان احدهم رفع عنه تلك اللعنة ومات وهو سعيد !!

#مساري_البصراوي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات