أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سمر محسن - لماذا أنا الوحيدة السجينة, سأحارب حتى أجعلكن خلف القضبان معي!














المزيد.....

لماذا أنا الوحيدة السجينة, سأحارب حتى أجعلكن خلف القضبان معي!


سمر محسن

الحوار المتمدن-العدد: 5083 - 2016 / 2 / 23 - 17:34
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في مجتمعات الكبت والقمع يكثر نموذج معين من النساء رأيته أينما ذهبت وهو:
نموذج المرأة التي تم قص أجنحتها رغماً عنها والتي تحاول وبشدة قص أجنحة غيرها من النساء اللواتي رفضن الإنصياع، حيث تحاول مستميتة وأحياناً أكثر من الرجل نفسه في أن تجعل الجميع مثلها كي لا يستمر شعورها بالنقص والحرمان.
تجد إحداهن وهي ترتدي الحجاب بعد أن تم غصبها عليه من قبل أهلها أو زوجها تنتقد وتذم بشراسة كل من لا ترتديه وتصمها بالعهر وبأن لها عذاب شديد في الآخرة، لا لكونها مقتنعة فعلاً بما تقوله ولكن لكون إنتقادها لغيرها ومحاولة تغييرهن أسهل عليها من محاولة تغييرها لنفسها ومقاومتها لما فُرِض عليها.
لازلتُ أذكر تلك المرة التي كنتُ فيها خارجة من مكتبي في عملي السابق في العراق وبالصدفة جاءت عيني وقتها على موظفة معي إسمها (ي) تنظر بسرحان وتأمل وأعين ملؤها الحسرة والتمني إلى موظفة أخرى كانت تمشي أمامها وهي ترتدي البنطال والملابس المتحررة، كانت تتأملها دون أن تعلم إني رأيتها ووقفتُ بدوري أتأملها، وما إن رأتني حتى إرتبكت ودخلت مكتبها بسرعة, (ي) هذهِ ترتدي العباءة والحجاب وكفوف يد وجوارب ولا يظهر منها سوى وجهها (حسب الشرع) ورغم كوني شاهدتها أكثر من مرة تكاد تتعثر على درجات السلم بعباءتها حين يكون لديها كتاب رسمي مستعجل بحاجة لتوقيع المدير مما يجعلها بحاجة إلى الإسراع بخطواتها, ولكنها كانت دوماً تتباهى بهذه العباءة وبعلو ديانتها وتمسكها بكلام المرجعية حتى إن موبايلها ممتلىء باللطميات الحسينية والآيات القرآنية وقد إعتدنا على سماع هذه اللطميات في ممرات العمل حين كانت تمر وهي تمسك موبايلها وتشغلهن عمداً كي ترينا مدى (تشيعها) هذا إضافة إلى قيامها بأغلاق مكتبها وقت الصلاة إلى أن تكمل صلاتها!
هذه الموظفة كانت من أكثر النساء اللواتي حاربنني وأطلقت عليّ وعلى غيري من المتحررات الكثير والكثير من الإشاعات التي تمس الشرف, لا لشيء غير إننا لا نرتدي الحجاب وعباءة الرأس ونضع القليل من المكياج.

اليوم كنتُ ذاهبة إلى محل قريب من محل سكني كي أشتري بعض الأشياء, وما إن وصلتُ المحل حتى أسرني تغريد بلبل صغير موضوع في قفص معلّق على الحائط بجوار الباب, وقد كان المحل مكتظ بالزبائن مما أتاح لي بعض الوقت لتأمل هذا الكائن البديع, صوتهُ عذبٌ للغاية ويخال المرء وهو يسمعه أنه سيسمع بعد قليل صوت الشلالات الطبيعية وحفيف الأشجار الخضراء ويشعر بلسعة الشمس المختلطة بنسمة هواء باردة تداعب وجنتيه وهي تهب في تلك الغابة الخيالية التي يتصورها فقط لكونه يسمع سحر صوت هذا الطائر!
ولكن ما هي إلا ثواني حتى أثار إنتباهي إنه يتحرك حركات سريعة وعصبية ويحاول الطيران داخل قفصه الصغير دون أن يجد المساحة الكافية لفرد جناحيه حتى, لم أستطع منع نفسي من الإشفاق عليه وتلاشت بسرعة صورة غابات الأمازون وشعورها المنعش وحل محلها شعور بالغصة والغضب من صاحب المحل وقد ظلم وجرد هذا الكائن من حريته فقط كي يُمتِع أذنيه بصوته.
تذكرتُ وقتها (ي) ونظرتها الحزينة إلى الموظفة الأخرى.
حيث أن هناك تشابه قوي بين الحالتين, حالة (ي) المجبرة على الزي الإسلامي من زوجها وحالة العصفور المسجون, التشابه هذا هو (القفص).
نعم, القفص الذي جرد العصفور المسكين من أغلى ما يملك وهو حريته هو نفسه الذي جرد المرأة من حريتها, ولكن مع فارق مهم للغاية وهو إن هذا الطير مهما طال حبسه سنين في قفصه ومهما زينّا قفصه ووضعنا فيه الألعاب ولونّاه بأزهى الألوان فما أن يجد الفرصة سانحة لتحرره سيقتنصها ويطير بعيداً دون أن يلتفت وراءه فهو أذكى من أن نضحك عليه, بينما هؤلاء النسوة قد إندمج القفص مع عقولهن ولم يعدن قادرات حتى على رؤية القضبان فهن باقيات في نفس المكان تحديداً حيث يريدهن سجانهن ولا يجرؤن على التغيير وذلك لكونه أقنعهن أن قفصهن هو الأفضل لهن وإن هذه هي رغبة الخالق وإن قمن بعصيانه ومحاولة التحرر سينلن العقاب الرباني والحرق إلى أبد الأبدين, بعضهن لم تنطلي عليها الحيلة ولكنها تضطر إلى مجاراة التيار كي لا تكسرها الأمواج العاتية, وبعضهن صدقن وتبنين الفكرة وبتن يحاربن من يجدنها ترى القضبان وتلمسها وتتساءل لماذا؟
لماذا يجب عليّ أنا أن أغطي نفسي كي لا أثير شهوة الرجل؟
لماذا لا يسيطر هو على شهوته؟
هل من المنطق إن نطلب من رجل غني أن لا يقوم بإظهار ثروته والتمتع بها من خلال شراء بيت جميل وسيارة فخمة وغيرها من مظاهر الرفاهية بل على العكس عليه أن يحتفظ بماله في الخزنة فقط ويحافظ على إرتداء ثياب رثة والسكن بمنزل قديم مهترئ , وذلك فقط كي لا يقوم بإغراء ضعاف النفوس بسرقته وبالتالي سيدخل في خطيئتهم ويحاسبه الله لكونه كان السبب في قيامهم بهذه الخطيئة ,,, أترون هذا تفكيراً منطقياً وعادلاً ؟
إنه لأمر محزن للغاية أن نشاهد نظرة الحسرة والتمني داخل عيون هؤلاء النسوة السجينات وهن يرين غيرهن من المتحررات ويحدثن أنفسهن لو إن قفصنا لم يكن فريضة, آه لو لم يكن, لكنا وكنا وكنا.
أعزائي أنا لا أدعو إلى التعري فأنا أعرف إن هذا أول ما سيتهمني به القارئ المعارض, فنحن شعوب نعشق التطرف ولا نعرف غيره, فإما يمين وإما يسار, لا نكلف أنفسنا أبداً بالبحث عن حلول وسطى ولا نحاول مطلقاً قراءة ما بين السطور.



#سمر_محسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرأة المطلقة حلوى مقضومة
- لا للغناء ونعم للبغاء


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سمر محسن - لماذا أنا الوحيدة السجينة, سأحارب حتى أجعلكن خلف القضبان معي!