صافي الياسري
الحوار المتمدن-العدد: 5083 - 2016 / 2 / 23 - 17:04
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
مهزلة الانتخابات الايرانية -10 –
الانتخابات وازمات النظام
صافي الياسري
1. أزمة في قمة النظام
هذا العام انساقت الأزمة بشكل غير مسبوق الى قمة النظام وبذلك فمن جهة نرى اصطفاف خامنئي وجل قوات الحرس وأخرى من المؤسسات والأجهزة المالية والدينية للاحتفاظ بالوضع الحالي للنظام ومن جانب آخر نرى اصطفاف رفسنجاني وروحاني مدعوم من أفراد ومجموعات سبق وأن تم حذفهم من النظام ويريدون حصتهم من السلطة. رفسنجاني وروحاني يأملان في أن يحصلا على غالبية البرلمان ليعززا مكانتهما في مجلس الخبراء. وكان خامنئي قد شطب في عام 2005 المرشح المقدم من قبل الجناح المخالف وجاء باحمدي نجاد ليكون رئيسا للجمهورية. ولكن هذه المرة ونظرا الى الأزمات التي تحدق بالنظام فان عواقب حذف محتمل يمكن أن تكون ثقيلة للغاية ومدمرة لكل النظام.
ومع أن الصراع بين الأجنحة ساخن جدا الا أنه وخلافا لقراءة مغلوطة من الغرب حيث يثيرها النظام ومؤيدوه فان المنافسة ليست بين المعتدلين والمتشددين. وانما الحرب ناجمة عن أزمة الوجود حيث كل جناح يستدل بأن نهج الجناح المقابل سيؤدي الى سقوط النظام.
2. الأزمات الاقتصادية والاقليمية: نظام الملالي غارق في عدة حروب خارجية خاصة في سوريا حيث تكلفه نفقات هائلة كما ان مشاركة قوات الحرس النشطة في حرب سوريا وعدد القتلى الذي تحملوه لحد هنا قد خلفت عواقب سلبية داخل النظام خاصة بين عوائل قوات الحرس. من جهة أخرى يواجه النظام التداعيات المترتبة على الاتفاق النووي داخل ايران ولكون عدم قدرة النظام على تلبية توقعات المواطنين لتحسين الوضع الاقتصادي فهو يواجه استياء عاما. الواقع أنه ورغم كل الشعارات والرغبة الظاهرية للدول الغربية للصفقة مع ايران فلم يتغير بعد أي شيء عن واقع العيش للمواطن الايراني داخل البلاد.
3. الحرب على الخلافة: ان كبر السن ومرض خامنئي وامكانية أن يواجه مجلس الخبراء المقبل فرض تعيين المرشد الأعلى للنظام، فان هذه العوامل تعطي أهمية لانتخابات هذا العام ويرغب خامنئي أن يرى تعيين خليفة له في أيام حياته.
الاستنتاج: بعيدا عن أي من الأجنحة قد يتوفق في الانتخابات، فان نتيجة الانتخابات بالتأكيد لا تعالج الأزمات التي تحدق بالنظام سواء في ايران أو خارج ايران. ان الطبيعة الظلامية لنظام ولاية الفقيه والركود الاقتصادي وانعدام الديمقراطية داخل ايران من جهة ودعم الملالي للارهاب والمليشيات وأحلامهم التوسعية في المنطقة من جهة أخرى هما عاملان حاسمان يجعلان النظام في وضع غير مستقر وآيل للسقوط لا محالة.
#صافي_الياسري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟