يا علمانيون , من أنتم ؟!!

عندليب الحسبان

الحوار المتمدن-العدد: 5083 - 2016 / 2 / 23 - 13:59
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

اليوم في عالمنا العربي أكثر ما نرى في السوق إسلاميين وغير إسلاميين , الإسلاميون هؤلاء نعرفهم جيدا , فهم ماركة معروفة ومشهورة للقاصي قبل الداني , مشروعهم سواء كان فكريا أو سياسيا , تنظيميا أو فرديا , مشروع واضح غير موارب , الشريعة الاسلامية بمصادرها الأولى القرآن والسنة والمذاهب الأربعة هي منهجهم , فماذا عن غير الإسلاميين ؟ ما مشروعهم وما هويتهم وما منهجهم الفكري ؟
كثيرون _ وأنا كنت منهم _ يظنون أن ضد الاسلامي هنا هو العلماني , وأن الحرب الفكرية والسياسية في منطقتنا اليوم هي في الجوهر حرب بين علمانيين وبين إسلاميين , وتراءى لي أنا مثلا أن الغول الاسلامي وتحديدا " السني " سيأكلني ويأكل دولتي التي أسعى إليها والتي جوهرها المواطنة , وكنت أثق بالعلمانية طريقا ومنهجا , وما زلت أثق بها نظرية ومنهجية فقط , ولكن لا أثق أبدا بأولئك الذين يتبنون شعارها , ويأخذون من عدائهم للاسلاميين برهانا وحجة .
مثلا , الكاتب "العلماني " الذي ينظر لنهضة " شيعية " مستلهما التراث الاسلامي , بماذا يفترق عن الكاتب الاسلامي الذي يستنهض الخلافة مستلهما التراث الإسلامي ذاته ؟ , العلماني الذي يرفض تركيا لأنها تمثل "العثمانية " ويستهزئ بأردوغان وأطماعه السلطانية ولا ينبس ببنت شفة عن خامنئي آية الله على الأرض , ولا عن إيران الأسلامية ,, رغم أن تركيا دولة علمانية بالدستور والواقع , وإيران دولة إسلامية بالواقع والدستور ؟ ,بماذا يختلف العلماني الذي يرى في أمريكا عدوا مركزا وثابتا فيرجمها في الطالعة والنازلة عن الاسلامي الذي يرى في الشيطان عدوا ثابتا إلى يوم الدين فيرجمه بالحجارة ؟! ,
العلماني الذي يرفض "الإخوان المسلمين "ويطالب بإخراجه من اللعبة السياسية لأنه حزب ديني , ويعبد حزب الله " وما أدراك "ما الله "في السياسة !!!.. العلماني الذي يحذر من أفيون الشعوب , وهونفسه يتعاطى حزب الله ,! العلماني الذي يتهم فصائل المعارضة في سورية بالطائفية ويتناسى الطرف الآخرفي الصراع وكأنه سويسري الرؤية وليس مجموعة من عصائب شقيقة في الرؤية والتاريخ !!,
العلماني الذي يعادي السعودية لأنها تصدّر الوهابية , ولكنه يغض النظر عن دولة تصدير الثورة الاسلامية ! العلماني الذي يرشق السعودية بالسباب و البصاق لأنها تقتل المفكرين والشعراء والأدباء ويغلق فمه عند الحديث عن سلمان رشدي الذي ما يزال من عقود يلاحق من دولة الفقيه ؟ العلماني الذي يصدر بيان إدانة للسعودية لاختراقها حقوق الإنسان من السفارة السورية ! العلماني الذي يستفزه آل سعود وسلطتهم الفوقية الممتدة ويهتف لآل الأسد للأبد للأبد !
العلماني الذي ينتقد جهارا نهارا آل سعود ويلتحف هو بعباءة آله وعشيرته في عمله وفي تمكين مركزه و نفوذه !! العلماني الذي ينظّر للثورة على آل سعود وهو نفسه غير قادر على الخروج فكريا على أبيه الذي في البيت فيستنسخه في الناصرية أو البعثية أو الشيوعية !!.
أفهم أن للسياسة ومتعاطيها شروط و أدوات , ولكن العلمانية تعاط ثقافي قبل أن يكون سياسيا وهذا يحتاج أدوات معرفة وحفر أكثر أمانة من كأس عرق وتنورة قصيرة , فالسعودي أيضا يشرب البيرة , والمرأة السعودية ترتدي تحت العباءة هوت شورت

#عندليب_الحسبان (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات