|
الخلط بين النظرية الألوهية والإلحاد جهالة
كمال آيت بن يوبا
كاتب
(Kamal Ait Ben Yuba)
الحوار المتمدن-العدد: 5083 - 2016 / 2 / 23 - 00:03
المحور:
التربية والتعليم والبحث العلمي
إتحاد الألوهيين الناطقين بالعربية لشمال إفريقيا والشرق الأوسط شعارنا : حرية – مساواة – أخوة من أجل ثقافة عقلانية تنتمي لعصرنا كثير من الإعلاميين و الشيوخ والمتعلمين للأسف حين يخوضون في وسائل الإعلام المرئية و غيرها (أنظر رابط الفيديو أسفل المقال) لا يفرقون بين الإلحاد (Athéisme) بمفهومه المعاصر من جهة و اللاأدرية (Agnosticisme) والربوبية (Déisme) من جهة أخرى.و لقد غيرنا هذا المصطلح الأخير أي الربوبية بعد مقالنا الذي بيننا فيه أن المقصود بالراب أو الرابي أو الرب هو الكاهن أو المعلم و كذلك الصفة عظيم في ثقافات و ديانات شرق أوسطية قديمة منها المندائية (أنظر مقال "الجزائر : للروائي بوجدرة : الرب ليس هو الله فعلا" ) و غيرنا هذا المصطلح لألوهية من الكلمة السريانية الشرقية "ألوهو" التي تعني الله ) . و يسرنا أن نوضح هذه المسألة لأحباءنا لعلنا نساهم في نفض الضباب عن الفرق بين هذه المصطلحات خدمة للمعرفة والفهم . يقول قاموس لاروس الفرنسي في تعريف الإلحاد (أنظر النص المنقول منه بالفرنسية أسفله و رابطه أسفل المقال) ما يلي : -Doctrine qui nie l existence de Dieu. (Cette position philosophique ne se confond ni avec l agnosticisme, qui est le refus de prendre parti dans les débats métaphysiques, ni avec le panthéisme, qui implique que Dieu puisse exister partout dans l univers et se confondre avec lui.) -Attitude de quelqu un qui nie l existence de Dieu -;- incroyance religieuse. ترجمة : - مذهب ينفي وجود الله .(هذا الموقف الفلسفي لا يختلط لا مع اللاأدرية التي هي رفض الدخول في النقاشات الميتافيزيقية ، ولا مع فلسفة التجلي و الوجود الإلهي في الكون و من تم التماهي معه ) - موقف شخص ينفي وجود الله ،عدم إعتقاد في الدين .
يتضح من هذا التعريف الذي يتبناه الاخ احمد حرقان كما عبر عن ذلك في الفيديو ، و هو حر طبعا ، أن المقصود بالإلحاد هو نفي وجود أي موجد للكون. لكن المذيعة المحترمة قالت في نفس الفيديو "أن هناك ملحدين لا ينكرون وجود الله" وكأنها إستعملت مفهوما آخر للإلحاد غير الذي عرفناه من خلال قاموس لاروس الفرنسي ، و تتفق حولة القواميس الحالية ، يجمع كل من ينفي وجود الله مع من يعترف بوجوده وكأنها تقصد فقط من لا يعترف بالإسلام المشترك رغم الاختلافات بين السنة والشيعة والاحمدية و غيرهم من التلوينات الاسلامية .هذا يدفع دفعا نحو التساءؤل عن معنى الإلحاد عندها ؟ و رغم كون الأخت المذيعة لم توضح المرجع الذي إعتمدته في قصدها خلال الحوار الذي جمع بين الاخ احمد حرقان و أحد شيوخ الأزهر المحترمين فيسرنا أن نورد هنا تفسير الإلحاد كما جاء لبعض سطور المصحف العثماني ورد في إحدى صفحات موقع إسلام ويب (الرابط أسفل المقال) يقول : تفسير إبن كثير : ص: 183 إن الذين يلحدون في آياتنا لا يخفون علينا أفمن يُلقى في النار خير أم من يأتي آمنا يوم القيامة إعملوا ما شئتم إنه بما تعملون بصير ( 40 )
قوله : ( إن الذين يلحدون في آياتنا ) ، قال ابن عباس : الإلحاد : وضع الكلام على غير مواضعه .
وقال قتادة وغيره : هو الكفر والعناد .
وقوله : لا يخفون علينا أي : فيه تهديد شديد ، ووعيد أكيد ، أي : إنه تعالى عالم بمن يلحد في آياته وأسمائه وصفاته ، وسيجزيه على ذلك بالعقوبة والنكال -;- ولهذا قال : ( أفمن يلقى في النار خير أم من يأتي آمنا يوم القيامة أي : أيستوي هذا وهذا ؟ لا يستويان .
ثم قال - عز وجل - تهديدا للكفرة : اعملوا ما شئتم ) قال مجاهد ، والضحاك ، وعطاء الخراساني : ( اعملوا ما شئتم أي وعيد ، أي : من خير أو شر ، إنه عليم بكم وبصير بأعمالكم -;- ولهذا قال : إنه بما تعملون بصير . إنتهى التفسير. يبدو من خلال هذا التفسير أن الإلحاد هو الجدل الفلسفي و المنطقي مثل ما كان احمد حرقان يقول في حواره مع شيخ الازهر في الفيديو للاستدلال على تناقض نصوص المصحف العثماني مع نفسها و مع المنطق و معلومات العلم الحديث و بالتالي بطلانها العلمي حسب ما قدم (احمد حرقان). لكن شيخ الأزهر عوض أن يرد على تساؤلات أحمد حرقان ، الحافظ لستين حزب من المصحف العثماني و متتلمذ على يد الشيخ السلفي ياسر برهامي ، بخصوص ما قدمه من حجج ، باغته تهربا من الجواب بالسؤال التالي "هل ربنا خلق السماوات و الأرض و اللا لأ ؟" .فكان رد احمد حرقان هو : مين ربك ده؟ و طالب شيخ الازهر فيما بعد بإثبات وجود الله لأنه هو من يدعي وجوده .و فيما يخص هذه الجزئية الاخيرة فقد كتبنا مقالا مؤخرا للرد عليها هنا في الحوار المتمدن عنوانه " هل القولة "المطالبة بإثبات عدم وجود إله باطلة " صحيحة ؟ " الرابط أسفل المقال. يبدو من رد أحمد حرقان أن الالحاد عنده يعني نفي وجود أي موجد للكون كما ورد بالضبط في تعريف قاموس لاروس الفرنسي. و عليه فلا يجب إستعمال مصطلح الإلحاد إلا بالمفهوم الذي عبر عنه أحمد حرقان و غيره وكما هو مسطر في تعاريف مختلف القواميس الحالية و لا يجوز خلطه بأي مصطلح من مصطلحات الإيمان بوجود موجد للكون على الاطلاق . أما وجهة نظر النظرية الألوهية الجديدة ، على اختلاف مع الربوبية القديمة التي ترفض الاديان جملة وتفصيلا ، فهي تعتبرها نشاط بشري لتنظيم الافراد في جماعات تعطيها القوة بغض النظر عن صحة معلوماتها ولها وظيفة بيولوجية لحماية الافراد داخل الجماعة من المعتدين و بالتالي لاستمرار حياتها و تخضع لقانون بيولوجي طبيعي هو قانون تنظيم الانواع الحيوانية الاجتماعية في جماعات مثل سائر الحيوانات الاجتماعية . (أنظر كتاب النظرية الالوهية الجديدة المنشور هنا بالحوار المتمدن ) و الاعتقاد بوجود موجد للكون في النظرية الالوهية مسمى "القدرة الالهية العظمى" مع جميع خصائص هذه الشخصية الفريدة و الاستثنائية تتجاوز الاديان من حيث حداثتها وعقلنتها و اعتمادها الكلي على الفلسفة والعلوم الحديثة .و هو شيء طبيعي نظرا لقدم الاديان بالنسبة لعصرنا . و لذلك لا يمكن أن يخلط بين النظرية الالوهية والالحاد الا من لديه صعوبات و عسر في الفهم أو يمثل هذا الدور.و اذا كان الامر كذلك فهو معذور . أما اللاأدرية فهي شيء آخرتماما. فلاهي إلحاد و نفي لوجود موجد للكون ولا هي إعتراف بوجوده .و لذلك لا يجب خلطها لا مع الالحاد أو الالوهية . من الناحية المعرفية التربوية الخالصة ، وفي جميع الاحوال ، فأي نظرية سواء كان دينية أو غيرها إذا إدعت شيئا من الحقيقة وخرجت للعلن و عرضت نفسها على الناس فمن الطبيعي منطقيا أنها تريد منهم أن يبدوا رأيهم فيها و يستفيدو ا منها من خلال الجدل والمناقشة كأحرار وعاقلين مميزين بالعقل والمنطق و ملكة التعبير .أما أن تفرض نفسها عليهم على انها حقيقة بالقوة والإكراه و السيف فهذا أقوى دليل على بطلانها . لأنها لم تستطع فرض نفسها بقوة المنطق فلجأت لمنطق القوة الذي ستزول به هي أيضا مع مرور الزمن.فبالتجربة تعلم الناس أن ما يزرع الانسان إياه يحصد . و تحياتي لكل القراء الغاليين رابط فيديو حوار احمد حرقان و شيخ الازهر: https://www.youtube.com/watch?v=qCoJ6Vn9E7o رابط صفحة إسلام ويب : http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=1670&idto=1670&bk_no=49&ID=1713 رابط صفحة قاموس لاروس لتعريف الإلحاد : http://www.larousse.fr/dictionnaires/francais/ath%C3%A9isme/6078 رابط مقال الرب ليس هو الله : http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=477168 رابط مقال هل القولة "المطالبة بإثبات عدم وجود إله باطلة " صخيحة ؟ http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=505536
#كمال_آيت_بن_يوبا (هاشتاغ)
Kamal_Ait_Ben_Yuba#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
درس من فرنسا إعلان 1789 لحقوق الإنسان و المواطن
-
هل القولة -المطالبة بإثبات عدم وجود إله باطلة- صحيحة ؟
-
العمود الفقري لإصلاح التعليم الديني
-
بيان لإتحاد الألوهيين لشمال إفريقيا والشرق الأوسط بشأن ليبيا
-
مقترحات مختصرة لتغيير مناهج SVT بالمغرب
-
ليُسَمَّون عارفين بالدين فحسب لا علماء
-
أساتذة - متدربون وسويسرا وحق الكفاية في الإسلام
-
الحضارة ليست ناطحات سحاب في دول إنسانها متخلف
-
…و رغم ذلك تظل الفرنسية أفضل من العربية في تدريس العلوم
-
إنحسار المطر عن المغرب نتيجة للتغير المناخي في العالم كله
-
الولادة العذراوية parthènogenesis مستحيلة عند الثدييات
-
أحد شُراح التورا ة يقول الشر في الجانب الأيسر من القلب
-
زلازل المغرب ظاهرة فيزيائية وليست غضبا
-
النظرية الألوهية (New deism) والإصلاح الديني (5)
-
النظرية الألوهية الجديدة (New deism) والإصلاح الديني (3)
-
النظرية الألوهية الجديدة(New deism) والإصلاح الديني (4)
-
النظرية الألوهية (New deism) والإصلاح الديني (1)
-
النظرية الألوهية (New deism) والإصلاح الديني (2)
-
هل يُراد لدول شمال إفريقيا الإتجاه نحو سوريا جديدة ؟
-
من مذكرات أستاذ حكاية إسم عائلي
المزيد.....
-
جنرال أمريكي متقاعد يوضح لـCNN سبب استخدام روسيا لصاروخ -MIR
...
-
تحليل: خطاب بوتين ومعنى إطلاق روسيا صاروخ MIRV لأول مرة
-
جزيرة ميكونوس..ما سر جاذبية هذه الوجهة السياحية باليونان؟
-
أكثر الدول العربية ابتعاثا لطلابها لتلقي التعليم بأمريكا.. إ
...
-
-نيويورك بوست-: ألمانيا تستعد للحرب مع روسيا
-
-غينيس- تجمع أطول وأقصر امرأتين في العالم
-
لبنان- عشرات القتلى في قصف إسرائيلي على معاقل لحزب الله في ل
...
-
ضابط أمريكي: -أوريشنيك- جزء من التهديد النووي وبوتين يريد به
...
-
غيتس يشيد بجهود الإمارات في تحسين حياة الفئات الأكثر ضعفا حو
...
-
مصر.. حادث دهس مروع بسبب شيف شهير
المزيد.....
-
اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با
...
/ علي أسعد وطفة
-
خطوات البحث العلمى
/ د/ سامح سعيد عبد العزيز
-
إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا
...
/ سوسن شاكر مجيد
-
بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل
/ مالك ابوعليا
-
التوثيق فى البحث العلمى
/ د/ سامح سعيد عبد العزيز
-
الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو
...
/ مالك ابوعليا
-
وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب
/ مالك ابوعليا
-
مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس
/ مالك ابوعليا
-
خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد
/ مالك ابوعليا
-
مدخل إلى الديدكتيك
/ محمد الفهري
المزيد.....
|