محمد عبد القادر الفار
كاتب
(Mohammad Abdel Qader Alfar)
الحوار المتمدن-العدد: 5082 - 2016 / 2 / 22 - 20:31
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
تابع للحلقة الأولى
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=450072
.
.
.
فكرة أن يكون الكون والوجود وخاصة الوعي الإنساني والموت مقصوداً، هي فكرة -إلى جانب كونها دافئة ومطمئنة- مثيرة جداً، كونها تقود إلى اعتبار أن كل شيء له معنى جاهز، مستمد من إرادة القاصد، ولكن ذلك في نفس الوقت يجعل الإنسان المستثار مستقبلا للفعل، أو مفعولاً به، وناقص الحرية. فهو ليس مرجع نفسه والمعاني التي يطمئنّ إلى أنها جاهزة ليست نابعة من إرادته.
الفكرة المقابلة، أنّه لا قصد من أي شيء، هي فكرة فيها شيء من خيبة الأمل. كونه لا معاني جاهزة للأشياء في هذه الحالة، مما يجعلها مرهقة، كونها تفرض على من يريد أن يطمئن إلى دفء وجود معنى وقصد (وبالتالي محصّلة أو خلاصة) مسؤوليةً وجهداً. فخلق المعنى متوقّف على إرادته هو. وهو في هذه الحالة يجب أن يؤمن بنفسه وأن يكون في أعلى درجات الثقة بالنفس. هي فكرة تجعل الإنسان الذي خاب أمله، إنساناً فاعلاً فعّالاً، مرسلاً للفعل.
المفعول به يشعر بالإثارة كونه ينتظر ما تجود به السحب، بينما الفاعل يشعر بالمسؤولية، وهو أكثر قلقاً وأقل إحساساً بالإثارة. هو يرسل الإثارة ولا يستقبلها. هو الأمير والمفعول به وزير من باب المجاملة الأخيرة، المجاملة التي تسبق انقضاض السبع على فريسته، فالسبع لا يشاور فريسته في أمر افتراسها، وقد يشاورها من باب الذوق ويخالفها من باب الضرورة.
#محمد_عبد_القادر_الفار (هاشتاغ)
Mohammad_Abdel_Qader_Alfar#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟