أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علي الخليفي - البويجية













المزيد.....

البويجية


علي الخليفي

الحوار المتمدن-العدد: 5082 - 2016 / 2 / 22 - 17:20
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


البـــــــويجية

مُلَمِعي النِعال البدوية

لا نجد كلمة أدق من كلمة بويجية، تَصدق في توصيف حاملي رايات ما يُسمى بإصلاح الخطاب الديني .
هؤلاء البويجية هم أخطر على عقول الناس من كل الشيوخ والفقهاء والدعاة، ولعلني لن أُبالغ إذا ما قلت، أنهم أخطر من داعش نفسها.
فالشيوخ والتنظيمات الإرهابية ومن حيثُ لا تدري، تُسهم في تحرير عقل الإنسان المُسلم من نير الإستعباد، من ربقة العبودية لتعاليم بدو قريش المُتخلفة .

الشيوخ والفقهاء والدُعاة يقدمون تعاليم البداوة للناس كما أنزلت على البدو، والتنظيمات الإرهابية تنفد تلك التعليمات وتطبقها على االأرض، تماماً كما طبقها جيل خير القُرون. وكلاهما يُقدمان بذلك خدمة كبيرة لعقل الإنسان المُسلم الباحث عن الحقيقة .
الشيوخ والفقهاء والتنظيمات الإرهابية تُقدم للمُسلم الصورة الحقيقية للدين الذي يعتنقه، وإذا ما كان لدى هذا المُسلم فطرة إنسانية سوية، فإنه ولا شك سيقرف ويشمئز من السُخف والإنحطاط الذي يطرحه عليه الشيوخ والفقهاء، وسيتبرأ من هذا الدين عندما يرى القتل والتنكيل والسبي والإغتصاب الذي تقترفه التنظيمات الإرهابية وغق تعاليمه .
التطبيق الفعلي لشريعة بدو قريش على يد الدواعش وغيرهم من تنظيمات الجهاد الإرهابية، أعطى للإنسان المُسلم صورة طبق الأصل للواقع الذي كان قائماً قبل ألف وأربعمائة عام، زمن أسلافه الذي ظل طوال عمره يظنهم مُقدسين ويصلي ويُسلم ويسترضي عليهم. فوحوش داعش الكاسرة عكست له وجوه أولئك البدو، الذين نشروا هذه التعاليم الوحشية بالحديد والنار، في زمن خير القرون .
معرفة الإنسان المُسلم بحقيقة الدين الذي يعتنقه، أحدث صدمة لعقله، وجعله يُفيق من سُبات الأوهام التي زُرعت في رأسه منذ أزمنة الطقولة المُبكرة، تلك الأوهام عن زمن الفضيلة وعن أولئك الفُضلاء الذين جاءو بهذا الدين. تلك الصدمة كانت السبب في الصحوة التي رأينها في السنوات الأخيرة، والتي دفعت الألاف من الذين أرادو الإحتفاظ بإنسانيتهم لترك هذا الذين الذي يمتهن إنسانية الإنسان ويسحقها.

هذه الصحوة كان يجب أن تكون بداية التحرر من عفن بدو قريش وقرفهم، الذي حكموا به هذه المنطقة منذ أربعة عشر قرناً من الزمان،  وهذا ما كان سيحدث لو قُيض لهذه الصحوة رجالات فكر ومثقفين حقيقين، قادرين على إضاءة الطريق لهذا الإنسان الفار بإنسانيته من سطوة إله البدو المنتقم الجبار.

لكن للأسف هذا لم يحدث، فسيطرة التافهين والساقطين من الجهلة على الفضاء الإعلامي، منع ظُهور الصفوة من المثقفين والمفكرين، وفتح المجال واسعاً أمام أرباع وأخماس المثقفين، الذين وجدوا فيما يُسمى بإصلاح الخطاب الديني بقرة حلوب تدر عليهم الشهرة والأموال والمراكز.

إنبرى هؤلاء للتصدي لما يُسمونه بالتطرف الديني، فأخدوا يمسحون ويُلمعون شريعة البدو المتهالكة، تحت مُسمى الإسلام المُعتدل والوسطي، ولا أحد يدري أين وجد هؤلاء هذا الإسلام الناعم واللذيذ، في أي خزانة كُتب وجدوا مراجعهم عن إسلامهم المُتسامح والمُهادن.
المُصيبة أن الواحد من هؤلاء لا يُجيد حتى قراءة نص قرآني بلغة صحيحة، ويزعم أنه يُقدم تفسير جديد لتلك النصوص، فكيف لمن لا يجيد قراءة نص أن يُفسره ؟ وكيف لجاهل جهول من أمثال هؤلاء أن يزعم أن لديه الفهم الصحيح لهذا الدين، ولا أحد يعرف كيف إستقام لهأن فهمه للدين أصح من فهم سدنة هذا الدين وشيوخه، بل حتى من صاحب هذا الدين وصحابته أنفسهم .

.فتح أبواب الإعلام أمام أمثال هؤلاء البويجية، جعل من هذه الصرعة تستشري كالنار في الهشيم، فصرنا في كل يوم نُبتلى بخروج جاهل جديد، ينضم لجوقة المُغردين في ترنيمة الإصلاح السخيفة، مما جعل الإنسان الفار من دين العار والنار، لا يجد أمامه إلا هؤلاء البويجية الجهلة ليقدموا أنفسهم له كبديل لشيوخه وفقهائه، وهذا ما جعل ذاك الإنسان ينكص على عقبيه ليعود لشيوخه وفقهائه، فهم لايزالون أفضل حالاً من هؤلاء البويجية .

الأحداث الأخيرة في المنطقة، ومنذ بداية ما يُسمونه بالربيع العربي، أُسقِطت ورقة التوت من على عورة المؤسسات الدينية وشيوخها، ولم يعد منها خوف على عقول الناس الذين  شاهدو بأم أعينهم إنحطاط أولئك الشيوخ، وكيف يتقلبون وينافقون، ويُغيرون ويبدلون في دينهم حسب مزاج من يمولهم .
الخوف كل الخوف من هولاء البوجية لاعقي النِعال البدوية الذين ينبرون اليوم لتلميع نِعال بدو قريش المُهترئة،  وليقدموا شريعة أولئك البدو الوحشية بصورة مُغايرة تماماً لحقيقتها، والهدف هو وقف فرار المسلمين من ديانة البداوة وإعادة من فروا الى زرائب قريش من جديد .
مُحاربة هؤلاء البويجية الذين يُشوهون وعي الناس، ويقتلون يقظتهم، ويغتالون صحوتهم، أهم بكثير من محاربة الشيوخ والفقهاء، بل أهم من محاربة الدواعش أنفسهم .
قامت إحدى الدول بسجن بعض هؤلاء البويجية، وهذه خطوة عظيمة لو كانت الدولة التي قامت بذلك الفعل هي دولة مدنية يحكمها المدنيون.
لكن ما جعل الشك يراودنا في قصص السجن تلك، هو أن النظام القائم في تلك الدولة التي حكم قضاءها بسجن هؤلاء هو نظام فاشي عسكري، ولا أظن أن أحداً يمتلك الحد الأدنى من المعرفة أو الثقافة يُصدق بأن العسكر قاموا بسجن أولئك البوجية للحفاظ على عقول الناس من التسمم، ولمنعهم من تشويه معارف الناس، وليتيحوا المجال أمام نشر المعرفة الحقيقية، فالعسكر لا يفعلون ذلك، العسكر هم أعدى أعداء المعرفة،شأنهم في ذلك  شأن الشيوخ والفقهاء، فالمعرفة هي العدو الأول لكليهما،
ظهور أمثال هؤلاء البويجية يخدم بقاء العسكر في السلطة، ولذا فأنا أعتقد بأن أحكام السجن التي تتوالى على أولئك البويجية، قد تكون مجرد لعبة يلعبها العسكر بقصد تقديم هؤلاء البويجية في صورة شهداء الكلمة وضحية حرية الفكر، لإكسابهم شعبية بين الناس، تمكنهم من القيام بدورهم في إعادة القطعان إلى زريبة الطاعة، تحت مُسمى الإسلام الوسطى المُعتدل "الكيوت" .

سجن هؤلاء وحضرهم عن الظهور في الفضائيات، ووسائل الإعلام الأخرى هي الخطوة الأولى نحو الحفاظ على هذه الصحوة الإنسانية التي نراها تجتاح المنطقة الأن، والتي يدفع سكان هذه المنطقة ثمنها غالياً من دمائهم وأرواحهم، فلا أقل من إحترام تضحيات أولئك الناس ومنع البويجية لاعقي النعال البدوية من تحويل تلك الدماء والأرواح إلى أرصدة في حساباتهم البنكية .



#علي_الخليفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأوبئة المُقدسة
- آيات من سورة البقر
- الأديان هي عِلّة إنحطاط الإنسان
- رسائل زرقاء .. إلى رشا ~ (3)
- العودة لرحلتي الشتاء والصيف
- خربشات على اللوح المحفوظ 3 3
- خربشات على اللوح المحفوظ 2 3
- خربشات على اللوح المحفوظ 1 3
- رسائل زرقاء .. إلى رشا ..(2)
- القرآنيون إلى أين ؟!!!
- أُم الدنيا بتزغط بط !!!
- رسائل زرقاء .. إلى رشا
- رسالة من ضحايا الجلاد القرشي
- إنتصار الوهم ووهم الإنتصار
- الكيان الصلّعمي السعودي
- لماذا يكرهون إسرائيل ؟
- بطالة العقول ~ عقول عاطلة عن العمل
- خِلافة داعش الراشدة
- مفاهيم مشوهة ~ القرامطة
- صُرَّةُ الميراث


المزيد.....




- 1 من كل 5 شبان فرنسيين يودون لو يغادر اليهود فرنسا
- أول رد من الإمارات على اختفاء رجل دين يهودي على أراضيها
- غزة.. مستعمرون يقتحمون المقبرة الاسلامية والبلدة القديمة في ...
- بيان للخارجية الإماراتية بشأن الحاخام اليهودي المختفي
- بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي
- قائد الثورة الاسلامية آية الله‌خامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع ...
- اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع ...
- إعلام العدو: اختفاء رجل دين اسرائيلي في الامارات والموساد يش ...
- مستوطنون يقتحمون مقبرة إسلامية في الضفة الغربية
- سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علي الخليفي - البويجية