أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - واثق الجابري - وزارة الصحة؛ إجراء صحيح في وقت خطأ














المزيد.....

وزارة الصحة؛ إجراء صحيح في وقت خطأ


واثق الجابري

الحوار المتمدن-العدد: 5081 - 2016 / 2 / 21 - 19:37
المحور: المجتمع المدني
    


تنبري أصوات كثيرة بعد كل قرار حكومي؛ بذريعة الدفاع عن الفقراء؛ لدرجة وصف بعضهم؛ أن زيادة ألف دينار على قنينة الغاز؛ ستذهب في جيب الوزير.
فهل أن الوزير مثلاً هو من يبيع الغاز، أو تحت طائلة أيّ حساب نضعها ليتصرف بها لوحده؟!
لا يختلف تشبيه العراق عن بيت محترق، وعلى أبوابه لصوص وقطاع طرق ومجرمين، يُريدون قتل أبناءه، ولن ينفعنا التلاوم والنار ما تزال تحرق واللصوص ينتظرون فرصة النهب، ويستل السلاح على الرقاب، ولدينا جرحى وضحيا لا نجد لهم علاج.
يتحدث سطحيون عن أهمية الدعم الحكومي، والدولة ملزمة بدفع تكاليف الماء والكهرباء بذريعة المساواة وينسون العدالة، ولا نختلف بوصف العراق من أكثر الشعوب تبذيراً فيها، وقد يكون في العراق مستشفيات كبيرة تفوق كثير من الدول، ولكن هل الخدمة بذلك المستوى؟! وهل أن المواطن على قناعة بالمؤسسة الصحية، ولماذا يتم التجاوز على الأطباء؟!
الإجراء الأخير الذي أتخذته وزارة الصحة، لا يوازي مطلقاً نظيرتها في العالم، وتكاليفها أكثر بعشرات المرات عن أجور تستقطعها الحكومة، وكشفية الطبيب من 1-3 ألف دينار، والتحليل ألف والأشعة ألفين والمفراس والرنين خمسة آلاف، والرقود مع الأدوية 5 آلاف، والعملية 15 ألف، وعند مقارنة الأرقام نجد التحليل يكلف 2 ألف للشركة المصنعة للجهاز، والرنين عشرات أضعاف، وغذاء يوم واحد 6آلاف، وشراشف العملية الواحدة 25 ألف، ناهيك عن رواتب الموظفين ومستلزمات كل عمل.
نعود للبعد الإستراتيجي ومقارنة التكاليف مع نتائج ما سيحصل عليه المريض، فزخم المرضى سابقاً لا يعطي المجال للطبيب لفحص مرضاه بدقة، ويتطلب العدد الكبير تأجيل كثير من فحوصاتهم الى مواعيد ستغرق أسابيع وأشهر، وهذا ما يكلفه عناء المراجعات ومصاريف التنقل، وتراجع الحالة الصحية، والنتيجة يستدين الفقراء لمراجعة العيادات الخاصة، ونتوقع تراجع أعداد المراجعين الى 40%، ويُعطي للمريضة فرصة في إكمال الفحوصات في يوم واحد، والخروج بنتيجة مقنعة وعلاج كامل.
إن قرار وزارة الصحة صحيح في وقت خطأ، في زمن يُزايد المزايدون ويتاجر المتاجرون بحياة المواطنيين دون نظرة بُعد إستراتيجي، وبما أننا في معركة والخطر لا يستثني أحد؛ فعلى جميع المواطنين المساهمة في حماية أهم مؤسسة مرتبطة بالحياة، وقد يعتقد بعضنا أن التكاليف أكثر من قيمة ما يحصل عليه؛ لكن عليه أن يُدرك كمواطن أن هناك حالات مرضية يستوجب إنقاذ حياتها؛ بآلاف الدولارات شهرياً، ولدينا جرحى من المعارك المصيرية ملزمون بإجراء عملياتهم، والمستشفيات خط ثاني في معركتنا مع الإرهاب.
بُنيت أسس الدولة العراقية على قوانين داعمة مقلوبة الهرم، ومساواة لا عدالة، وما يزال بعض الساسة يشجعون على سياسة الريع التي تخدم الميسورين أكثر من الفقراء.
من واجب الدولة أن تكون راعية لمواطنيها، ولكن ليس من العدالة أن يملك مواطناً مصباح واحد وغيره عشرة مكيفات ولا تأخذ من كليهما أجور، كما ليس من الإنصاف أن تخسر الدولة 500 دينار في كل لتر بنزين سيارات، ومواطن لا يملك سيارة وأخر خمسة سيارات كل واحدة منهم تساوي سعر منزل الأول، وفي مثل هذا الحال لا يُقبل أن يحدد بعض المواطنيين نوع الفحص الطبي وأن كلف أثمان باهضة؛ بذريعة المجانية، ونعم لدينا فقراء كثيرون يحتاجون العلاج، ولكن علينا تقنين وتوجيه العلاج بصورة صحيحة؛ لكي يحصل هؤولاء على خدمة بسعر زهيد.



#واثق_الجابري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصلحة المركز والأقليم
- من الشفافية الى الجوهري تلاعب بالمصطلحات
- العبادي بين الواجب والمستحب
- . الأنبار مرشحة لموسوعة غينيس وجائزة نوبل؟!
- الفلوجة ترحب بكم؛ إرهاب وكباب
- بين مغشوش ومنحوش ساعدنا إنتشار الفساد
- استنكار المرجعية والطوفان القادم
- ظهور التماسيح في البصرة
- الفساد إرهاب أخطر من النازية والشوفينية
- بين الحامي والحرامي العراق أولاً
- شايف جنابك قانون الاحزاب
- حاجة الحوار بعد العار والدمار
- ثلاثة حروب في آن واحد
- حملة أعمار الفساد
- ثورة القبور على القصور
- مقدمات داعشية بثياب عشائرية
- لا نسمح لهم بالهروب
- ماذا سرق داعش من مول الجوهرة؟!
- أهزوجة عفك بإستشهاد وليد أبن الرمادي
- أسف وتحذير المرجعية


المزيد.....




- الأونروا: النظام المدني في غزة دُمر.. ولا ملاذ آمن للسكان
- -الأونروا- تنشر خارطة مفصلة للكارثة الإنسانية في قطاع غزة
- ماذا قال منسق الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط قبل مغادر ...
- الأمم المتحدة: 7 مخابز فقط من أصل 19 بقطاع غزة يمكنها إنتاج ...
- مفوضية شؤون اللاجئين: 427 ألف نازح في الصومال بسبب الصراع وا ...
- اكثر من 130 شهيدا بغارات استهدفت النازحين بغزة خلال الساعات ...
- اعتقال رجل من فلوريدا بتهمة التخطيط لتفجير بورصة نيويورك
- ايران ترفض القرار المسيّس الذي تبنته كندا حول حقوق الانسان ف ...
- مايك ميلروي لـ-الحرة-: المجاعة في غزة وصلت مرحلة الخطر
- الأمم المتحدة: 9.8 ملايين طفل يمني بحاجة لمساعدة إنسانية


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - واثق الجابري - وزارة الصحة؛ إجراء صحيح في وقت خطأ