أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - أشأم بن سعيد - العراق الى أين ؟ اندلاع الانتفاضة في الجنوب والفرات والشمال .- القسم الرابع















المزيد.....

العراق الى أين ؟ اندلاع الانتفاضة في الجنوب والفرات والشمال .- القسم الرابع


أشأم بن سعيد

الحوار المتمدن-العدد: 376 - 2003 / 1 / 23 - 05:11
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


 

العراق الى أين ؟
اندلاع الانتفاضة في الجنوب والفرات والشمال .
" القسم الرابع "
د. أشام بن سعيد


* المتابع لتاريخ الجيش العراقي والذي تأسس في 6/كانون ثاني / 1921 لم يلحظ نقطة سوداء فيه ، وحتى عندما انتدب بعض قواته للمشاركة في تحرير فلسطين عام 1948 م فقد ابلى الجنود بلاء حسنا ، رغم ان الحكومة الملكية العراقية ، لم تعطهم الامر بخوض المعارك  والذي عرف فيما بعد ب " ما كو اوامر " الا ان نفسية الجندي العراقي تأبى الذل وتعشق الاقدام ، وفي حرب الكويت اجبروا على " تقبيل الحذاء الاميريكي " وقد عرضت هذه اللقطة على كل شاشات العالم التلفزيونية ، كجزء من الحرب النفسية التي تشنها امريكا ضد العراق باكمله ، وليس فقط ضد نظام صدام حسين ، وهذه اللحظة ظلت تصطرع في وجدان الجندي العراقي . وستبقى كذلك وهو لم ولن ينساها ، واراد التعبير عن هذا الرفض ، بفعل يوازي / حجم اللقطة التلفزيونية / التي شوهت تاريخه ، وهنا ينتبه المؤلفان كوكبورن الى هذه الناحية فيكتبان : " في اواخر / شباط / 1991 م / تدفق مئات الاف من الجنود الغاضبين ، خارجين من الكويت ، والشاعرين بالمرارة والحنق على صدام حسين ، لخوضه حربا لم يستطيعوا تحقيق نصر فيها " ص 35 .
في الوقت الذي احكمت فيه قوات التحالف احكام زحفها عبر الحدود ، داخل الاراضي العراقية ، وقد اعتقد صدام وقتها بان قوات التحالف تتوجه نحو بغداد الا ان جورج بوش اعلن وقف زحف قواته باعلانه " وقف اطلاق النار " في 28 / شباط 1991 ، الامر الذي افسح لصادم لان يتنفس الصعداء ، رغم ان مغامراته في الكويت قد تحولت الى كارثة مروعة / كما يقول المؤلفان كوكبورن ، واعتقد صدام في هذا الوقت بالذات بان الازمة قد مرت بسلام ، وبان كل شيء قد انتهى " ص 36 .
"فلت " صدام  ونظامه من السقوط بفعل العامل الخارجي ، والذي تسبب به هو . وهذا يكشف عن الدور الامريكي القبيح في استمرار سيطرة الحكم الديكتاتوري على العراق ، لاهداف سياسية بعيدة ، فقد تمكنوا من وضع اقدامهم على منابع البترول العربي ، وبموافقة شرعية ودولية وخضوع عربي مطلق ، بل وابتزاز كل الحكومات الخليجية على دفع " فاتورة الحرب " من خزائنهم النفطية ، فيما رموا الفتات الى بقية البلدان العربية التي انتظمت في سلك " قوات التحالف الدولية " ووفق الشروط الاميريكية " !!
" يا لتعاسة العراقيين " من رابع قوة في العالم الى جيش منهزم في متاهات الصحراء ، وحاكم مستبد ، لا تعنيه هزيمة جيشه في شيء بل حول اعلامه " ديماغوجيا "هذه الهزيمة الى " نصر " مزعوم ، حتى هذه اللحظة .
* اصيب الجيش العراقي بصميم وطنيته وبتاريخية شرفه الحربي ، بعد هذه الهزيمة ، والانكى من ذلك ان " قائده " العام لا زال يهدي بالنصر ، كما ان " صدام حسين " عندما اصدر اوامره بالانسحاب من الكويت خلال 24 ساعة ، بدون ضمان او أي اتفاق رسمي يضمن سلامة القوات المنسحبة ، فقد سحب اول الامر قوات الحرس الجمهوري لضمان سلامتها ، يقول احد الضباط * 10 " ادركنا بان صدام يريد من قوات التحالف مسحنا عن اخرنا " ثم يضيف : " كان علينا ان نتخلى عن دباباتنا وعرباتنا الثقيلة ، وشاحناتنا ، كي نتجنب الهجمات الجوية ، فقد سرنا على اقدامنا هربا ما يناهز المئة كيلو مترا تجاه الحدود العراقية ، جوعى ، عطشى ، ومنهكين " . ثم ينقل المؤلفان كوكبورن بقية حديثه : " حال وصولنا بلدة الزبير قررنا ان نضع حدا لصدام ونظامه ، صوبنا فوهات بنادقنا واطلاقنا النيران صوب صوره الذاتية ، التي تعج بها الساحات والشوارع ، فتهادت ساقطة الواحدة تلو الاخرى ، وبحلول المساء وبحضور المئات من الجنود المنسحبين من الكويت الى المدينة والتحاقهم بالانتفاضة اصبح عديدنا نحن الثوار بالالاف وازرنا السكان المدنيين ، متظاهرين بمسيرات غاضبة ضد النظام الحاكم . بادئ ذي بدء هاجمنا مقر الحزب و، ومركز قيادة الامن العامة " ص 38 .
* هنا بدء العامل الداخلي فعله ووفق شروط علم السياسة ، فانه هو العامل الحاسم بالصراع ، لاسيما وان اغلب مؤججي هذا الصراع هم من الشعب والجيش ، وبايديهم الاسلحة ، اضافة الى تدريبهم العالي ، وخبرتهم الطويلة في القتال ، فهم قد اكتسبوا هذه الخبرة من الحرب الايرانية - العراقية والتدريبات الشعبية المفروضة عليهم من النظام الحاكم ، زد على ذلك النقمة المطلقة من لدن الجميع على النظام ، لذلك ما ان تناقلت الانباء بدء الانتفاضة في البصرة ، حتى استجابت لها بقيت المحافظات !
يقول المؤلفان كوكبورن : " بحلول فجر الاول من اذار 1991 م ، وتحديدا عند الساعة الثالثة فجرا وصلت علائم الثورة البصرة " عبر نائب ضابط عن سخطه وغضبه من حلول كارثة الهزيمة في الكويت ، بتوجيه وابل من نيران رشاشاته صوب صورة زيتية كبيرة لصدام حسين ... هتف الجنود الملتفون حوله ، وهللو لعمله التلقائي ، وفي غضون سويعات قليلة ، تم التحرر والخلاص من قيد قبضت صدام وحزب البعث الحاكم الحديدية " ويضيف المؤلفان : " فبالنسبة لملايين العراقيين الذي ارتفعت اصواتهم منددة ومطالبة بسقوط الطاغية ، بعد سنوات منالصمت المخيف والمطبق انيابه عليهم ، انها " الانتفاضة " انها الثورة " ص 39 .
* اذا - اندلعت الشرارة من البصرة ، وها هم الجنود وابناء المدينة يصفون الحساب مع السلطة ، مجموعة تتوجه نحو مستشفى البصرة وتلقي القبض على رجال الامن فيها ، ومقرات " البعث " الحاكم اول من تعرضت للهجوم من قبل الثوار ، مدن الجنوب تستجيب لانتفاضة البصرة / ص 39 / الهيجان العام ارعب ازلام السلة ومواليهم ، الثوار يبحثون عن اوكار " البعثيين ورجال الامن " . يتوقف المؤلفان كوكبورن ، وهما يسردان احداث انتفاضة البصرة ، عند حدث ذا دلالة رهيبة ، يكشف مدى عسف النظام بظلم الناس واضطهادهم ، يقول المؤلفان : " عما الهيجان كافة ارجاء المدينة ، اكتشف الثوار اكتشافا رهيبا تقشعر له الاجساد ، فقد وجدوا تحت البناية التابعة لشركة باتا للاحذية ، سجنا سريا تحت الارض ، حيث اطلق سراح بعضا من مئات السجناء القابعين في ذلك السجن المظلم والفظيع ، والمعزول عن العالم الخارجي لفترة طويلة ، اطلق السجناء صيحات الاستهجان والاستنكار ، مرددين هتفات " يسقط البكر" ! عند تحريرهم والصعود بهم الى الشارع ، حيث اشعت الشمس والهواء النقي ، فقد كان حل اعتقادهم بان تقاليد رئلسة العراق لا يزال يتقلدها احمد حسن البكر ، الرئيس السابق ، والذي استبدل بصدام حسين في العام 1979 م " ص 39 .
* هذا الحدث - ويوجد امثاله الكثير يعلن بأن النظام العراقي ليس فيه قانون للعقوبات ولا دستور مشرع ، بل طغمة مستبدة لا تعي معنى الحياة المدنية ، وليس لها علاقة بحقوق الانسان ، ومواطنيها مجرد صراصير يقبعون في الدهاليز والاقبية ، دون محاكمة او دون تمثيل قانوني !! تلك هي الحياة في ظل نظام الطاغية صدام حسين ؟!
*يستمر المؤلفان كوكبورن برصد احداث الانتفاضة ، والتي عمت في غضون ايام قليلة ارجاء القطر ، حتى بلغت المدن الدينية الرئيسية ، ذات الصبغة المقدسة ، مثل كربلاء والنجف والكوفة ، وعند مدينة النجف ، تحديدا حيث مرقد الامام علي بن ابي طالب ، اخذت الانتفاضة شكل مواجهة مسلحة مع رجال الامن الذين طوقوا المتظاهرين واطلقوا عليهم النار بعد سماعهم هتافات " صدام ارفع ايدك ، شعب النجف ميريدك " * 11 ، مما دفع بالمتظاهرين بالقاء انفسهم على مسؤلي النظام ، ثم القوا القبض على احدهم من اعضاء / شعبة النجف لحزب البعث الحاكم / وقطعوه اربا اربا ، مما شد في عزيمة المتظاهرين فاقتحموا الرصاص ، وتابعوا فلول قوات الامن ، وقتلوا اكثر من ثمانية ، ثم هربا الباقون عبر مقبرة المدينة المترامية الاطراف طلبا للنجاة ، وعند بزوغ فجر الرابع من اذار 1991 م استولى الثوار على المدينة باسرها ، وبعد مرور يوما واحدا ، استولى الثوار على كربلاء والكوفة وجميع مناطق الفرات الاوسط / راجع التفاصيل ص 41-43 .
* ثمة ملاحظة هامة تتجلى في سرد الوقائع ، هي ، كون اغلب المناطق التي حدثت فيها الانتفاضة ، كانت بشكل عفوي ، أي عدم وجود قوة سياسية منظمة تستطيع توجيه الانتفاضة وفور خطة مرسومة ، ولكن قوى الانتفاضة تقبع خارج العراق ، في شوراع نيويورك ومدن الضباب الاوروبية الاخرى ، وبعض المدن العربية / وهذا موضوع سوف نعالجه في المحور الثاني .
- اذا انتفاضة مدن الجنوب والفرات الاوسط قد طغت في الصميم حكومة صدام -كما يقول المؤلفان كوكبورن /ص 43 / حيث اوقعته في ازمة جديدة كان المفروض ان تطيح بنظام البعث الى الابد ،ولكن امريكا والقوة الاقليمية لا تريد للشعب العراقي ذلك بالاطلاق . وسوف نلمح ذلك في المحاور القادمة .
* على صدى انتفاضة الجنوب ، جاءت الاخبار مقلقة لنظام صدام ، حيث اندلعت انتفاضة الشمال الكردي ، بشكل منظم ومخطط لها من قبل قادة الفصائل الكردية ، مثل " مسعود البرازاني - زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني ، "ح . د . ك "وجلال الطالباني - زعيم الاتحاد الوطني الكردستاني " ا.و .ك "  " حيث تزعم هذا القائدان ، فصائل القوات الكردية ، والتي تجيد حرب العصابات " البشمركة " ، وانطلقت انتفاضتهم في منتصف شهر اذار 1991 م ، وكانها صدى لدعوة جورج بوش ، الرئيس الامريكي ، والتي اطلقها مرتيين يوم 15 / شباط / 1991 داعيا فيها الشعب العراقي للتخلص من صدام حسين ونظامه / راجع ص 33 - 34 من الكتاب / الا ان الانفجار الشعبي في المناطق الكردية عجل في تقديم ساعة الصفر للاكراد ، فبدلا من 15 / اذار - حدث الانفجار في يوم 5 / ازار / 1991 م ، حيث في مدينة رانية  الجبلية الصغيرة ، حاولت قوات الشرطة النظامية ، تجميع بعض الهاربين من الخدمة العسكرية ، والعائدين الى المدينة بعد الهزيمة في الكويت ، لغرض اعادتهم الى وحداتهم العسكرية مجددا ، وقد اشتبك هؤلاء مع قوات الشرطة ، وكانت هذه هي " نقطة انطلاق الثورة " كما يقول المؤلفان كوكبورن / ص 43-44 .


وللحديث صلة في القسم القادم

 



#أشأم_بن_سعيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق الى أين ؟ صدام عدو الجميع وبدايات الانتفاضة ! - القسم ...
- العراق الى أين ؟ قراءة في ممارسة السلطة وسلك المعارضة - القس ...
- العراق اليوم .... الى اين ؟! قراءة في ممارسة السلطة وسلك الم ...


المزيد.....




- مزارع يجد نفسه بمواجهة نمر سيبيري عدائي.. شاهد مصيره وما فعل ...
- متأثرا وحابسا دموعه.. السيسي يرد على نصيحة -هون على نفسك- بح ...
- الدفاع الروسية تعلن حصيلة جديدة لخسائر قوات كييف على أطراف م ...
- السيسي يطلب نصيحة من متحدث الجيش المصري
- مذكرات الجنائية الدولية: -حضيض أخلاقي لإسرائيل- – هآرتس
- فرض طوق أمني حول السفارة الأمريكية في لندن والشرطة تنفذ تفجي ...
- الكرملين: رسالة بوتين للغرب الليلة الماضية مفادها أن أي قرار ...
- لندن وباريس تتعهدان بمواصلة دعم أوكرانيا رغم ضربة -أوريشنيك- ...
- -الذعر- يخيم على الصفحات الأولى للصحف الغربية
- بيان تضامني: من أجل إطلاق سراح الناشط إسماعيل الغزاوي


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - أشأم بن سعيد - العراق الى أين ؟ اندلاع الانتفاضة في الجنوب والفرات والشمال .- القسم الرابع