رؤيا فاضل
الحوار المتمدن-العدد: 5081 - 2016 / 2 / 21 - 13:57
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
قد يكون الوضع الذي فرض على الموصل جعل الكثير من الاحداث التي تتواتر علينا غير حقيقية وغير واضحة الصورة، الا ان الثابت لدينا ان المدينة تعيش ظروفاً صعبة لا يمكن السكوت عنها خاصة بعد ان اخذت الامور منحى اخر فرضت عليها احكاماً بعيدة عن المنطق والتعامل الانساني.
وفي هذا السياق لا يمكن ان نبرأ حكومة بغداد الذي اسهمت بسياستها المتعاقبة في معاناة الموصل والتي سمحت للارهاب باستغلال الهوة التي احدثتها الكثير من القرارات التي امعنت في مزيد من التهميش والاذلال ما مهد الطريق امام داعش الارهابي ليحكم سيطرته على مدن اتهمت من قبل الاقربين بالتخوين والعمالة في موقف لا يقل تراجيديا من الوضع الحالي التي تمر به ثلث مناطق البلاد.
وعلى ما يبدو ان حكومة بغداد ايقنت ايضاً، بان الامر اصبح خارج حدود امكانياتها التي سلبت من قبل قوى احكمت ارادتها على القرار السياسي والامني على وجهة التحديد، وهو ما جعلنا ندفع الثمن مرتين عندما سمحنا بتغلغل الارهاب والاخر عندما بررنا الانتهاكات بدعوى حماية العرض والارض من قبل المليشيات.
ان امام الجميع مهمة لا تقل خطورة عما يجري الان، وهو امر يعمل عليه الجميع في خطوة لانقاذ ما يمكن انقاذه باقل الخسائر، وهذا لا يجعلنا بمنأى عن المسؤولية في حماية ما سيتم تحقيقه بعد هزيمة داعش، وهذا ما اشار اليه رئيس البرلمان بزيارته الاخيرة الى قضاء مخمور للاطلاع على الاستعدادات النهائية واللمسات الاخيرة لانطلاق عملية التحرير التي ترغب الادارة الاميركية ان تكون من خلال ابناء المدينة لتفادي سيناريو ما جرى في صلاح الدين وديالى.
ان عملية الحفاظ على السلم والامن والاستقرار لن تكون الا بالقضاء على الارهاب بكل اشكاله التي ظهر علينا تحت مسميات كثيرة وهذا لن يتحقق الا ببذل المزيد من الجهود من اجل تحقيق هذا الامر الذي يحتاج المضي بمصالحة حقيقية تجب ما قبلها، فسياسة الثار والتنكيل لن تعود علينا الا بمزيد من التباغض والتباعد، ونحن في وقت بامس الحاجة الى الركون لصوت العقل الذي سيتيح للجميع المضي بخارطة طريق نستطيع من خلالها تحقيق النصر على اعداؤنا وعلى نوازعنا.. دمتم بسلام
#رؤيا_فاضل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟