|
التغطية الإعلامية العربية للحرب بالعراق
ماجد حسانين
الحوار المتمدن-العدد: 1380 - 2005 / 11 / 16 - 12:08
المحور:
الصحافة والاعلام
في محاولة لفهم توجهات الرأي العام العربي يجب تفهم الإستراتيجيات التي تتخذها وسائل الإعلام الجماهيرية بكافة أشكالها للإتصال و التأثير – بل و تشكيل – أفكار و آراء رجل الشارع حول الأحداث المحيطة. في هذا التقرير سوف أقوم بعمل مسح ملخص و سريع لتلك الإستراتيجيات الإعلامية مبرزاً خلفياتها و دوافعها المعلنة – أو الواضحة – و ذلك من خلال دراسة التغطيات الإخبارية و مقالات أو برامج الرأي في ثلاث فترات مختلفة من الحرب العراقية؛ فترة ما قبل الحرب مباشرة ، فترة ما أثناء الحرب و فترة بعد سقوط بغداد و ما بعد الإنتخابات العراقية. الواضح أن أساليب التغطية الإعلامية العربية للأحداث الجارية بالعراق قد تفاوتت – و لا زالت - وفقاً لمتطلبات عدة و مرتكزات أساسية. فالصحف العربية الصادرة خارج الوطن العربي تختلف في تغطيتها عن تلك الصادرة من داخل بلد عربي ، و تختلف تلك نفسها فيما بينها بما يتلاءم مع توجه إدارتها التحريري أو تمويلها.
أولاً:- فترة ما قبل الحرب
تبنى الإعلام العربي الرسمي و كذلك الممول من قبل دول عربية – كما هو متوقع – الموقف الرسمي للدول التابعة لها فأتت التغطيات الإخبارية و التحقيقات و المقالات و البرامج كإنعكاس لسياسة كل دولة و لموقفها من الحرب على العراق. و كان من الواضح أن الإعلام الرسمي العربي كان ضد أي عمل عسكري ضد العراق و لكنه برغم ذلك كان يدعو الرئيس المخلوع صدام حسين للإستجابة لطلبات الأمم المتحدة و الإنصياع لرغبة المجتمع الدولي فيما يخص أسلحة الدمار الشامل، و ذلك لتجنب ضربة أمريكية محتملة ضد بلاده. كانت التغطيات الإخبارية تتابع بشغف المناقشات الحامية بين أعضاء فريق التفتيش عن أسلحة الدمار الشامل من جهة و بين المسئولين الأمريكيين من جهة أخرى و قد أدى ذلك إلى خلق حالة من الترقب السلبي الصامت للوضع في الشارع العربي . فبينما كانت تخرج المظاهرات المنددة بالموقف الأمريكي من العراق في أجزاء متفرقة من العالم ، كان الشارع العربي يعيش في صمت مطبق. و في تلك الفترة أيضاً أبرز الإعلام العربي الرسمي ما دعاه الظلم الذي يتعرض له شعب العراق المطحون بين فكي الحرب و العقوبات الإقتصادية، و لكنه لم يكتفي بوضع اللوم على الغرب و خاصة الولايات المتحدة بل أيضاً طال اللوم الرئيس العراقية صدام حسين و منظمة الأمم المتحدة. أما عن الصحف الخليجية الرسمية و التي نقلت أخبارها مباشرة عن وكالات الأنباء العالمية الغربية فقد بدت و كأنها قد إتخذت موقفاً حيادياً تاماً ، و خاصة في الفترة التي تزامنت مع الإستعدادات العسكرية الأمريكية المكثفة في المنطقة. ذلك الحياد تحول أحياناً إلى هجوم على صدام حسين و لكنه لم يتجاوز ذلك للإعلان صراحة عن تأييد الهجوم العسكري على العراق..
بالنسبة لوسائل الإعلام الرسمية بالكويت و قطر، فقد كانت أقل حدة فيما يتعلق بالهجوم على الإستعدادات الأمريكية لغزو العراق، بل و قد تجاوزت ذلك لتأييد أي عمل عسكري أمريكي أو دولي بالعراق و عكفت على الهجوم على صدام و موقفه المتلاعب و المراوغ مع مفتشي الأمم المتحدة و ذلك بالطبع قد نبع من حقيقة أن الموقف الرسمي بالدولتين كان يؤيد إقصاء الجار المشاغب. أما بالنسبة للبرامج التليفزيونية و الإرسال الفضائي فقد إستمر في البث المكثف للمواد الترفيهية و برامج المسابقات مما أدي إلى خلق حالة من التغييب أو التهميش القسري للمتابع العربي العادي الذي غالباً لا يهتم بمتابعة قنوات إتصال أخرى خارجية أو أكثر إستقلالية. بالنسبة لوسائل الإعلام المعارضة - و هي في أغلبها صحف ورقية و إصدارات إليكترونية صادرة عن أحزاب سياسية أو مجموعات ضغط مختلفة – فقد إتخذت مواقف مختلفة عن الموقف الرسمي و قد إختلفت تلك المواقف أيضاً فيما بينها. فمنها من أيد النظام و الرئيس العراقي تأييداً كاملاً و ألقى باللوم الشديد على الأنظمة العربية التي تخلت عن العراق في محنته و منها من إكتفى بتأييد النظام العراقي و تأييد موقفه من التهديدات الأمريكية. معلنين معه أن العراق سيكون مقبرة للأمريكان إذا ما فكروا في غزوه. في تلك الأثناء طفت على السطح قضية – أو فضيحة - كوبونات النفط العراقي و التي كان الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين يوزعها على صحفيين و كتاب عرب و أعضاء مجالس شعبية حتى يتبنوا الموقف العراقي الرسمي و حتى يؤلبوا الرأي العام العربي ضد حكامهم و أنظمتهم و ضد الغرب و أعوانه بشكل عام. و بينما إتخذ الإعلام الرسمي خطاً واحداً لم يتغير كثيراً كانت المعارضة تتقافز من موقف لآخر فأحياناً هي تلوم صدام و أحياناً أنظمتها و أحياناً الولايات المتحدة و كثيراً إسرائيل و حتى الأمم المتحدة لم تسلم من الهجوم. و تابع الإعلام المعارض لجولات المسئولين الأمريكيين الأوروبية لكسب التأييد العالمي و إعطاء المشروعية للحملة التي تم إعدادها للهجوم على العراق.
و تناولت الصحف المعارضة الأنباء عن صلات عراقية بمنظمة القاعدة بتشكك بالغ، و إتهمت الإدارة الأمريكية بالكذب و إتهمت الإستخبارات العربية التي تساعدها و كذلك الموساد بالتلفيق. و جنحت لوصف الأمر برمته بأنه مؤامرة يتم حكايتها ضد الأمة العربية و الإسلامية. يتركز الصوت المعارض العربي في دول قليلة مثل لبنان، الأردن، مصرو تونس. و بالرغم من تهميش الأنطمة للمعارضة في تلك الدول – بإستثناء لبنان الذي له وضع خاص – فإن المعارضة في تلك الدول هي أعلى صوتاً و أكثر تأثيراً من أخرى في دول الخليج العربي ، المغرب أو السودان. بالنسبة لوسائل الإعلام العربي الصادرة بالخارج فقد إنقسمت إنقساماً شديداً حول قضية غزو العراق ، فمنها من رأى أنه شر لابد منه و منهم من رأى أن لا يوجد أي داع للهجوم على العراق و إن ما يحدث ما هو إلا نتاج أطماع إستعمارية متجددة للإمبريالية المتعسفة و المتجسدة في شكل الولايات المتحدة و أخيراً فهناك من أيد النظام الأمريكي على طول الخط. أما وسائل الإعلام التي تتمتع بقدر من الإستقلالية كجريدة القدس العربي و الجزيرة – برغم من تمويلها القطري - فبالإمكان و ضعها في صف الإعلام المعارض إذ أن مواقفها قد نبعت أساساً من إتجاهاتها المعلنة منذ صدورها و التي تنحو نحو معارضة كل ما يتعلق بسياسات الأنظمة العربية الداخلية و الخارجية على حد سواء. و قد معظم تلك القنوات أي محاولة عسكرية للسيطرة على نظام صدام حسين، بينما إعتبرته بعضها بطلاً في مواجهة الإمبريالية الأمريكية، ووصفته بعضها بأنه القائد العربي الوحيد الذي صمد في وجه الولايات المتحدة و إسرائيل. إتخذت قناة الجزيرة الفضائية خطاَ واضحاً منذ البداية و ذلك كان إستمراراً لسياستها في تغطية الغزو الأميريكي لأفغانستان. و رحبت شاشاتها بكل من يعارض سياسات الولايات المتحدة و كانت قناة الإتصال الرئيسية التي إستخدمتها التنظيمات المتطرفة لنشر بياناتها و رسائلها و منها تنظيم القاعدة و زعيمه أسامة بن لادن.
ثانياً:- أثناء الحرب و قبيل الإنتخابات العراقية منذ اليوم الأول لإندلاع الحرب و بدء القصف و الزحف من جانب قوات التحالف نست معظم وسائل الإتصال الرسمية معارضتها للحرب، و بدت حيادية تتابع الأحداث من بعد، مركزة موضوعاتها على إبراز حجم المعاناة و الخسائر التي أبتلي بها المدنيين العراقيين، و كأن لسان حالها يقول للمواطنين أنكم لو إستجرتم بقوى خارجية فستكونون وحدكم من يعاني. و بعد خطاب صدام حسين الذي أعلن فيه بدء الحرب و توعده الأمريكيين بأن العراق ستكون فيتنام أخرى و تجربة قاسية للقوات الغازية ، و مع التصريحات العراقية و الظهور المتكرر لوزير الإعلام العراقي محمد سعيد الصحاف بدأت بعض الصحف تتجه إلى تأييد موقف النظام العراقي و حقه المشروع في الدفاع عن العراق ضد أي هجوم خارجي
بينما إتجه البعض الآخر بخطوات متسارعة لتأييد ما وصفوه بالعمليات العسكرية الدولية التي هدفها إسقاط النظام الصدامي المشاغب. أما أثناء الأسابيع الأولى من الحرب فقد تطوح الإعلام العربي متأرجحاً ما بين أراء مختلفة تبعاً لحالة اللاإستقرار السياسي للأنظمة التي تتبعها من ناحية سياستها الخارجية تجاه الولايات المتحدة و حلفائها. و كذلك بدا التعاطف واضحاً بعد المظاهرات التي خرجت في العواصم الأوروبية تندد بالحرب بإعتبارها غير شرعية. و قد بدا في ذلك الوقت أن غضب الأنظمة العربية من السياسة الأمريكية بالمنطقة قد دفعهم لترك هامش كبير من الحرية في الصحف الرسمية التي بدأت تتجرأ و تهاجم الصديق الأمريكي في كل حين. و قد تضاربت المواقف في الأيام الأولى القلائل للحرب حيث إنتهجت بعض الصحف نفس المنهاج لإدانة صدام حسين أولاً و قبل أي جهة أخرى. "مع تعاظم أنباء صمود الشعب العراقي بدأت المواقف الإعلامية تتبدل حتى وصل الأمر في اليوم الثامن للحرب لحديث صحف عربية رسمية في مانشيتات الصحف عن (استباحة أمريكا للقيم والشعارات الدولية واستخدام شعارات نازية في حربها)! فقبل الحرب وفي اليومين الأولين كانت وسائل الإعلام العربية الرسمية تركز على مقولات قوات الغزو عن قرب (تحرير بغداد)، وتنشر إعلانات للمعارضة العراقية الموالية لأمريكا مدفوعة الأجر (الأهرام 20 مارس) اعتقادا أن الحرب ستنتهي خلال ساعات، ويسقط حكم صدام. وكمثال من أكبر صحيفة عربية مصرية (الأهرام)، فقد نشرت الصحيفة صور أطفال مشوهين على ربع صفحة في عدد 20 مارس 2003 بعنوان (أطفال العراق هم ضحايا صدام) يتضمن حديثا عن أنواع الغازات السامة التي يستخدمها صدام ضد أطفال العراق، وموقع باسم ( حركة الوفاق الوطني العراقية) في نفس يوم بدء العدوان الأمريكي على العراق."
لقد أدى إشتعال الحرب ووقوع الكثير من الضحايا المدنيين من جراء القصف المتواصل للمناطق المأهولة بالسكان إلى توحد الإعلام العربي في معظمه للمرة الأولى منذ سنوات حول موقف واحد و الموقف الرافض و المعارض للغزو الأميريكي. و قد أعطى الهجوم العالمي في وسائل الإعلام الغربية و في أمريكا نفسها على سياسة جورج بوش إلى تزويد الإعلام العربي بجرعة منشطة. فقد تعود المحررون النقل عن وسائل الإعلام الغربي و هاهم تتاح لهم الفرصة في الحصول بسهولة على مواد إعلامية جيدة و موثقة لإستخدامها في إبراز وجة النظر العربية. لقد كان سقوط بغداد في أبريل 2003 لطمة على الوجه الرأي العام العربي الذي كان في معظمه يتمنى الهزيمة لقوات التحالف ، ليس بسبب حبهم لصدام أو النظام العراقي بل لكرههم لأمريكا و رغبتهم الحارة في رؤيتة جنودها يعانون على أيدي عربية في حرب منظمة و ليس مجرد هجمات إرهابية. لقد أصيبت الغالبية من الجماهيير العربية بالإحباط عند إعلان سقوط بغداد و تأكدهم من الخبر الذي نفاه الصحاف على شاشات التلفزة. كان ذلك الإحباط هو سر تأييدهم لما سميت آنذاك بالمقاومة العراقية و التي شنت حرب عصابات واسعة النطاق في أنحاء متفرقة من العراق. و مع ذلك فقد تحول الإعلام العربي عن التأييد لعمليات المقاومة المسلحة العراقية لقوات الإحتلال عدة مرات. و بالرغم من المحاولات الدؤوبة لتجميل وجه العمليات المسلحة في العراق عن طريق تجاهل الضحايا العراقيين و عدم نشر صور أو مشاهد للمعاناة العراقية. كذلك إستخدم الإعلام المعارض أساليب أخرى كمحاولة إلصاق تهمة أعمال العنف ضد أهل العراق من شيعة أو أكراد بالمخابرات الأمريكية أو بجهات أجنبية هدفها تقسيم الوحدة العراقية، بينما جاءت تلك الإتهامات مرسلة و بدون أدلة. لم يتساءل الجمهور العربي عن جنسيات المقاوميين أو مذاهبهم الدينية فلم يكن يهمهم سوى إيقاعهم أكبر الخسائر و للقوات المتحالفة لغزو العراق، و هكذا فقد حظت المجموعات المسلحة التى قامت بأعمال عنف على تأييد كبير. و قد هلل الشارع العربي في كل مرة يسقط قتيل أمريكي بغض النظر عن الضحايا من المدنيين و بغض النظر عن كمية المعاناة التى أبتلي بها الشعب العراقي الذي وقع مرة أخرى فريسة بين فكي قوات محتلة منتهكة للقوانين و بين مجموعات مسلحة إجرامية إستباحت أموالهم و دماءهم في سبيل ما أطلق عليه الجهاد ضد المحتل. الملاحظ بإختصار أن معظم وسائل الإعلام العربي قد وصفت العمليات المسلحة بعد سقوط النظام العراقي بوصف المقاومة العراقية. أضف إلى ذلك أنها قد |أشادت بعملياتها و حثتها على المزيد بل و أعطت لها كل الدعم الإعلامي و التغطية الملائمتين. و بالرغم من وقوع تجاوزات و توجيه عمليات المقاومة بإتجاه عراقيين من أبناء نفس الوطن إلا أن معظم وسائل الإعلام العربي قد حاولت التغطية أو التعتيم على تلك الخسائر في الأرواح العراقية، فلم تنشر أخبار تفصيلية او تحقيق و لم تلتفت إلى صور الضحايا التي نشرتها وسائل إعلام أخرى. نستطيع أن نخلص بأن التغير في الموقف الإعلامي العربي و ما تبعه من تغير في الرأي العام في الشارع العربي من موقف ألى آخر قد نبع أولاً و أخيراً من تعاطف الشارع العربي مع الشعب الشقيق بالعراق و قد أدت فضائح سجن أبوغريب و معاملة الأسرى و المدنيين - ثم تلاها ما صرح به جورج بوش عن الحملة الصليبية التي يقودها - إلى تكون عقدة في النفسية العربية تجاه الولايات المتحدة و الغرب عموماً على أساس أنه يكيل بمكيالين و أنه لا يعمل بالأخلاقيات التي يدعيها و كل أهدافه هو الإستيلاء على ممتلكات الغير لخدمة مصالحه الخاصة.
ثالثاً:- الإنتخابات العراقية و ما بعدها
أفاق الكثير من المتابعين العرب لوسائل الإعلام من الغفلة التي كانت أصابتهم و التي بناءاً عليها كانوا يؤيدون الأعمال التي وصفت بالمقاومة و التي تبنتها جماعات مؤيدة لنظام صدام حسين.
لقد كان مقتل إبني الرئيس العراقي المخلوع و مظاهر الفرح التى إنتابت الشارع العراقي فور إذاعة الخبر أكبر الأثر على مجرى الإعلام العربي. فالإعلام العربي أراد دائماً و أن يبدوا بمظهر المتعاطف مع الشعب العراقي، و لكنه لم يلبث أن فقد توازنه إثر الغضب العراقي على اتباع النظام، و لم يستطع العاملين على الإعلام العربي إستيعاب الفرحة التلقائية التي إنتابت الناس في العراق بعد سقوط بغداد و تدمير تمثال كبير للرئيس الهارب و كذلك الفرحة التي تبعت خبر القبض على صدام حسين نفسه و إعلان سقوط النظام تماماً بلا رجعة.. و لم يعد الإعلام المعارض و المستقل إلى تأييد المقاومة إلا عندما تحولت من مقاومة أتباع حزب البعث إلى مقاومة من نوع آخر. لقد أدى التحول الإستراتيجي للمسلحين و إرتداء عباءة الدين و إلصاق صفة المقاومة الإسلامية بأنفسهم إلى كسب أرض كانوا قد فقدوها. و هكذا إستمرت عمليات التفخيخ و التفجير التي تبنتها مجموعات مختلفة من داخل العراق.
في الوقت الذي كانت معظم قنوات الإعلام العربي تحاول التأثيير على الرأي العام في الشارع العربي من خلال إستثارة مشاعر القومية العربية و الهوية الإسلامية ، جاءت خطوة الإنتخابات العراقية و ما صاحبها من عنف موجه إلى العراقيين من جانب من كان الإعلام يصفهم بالمقاومة العراقية الشريفة كصفعة على الوجه و لم يستطع الإعلام المعارض الصمود طويلاً أمام الحدث. فكانت القنوات الإعلامية الرسمية و المستقلة تشيد بالإنتخابات و تصفها بخطوة نحو الديمقراطية و الحرية. ووجد الإعلام المعارض نفسه في خندق واحد مع الإرهابيين، مما أدى إلى حدوث نقلة نوعية كبيرة في الإعلام المعارض فكف عن وصف العمليات الإنتحارية بوصف إستشهادية إذا ما وجهت ضد العراقيين و إكتفت بالقول "أعمال عنف" ، و حل وصف "مسلحون" بدلاً من "مقاومون". و قد بدا التركيز هاماً على التمييز بين المقاومة المسلحة الشرعية الشريفة ضد الإحتلال و بين العمليات الإجرامية التى لا يمكن نسبها إلى المقاومة. فكان الحل الأسهل نسبها إلى المخابرات الأمريكية أو الإسرائيلية. و قد بدا ذلك جلياً خاصة مع سلسلة الإغتيالات التي إستهدفت رجال دين شيعة أو أماكن دينية شيعية. لقد أكدت الصحف المعارضة أيضاً ان الإنتخابات العراقية لا يمكن أن يتم الإعتراف بشرعيتها لأنها قامت تحت سيطرة إحتلال أجنبي للبلاد. و قد هاجمت بعض الصحف المعارضة الموقف الرسمي العربي الذي أيد الإنتخابات العراقية
الطريف أن الأصوات التي كانت تؤيد المقاومة في السابق قد خفتت تماماً و لم يبق سوى بعض الراديكاليين الإسلاميين أو بعض المعارضين المستقلين الذين تنطوي قلوبهم على كره لسياسة الولايات المتحدة و بريطانيا. و حتى أكثر القنوات الإعلامية هجوماً على الأمريكان مثل قناة الجزيرة الفضائية أو صحيفة القدس العربي اللندنية لم تعد تشير إلى عمليات العنف بأنها عمليات مقاومة إلا نادراً. و باتت تسرد الوقائع بحياد نسبي و بدون محاولات الإستثارة التي قد أفقدتها مصداقيتها من جانب الكثير من العراقيين.
#ماجد_حسانين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
من يقول -بم- للقائد الأعلى عاهل مصر؟
-
الأقلية ذات الصوت العالي و مأزق السلام - 1
-
لا يا عزيزي الرئيس ؛ لا تسخر من آلام الناس
-
الإعلام الغربي والعربي
-
كتابات الإسلاميين: مقالات مفخخة و حوارات حقول الألغام
-
رداً على دعاوي / التعصب هو الحل
-
إستقلال القضاء المصري مسألة نسبية
-
الإسلام ليس هو الحل ........الوحيد
-
لا هو وطني و لا ديموقراطي
-
محاولات أخرى لتهميش المفكرين عن طريق اتهامات التكفير و الردة
-
الصهيواسلاميون و ا سرائيل الكبرى
-
الدولة الإسلامية المصرية... و ماذا بعد؟
-
بعدما احتلتها الأمريكيات....العرفاتيون و تحرير مكة
-
يوم احتلت النساء مكة - الحلقة الأخيرة
-
(3)يوم احتلت النساء مكة
-
يوم احتلت النساء مكة (2)
-
يوم احتلت النساء مكة
-
مرحباً بالإحتلال
المزيد.....
-
رصدتهما الكاميرا.. مراهقان يسرقان سيارة سيدة ويركلان كلبها ق
...
-
محاولة انقلاب وقتل الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا.. تهم من ا
...
-
ارتفاع قياسي للبيتكوين: ما أسباب دعم ترامب للعملات المشفرة،
...
-
الكربون: انبعاثات حقيقية.. اعتمادات وهمية، تحقيق حول إزالة ا
...
-
قائد القوات الصواريخ الاستراتيجية يؤكد لبوتين قدرة -أوريشنيك
...
-
روسيا تهاجم أوكرانيا بصاروخ جديد و تصعد ضد الغرب
-
بيع لحوم الحمير في ليبيا
-
توقيف المدون المغربي -ولد الشينوية- والتحقيق معه بتهمة السب
...
-
بعد أيام من التصعيد، ماذا سيفعل بوتين؟
-
هجوم بطائرات مسيّرة روسية على سومي: مقتل شخصين وإصابة 12 آخر
...
المزيد.....
-
السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي
/ كرم نعمة
-
سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية
/ كرم نعمة
-
مجلة سماء الأمير
/ أسماء محمد مصطفى
-
إنتخابات الكنيست 25
/ محمد السهلي
-
المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع.
/ غادة محمود عبد الحميد
-
داخل الكليبتوقراطية العراقية
/ يونس الخشاب
-
تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية
/ حسني رفعت حسني
-
فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل
...
/ عصام بن الشيخ
-
/ زياد بوزيان
-
الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير
/ مريم الحسن
المزيد.....
|