|
التوجه الأيديولوجى فى المزامير العبرية
طلعت رضوان
الحوار المتمدن-العدد: 5080 - 2016 / 2 / 20 - 19:59
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
التوجه الأيديولوجى فى المزامير العبرية طلعت رضوان فى سـِـفر المزامير فى كتاب العهد القديم ، فإنّ كاتب الوحى العبرى كان على درجة عالية من الصدق عندما عبـّـر عن التوجه الأيديولوجى العبرى ، حيث جعل ربه يسكن فى صهيون (المزمور9- من مزامير داود) ثم يـُـكرّر التوجه الصهيونى فقال (ليستجب لك الرب فى يوم الضيق.. ليرفعك اسم إله يعقوب . ليُـرسل لك عونــًـا من قدسه ومن صهيون لـيُـعضــّـدك)) (المزمور20) وفى معظم المزامير تكريس للميتافيزيقا التى جعلتْ (الرب) هو (الأساس) وليس البشر، فيقول داود لأتباعه اذبحوا ذبائح البر وتوكــّـلوا على الرب)) (المزمور4) ويقول ((على الرب توكــّـلتُ)) (المزمور11) وأيضًـا ((أدعو الرب الحميد فأتخلــّـص من أعدائى)) ولذلك طلب من ربه أنْ يتولى مهمة القيام بكل شىء ضد أعدائه فقال عنه (( الإله المُــنتقم لى والذى يُـخضع الشعوب تحتى (المزمور18) ورغم أنّ الرب فى الديانة العبرية يختلف عن البشر، وهو (خالقهم) وبالتالى يكون (من المُفترض) أنه ليس من البشر، ومع ذلك فإنّ داود يُـخاطب ر(ربه) كما لو كان يُـخاطب إنسانــًـا مثله حيث قال له ((لكلماتى أصغ يا رب.. تأمل صراخى)) (المزمور5) فهل الرب (المُـفترض أنه عالم بكل شيىء) كان فى حاجة إلى هذا الطلب من داود ؟ بل إنه خاطب (ربه) قائلا ((يا رب لا تــُـوبـّـخنى بغضبك ولا تــُـؤذينى بغيظك)) (المزمور6) أليس (التوبيخ) و(الغيظ) من صفات البشر، وليستْ من صفات الآلهة ؟ وأكثر من ذلك عندما يُـخاطب داود (ربه) على أنه مثل أى إنسان وبشكل مباشر، فقال له ((قم يا رب.. يا ألله ارفع يدك)) (المزمور10) والرب ينسى مثله مثل البشر، حيث قال داود له ((إلى متى يا رب تنسانى كل النسيان)) كما أنّ ذلك الرب بهيئة بشرية مثل الإنسان ، حيث قال له ((إلى متى تحجب وجهك عنى)) (المزمور13) وداود يصف (أعداءه) بأنّ ((جوفهم هـُـوّة وحلقهم قبر مفتوح)) (المزمور5) وإذا كان مصطلح (مزامير) يوحى بالأناشيد ، فكيف تكون (الأنشودة) بهذه البشاعة فى وصف (الأعــداء) ؟ والبشر فى الديانة العبرية (عبيد) عند الرب العبرى بما فيهم الأنبياء ، فنقرأ أنّ ((عبد الرب دواد كلــّـم الرب بكلام هذا النشيد)) فبماذا ترنــّـم فى هذا النشيد ؟ قال ((حبال الهاوية حاقتْ بى.. أشراك الموت أنشبتْ بى.. سيول الهلاك أفزعتنى.. دعوتُ الرب وإلى إلهى صرختُ.. فسمع من هيكله (هكذا !!) صوتى وصراخى دخل أذنيه (أى أنّ ربه مثل الإنسان بأذنيْن) فارتجـّـتْ الأرض وارتعشتْ أسس الجبال (الرعشة صفة إنسانية ولا تنطبق على الجمـاد ، وهذا الوصف يُـعتبر من عيوب " الأسلوبية ") ثـمّ يشرح داود السبب الذى جعل الجبال (ترتعش) فقال إنّ الرب ((غضب وصعد دخان من أنفه ونار من فمه)) (المزمور18) فى تأكيد جديد على الصفة البشرية للإله العبرى ، وفى نفس الوقت التأكيد على الميتافيزيقا ، وأنّ الإله العبرى اختراع بشرى. وبغض النظر عن أنّ ما جاء فى المزامير قالها داود بالفعل أو أنها من تأليف كاتب المزامير، فقد تـمّ (تثبيت) أسطورة الرب العبرى وأخذ شكل الحقيقة التى لا يجوز التشكيك فيها، فهذا الرب – كما قال داود – ((هو الذى يـُـعلــّـم يدى القتال)) وبعد أنْ منحه الرب (قوته) إذا به يقول عن (أعدائه) ((أسحقحهم فلا يستطيعون القيام . يسقطون تحت رجلى . يصرخون ولا مُخلص . إلى الرب فلا يستجيب لهم فأسحقهم كالغبار قدام الريح . مثل طين الأسواق أطرحهم)) ثـمّ يخاطب ربه قائلا ((تــُـنقذنى من مُخاصمات الشعب . تجعلنى رأسـًـا للأمم . شعب لم أعرفه يتعبـّـد لى . بنو الغرباء يتذلــّــلون لى . حىٌ هو الرب ومُـبارك صخرتى ومُـرتفع إله صخرتى. الإله المُــنتقم لى والذى يُـخضع الشعوب تحتى.. إلخ (المزمور18) فلماذا جاءتْ شخصية داود (المُـقـدّس فى الديانة العبرية بشعبها الثلاث) بتلك الصورة البشعة ؟ حيث يجعل من وصفهم بالأعداء مثل طين الأسواق ، ويسحقهم كالغبار.. إلخ والأكثر من ذلك عندما طلب من (ربه) أنْ يكون رئيسـًـا للأمم ، ويتحكــّـم فى شعب (لم يعرفه) ويجعل هذا الشعب يتعبـّـد له ؟ فإذا كانت (العبودية) فى الديانة العبرية من حق (الإله الواحد) فكيف تكون (العبودية) لإنسان ؟ ومع ملاحظة أنّ داود أو كاتب السـِـفر وصف ربه ب (المُـنتقم) فأضفى عليه صفة بشرية ، فكان من الواجب أنْ (يتعفــّـف) الإله (أى إله) عن وصفه بها . ويواصل كاتب المزامير تكريس الميتافيزيقا حيث جعل داود يقول ((إلهى إلهى لماذا تركتنى بعيدًا عن خلاصى.. عن كلام زفيرى ؟)) ثـمّ يُـعاتب ربه قائلا ((إلهى فى النهار أدعو فلا تستجيب.. فى الليل أدعو فلا هدوء لى.. وأنتَ القدوس الجالس بين تسبيحات إسرائيل . عليكَ اتــّـكل آباؤنا . اتــّـكلوا فنجيتهم . إليك صرخوا فنجوا)) ثـمّ تكون المُـفاجأة عندما شبـّـه نفسه بالحشرات فقال ((أما أنا فدودة لا إنسان.. عارٌ عند البشر ومُـحتـقرٌ من الشعب . كل الذين يروننى يستهزئون بى قائلين لى : اتــّـكل على الرب فليُـنجـّـه ، ليـُـنقذه.. أما أنتَ يا رب فلا تبتعد (عنى) يا قوتى أسرع إلى نصرتى.. إلخ)) (المزمور22) وأعتقد أنّ هذا المزمور غاية فى الأهمية للإعتبارات التالية : 1- لماذا وصف داود نفسه بأنه مثل الدودة ، بل نفى عن نفسه الصفة الإنسانية ؟ 2- لماذا تركه ربه ولم يستجب لدعائه لا فى النهار ولا فى الليل ؟ 3- ما مغزى قوله أنّ الرب القدوس جالس بين تسبيحات إسرائيل ؟ أليس هذا معناه الإنحيار السافر لبنى إسرائيل ؟ 4- ولماذا قال داود أنه ((عارٌ على البشر ومُـحتقرٌ من الشعب.. وأنّ كل من يرونه يستهزئون به ؟ 5- ولماذا قالوا : أنّ داود اتــّـكل على الرب فليُـنجـّـه وليُـنقذه ؟ فهل لهذا الكلام معنى آخر غير السخرية من الرب ومن داود ؟ وفى النهاية فإنّ كل ما استطاع داود عليه هو اللجوء لربه ليُـنقذه ولا (يبتعد عنه) ويُـسرع لنصرته. أليس هذا تأكيد على ترسيخ الميتافيزيقا ، وأنّ الرب العبرى بيده كل شيىء ؟ وتتواصل الميتافيزيقا فيقول داود ((ارفعنَ أيتها الأرتاج رؤوسكنّ وارتفعنَ أيتها الأبواب الدهريات ، فيدخل ملك المجد)) ثـمّ يسأل : من هو هذا ملك المجد ؟)) ويـُجيب ((الرب القدير الجبار. الرب الجبار فى القتال)) (المزمور24) فهل الرب – مثله مثل البشر- يُـمارس أبشع صفة مارسها (بشر) كان لديهم (الولع) بقتل غيرهم من البشر؟ ناهيك عن نهب موارد الشعوب ، تحت مُـسمى الحصول على (غنائم الحروب) أو تدمير المحاصيل والبيوت.. كما جاء فى معظم أسفار العهد القديم ؟ ولذلك خاطب داود (ربه) العبرى قائلا ((يا الله افد إسرائيل من كل ضيقاته)) (المزمور25) وقال ((إليكَ يا رب أصرخ)) (المزمور28) وداود يستمر فى (مزاميره) أو فى شطحاته الميتافيزيقية فيقول ((صوت الرب على المياه . إله المجد أرعد . الرب فوق المياه الكثيرة . صوت الرب بالقوة . صوت الرب بالجلال . صوت الرب مُـكسّـر الأرز. يُـكسـّـرالرب أرز لبنان . ويمرحها كعجل . لبان وسريون مثل فرير البقر الوحشى . صوت الرب يقدح لهب نار. صوت الرب يـُـزلزل البرية. يـُـزلزل الرب برية قادش. صوت الرب يـُـولــّـد الأيل ويكشف الوعور. الرب بالطوفان جلس . ويجلس الرب ملكــًـا إلى الأبد . الرب يـُـعطى عزًا لشعبه. الرب يـُـبارك شعبه بالسلام)) (المزمور29) وهذا المزمور- أيضـًـا – غاية فى الأهمية للإعتبارات التالية : 1- لماذا منح داود ربه صفة من صفات الطبيعة عندما شبـّـهه (بالرعد) ؟ 2- لماذا أخذ الرب هذا الموقف العدوانى ضد لبنان فكسّـر أرزهم ؟ ثـمّ جعلهم مثل (فرير البقر الوحشى) ؟ بل جعل صوت الرب (يقدح لهب نار) ؟ وأكثر من ذلك (يُـزلزل البرية) ثـمّ خصّ (برية قادش) بجملة مُـستقلة. مع مراعاة الجانب الجغرافى والتاريخى لقادش ، فمن حيث الموقع ، فإنّ (قادش) تقع على نهر العاصى ، ومُـفترق طرق وصِلة الوصل جنوبـًـا مع سهل البقاع اللبنانى ، ويرى بعض المؤرخين أنها قــُـرب مدينة حلب الحالية. أما بالنسبة لشهرة (قادش) تاريخيـًـا فترجع تلك الشهرة للمعركة التى كانت بين مصر بقيادة الملك العظيم رمسيس الثانى والحيثيين ، وانتهتْ بأول معاهدة سلام فى التاريخ . فإذا كان الأمر كذلك ، فما دخل داود أو إلهه العبرى ، كى يذكرها فى المزمور المنسوب لداود؟ والذى نصّ فيه على أنّ (ربه) دمـّـر برية قادش ؟ 3- ما مغزى قوله أنّ الرب بالطوفان جلس ؟ فكيف يجلس (الرب) على الطوفان ؟ ثـمّ يتمادى فى تخاريفه فيقول ((ويجلس الرب ملكــًـا إلى الأبد)) فهل الرب مثل البشر، فيأخذ صفة الملوك ؟ ثـمّ يؤكد انحياز الرب العبرى لبنى إسرائيل عندما قال ((الرب يـُـعطى عزًا لشعبه)) وأضاف ((الرب يُـبارك شعبه بالسلام)) فإذا كان الرب منح (شعبه المختار) حق الاعتداء على شعوب المنطقة وقتلهم ، فهل لقوله معنى آخر غير أنّ (السلام) حق لبنى إسرائيل فقط ؟ ويتجـدّد انحياز الرب العبرى لبنى إسرائيل فى المزامير، فنقرأ ((طوبى للأمة التى الرب إلهها الشعب الذى اختاره ميراثــًـا لنفسه. من السماوات نظر الرب . رأى جميع بنى البشر. من مكان سكناه تطلــّـع إلى جميع سكان الأرض)) (المزمور33) فهل هناك (عنصرية) أكثر من ذلك ، وكيف تكون تلك العنصرية صفة للرب ؟ وما مغزى القول بأنّ الرب اختار بنى إسرائيل ليكونوا ((ميراثــًـا لنفسه)) ؟ فماذا سيفعل الرب بهذا (الميراث البشرى) ؟ بينما فى معظم أسفار العهد القديم فإنّ الرب يأخذ الكثير من الصفات البشرية ، وقد تأكــّـد ذلك عندما قال دواد ((الرب يضحك)) (المزمور37) وداود رغم أنه (نبى) وفق الديانة العبرية ، فإنه يطلب من ربه عدم توبيخه ولا يُـؤذيه بغيظه. أما عن السبب يقول داود ((لأنّ آثامى قد طمتْ فوق رأسى)) ويصف نفسه ب (الأحمق) إلخ (المزمور38) فكيف يكون (النبى) بتلك الصفات التى جمعتْ بين الحماقة والآثام التى تراكمتْ فوق رأسه ؟ ولماذا اختاره الرب ليكون نبيًـا ؟ ثـمّ كرّر داود كلامه عن (آثامه) وعن (معاصيه) فى المزموريْن 39، 40. ورغم كل ذلك فإنه خاطب ربه قائلا (تشتاق نفسى إليك يا الله. عطشتْ نفسى إلى الله إلى الإله الحى.. عيـّـرنى مُـضايقىّ بقولهم لى كل يوم أين إلهك)) (المزمور42) أى أنّ المُـختلفين مع دواد تشكــّـكوا فى وجود إلهه. ثـمّ يبدو التناقض فى قوله لربه ((لماذا رفضتنى)) ؟ (المزمور43) فكيف يمكن الجمع بين أنّ الرب هو الذى اختاره ليكون (نبيـًـا) وفى نفس الوقت رفضه ؟ والأخطر ما قاله داود عن تأكيد العنف والعنصرية العبرية ضد الشعوب لصالح بنى إسرائيل، فخاطب ربه قائلا ((أنتَ بيدك استأصلتَ الأمم وغرستهم . حطــّـمتَ شعوبـًـا)) ورغم ذلك أضاف ((لكنك قد رفضتنا وأخذلتنا ولا تخرج مع جنودنا)) والأكثر خطورة وأهميه عندما يقول لربه ((بعتَ شعبك بغير مال وما ربحتَ بثمنهم.. تجعلنا عارًا عند جيراننا . هـُـزأة وسـُـخرة للذين حولنا)) ثـمّ يعتبر ربه مثل واحد من الناس فقال له ((استيقظ . لماذا تتغافى يا رب.. انتبه. لماذا تحجب وجهك وتنسى مذلتنا.. قــُـم عونــًـا لنا وافدنا من أجل رحمتك)) (المزمور44) فلماذا تخلى الرب العبرى عن (شعبه المختار) وعن نبيه (داود) ؟ بعد أنْ وقف معهم ولصالحهم استأصل الأمم وحطــّـم شعوبـًـا ؟ وكيف يقول لربه : لقد رفضتنا وأخذلتنا ولا تخرج مع جنودنا ؟ فكيف يخرج (الرب) مع الجنود ؟ وهل هو قائد عسكرى أم إله ؟ وكيف تجرّأ داود على وصف ربه بأنه مثل أى إنسان، فيقول له: استيقظ.. انتبه. ويسأله : لماذا تتغافى؟ وبعد أنْ يقول له : أنتَ أبرع جمالا من بنى البشر، يُـعامله كأنه واحد من البشر، فيطلب منه أنْ يكون مثل أى جندى فى المعركة فقال له ((تقلــّـد سيفك على فخذك أيها الجبار. الشعوب تحتك يسقطون)) (المزمور45) فيرد الرب قائلا ((كفوا واعلموا أنى أنا الله. أتعالى فى الأرض)) فيقول داود ((رب الجنود معنا . ملجأنا . إله يعقوب)) (المزمور46) وما سبق تأكــّـد فى قول داود عن ربه ((يـُـخضع الشعوب تحتنا.. والأمم تحت أقدامنا.. الله جلس على كرسى قـُـدسه)) (المزمور47) فلماذا تلك العنصرية البغيضة التى تصل لدرجة أنّ الرب أخضع الشعوب تحت أقدام بنى إسرائيل ؟ وبعد ذلك يصف ربه بأنه ((جلس على كرسي قدسه)) ولماذا شوّه داود نفسه فقال ((أحببتُ الشر أكثر من الخير. الكذب أكثر من الصدق)) (المزمور52) ثم يتناقض مع نفسه ويقول ((الرب يـُـرجع الشر على أعدائى. بحقك أفنهم.. أذبح لك مُــنتدبـًـا)) (المزمور54) فلماذا هذا التناقض ؟ ولماذا هذا العداء غير المُـبرّر على المستوى الإنسانى ، الذى يصل لدرجة القضاء على من اعتبرهم من أعدائه عندما طلب من (ربه) قائلا ((بحقك أفنهم)) ؟ ثـمّ يعود ويـُـكرّر طلبه العدوانى قائلا ((اللهم كسـّـر أسنانهم فى أفواههم . هشـّـم أضارس الأشبال يا رب)) (المزمور58) ويعتبر ربه ((إله الجنود إله إسرائيل)) (المزمور59) ويـُـغنى لربه فيقول ((الله قد تكلــّـم بقدسه . أبتهج . أقسم شكيم وأقيس وادى سكوت . لى جلعاد ولى منسى وإفريم خوذة رأسى.. يهوذا صولجانى . موآب مرحضتى . على أدوم أطرح نعلى . يا فلسطين اهتفى علىّ)) المزمور60) فما مغزى (يا فلسطين اهتفى علىّ) ؟ هل لأنهم سبق لهم أنْ أسروه ؟ مما يؤكد استمرار العداء بين الفلسطينيين وبنى إسرائيل ؟ وهو ما تأكد عندما قال ((لك ينبغى التسبيح يا الله فى صهيون)) (المزمور65) وتصل هلوساته لدرجة الخلط بين الواقع الجغرافى والميتافيزيقا فيقول ((سينا فى القدس)) (المزمور68) ورغم أنّ داود (نبى) فإنه يُـخاطب ربه الذى اختاره قائلا ((تعبتُ من صراخى.. يبس حلقى.. لا يخحل بى ملتمسوك يا إله إسرائيل . لأنى من أجلك احتملتُ العار. غطى الخجل وجهى.. صُــبّ عليهم سخطك.. لتصر دارهم خرابـًـا.. وفى خيامهم لا يكن ساكن.. اجعل إثمـًا على إثمهم ولا يدخلوا فى بـِـرّك.. الله يُـخلــّـص صهيون ويبنى مدن يهوذا فيسكنون هناك ويرثونها)) (المزمور69) فهل كنتُ مُـغاليـًـا عندما كتبتُ فى دراساتى أنّ الصهيونية أعلى مرحل اليهودية ؟ وفق الصيغة الماركسية (الامبريالية أعلى مراحل الرأسمالية) ورغم لغة العداء ضد شعوب المنطقة ، ودعاء داود لربه بأنْ يجعل بيوت (أعدائه) خرابـًـا ، فإنّ مزامير داود أخذتْ اسمًـا ثابتــًـا (إمام المُـغنين داود) فهل الغناء والطرب يكون للفرح والبهجة وتكريس الحب بين البشر، أم للخراب ؟ وإذا كان داود (يُـغنى) للحرب والقتل والدمار، فلماذا يؤمن به أبناء الديانة العبرية فى شعبها الثلاث (اليهودية/ المسيحية/ الإسلام) خصوصـًـا أبناء الشعب الفلسطينى ؟ ***
#طلعت_رضوان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
من يمتك مفتاح الفهم الصحيح للإسلام ؟
-
كيف اخترقت الأصولية التعليم الجامعى
-
متوالية العداء بين الفلسطينيين وبنى إسرائيل
-
الرب العبرى مُخلّص إسرائيل
-
ما سر ازدواجية شخصية الحجاج ؟
-
جذور طقوس الزار
-
الميول السياسية واجهاض الموضوعية
-
عجائب أنبياء بنى إسرائيل الخارقة
-
هل البخارى (ألّف) الأحاديث ؟
-
رد على الأستاذ سلام صادق بلو
-
لماذا ينخدع شعبنا بالأحزاب الظلامية ؟
-
ما مغزى تهمة ازدراء الأديان ؟
-
لماذا غضب إله إسرائيل على سليمان؟
-
متضامن مع الأستاذ على محمود ورفاقه
-
كيف تكون النبوة بالوراثة ؟
-
هل يمكن التخلص من التعصب الدينى والمذهبى؟
-
ما سر عداء داود للفلسطينين ؟
-
لماذا ينتفض شعبنا وينام ؟
-
تضامن مع الشاعرة المصرة فاطمة ناعوت
-
لماذا سمحت الداخلية بتسليح الإخوان ؟
المزيد.....
-
وجهتكم الأولى للترفيه والتعليم للأطفال.. استقبلوا قناة طيور
...
-
بابا الفاتيكان: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق
-
” فرح واغاني طول اليوم ” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 اس
...
-
قائد الثورة الإسلامية: توهم العدو بانتهاء المقاومة خطأ كامل
...
-
نائب امين عام حركة الجهاد الاسلامي محمد الهندي: هناك تفاؤل ب
...
-
اتصالات أوروبية مع -حكام سوريا الإسلاميين- وقسد تحذر من -هجو
...
-
الرئيس التركي ينعى صاحب -روح الروح- (فيديوهات)
-
صدمة بمواقع التواصل بعد استشهاد صاحب مقولة -روح الروح-
-
بابا الفاتيكان يكشف: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق عام 2021
...
-
كاتدرائية نوتردام في باريس: هل تستعيد زخم السياح بعد انتهاء
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|