ايمان محمد
الحوار المتمدن-العدد: 5080 - 2016 / 2 / 20 - 08:08
المحور:
المجتمع المدني
لا تحزن مهما قيل لك
يحكى ان رجلا اسمه هاني اصابته قرحة في امعائه بلغ من خطورتها ان الاطباء حددوا له اوان وفاته و اوعزوا اليه ان يجهز كفنه واصاب هاني الحزن والفزع و لم يدر ماذا يفعل واستمر الحال بضعة ايام جالسا وحده في غرفته لا يكلم احدا و لا يأكل وفجأة وهو يقلب في اوراق له كان قد كتبها منذ سنوات في طفولته فوجد ورقة مكتوب عليها حين اكبر سأطوف العالم قبل ان يدركني الموت ..ففكر مليا"في تلك الكلمات وفجأة قرر ان يحقق هذه الامنية وفكر انه اذا لم يبق لي في هذه الحياة سوى امد قصير فلماذا لا استمتع بهذا الامد على اتم وجه؟ لطالما تمنيت ان اطوف العالم وها هو ذا الوقت الذي احقق فيه امنيتي و حقا خرج هاني مسرعا و ابتاع تذكرة سفر ففزع طبيبه حين سمع بذلك وحذره انك اذا اقدمت على هذه الرحلة فستدفن في قاع البحر! ! لكنه اجاب ؛ كلا، لن يحدث شيء من هذا، لقد وعدت اقاربي الا يدفن جثماني إلا في مقابر الأسرة و ركب هاني السفينة و هو يتمثل بقول الخيام :
تعال نروي قصة للبشر.....ونقطع العمر بحلو السمر
فما اطال النوم عمرا وما.....قصر في الاعمار طول السهر
و بدأ الرجل رحلة مشبعة بالمرح والسرور وارسل خطابا لزوجته يقول فيه لقد شربت واكلت ما لذ وطاب على ظهر السفينة وانشدت القصائد واكلت الوان الطعام كلها حتى الدسم المحظور منها وتمتعت في هذه الفترة بما لم اتمتع به في ماضي حياتي ....ثم ماذا؟
ثم صحا الرجل من علته ..انا لا اوافق الخيام في ابياته الشعرية ﻷ-;-ن فيها انحرافا عن النهج الرباني ولكن المقصود من القصة ان السرور والفرح والارتياح اعظم بكثير من العقاقير الطبية.
#ايمان_محمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟