أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد صبحى منصور - القاموس القرآنى : عفا / عفو















المزيد.....


القاموس القرآنى : عفا / عفو


أحمد صبحى منصور

الحوار المتمدن-العدد: 5079 - 2016 / 2 / 19 - 23:39
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



أولا : يأتى بمعنى ( صفح ) فى التعامل بين الناس :
1 ــ يقول جل وعلا للرسول محمد عليه السلام: ( خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ ) الأعراف - الآية 199 ). ( خذ العفو ) يعنى إتخذه طريقا فى الصفح عن الناس . وتكرر هذا المعنى فى قوله جل وعلا : (وَإِنَّ السَّاعَةَ لآتِيَةٌ فَاصْفَحْ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ (85) الحجر ) (وَقِيلِهِ يَا رَبِّ إِنَّ هَؤُلاءِ قَوْمٌ لا يُؤْمِنُونَ (88) فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلامٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (89) الزخرف )
2 ـ ويأتى معنى ( العفو ) مرادفا للصفح فى التعامل بين الناس كما فى قوله جل وعلا فى تعامل المؤمنين مع أهل الكتاب : ( وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ ۖ-;- فَاعْفُواوَاصْفَحُوا حَتَّىٰ-;- يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ ۗ-;- إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ-;- كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) البقرة – الآية 109 ) .
3 ـ وفى حالة الخصومات بين المؤمنين يكون العفو والصفح مستحبا .
فى موضوع حديث الإفك يقول جل وعلا : ( وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَىٰ-;- وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۖ-;- وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا ۗ-;- أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ ۗ-;- وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) النور - الآية 22 ).
والطلاق من الموضوعات الحساسة التى ينشأ عنها إحنُّ وأحقاد ، لذا يكون العفو مستحبا ، ومثلا يقول جل وعلا عن حق الزوجة المطلقة قبل الدخول بها : ( وَإِن طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ إِلَّا أَن يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ ۚ-;- وَأَن تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ-;- ۚ-;- وَلَا تَنسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ ۚ-;- إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ) (البقرة - الآية 237 ). هنا ربط للعفو بالتقوى ، فالعفو أقرب للتقوى . وهذا من روعة التشريع الاسلامى .
وإذا إعتدى عليك أحد وأساء اليك فلك أن ترد بمثلها قصاصا ، وهذا هو العدل . ولكن الاحسان بالعفو درجة أعلى من العدل ، ويكون أجر المحسن المتسامح على ربه جل وعلا ، يقول جل وعلا : ( وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (40) الشورى )
4 ـ وللعفو مكان حتى فى موضع القرابة الشديدة ، أى بين الزوجين ، وبين الأبوين وأولادهما . قد يسرف الزوج فى حب زوجته فتتسلط عليه وتسيطر عليه وتدمر علاقتهما وتتحول مشاعر الحب الى كراهية وعداء. والحل هو العفو والصفح . وقد يقوم الأب بتدليل أبنائه فيفسدون ويصبحون أعداء لأبيهم ، وهنا يكون الحل فى العفو والصفح ، يقول جل وعلا محذرا : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ عَدُوّاً لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (14) التغابن )
ثانيا : العفو بمعنى الصفح فى تعامل رب العزة مع البشر فى الدنيا :
لا بد من التذكير بأن الله جل وعلا يعاقب ويعذّب المُسىء فى الدنيا ، ثم إذا مات بلا توبة فهو خالد فى جهنم . إذا تاب فى حياته توبة مقبولة فإن الله جل وعلا يغفر له يوم الحساب . فالغفران ليس فى هذه الدنيا ، بل هو يوم الحساب. وعليه فإن ( العفو ) الالهى فى الدنيا بمعنى ( الصفح ) عن ذنب وقع وليس الغفران فى الآخرة ، وبالصفح الالهى عن هذا المذنب لا يتم عقابه فى الدنيا . ونعطى أمثلة :
1 ـ إتخذ بنو اسرائيل العجل ، وعفا رب العزة عنهم فلم يعذبهم بهذا فى الدنيا ، يقول جل وعلا : ( ثُمَّ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ فَعَفَوْنَا عَن ذَٰ-;-لِكَ ۚ-;- ) النساء - الآية 153 ) (وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمْ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ (51) ثُمَّ عَفَوْنَا عَنكُم مِّن بَعْدِ ذَٰ-;-لِكَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ )(البقرة - الآية 52 ).
2 ـ ومن المصائب ما هو عقوبات الالهية ، أى تترتب على ذنب يقع فيه الانسان ، وقد يتوب الفرد فيعفو عنه ربه جل وعلا فلا تقع عليه عقوبة المصيبة . نفهم هذا من قوله جل وعلا : ( وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ ) الشورى - الآية 30 )
3 ـ وعن عصيان بعض المؤمنين فى موقعة (أُحُد ) وعفو رب العزة عنهم يقول جل وعلا : ( وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُم بِإِذْنِهِ ۖ-;- حَتَّىٰ-;- إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُم مِّن بَعْدِ مَا أَرَاكُم مَّا تُحِبُّونَ ۚ-;- مِنكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ الْآخِرَةَ ۚ-;- ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ ۖ-;- وَلَقَدْ عَفَا عَنكُمْ ۗ-;- وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ ) آل عمران 152 ) ( إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا ۖ-;- وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ ۗ-;- إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ ) آل عمران 155 )
4 ـ وينزل التشريع بعفو عن مآخذ سابقة . يقول جل وعلا لأهل الكتاب عن القرآن الكريم : (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ ۚ-;- قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ ) المائدة - الآية 15 ).
وكان الصيام المتوارث من ملة ابراهيم يعنى بدء الصيام من بعد صلاة العشاء الى مغرب اليوم التالى ، فكان الوقت المُتاح للإفطار ( من المغرب للعشاء ) لا يكفى الطعام والممارسة الجنسية مع الزوجة ، لذا كان يحدث اللقاء الجنسى ليلا عصيانا للصيام ، فنزل التخفيف بجعل الافطار من المغرب الى الفجر ، وهذا مع عفو عمّا كان يحدث ، يقول جل وعلا : ( أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَىٰ-;- نِسَائِكُمْ ۚ-;- هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ ۗ-;- عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتَانُونَ أَنفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنكُمْ ۖ-;- فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ ۚ-;- وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّىٰ-;- يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ۖ-;- ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ ۚ-;- وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ ۗ-;- تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا ۗ-;- كَذَٰ-;-لِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ) البقرة 187 ).
ونفس الحال فى قتل الصيد فى المسجد الحرام . نزل العفو عما سلف ، مع التهديد بعقاب من يعود لانتهاك حُرمة المسجد الحرام ، يقول جل وعلا : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنتُمْ حُرُمٌ ۚ-;- وَمَن قَتَلَهُ مِنكُم مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاءٌ مِّثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنكُمْ هَدْيًا بَالِغَ الْكَعْبَةِ أَوْ كَفَّارَةٌ طَعَامُ مَسَاكِينَ أَوْ عَدْلُ ذَٰ-;-لِكَ صِيَامًا لِّيَذُوقَ وَبَالَ أَمْرِهِ ۗ-;- عَفَا اللَّهُ عَمَّا سَلَفَ ۚ-;- وَمَنْ عَادَ فَيَنتَقِمُ اللَّهُ مِنْهُ ۗ-;- وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ ) المائدة 95 ).
وعن التسرع بطرح أسئلة وتكرار الأسئلة للنبى عليه السلام فيما لاحاجة إليه يقول جل وعلا : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِن تَسْأَلُوا عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللَّهُ عَنْهَا ۗ-;- وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ ) المائدة 101 ).
وتسرع النبى محمد عليه السلام بالإذن للمنافقين الرافضين للخروج للدفاع عن المدينة ، فقال له رب جل وعلا : ( عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ (43) التوبة )
ثالثا : العفو بمعنى الغفران فى الآخرة
1 ـ فى التيسير فى العبادات وفى رفع الحرج والمشقة نزلت تشريعات الافطار فى الصيام وقصر الصلاة ، ومنها تشريع الطهارة فى قوله جل وعلا : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنتُمْ سُكَارَىٰ-;- حَتَّىٰ-;- تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلَا جُنُبًا إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّىٰ-;- تَغْتَسِلُوا ۚ-;- وَإِن كُنتُم مَّرْضَىٰ-;- أَوْ عَلَىٰ-;- سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ ۗ-;- إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا ) ( النساء 43 ). ختم الآية بقوله جل وعلا : (إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا ) يفيد التيسير ، وهذا التيسير جاء صريحا فى الآية الأخرى فى نفس الموضوع : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنْ الْغَائِطِ أَوْ لامَسْتُمْ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (6) المائدة ) هنا ختم الآية الكريمة بالتيسير فى قوله جل وعلا : ( مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ).
2 ـ والعفو جاء مرتبطا بالغفران فى الآخرة فى قوله جل وعلا عن المستضعفين المضطهدين فى الدين العاجزين عن الهجرة من قريتهم الظالمة : ( فَأُولَٰ-;-ئِكَ عَسَى اللَّهُ أَن يَعْفُوَ عَنْهُمْ ۚ-;- وَكَانَ اللَّهُ عَفُوًّا غَفُورًا ) (النساء - الآية 99 )، وفى قوله جل وعلا عن من يعمل الخير والعافين عن الناس : ( إِن تُبْدُوا خَيْرًا أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُوا عَن سُوءٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا ) النساء - الآية 149 )، وفى قوله جل وعلا عمّن يرد عدوانا وقع عليه : ( ذَٰ-;-لِكَ وَمَنْ عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنصُرَنَّهُ اللَّهُ ۗ-;- إِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ ) الحج - الآية 60 )، وفيمن يقع فى (الظهار ) أو تحريم زوجته عليه : ( الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنكُم مِّن نِّسَائِهِم مَّا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ ۖ-;- إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ ۚ-;- وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنكَرًا مِّنَ الْقَوْلِ وَزُورًا ۚ-;- وَإِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ ) المجادلة – الآية 2 ).
وفى كل الأحوال فإن رب العزة جل وعلا قال عن ذاته جل وعلا :( وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ ) الشورى - الآية 25 ) وقال جل وعلا عن المتقين الذين سيغفر لهم يوم القيامة : (وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133) الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنْ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (134) آل عمران ). فالعفو عن الناس من ضمن صفات التقوى والاحسان . والله جل وعلا مع الذين إتقوا والذين هم محسنون : (إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ (128)النحل )
رابعا : العفو بمعنى الزيادة :
1 ـ الزيادة ، أى الزائد فى الدخل أو ( الفاضل ) الذى يمكن الاستغناء عنه ، والذى يجب انفاقه فى سبيل الله جل وعلا ، أى فى الدعوة السلمية جهادا بالمال فى سبيل رب العزة ، يقول جل وعلا : (وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلْ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ (219) البقرة )
2 ـ الزيادة بمعنى العافية والقوة ، يقول جل وعلا عن الأمم السابقة وإختبارها بالنعمة والنقمة وبالمنحة والمحنة : ( وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَبِيٍّ إِلاَّ أَخَذْنَا أَهْلَهَا بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ (94) ثُمَّ بَدَّلْنَا مَكَانَ السَّيِّئَةِ الْحَسَنَةَ حَتَّى عَفَوا وَقَالُوا قَدْ مَسَّ آبَاءَنَا الضَّرَّاءُ وَالسَّرَّاءُ فَأَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ (95) الاعراف )، أى يختبرهم عند ارسال الرسل اليهم بالمصائب والأزمات لعلهم يرجعون تائبين الى الله جل وعلا فلا يتوبون ولا يتذكرون ، ثم يبتليهم ويصيبهم بابتلاء النعمة والقوة والعافية فلا يتعظون ، فيحل بهم العذاب بغتة وهم لاهون لا يشعرون .



#أحمد_صبحى_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانفجار المصرى القادم بين التفاؤل والتشاؤم
- فى مصر : حرب أهلية ممكن .. تقسيم : مستحيل .!!
- القاموس القرآنى : الخلود
- أثر الفتوحات العربية فى نشر الكفر بالاسلام وبالقرآن
- تفاديا لثورة الجياع ( 2 من 2 )
- تفاديا لثورة الجياع ( 1 من 2 )
- الخلفاء الراشدون الفاسقون يا أهلا بالهلع .!!
- القرآن الكريم ( عٍلم إلاهى ) مُتاح تدبره للعلماء المؤمنين
- فى هذه الحروب الأهلية الدينية بين ( المسلمين ): ( القرآن هو ...
- القاموس القرآنى : حبط
- ثورة الجياع ..وما أدراك ما ثورة الجياع .!!
- القاموس القرآنى : اللغة / اللسان
- القاموس القرآنى : الكلمة
- القاموس القرآنى : مستقر
- إن ربك لبالمرصاد
- القاموس القرآنى : الطوفان
- ( وظيفة القضاء‏ بين الاسلام والمسلمين ) الكتاب كاملا
- القاموس القرآنى ( ذنب )
- كتاب ( دين داعش الملعون ) الكتاب كاملا
- القاموس القرآنى ( إثم )


المزيد.....




- إطلاق نار على قوات إسرائيلية في سوريا وجبهة المقاومة الإسلام ...
- تردد قناة طيور الجنة الجديد بجودة HD على جميع الأقمار الصناع ...
- بدء احتفالات الذكرى الـ46 لانتصار الثورة الاسلامية في ايران ...
- 40 ألفا يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
- 40 ألفاً يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
- تفاصيل قانون تمليك اليهود في الضفة
- حرس الثورة الاسلامية: اسماء قادة القسام الشهداء تبث الرعب بق ...
- أبرز المساجد والكنائس التي دمرها العدوان الإسرائيلي على غزة ...
- لأول مرة خارج المسجد الحرام.. السعودية تعرض كسوة الكعبة في م ...
- فرحي أطفالك.. أجدد تردد قناة طيور الجنة على القمر نايل سات ب ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد صبحى منصور - القاموس القرآنى : عفا / عفو