أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - خلف عامر - بغداد والمدن الرتيبة















المزيد.....


بغداد والمدن الرتيبة


خلف عامر

الحوار المتمدن-العدد: 1379 - 2005 / 11 / 15 - 10:20
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


(( محمد خالد شاكر ... بوحٌ دفين ولافتات مكتوبة بطعم الحنظل والدفلى ))
كالسنونو يرحل باحثاً عن بقايا دفء وشيء من مودة و أمان بعيداً عن عيون المتربصين واللصوص والقتلة والأدعياء هكذا هو الشاعر الذي هو لسان حال الجموع المتثائبة والمتثاقلة بهمها وضغط الحاجة
/ الوطن
شياطين وملائكة في مركب واحد
وأنت فيه صبارة الانتظار /
يخرج من رحم المدينة المحاصرة كغيرها من المدن المنسية بالهم والعجاج واغترابه ما بين ذاته وذاته التي شابت قبل أوانها فيغوص في الذات المتكلسة المتلبدة المخدرة ويدخل في حارات وأزقة الذات راسماً لوحة ليضعها على جدار الوطن المحاصر حتى في أحلامه من الوريد إلى الوريد ينقل صورة عبثية لأناس متورمين ومتورطين وطحالب تريد إيقاف عجلة الحياة لطالما الزمن زمنها والوقت وقتها على مبدأ (إذا هبت رياحك فاغتنمها )
/ الوطن
موالون ومهمشون ومرتشون
ومعارضة ...
شرفاء في أغلبية ساحقة
أغنيات وأمنيات وانقلابات /
لم يستطع الشاعر محمد خالد الشاكر رغم ضغط الحاجة والأسى أن يخلع بردة بوحه وثنائية عشقه الصارخ والمفضوح لوطنه ومستودع جثته
/ الوطن
جدلٌ يشبه ثنائية العين والدمع ...
الصوت والسمع ...
الذبالة والشمع /
أي عشق أكبر من ذاك الذي لا نعرف أين نحن منه
أ في طرف السطر ... !؟ أم في وسطه ...!؟ أم في آخره ...!؟
أم على الهامش كما هو الحال لدى السواد الأعظم من عاشقي هذا الوطن ...!؟
شدة الاختناق جعلت الشاعر يفتح بوابات الجحيم المعسكرة في خلاياه ليريك صورة أكثر قتامة للألفية الجديدة
هدايا هذه الألفية قتل ٌ بالجملة ...تناثر جثث وضحايا ...انكسارات ووأد للأحلام في مهدها :
/ عجاج يهيل القلب
والريح بعيدة ...
ومقابر تهب الردى
بداية الألف الجديدة /
تبدو مساحة الفرح أو بقاياه محاصرة في كل الاتجاهات الست المعروفة ...لم يسلم تويج القلب من هذا الحصار وبقايا هواء مسيس فاسد جعل الرئة كالغربال
/ يا أيها الحلم المقيد تحت قبعة الجنود
في أيّ سفرٍ سوف تكتب
تاريخ مشنقتي وخبزي والحدود ../
من الذي سيكتب الأسفار والناس كلهم نيام أ ومغيبون ...يردونك إلى بدايات الأسى المتشكل في خلايا الروح كما يتشكل الحزن في صدر الثكلى أو في عيون أمهات ترقب الطرقات علها تلد صوراً لأحباب تناثروا هنا وهناك
/ وثاكلة عجوز ملت رجوع الغائبين
فكأنني ذعر المساء /
ونبوءة تسجل كما لكثير من الشعراء لا الأدعياء النظّامين هو إعلانه اغتيال الأنهار ...كيف السبيل بعدها لغسل الذنوب والخطايا وكأني به يقرأ صور المتطفلين والمتكسبين من أحزان أهلهم
/ يغادر ني الحبيب إلى الغريب
فيسقط كلُّ السعف البصري ...ويعلنني انكسار .../
الغربة وطن يلبسه ...يسافر في دمه مع مرارات الرحيل ...مع الصراخ والعويل ...مع تراتيل ناي حزين ...وأي حزن أكثر من الفرار من الفاجعة ليسقط فيها ...!
/ هي غربة ٌ
تسأل التسع العجاف
يأكل الطير من رأسي بها
وبها يذوي جسد العرب
قرب ٌ ممزقة ...
وأخرى بلا قرب /
ثم يعود ليستجمع ما تبقى من قواه التائهة شاهراً سيف قوافيه في وجه المارقين
/ ترضي شبق الباب العالي ...
ترضي فوضى العبث العربي الممتد طيناً
من النسيان إلى الهذيان /
لا تصدق أن تخرج من حمى هذيانه ... من التنكر والتنصل من الأخوة والأبناء ليدخلك في دوامة رحيل السكر وطعمه من رطب العراق فيصرخ كالمحموم :
/ بغداد
بغداد والمدن الرتيبة
تتراشق الأخبار
في زمن التقصي
والتنصت
والعهر المؤدلج
والموت الرهيب /
سخرية لاذعة ...كوميديا سوداء من ذات اللون الذي تشكل منه لون حزنه وقهره ...
/ أمر على الموتى
وألقي على العرب السلام
أرتمي كالسكارى في برود الشارع العربي
ألوذ صمتاً وأحتقر الكلام /
إن لوذه بالصمت ليس اختياره ولا قراره ولكن خيار وقرار الـ.......!!!
ثم يعود ليعري الأقنعة ويزيلها لتظهر الوجوه على حقيقتها وبكل ما فيها
/ نعرف الخلفاء كلهم ...وتاريخ البلاد
ونؤمن أن السلاطين لهم
ألف عين ...وألف وجه ...وألف رجل ...وألف يد ...
وأنهم يفهمون أسرار القلوب .../
أين فرت نبوءة الشعراء منه مكيف لمبصر لا يجيد قراءة الوجوه وما تخفيه الصدور يشكو خواء قلبه وصفير الريح فيه وكأنه مستودع لوجع المدائن الثكلى الخاوية إلا من القهر ...والأنين ...وسرقة بقايا أحلام عالقة في جدران الذاكرة
/ ما أنت أول من أمنتهم بوحي
فخانوا فرحي
واغتالوا الطريق كأني غريق /
أي غرق أكثر من ذاك الذي يلفنا ويحتوي صمتنا المريب ...!!؟
وأي حصار أكبر من حصار الحاجة في الوطن ...!؟
/ أبداً أفتش عن جبيني
أو خشبة التابوت
في زمن الحصار
حوصرت حتى ملّني
هذا الحصار /
تصوير أقرب ما يكون لقراءة البخت والطالع وكأنه يقرأ بمرارة :
/ يا صور ...
لأن رجال المدينة سردين معلب
أغرقنا الزيت ...
فلا رأس يعرف قدميه .../
أهو غدر الأحبة أم هي عودة إلى يوسف يتكرر مع انبلاج الفجر يحمل لنا القتل والدمار والخيانة ...!!
/ ألقينا ما ألقينا في الجب ...
وعدنا يحمل كل منا ...
قميص أخيه على كفيه /
مهما يحاصره الوقت لابد من العودة إلى عشه الصغير تاركاً هم العويل بقلبه الصغير المرعب وكأن أشباح المدينة الغامضة قد سكنته فيخاطب ساعة الصفر المنطلقة من قلبه ورحم أمها ـ إيمان-ـ :
/ إيمان ... لو تعلمين
ماذا تقول الضحكة الغراء في قلبي
توقد الليل نهاراً
تصبح الأنهار عطراً
والمدائن ياسمين ...
إيمان ...
والكوثر الرقراق في عينيك يغفو .../
المدائن مع كل صلاة تُهدى إليها الحرائق وطوفان الدم في عري الصمت المخجل والمذل والمهين
ويعود بحدة أكبر من ذي قبل يبدع في أخراج الصفعة ليكيلها ولو بأحلام يقظته لأعداء الإنسانية والطفولة هذا الشعور ينتابه عندما يقف بجانب إيمان وهي نائمة يريد أن يكون من روحه وخلاياه وعظامه سوراً يقيها غدر الأهل قبل الأعداء
/ حبيبتي
أطفال يومك في العالم المجنون ...
داستهم أرجل التنين ...
والبرد المسيّس
واللامحرم والمباح.../
لعل أجمل القراء وأكثرهم دقة هم الشعراء فأنا أخالفه في مقولته فأقول :
( اسألي الشعراء يوماً
فهم الذين يعرفون من أين تأتي الرياح ...
... مع القصيدة )
وحدهم هم الشعراء من يدلف دون استئذان قلوب السلاطين المتخشبة
هامش :
في زمن اختراقات الصوت ورجع الصدى أثناء حصار بيروت وصور وخوف ولادي عشعش في خلايا الأجنة عن حياة مقهورة بطعم الدفلى والردى يرجع صوت فيروز وكأنه صرخة في حمى انتفاضة قِرَبُ قوافيها لتثقبها وتجعلها كالغربال بصوت الحقيقة المرة ( ما في حدا ...ما في حدا ) ...!!!!



#خلف_عامر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في خربشات مجنونة


المزيد.....




- شاهد.. نقاش حاد بين عضوتين بالكونغرس وإحداهما تتحدى الأخرى ب ...
- تيك توك بحاجة ماسة إلى مشترٍ أمريكي قبل حظره.. هل تبيعه الصي ...
- مستشار لترامب: أرباح الرئيس المنتخب قد تصل إلى 500 مليون دول ...
- أردوغان يلتقي الدبيبة في أنقرة
- هل أخفقت إسرائيل في اختراق الحوثيين استخباراتيا؟
- وزير الخارجية السعودي يبحث مع لافروف آخر المستجدات الإقليمية ...
- خبير يستبعد تقارب روسيا مع الولايات المتحدة في عهد ترامب
- ترامب لن يشتري غرينلاند ولن يدفع زيلينسكي إلى السلام
- ألمانيا تمهّد الطريق لعودة -السيل الشمالي-
- كيف تستعد إسرائيل لتحييد قناة السويس؟


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - خلف عامر - بغداد والمدن الرتيبة