أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - علاء اللامي - تحية للآنسة إيمان !














المزيد.....

تحية للآنسة إيمان !


علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 376 - 2003 / 1 / 23 - 05:03
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


                                                            

  ممثلة مصرية شابة هي إيمان سليمان  - كما روت  صحف قاهرة المعز -  أحبت فن التشخيص " التمثيل "  فدرسته ، ثم جاءت لتجرب حضها عمليا أمام الكاميرة  . وحين التقت بمخرج تلفزيوني   أعجب بجمالها وموهبتها  فقدمها الى السيد المنتج ذي الكرش الأنيق والملايين الوفيرة ثم  وافق  هذا الأخير على إسناد دور البطولة الى الفنانة الشابة مقابل  أن تقدم له رشوة " معينة "  تتنازل  له بموجبها عن عفتها وأنوثتها وتتركه يعاشرها جنسيا على الضد من رغبتها وبطريقة ابتزازية . طلبت الفتاة من " الوسيط  ؟؟ " الذي قام بدوره المخرج مهلة للتفكير ، واتصلت بعد ذلك مباشرة بهيئة الرقابة الإدارية و أبلغت المسؤولين فيها بما حدث فطلبوا منها مجاراة المخرج والمنتج لضبطهما بالجرم المشهود وفعلا تمكنت الفتاة من تسجيل عدة أحاديث هاتفية معهما بعد أخذ موافقة النيابة العامة . وقد ألقي القبض على الرجلين وقدما الى المحاكمة فحكم على الأول بالسجن مع الأشغال الشاقة لمدة ثلاثة أعوام وعلى المخرج " الوسيط " بخمسة أعوام مع الأشغال الشاقة .
  وفي تفسيرها لقسوة الحكم الصادر بحق المخرج ،قالت المحكمة إن الأخير تعدى جريمة "التوسط " والتي يعرف القارئ لها اسما آخر غير التوسط ، الى المساعدة والاتفاق مع المنتج حتى تتم المعاشرة الجنسية ، إضافة الى طلبه من الفتاة أن تحضر له فتاة ليعاشرها هو في مكتبه .
  هذه القصة القصيرة ،والواقعية تماما ،  نشرتها الصحافة المصرية قبل بضعة أيام وهي  تصلح لتكون مناسبة يمكن التوقف عندها للتأشير على عدد من الأمور والملاحظات ذات المسيس المباشر بحياتنا اليومية المعاصرة والملوثة بالقاذورات من كل حدب وصوب  :
من ذلك مثلا أن قصصا من هذا النوع لم تعد حكرا على مهنة معينة أو مدينة معينة أو بلاد معينة . وهي لم تكن جديدة في بابها ، بل سبقتها المئات إن لم تكن الآلاف من القصص والحوادث التي نجحت في أغلبها الذئاب  البشرية من ملحنين ومخرجين ومدربي كرة قدم و رؤساء تحرير وأصحاب شركات " للتصدير والاستيراد "  من الإفلات من العقوبة  العادلة  بعد أن ارتكبت جرائمها بحق الإنسان والمرأة بوجه خاص  فأسلمت الضحية الى العذاب النفسي طويل الأمد أو الى الانتقال الى أقدم مهنة في التاريخ ، مهنة بيع الجسد ، ثم لتختم مسيرة حياتها بالاعتزال والحجاب .
إن هذه الآنسة الشجاعة ، التي دافعت عن جسدها وعفافها في وجه وحوش تسللت الى ميدان الفن بقوة ملاينها وعلاقاتها المريبة العطنة، فاغتالت من اغتالت ، وردمت من ردمت ، هذه الآنسة " إيمان "  تستأهل  التحية ولكنها أيضا تستأهل الشكر .لماذا ؟
  لأنها أولا قرعت جرس الإنذار من داخل مؤسسة الفن صانعة الفرح والمرح والارتقاء بالذوق الإنساني ، تلك المؤسسة التي يبدو أنها تحولت  في أيامنا هذه ، أيام " الكليب " والفرق الخاصة "  الى ما يشبه الماخور العلني والمشروع . لقد تحقق كل ذلك تحت بصر الدولة  التابعة وفاقدة السيادة الحقيقية والبعيدة عن المثقف الحقيقي والفنان المبدع  بفعل شبكات الدعارة السرية الواسعة النفوذ والتي يقودها أحيانا فنانون " لامعون " وفنانات " شبه كاسيات " .  لقد أعلنت هذه المؤسسة الذئبية  بأحدوثتها الرائجة اليوم أن سمكة الفن العربية السائدة " خامجة " من رأسها ! . ولأن انتفاضة الفتاة "إيمان" كشفت لنا ثانيا نحن الجمهور الساذج  العريض عن رأس جبل الجليد فقط وتركتنا نتساءل : ترى كم من "إيمان" مسكينة أخرى سبقتها  الى مكتب السيد المنتج ليوسخ عفتها وإنسانيتها ووجدت نفسها مجبرة على الصمت والانسحاق ؟ وكم واحدة من النجمات الشهيرات، ممن لا علاقة لهن بالفن ،مررن الى الشهرة عبر مكتب السيد المنتج ؟
سيدي القاضي ، نشكرك من أعماق القلب رغم أن عقوبتك لم تكن قاسية  قسوة الجريمة المرتكبة بحق الجمال  والأنوثة !
وكم نتمنى سيدي القاضي أن نعرف رأيك القضائي في الحدوتة التالية :
 في زمن مات فيه الشيخ إمام عيسى مطرب الفقراء والفدائيين من الجوع والأمراض المزمنة نشرت الصحافة أن مطربا لبنانيا أنفق قبل شهرين خمسين ألف دولار على حفل زواج قطته .. نعم .. قطته ..بزونته .. قطوسته .. هز كات .. أيها القاضي   هز كات (His  cat ) !

 
 ==================

جريدة الزمان / المقالة الأسبوعية 21/1/2003

 



#علاء_اللامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تعليق أخير على بهلوانيات الحزب الشيوعي العمالي !
- خرافة العنف الدموي العراقي في ضوء العلوم الحديثة .- الجزء ال ...
- خرافة العنف الدموي العراقي في ضوء العلوم الحديثة ! الجزء الس ...
- خرافة العنف الدموي العراقي في ضوء العلوم الحديثة . الجزء الخ ...
- خرافة العنف الدموي العراقي في ضوء العلوم الحديثة / الجزء ا ...
- العراق لن يكون - سعودية - ثانية في المشرق العربي !
- خرافة العنف الدموي العراقي في ضوء العلوم الحديثة الجزء الث ...
- إتلاف الإتلاف : نحو إعدام عقوبة الإعدام في عراق الغد
- خرافة العنف الدموي العراقي في ضوء العلوم الحديثة .الجزء ال ...
- خرافة العنف الدموي في العراق في ضوء العلوم الحديثة - الجزء ...
- الابتزاز والقمع لا يشرفان المواقع العراقية على الإنترنيت !
- مؤتمر لندن ليس المرجعية الصحيحة للمعارضة العراقية !
- المثقف والحرب :كيف نظر الكاتب والفنان الأمريكي -بول بولز- ال ...
- ملاحظات سريعة أخرى حول النسب القومية والطائفية
- إيضاحات الى السيد راضي سمسم
- دفاعا عن العراق والحقيقة وليس عن المجلس الأعلى
- إيضاحات إضافية مهمة :حول النسب القومية والطائفية في العراق
- خفايا ودلالات مؤتمر المعارضة في لندن :أكبر الخاسرين شعب العر ...
- خفايا ودلالات مؤتمر المعارضة في لندن :أكبر الخاسرين شعب العر ...
- خفايا و دلالات مؤتمر المعارضة في لندن :أكبر الخاسرين شعب الع ...


المزيد.....




- تفاعل على ترحيب أصالة بأحلام في جلسات موسم الرياض ورحيل صادم ...
- النرويج تقفل تحقيقها بشأن أجهزة -بيجر حزب الله- التي انفجرت ...
- -سي إن إن-: الحكومة الإسرائيلية ستصوت على اتفاق وقف إطلاق ال ...
- برلماني روسي: -أوريشنيك- أظهر حتمية اقتصاص روسيا ممن يعتدي ع ...
- وزير الخارجية الإيطالي: إيطاليا لن ترسل عسكريا واحدا إلى أوك ...
- المتحدث باسم ترامب: إسقاط القضايا الفيدرالية ضد الرئيس بمثاب ...
- شولتس بعد ترشيحه رسميا: هدفنا تصدر المشهد وأن نصبح الحزب الأ ...
- حرب غزة.. أول إبادة جماعية بالبث المباشر
- أفرزتها حرب مدمرة.. غزة تحت وطأة مجاعة وأمراض وحصار لا هوادة ...
- خبراء أمميون: إسرائيل مسؤولة عن سلامة مصور الجزيرة فادي الوح ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - علاء اللامي - تحية للآنسة إيمان !