أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - عماد صلاح الدين - كلام جميل في الرائع الجميل هيكل رحمه الله تعالى














المزيد.....

كلام جميل في الرائع الجميل هيكل رحمه الله تعالى


عماد صلاح الدين

الحوار المتمدن-العدد: 5077 - 2016 / 2 / 17 - 23:14
المحور: الصحافة والاعلام
    


كلام جميل في الرائع الجميل هيكل رحمه الله تعالى
عماد صلاح الدين
انتقل إلى رحمة الله تعالى الكاتب والمفكر والفيلسوف والصحافي الكبير محمد حسنين هيكل عن عمر تجاوز التسعين عاما، قضاها في عالم الصحافة والفكر والتحليل والمراقبة والكتابة، وغيرها من روائع الممارسة الهيكلية.
حين كنت اقرأ مؤلفات هيكل لسنوات خلت، استعنت بها على تطوير شخصيتي كانسان وكاتب يشتغل في التحليل الفكري والسياسي بالإضافة إلى عمله القانوني والحقوقي، كنت أجد هذا العملاق الفكري والإعلامي في معظم كتاباته، يشير بوضوح إلى مستخلصات الحكم وخلاصات التجربة السياسية في مصر وفي العالم العربي، وعلى صعيد القضية العربية المركزية قضية فلسطين.
كان هيكل رحمه الله الصحفي العربي الوحيد الذي جال فلسطين الغالية مشيا على الإقدام أثناء حرب عام 1948، كمراسل حربي.
وسجل وقائع تلك الحرب ووضع أحداثها واستخلص دروسها وعبرها؛ مدونا رؤيته في الفهم الإنساني والسياسي والثقافي القيمي في نسختي كتابيه الجيوش والعروش.
لم يكن هيكل فقيرا، كان من عائلة ميسورة ومحترمة، كان بإمكانه أن يعتلي سدة كثير من المناصب العليا في مصر وفي كل العهود؛ لكنه كان صاحب موقف وقضية؛ وكان مخلصا لمن كان مخلصا من أصحاب الهم الوطني والقومي العروبي.
مما يسجل لهيكل انه من أولئك القلة الذين يفهمون الحياة الإنسانية بحقائقها الصارخة والكبدية واعتلائها طبقا عن طبق( ولقد خلقنا الإنسان في كبد)،( ولتركبنها طبقا عن طبق)؛ لذلك كان هيكل يرفض الدرويشية الفكرية والممارسية.
كان هيكل إنسانا في فهم الطبيعة الإنسانية وتنوع ثقافتها وأديانها ورؤاها بحكم الحقيقة والضرورة.
وكان يفهم الإيمان ليس أحاديا مقصورا على دين أو ملة أو طائفة بذاتها في هذا العالم؛ فالله يحبه كل المؤمنين الموحدين به، وهو يحبهم كذلك كلهم. ويؤمن رحمه الله تعالى بالجامع الإنساني المشترك المنظم، الذي تجمعه مشتركات حقيقية، ضمن التنوع العالمي والجامعية الإنسانية الكبرى فيه.
هو مؤمن، ويريد أن يعيش في مجتمع وأمة مؤمنة كريمة حرة؛ لا ظالم فيها ولا مظلوم كسائد فكر وسلوك؛ وكذلك في نظرته إلى العوالم والمنتظمات السياسية والمجتمعية والأموية القريبة أو البعيدة.
كان هيكل يعي أن مشكلة العرب والمسلمين مشكلة معقدة وغاية في التركيبية، وامتدادها منذ قرون من التخلف والانحطاط والجهل والطبقية وغيرها أدواء؛ لذلك كان يؤمن بالامتهال في تحقيق المنجزات الوطنية والقومية، وبضرورة التراكمية في هذا الجانب، ولذلك وجدته بعد نكسة عام 1967 لم يخر صريعا أرضا ولا ناكسا رأسه ولا ناكصا على عقبيه إلى الخلف متراجعا. صحيح أنها كانت فاجعة بالنسبة له ومؤلمة إلى حد السكرة الذهول؛ إلا انه لم يغير رؤيته وموقفه؛ وبقي هو هو إلى أن توفاه الله تعالى في هذا اليوم.
أدرك هيكل ثقافيا وأخلاقيا وإنسانيا وحتى دينيا طبائع وحقائق حياة الإنسان والقوة والضعف فيه باكرا.
كثير من الإسلاميين، بمن فيهم الإخوان المسلمون، قد لا يعجبهم هيكل وفكره ورؤيته ومواقفه؛ بسبب هذا القصور في الفهم الأخلاقي والديني والاجتماعي عندهم، وغلبة شكلانية الدين واختزال صورته الكلية في الشعائر، التي يتم تحويلها عن غير قصد إلى طقوس ووثنيات.
اليوم، وبعد الذي جرى للإخوان المسلمين في مصر عام 2013، عاد عديد من الإسلاميين المحترمين والخيرين، بمن فيهم كوادر فاعلة في حركة المقاومة الإسلامية الوطنية حماس لدراسة هذا الفكر، الذي تركه لنا الإنسان الرائع العملاق هيكل. ومن نفس مدرسته لمن لا يعرف هناك الراحل عالم الاجتماع واضع موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية الأستاذ الدكتور عبد الوهاب المسيري، والأستاذ فهمي هويدي المفكر المصري الكبير والمرحوم الدكتور الطبيب الفيلسوف مصطفى محمود الذي اختص بجناح النفس والإنسان والعلاقة بالخالق والكون رحمه الله تعالى؛ هؤلاء وغيرهم عديدون من نفس المدرسة الانطلاقية في عالم الحياة، وكل كان- بالطبع- في مجاله.
باسمي وباسم الشعب الفلسطيني وباسم العالم العربي ننعى فقيدا بحجم تاريخ عصر وأحداثه، سائلين الله تعالى أن يحشره مع زمر المؤمنين وحسن أولئك رفيقا
محام وكاتب- فلسطين.



#عماد_صلاح_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مشكلة مجتمع وليس مشكلة الدكتور عبد الستار قاسم وحده
- المشكلة أيضا فينا وليس في أوسلو وحده؟؟
- غياب المشروع الوطني الفلسطيني
- هل سيحدث تهجير آخر في الضفة والقدس؟؟
- رد فعل فلسطيني تحت السيطرة!!
- إعادة الأمل إلى الفلسطينيين
- لماذا انفجر الشباب في الضفة الغربية والقدس؟
- مشكلة الانتفاض الفلسطيني
- المأزق الفلسطيني المركب
- التعليم وبناء الشخصية
- أرجو ألا تستنفدونا أكثر!!
- بعدك لم أجد حبيبة
- نخب الرفاه والنضال الفلسطيني
- حقائق القوة الإنسانية
- المخيم الفلسطيني وحق العودة
- عماد صلاح الدين
- إدراك الذات والعلائق والحضور
- الشرعية للفعل الوطني وليس للهياكل
- التعامل بحكمة مع النظام المصري
- وقف مخطط الاستدراج الإسرائيلي الحلقة الثانية


المزيد.....




- فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN ...
- فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا ...
- لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو ...
- المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و ...
- الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية ...
- أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر ...
- -هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت ...
- رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا ...
- يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن 
- نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - عماد صلاح الدين - كلام جميل في الرائع الجميل هيكل رحمه الله تعالى