أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سليم البيك - حين اغتالوا غسان














المزيد.....

حين اغتالوا غسان


سليم البيك

الحوار المتمدن-العدد: 1379 - 2005 / 11 / 15 - 10:08
المحور: القضية الفلسطينية
    


ما كان أبداً اغتيال الأشخاص اغتيالاً لمبادئهم و أفكارهم, ما كان تمزيقاً أبدياً لأوراقهم, فلماذا إذاً يقتل المفكرين و الكتاب بهذه الطريقة الجبانة؟ ألوضع حد لحياتهم كأفراد أم لأفكارهم كآفاق أم ماذا؟! قد تكون الإجابة واضحة و مختصرة إن قلت بأننا الفلسطينيين و العرب و العالم قد خسرنا الكثير باغتيال غسان كنفاني, الأديب و الناقد و الصحفي و الفنان و الناطق الرسمي باسم الجبهة الشعبية التي قادها الحكيم جورج حبش.
كلما قرأنا غسان و أدبه أدركنا أكثر الخسارة الثقافية التي مني بها الفكر التجديدي العربي و الإنساني في أكثر من مجال, لست ناقداَ و لكن في أكثر من مناسبة كتب عن الدور الريادي لغسان في تجديد الأجناس الأدبية العربية في مجال الرواية (ما تبقى لكم) و المسرح (القبعة و النبي) هذا عدا عن ثلاث روايات كان قد اغتيل قبل اكمالها, قدر لها أن تكون أعمالاً جديدة تأريخية لفلسطين وطناً و شعباً لو اكتملت, كما أكد لي الشاعر أحمد دحبور في حوار معه و كما كتب الناقد يوسف سامي اليوسف في (رعشة المأساة).
أما إذا قرأنا غسان المفكر و السياسي الذي كتب برنامج حزبه لأدركنا أكثر العقل التجديدي الذي يسكنه- خسر الفكر الماركسي العربي أحد ركائزه المستقبلية بخسارة غسان الذي أظهرت كتاباته الأدبية الأخيرة نزوع نحو الفكر و الفلسفة. كما شارك غسان من خلال كتاباته السياسية و الادبية في خلق ثقافة وطنية ديمقراطية ثورية في وقت عجز فيه الكثير عن الجمع بين الثورية و الديمقراطية فاختاروا الأولى, كما يعجز الكثير الآن عن الجمع بين الديمقراطية و الوطنية فاختاروا الأولى..
من خلال ما نجا من كتاباته الصحفية نجد أن غسان الصحفي لم يكن بعيداً عن الأديب أو السياسي, فلم تخل صفحاته الصحفية من أدب و سياسة و فكر. هنا أدعو الجهات المعنية لإطلاق سراح تلك الصفحات التي تشكل جزأً مؤثراً من التراث الصحفي الفلسطيني و العربي و التي, على قدمها, قد تجدد في العمل و الثقافة الصحفيين خاصة في المجلة العزيزة, التي أسسها سنة 1969, (الهدف) التي أطالت المراوحة في وقت تشهد فيه الصحافة آفاقاً واسعة للتقدم و التجديد.
لم يؤسر غسان خلف أسطره و لم تحاصر أفكاره بين صفحاته, فلم يكن ممن يعتقدون بوصولهم للحقيقة فلا يجدون مجال للتجديد فتكلس و جمود. و لم يكن من المغالين في التجديد, كمن (يجدد) أفكاره مع كل نسمة (حسب الطقس)! كان من مبادئه ينطلق للتجديد, ليجدد طمن النطاق, فلم يتجاوز إلى حد النقيض, لتكون أعماله اللاحقة, في كافة المجالات, مطورة لأعماله الأولى, لا محرفة لها.
باغتيال غسان, و غيره من العقول التنويرية, وضعت (اسرائيل) حداً لهذا الإنسان الذي تكاثرت أعماله بتواتر سريع أفقياً و عمودياً, فلم تعد هناك أعمالاً (جديدة) لغسان, و منذ 8/7/1972 لم يعد هناك من يسأل عما سيكتب ذلك الثائر. وضعت حداً لعملية التجديد التي كانت تجري في عقله, فكم يخيفهم هذا التجديد النقيض للجمود و التحريف. وضعت حداً لمناضل, ليساري عنيد, كان يحرض و يصرخ في الأفق.."لك شيء في هذا العالم.. فقم". و لكنها ما استطاعت أبداً أن تحد من الآفاق التي خطتها كتاباته الأدبية و الصحفية و السياسية, و لن تستطيع حتى أن تخفت من النور الذي يشع من بين أسطرها. كلما أذكرأنه اغتيل في بداية عطائه الفكري و الأدبي يلبسني القهر و الأسى على فلسطين, و كأن مصائبها لا تكفي.. فتخسر غسانها.



#سليم_البيك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جنى على نفسه..
- علم أحمر
- في حكم العسكرستان
- وظائف شاغرة
- منظمات (لا) إنسانية
- هذيان في الأم و الوطن
- سنثور و نلعب
- القصة أطول بكثير..
- تكامل الكفاح الفلسطيني
- فجر الحركة الشيوعية في فلسطين
- اليسار العربي... والإجابة الصحيحة على السؤال
- إنسان برقم...سولد
- المنتدى الإجتماعي الاوروبي..... على طريق عالم آخر ممكن
- إلى الرفيق سعـدات
- إشكالية اليسار في -إسرائيل-...باختصار


المزيد.....




- هل يمكن أن يعتقل فعلا؟ غالانت يزور واشنطن بعد إصدار -الجنائي ...
- هيت .. إحدى أقدم المدن المأهولة في العالم
- ما هي حركة -حباد- التي قتل مبعوثها في الإمارات؟
- محمد صلاح -محبط- بسبب عدم تلقي عرض من ليفربول ويعلن أن -الرح ...
- إيران تنفي مسؤوليتها عن مقتل حاخام إسرائيلي في الإمارات
- سيدة من بين 10 نساء تتعرض للعنف في بلجيكا
- الدوري الإنكليزي: ثنائية محمد صلاح تبعد ليفربول في الصدارة
- تجدد الغارات الإسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية وقتال عنيف ...
- هل باتت الحكومة الفرنسية على وشك السقوط؟
- نتنياهو يوافق مبدئيا على وقف إطلاق النار مع لبنان.. هل تصعيد ...


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سليم البيك - حين اغتالوا غسان