ناهض الرفاتى
الحوار المتمدن-العدد: 5077 - 2016 / 2 / 17 - 07:39
المحور:
السياسة والعلاقات الدولية
يعلو صوت الخلافات المذهبية بين السنة والشيعة فى أوساط العامة بتحريض مغرض من علماء كلا من الطائفتين أو المذهبين , وهذه الخلافات هى طعام وشراب أهل المنابر منهم , فالمحرضين والنابشين فى كتب التاريخ ينقلون لنا أحقاد وأولياء الدم من الماضى للحاضر , ويحيون الآلام وجراحات الأمة التى يجثم على صدرها عدوا متكبرا وملعونا هو العدو الاسرائيلى , وغاب عن الكثيرن أوجه كثيرة من الحقيقة حتى جاءت فى هذا العصر جماعات متطرفة من كلا الطرفين تحمل السلاح باسم الدين , وتعلن وتكفر كلا منهما الآخر , وتاهت وضاعت محاولات الشرفاء فى التوفيق وفى تضييق هوه الخلاف , حتى أصبح المطالب بوحدة التعدد منبوذ فى وسطه وطائفته وملعون بين قومه .
والصراع السياسى اليوم فى المنطقة هو تحول خطير من دائرة الخلافات المذهبية, الى ساحة القتال بطريقة غير مباشرة ,فكل جهة تحاول الفتك والإطاحة بعنق الآخر بسلاح وادوات غربية , تحولات خطيرة جعلت من الحرب الإيرانية العراقية التى نفخ كيرها الغرباء فى كل مكان والتى أفنت قدرات المسلمين فى كلا البلدين تعود فى أشكال أخرى بمناطق ووجوه جديدة لكن الموتى يشبهون نفس الأسماء على وعمر وعثمان , وطلحة والزبير وغيرهم , يستمر الموت فى حياتنا ويتكاثر الدود على العود , ولا احد ينشل القتلى من براثن التيه والضياع , وغدا التكفير والتضليل والتبديع مناهج تربوية وثقافية أحضرت من بطون الكتب والمؤلفات كى تنقض على عصرنا لتكسر أعناقنا فى آخر لحظات الضياع والتيه الاسلامى الذى يشبه تيه بنى اسرائيل فى لحظة من اللحظات , فمخلفة سنن الله فى أرضه لا تمس فقط الأمم السابقة بل تلاحق أى امة خرجت عن منهج الحق , اشتعل البارود وارتفع عدد الجثث وحمى وطيس الخلافات السياسية والمذهبية وافترقت الامة من جديد فى نزاع آخر طويل بدأ ولا يعلم أحد الا الله متى ينقطع أو يتوقف .
دخلت الحرب الباردة بين السنة والشيعة مرحلة جديدة وصلت الى حمل السلاح والجهاد بنية القتل والحفاظ على ارث الأمامة من جهة الشيعة أ وعلى أرث الخلافة من جهة السنة , وتطابقت أهداف الغرب واسرائيل مع توقيت الحرب فى سوريا واليمن , وهكذا ضاعت الأمال مرة أخرى ونهر الشر ما زال يجرى فى جفرافية حياتنا وثقافتنا , ولعنة النار أولى من العار الكاذب والمزيف هو ديدن قادة الزعامة الاسلامية ,وأصبح السؤال معقد من يمثل الاسلام ؟ من هو الحاكم بأمر الله ؟ من بيده مفاتيح الحل وتوقيت انتهاء البلاء فى أمتنا , أسماء القتلى متشابهون فى كل المعارك الداخلية لكن النيات مختلفة بالتاكيد فمنهم من يريد الدنيا ومنهم من يريد الدنيا أكثر .
#ناهض_الرفاتى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟