|
القاموس القرآنى : الخلود
أحمد صبحى منصور
الحوار المتمدن-العدد: 5077 - 2016 / 2 / 17 - 07:39
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
القاموس القرآنى : الخلود أولا : الخلود فى الجنة للمؤمنين الذين يعملون الصالحات وللمتقين المحسنين أصحاب الجنة : وتكرر هذا فى قوله جل وعلا فى سورة البقرة : (وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ۖ-;- كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِن ثَمَرَةٍ رِّزْقًا ۙ-;- قَالُوا هَٰ-;-ذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِن قَبْلُ ۖ-;- وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا ۖ-;- وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ ۖ-;- وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ) 25 )( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَٰ-;-ئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ ۖ-;- هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ) 82 ) وفى سورة آل عمران ( قُلْ أَؤُنَبِّئُكُم بِخَيْرٍ مِّن ذَٰ-;-لِكُمْ ۚ-;- لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّهِ ۗ-;- وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ ) 15 ) ( ( لَٰ-;-كِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نُزُلًا مِّنْ عِندِ اللَّهِ ۗ-;- وَمَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ لِّلْأَبْرَارِ) 198 ). وفى سورة المائدة : ( فَأَثَابَهُمُ اللَّهُ بِمَا قَالُوا جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ-;- وَذَٰ-;-لِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ ) 85 ) وفى سورة الأعراف : ( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا أُولَٰ-;-ئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ ۖ-;- هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ) 42 ). وفى سورة هود : ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَخْبَتُوا إِلَىٰ-;- رَبِّهِمْ أُولَٰ-;-ئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ ۖ-;- هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ) 23 )، وفى سورة ابراهيم: ( وَأُدْخِلَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ ۖ-;- تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ ) 23 )، وفى سورة العنكبوت : ( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُبَوِّئَنَّهُم مِّنَ الْجَنَّةِ غُرَفًا تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ-;- نِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ ) 58 ) .. هذه مجرد أمثلة ثانيا : أصحاب الخلود فى النار : وهم : الكافرون المكذبون بآيات الله جل وعلا : ( وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَٰ-;-ئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ-;- هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ) 39 البقرة ) ( وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا أُولَٰ-;-ئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ-;- هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ) 36 الاعراف ). والمستكبرون عن اتباع الحق القرآنى : ( فَادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا ۖ-;- فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ ) 29 النحل). والعُصاة الذين يموتون بعصيانهم بلا توبة : ( بَلَىٰ-;- مَن كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولَٰ-;-ئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ-;- هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ) 81 البقرة ). والمرتدون عن الاسلام : ( وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَٰ-;-ئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۖ-;- وَأُولَٰ-;-ئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ-;- هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ) 217 البقرة ) والمؤمنون الذين يأكلون الربا المحرم يعيشون به ويموتون به بلا توبة : ( الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ۚ-;- ذَٰ-;-لِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا ۗ-;- وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا ۚ-;- فَمَن جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَىٰ-;- فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ ۖ-;- وَمَنْ عَادَ فَأُولَٰ-;-ئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ-;- هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ) 275 البقرة ). ومن يقتل متعمدا شخصا بريئا مؤمنا مسالما : ( وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا ) 93 النساء ) . والموالون للكفار المعتدين : : ( تَرَىٰ-;- كَثِيرًا مِّنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا ۚ-;- لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنفُسُهُمْ أَن سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ ) 80 المائدة ) . ومقيمو مساجد الكفر والتى يتم فيها تقديس البشر والقبور: ( مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَن يَعْمُرُوا مَسَاجِدَ اللَّهِ شَاهِدِينَ عَلَىٰ-;- أَنفُسِهِم بِالْكُفْرِ ۚ-;- أُولَٰ-;-ئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ ) 17 التوبة ) والمنافقون ( وَعَدَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ-;- هِيَ حَسْبُهُمْ ۚ-;- وَلَعَنَهُمُ اللَّهُ ۖ-;- وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّقِيمٌ ) 68 التوبة). جميعهم مجرمون : ( إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي عَذَابِ جَهَنَّمَ خَالِدُونَ ) 74 الزخرف ). ثانيا : إرتباط ( الخلود ) بالأبدية : الخلود فى الجنة أو النار يعنى الأبدية،فقوله جل وعلا (خالدين فيها ) يعنى ( خالدين فيها ابدا ) . ويتنوع التعبير كالآتى : 1 ـ جاء الخلود الأبدى فى الجنة فى قوله جل وعلا عن الذين آمنوا وعملوا الصالحات : ( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۖ-;- وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا ۚ-;- وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا ) النساء 122 ) ( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً لَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَنُدْخِلُهُمْ ظِلاًّ ظَلِيلاً (57) النساء )، ( رَسُولاً يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِ اللَّهِ مُبَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحاً يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً قَدْ أَحْسَنَ اللَّهُ لَهُ رِزْقاً (11) الطلاق )، وعن الصادقين إيمانا وعملا : ( قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (119) المائدة ) وعن السابقين إيمانا مخلصا وعملا صالحا ( وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (100) التوبة ) 2 ــ وجاء الخلود الأبدى فى النار لأصحاب النار فى قوله جل وعلا عن الكافرين الظالمين : ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَظَلَمُوا لَمْ يَكُنْ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقاً (168) إِلاَّ طَرِيقَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيراً (169) النساء ) ( خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۖ-;- لَّا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا ) الاحزاب 65 ) ، وعن العصاة الذين يموتون بلا توبة : ( وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً (23) الجن ) ثالثا : المقارنات 1 ـ وجاءت مقارنات تذكر الخلود الأبدى لأصحاب النار والخلود الأبدى لأصحاب الجنة فى قوله جل وعلا عمّن لا يطبق حدود الله جل وعلا فى الميراث : ( تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ ۚ-;- وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ-;- وَذَٰ-;-لِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُّهِينٌ ) النساء 13 : 14 ) ، وفى المقارنة بين من يعمل الصالحات ومن يعمل السيئات ، والنعيم الأبدى فى الجنة والعذاب الأبدى فى النار يقول جل وعلا : ( لِّلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَىٰ-;- وَزِيَادَةٌ ۖ-;- وَلَا يَرْهقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ ۚ-;- أُولَٰ-;-ئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ ۖ-;- هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ وَالَّذِينَ كَسَبُوا السَّيِّئَاتِ جَزَاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ۖ-;- مَّا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ ۖ-;- كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعًا مِّنَ اللَّيْلِ مُظْلِمًا ۚ-;- أُولَٰ-;-ئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ-;- هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) يونس: 26 : 27 ) . وفى المقارنة بين المتقين ودخولهم الجنة و الكافرين المكذبين بآيات الله جل وعلا يقول جل وعلا : ( قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا ۖ-;- فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ . ) ( وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا ۖ-;- حَتَّىٰ-;- إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَاخَالِدِينَ ) الزمر 72 ، 73 ). 2 ـ وهناك مقارنات أخرى بين الخلود الأبدى فى الجنة والخلود الأبدى فى النار ، مثل قوله جل وعلا : ( مَّثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ ۖ-;- فِيهَا أَنْهَارٌ مِّن مَّاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِّن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى ۖ-;- وَلَهُمْ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ ۖ-;- كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ ) محمد 15 ) (يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ۖ-;- ذَٰ-;-لِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ ۗ-;- وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۚ-;- ذَٰ-;-لِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَٰ-;-ئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ خَالِدِينَ فِيهَا ۖ-;- وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ) التغابن 9 : 10 ) ،( يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحاً يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (9) وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ خَالِدِينَ فِيهَا وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (10) التغابن ). 2 ـ وفى مقارنات أخرى فيها الخلود لأصحاب النار ، والخلود (الأبدى ) لأصحاب الجنة بما يعنى أن الخلود الأبدى مرادف للخلود بدون ذكر كلمة ( ابدا ) ، يقول جل وعلا : (أُوْلَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَلا يَجِدُونَ عَنْهَا مَحِيصاً (121)النساء ) لم يذكر هنا كلمة ( أبدا ) إكتفاء بمعنى الخلود الأبدى ، ثم قال عن أصحاب الجنة وخلودهم الأبدى : ( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَار خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً وَعْدَ اللَّهِ حَقّاً وَمَنْ أَصْدَقُ مِنْ اللَّهِ قِيلاً (122) النساء )، ونفس الحال فى قوله جل وعلا : ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُوْلَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ (6) البينة ) لم يذكر هنا كلمة ( أبدا ) ، ذكرها جل وعلا لأصحاب الجنة : ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ (7) جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ (8) البينة ). 3 ــ وجاءت المقارنة فى معرض التعبير عن الخلود الأبدى فى الجنة والنار بمعانى أخرى : مثل: ( مشيئة الله جل وعلا ). يقول جل وعلا : (فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ (106) خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتْ السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ (107) وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتْ السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ (108) هود ). والمعنى أن مشيئة الرحمن إقتضت الخلود الأبدى .ويقول جل وعلا أيضا : ( وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُم مِّنَ الْإِنسِ ۖ-;- وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُم مِّنَ الْإِنسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا ۚ-;- قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ ۗ-;- إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ ) الانعام 128 ) رابعا : التعبير عن الخلود بألفاظ أخرى : 1 ـ الجنة أصحابها قليلون ، والجنة مع ذلك غاية فى الإتساع ، يقول جل وعلا : (سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (21) الحديد ) (وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133) آل عمران )، وهى بهذا الاتساع مفتوحة الأبواب لأصحابها ، يقول جل وعلا : ( جَنَّاتِ عَدْنٍ مُفَتَّحَةً لَهُمْ الأَبْوَابُ (50) ص ) والتعبير عن خلودهم فيها يأتى بمصطلح ( ماكثين ) يقول جل وعلا عن المكوث الأبدى لأصحاب الجنة ( وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً حَسَناً (2) مَاكِثِينَ فِيهِ أَبَداً (3) الكهف ). والعكس فى أصحاب النار ، وهم الأكثرية الساحقة من البشر ، وهم فى خلود النار حيث أبوابها المغلقة الموصدة ، يقول جل وعلا : ( نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ (6) الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الأَفْئِدَةِ (7) إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُوصَدَةٌ (8) فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ (9) الهمزة ) ( وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا هُمْ أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ (19) عَلَيْهِمْ نَارٌ مُؤْصَدَةٌ (20) البلد ) . 2 ــ وهناك تعبيرات أخرى عن الخلود فى النار ، منها : 2 / 1 ـ إستحالة الخروج من النار وهم فيها خالدون مخلدون : ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ أَنَّ لَهُمْ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً وَمِثْلَهُ مَعَهُ لِيَفْتَدُوا بِهِ مِنْ عَذَابِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَا تُقُبِّلَ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (36) يُرِيدُونَ أَنْ يَخْرُجُوا مِنْ النَّارِ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنْهَا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ (37) المائدة ) ( فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِنْ نَارٍ يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُءُوسِهِمْ الْحَمِيمُ (19) يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ (20) وَلَهُمْ مَقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ (21) كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ (22) الحج ) ( وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْوَاهُمْ النَّارُ كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (20) السجدة ) ( ذَلِكُمْ بِأَنَّكُمْ اتَّخَذْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ هُزُواً وَغَرَّتْكُمْ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فَالْيَوْمَ لا يُخْرَجُونَ مِنْهَا وَلا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ (35) الجاثية )( تَلْفَحُ وُجُوهَهُمْ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ (104) أَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ (105) قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْماً ضَالِّينَ (106) رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ (107) قَالَ اخْسَئُوا فِيهَا وَلا تُكَلِّمُونِ (108) المؤمنون ) 2 / 2 ـ إستحالة موت أهل النار ، أى يظلون تحت العذاب الخالد بلا موت يريحهم ، يثول جل وعلا : ( وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ (36) وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمْ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ (37) فاطر ) ( وَيَتَجَنَّبُهَا الأَشْقَى (11) الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى (12) ثُمَّ لا يَمُوتُ فِيهَا وَلا يَحْيَا (13) الاعلى ) ( إِنَّهُ مَنْ يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِماً فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لا يَمُوتُ فِيهَا وَلا يَحْيَا (74) طه ) ( مِنْ وَرَائِهِ جَهَنَّمُ وَيُسْقَى مِنْ مَاءٍ صَدِيدٍ (16) يَتَجَرَّعُهُ وَلا يَكَادُ يُسِيغُهُ وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ وَمِنْ وَرَائِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ (17) ابراهيم ) 2 / 3 ـ آلية التعذيب أبدا ومستمرة بلا توقف فى خلود مستمر وكلما نضجت جلوهم تبدلت بغيرها ، يقول جل وعلا : ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَاراً كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُوداً غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَزِيزاً حَكِيماً (56) النساء )، وهم أنفسهم وقود النار تشتعل ويستمر إشتعالها بهم فى خلود لا نهاية له ، يقول جل وعلا : ( فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ (24) البقرة ). ومن هذا يأتى تحذير الرحمن فى خطاب مباشر للمؤمنين : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ (6) التحريم ). ودائما : صدق الله العظيم .
#أحمد_صبحى_منصور (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أثر الفتوحات العربية فى نشر الكفر بالاسلام وبالقرآن
-
تفاديا لثورة الجياع ( 2 من 2 )
-
تفاديا لثورة الجياع ( 1 من 2 )
-
الخلفاء الراشدون الفاسقون يا أهلا بالهلع .!!
-
القرآن الكريم ( عٍلم إلاهى ) مُتاح تدبره للعلماء المؤمنين
-
فى هذه الحروب الأهلية الدينية بين ( المسلمين ): ( القرآن هو
...
-
القاموس القرآنى : حبط
-
ثورة الجياع ..وما أدراك ما ثورة الجياع .!!
-
القاموس القرآنى : اللغة / اللسان
-
القاموس القرآنى : الكلمة
-
القاموس القرآنى : مستقر
-
إن ربك لبالمرصاد
-
القاموس القرآنى : الطوفان
-
( وظيفة القضاء بين الاسلام والمسلمين ) الكتاب كاملا
-
القاموس القرآنى ( ذنب )
-
كتاب ( دين داعش الملعون ) الكتاب كاملا
-
القاموس القرآنى ( إثم )
-
لمجرد التذكير : الانقلاب القرشى الذى أضاع الاسلام وغيّر تاري
...
-
القاموس القرآنى ( عصا / عصى )
-
كتاب ( المكى والمدنى ) فى التنزيل القرآنى ( الكتاب كاملا )
المزيد.....
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
-
نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله
...
-
الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
-
إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
-
“ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في
...
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|