|
لماذا رحلت ياوالدتي ؟
كاترين ميخائيل
الحوار المتمدن-العدد: 5076 - 2016 / 2 / 16 - 21:16
المحور:
سيرة ذاتية
كاترين ميخائيل لماذا رحلت ياوالدتي ؟ اعتذر من قرائي وجماهيري عن هذا الانقطاع لمتابعة الاوضاع السياسية في العراق بسبب انشغالي بوالدتي المريضة في المشفى لمدة شهرين حيث وافها الاجل الى الحياة الابدية يوم 31-1-2016 . اشكر جميع معارفي واصدقائي واقاربي الذين حضرو مراسيم الوفاة في كندا والعراق والسويد واستراليا ومن راسلني واتصل عبر وسائل الاتصال الالكترونية والتلفونية للاطمنان عن والدتي . واخص الشكر لجيران والدتي الذين حرصو على راحتها طيلة فترة وجودها معهم . وبعد ان وافاها الاجل ايضا اتصل الالاف لتقديم التعازي والمواساة لي ولي عائلتي . أشكركم جميعا واشكر من لقب والدتي (الام المناضلة وام المناضلين ) زادني فخرا وإعتزازا بوالدتي . بدوري كبرى بناتها لقبتها الاتي الام البطلة الام المضحية الام الحنونة الزوجة المخلصة الاخت النقية الجارة الوفية هذه الزوجة والام لم تترك وسيلة نضال على الساحة السياسية لم تتذوقها لسنين طويلة منها المكوث في السجون العراقية , التشريد والتهجول عل سفوح الجبال كان ملازم طوال السنين العجاف في زمن البعث المجرم حيث ولدت اخي ازاد في كهف بيرموس على جبل القوش شردت من قبل القوات المجرمة المسمات (الحرس القومي ) في شهرتموز الحارق عام 1963 في ظل الشمس الحارقة قادتنا والدتي امامها نحن الاطفال الستة بعمر البراعم وانا احمل اختي انصار كانت حينها سنتين الساعة الثانية صباحا وبقينا نتسارع للتسلق على الجبال في ظل شمس تموز الحارقة حتى وصلنا الدير ربان هرمز المعلق على صفوح جبال القوش , وصلنا الدير الساعة الرابعة عصرا عطشانين جوعانين , كنا نتسارع لحصول طاسة ماء من ايدي الرهبان الذين عطفو علينا وقدمو لنا وجبة غذاء ليشبعو جوعنا وبعدها اليوم الثاني توجهنا بنفس الطريقة متوجهين الى قرية بيرموس لنلتقي بوالدي الذي كان بيشمركة حينها سألنا والدي عن اخي سفر لم يكن بيننا اخبرته والدتي إنه مختفي عند الجيران الخالة راحي ولم نعرف مصيره لحد لحظة اللقاء بوالدي . ولدت والدتي اخي ازاد بعد مكوثنا في كهف جبل بيرموس بنفس الشهر في 4اب عام 1963 في الكهف على يد الخالة فهيمة والدة الشهيد أمين عبي البيرموسي . وضعت الخالة فهيمة اخي المولود اشقر الشعر ابيض الوجه بيدي وانا عمري حينها 13 عاما وسمته أزاد يعني ( الحرية باللغة الكردية) . هذه واحدة من حياة والدتي المناضلة . لم تبقي السجون العراقية تعتب عليها حتى اوت والدتي بجدرانها العالية وقاعاتها القذرة سجنت رهينة بسبب اولادها البيشمركة الاربعة عام 1983 في مدينة الموصل سجنت بحدود سنة تزوج اخي خالد وهي في السجن وكان زواج اخي خالد تحدي على قوات النظام المجرم حيث ارادت العائلة وبشكل خاص والدتي إعطاء رسالة صمود امام وجه الجلاد . وهذه لم تكن المرة الاولى الي تدخل والدتي السجن على ايدي النظام الدكتاتوري السابق في العراق . هجرت عدة مرا ت مع اولادها من بيتها في القوش وسلبت كل اغراض بيتها اكثر من مرة وصودرت اموالهم لاكثر من مرة وحجز معمل والدي الموجود في القوش عدة مرات وصودرت حصص اولادها الهاربين من النظام الفاشي ولحد اليوم لم ينال احدا من اولادها إستحقاقهم ولم تسترجع حقوقهم . اما ما يخص سمعتها الاجتماعية يقر بذلك كل من عرفها كانت ودودة رحومة عطوفة لاتحب ان تُؤذي احدا ومن اخطأ بحقها تقول ( اتركه وربه) عبارتها المشهورة لم تكن ثرثارة ولم تطلب الاذى لاحد . كثيرين الذين لقبوها (المرأة المسالمة ) لم يعلو صوتها على أحد حتى منْ حاول إستفزازها كانت تركد الى الهدوء والسكينة . تأخذ سبحتها وتُصلي الوردية لتهدأ غضبها . هذه والدتي التي إهتمت بتعليم اولادها وأحفادها ربتْ اولادها وخرصت على تعليمهم رغم كل الصعاب وربت اثنين من احفادها في بيتها : منار سفر وأفان سفر: كلاهما يدرسان في لندن للحصول على شهادة الدكتوراه وهي فخورة بهم . بنفس الوقت كانت والدتي تحب السفر حيث زارت اكثر من 30 دولة في العالم بعد ان خرجت اولادها من المدارس وزوجتهم وها اليوم اولادها في ارجاء العالم كل في دولة . الكلمات التي سمعتها من الغربة والاقارب والجيران يزيدني فخرا وإعتزازا بك ياوالدتي الرائعة. "كونها ربت 8 أولاد و39 حفيد واولاد الحفيد ". بعد ان علمتْ بمرضها كنا بجانبها أخي سلام وأنصار أختي وانا , تحدثت عما في أعماقها وطلبت دفنها بجانب إبنها باسل , كانت لاتحب اللون الاسود والملابس السوداء لذا أطالب الجميع نزع الملابس السوداء بعد اربعين يوم من وفاتها للحرص على طلبها , هذه العملاقة بعطاءها كثيرين كانو يطلبون البركة من يديها كونها زارت القدس وايطاليا وأماكن مقدسة اخرى . بدأت تعطي بركاتها لكل أولادها وأحفادها واولاد احفادها ولم تنسى اقاربها ايضا . وسجلت هذه البركات على شريط كاسيت محفوظ عند اختي أنصار . رغم كل هذه الصعاب كانت حريصة على مواصلة تعليم اولادها قدر المستطاع ولا ننكر دور جدتنا والدتها المرحومة " نانا شوشي حميكا" كانت سندا قويا لنا في كل هذه المصاعب ونذرت والدتي المرحومة نفسها لخدمة والدتها حيث وفاها الاجل في بيتنا في القوش ونخن احفادها نكن كا الاعتزاز والاحترام لهذه الجدة الرائعة الارملة التي ربت بناتها الاربعة بعرق جبينها . أخر كلمة اقولها للام العظيمة صبيحة تعينو إفتقدناك ياوالدتي وتبقى ذكراك ازلية تعيش معنا الف رحمة على روحك الطيبة . إبنتك " كاترين ميخائيل "
#كاترين_ميخائيل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الحدود العراقية مجاناً
-
العراق في مأزق لابد من مخرج
-
إصلاحات د. العبادي تصطدم !!!
-
رسالة الى الرئيس اوباما
-
الفساد + الفساد = خبرة في اختراع الفساد
-
التدخلات الاقليمية هي مشكلتنا
-
اين البرلمان العراقي ؟
-
نداء الى أخي الكبير مسعود برزاني
-
رسالة الى رئيس الوزراء الدكتور حيدر العبادي
-
الاصلاحات لازالت في سلة المهملات
-
الاحزاب الدينية والمرجعيات الدينية
-
نساء عراقيات -نفتخر بتظاهرنا مع إخواننا
-
اللاجئون العراقيون والسوريون
-
تطبيق الدستور العراقي مهمة ملحة
-
المرحلة تحتاج إصطفافات جديدة
-
معكم يا أبطال ساحات التظاهر
-
إصلاحات المالكي تُواجه إعتراض يعض السياسي
-
رجع صوتي انت حرامي
-
يسرقوننا بإسم الدين
-
أم قصي رمز الامومة
المزيد.....
-
ماذا يعني إصدار مذكرات توقيف من الجنائية الدولية بحق نتانياه
...
-
هولندا: سنعتقل نتنياهو وغالانت
-
مصدر: مرتزقة فرنسيون أطلقوا النار على المدنيين في مدينة سيلي
...
-
مكتب نتنياهو يعلق على مذكرتي اعتقاله وغالانت
-
متى يكون الصداع علامة على مشكلة صحية خطيرة؟
-
الأسباب الأكثر شيوعا لعقم الرجال
-
-القسام- تعلن الإجهاز على 15 جنديا إسرائيليا في بيت لاهيا من
...
-
كأس -بيلي جين كينغ- للتنس: سيدات إيطاليا يحرزن اللقب
-
شاهد.. متهم يحطم جدار غرفة التحقيق ويحاول الهرب من الشرطة
-
-أصبح من التاريخ-.. مغردون يتفاعلون مع مقتل مؤرخ إسرائيلي بج
...
المزيد.....
-
سيرة القيد والقلم
/ نبهان خريشة
-
سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن
/ خطاب عمران الضامن
-
على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم
/ سعيد العليمى
-
الجاسوسية بنكهة مغربية
/ جدو جبريل
-
رواية سيدي قنصل بابل
/ نبيل نوري لگزار موحان
-
الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة
/ أيمن زهري
-
يوميات الحرب والحب والخوف
/ حسين علي الحمداني
-
ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية
/ جورج كتن
-
بصراحة.. لا غير..
/ وديع العبيدي
-
تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون
/ سعيد العليمى
المزيد.....
|