أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - الفساد بين عهدين .. عهد صدام والذي بعده (2)














المزيد.....

الفساد بين عهدين .. عهد صدام والذي بعده (2)


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 5076 - 2016 / 2 / 16 - 19:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الفساد بين عهدين .. عهد صدام والذي بعده (2)
جعفر المظفر
لقد تأكد بعد سقوط النظام الصدامي أن الأغلبية المطلقة من رجالاته لم يكونوا يملكون أرصدة مصرفية أو عقارات خارج العراق. وبفعل قرار أصدره صدام حسين فإن وجود حساب مصرفي لأي عراقي بدون معرفة الدولة وموافقتها كان يؤدي بصاحبه إلى المشنقة.
إن أغلب الأموال المخزونة في الخارج كانت وضعت بأسماء اشخاص عراقيين متجنسين في الغرب لتسهيل شراء الأسلحة أو المعدات التي تلزم نشاط التصنيع العسكري أو لخدمة برامج الطاقة الذرية, وقد قام هؤلاء بتأسيس شركات واجهة لخدمة عمليات الشراء والتسويق. بعض هذه الأموال كان قد وضع برسم الصرف على عودة الحزب في حالة سقوط سلطته. وكل ما يقال عن غير هذا النوع من التخزين سوف تنقضه حقيقة أن صدام لم يكن يحمل ولو واحد بالمئة من نوايا العيش خارج العراق في حالة إنهيار سلطته, والأغلب أن تفكيره بإنهيار سلطته كان معدوما. لقد أحرق سفنه جميعها ولم يكن يثق ابدا أن الغرب سيتركه حيا في منفاه, وغالبا ما كانت تجربة شاه إيران شاخصة أمامه يوم تخلى الغرب عنه ثم رفض إستقباله على أراضيه مما إضطره بعد ذلك على اللجوء إلى مصر فلم يستفد من الثروة الكبيرة التي كدسها, ثم ترك موته السريع بسبب مرض السرطان شكوكا كبيرة حول وجود يد أمريكية ساعدت على إنهاء حياته.
عموما يمكن القول أن صدام حسين كان يرى العالم من خلال العراق فقط, ولربما يزعج هذا الرأي الكثير من خصومه ويعتبرونه يأتي من باب الثناء والمديح, غير أن الهدف منه هنا هو شرح طبيعة صلات صدام المنقطعة عن العالم بما يفسر طريقة تصريفه للمسألة المالية وبما ضيق من فرص تهريب المال العام سواء من قبل العائلة الحاكمة أو رجال الدولة والحزب والقوات المسلحة.
في هذا الإتجاه وهب صدام حسين الكثير من مسؤولي الدولة والحزب أراض زراعية كان يستخدمها البعض منهم كأماكن لهو وراحة, مثل تلك التي كانت تمتد على حزام بغداد. لقد منحهم ذلك فرص الإستغناء عن اللهو خارج العراق, أما هو فقد حاول التعويض عن حرمانه من المتع التي عادة ما كان يحصل عليها أقرانه من حكام المنطقة الذين أقاموا لهم قصورا وإستراحات في البلدان الأوروبية, وذلك عن طريق بناء قصور واستراحات رئاسية تناثرت في العديد من المحافظات العراقية مثل الموصل والبصرة والحلة.
الواقع ان علاقات العراق مع الخارج كانت تراجعت كثيرا بالتناغم مع إفرازات الحروب التي خاضها صدام. وبينما كان يمكن رؤية البعض من رجالات النظام وهم يتجولون في المدن الأوروبية وحتى في أمريكا إبان مرحلة الحرب مع إيران وذلك لتغطية النشاطات التي كان معظمها يصب في خدمة أغراض التسلح والتصنيع فإن هذا الأمر سرعان ما شهد إنحسارا كبيرا مع إستمرار الحرب, ثم تراجع أكثر وأكثر وحتى أنه إنعدم في زمن الحصار. ويذكر لصدام أنه كان إهتم كثيرا بالصرف على معالجة العراقيين خارج العراق حتى في أثناء الحرب مع إيران, لكنه من ناحية أخرى, لم يكن مهتما كما غيره من الزعماء بتطبيب نفسه أو أولاده في الخارج, إذ سعى جهده من أجل أن توفير وسائل العلاج في الداخل معتمدا على الجهاز الطبي العراقي في اكثر الحالات ما عدا تلك التي تستدعي وجود إستشارة خاصة.
وقد تم في الثمانينيات تعميم كتاب على جميع موظفي الدولة بشأن تحريم التعامل الشخصي مع المصارف خارج العراق, وتم إستحصال تواقيع الجهاز الوظيفي والحزبي والعسكري لأغراض الإدانة القانونية. ويوم يكون الموظف او الحزبي محاصرا بهذا الشكل ولا يملك منافذ للمتعة خارج العراق ولا يحق له قانونيا النشاط التجاري غير المرخص به من قبل الدولة, إضافة إلى القرارات التي تحد من السفر والتي تم بوجبها إغلاق الحدود تقريبا طيلة الحرب العراقية الإيرانية, مع جملة الإجراءات التي صدرت في اثناء مرحلة الحصار, مع وجود القوانين التي تنظم حركة العملة, فإن حوافز الإثراء, وبخاصة غير المشروع, تصير ضيقة جدا.
واليوم فإن بإمكان جولة بسيطة على أماكن تواجد البعثيين في ساحات متفرقة أن تدلنا على طبيعة حياتهم وأنشطتهم. لقد خرجت النسبة العظمى منهم من المولد وهي لم تختزن من المال إلا قليلا, وتوزعوا في الغالب على ساحات عربية فقيرة كالسورية والأردنية وحتى اليمنية, ولا يملك بعضهم اليوم إلا ما يقيم به أوده, ففي عَمّان مثلا تستطيع أن تتعرف على تلك القيادات السابقة موزعة على مقاهي متواضعة ومنهم من كان وزيرا أو وكيل وزارة أو كادرا حزبيا متقدما أو رئيس جامعة, ومنهم من يوجد اليوم في دول أوروبية وهو يعيش على قوانين المساعدات هناك, وهناك أيضا العديد من الكوادر التي توظفت في دول الخليج بفعل خبرتها أو تحصيلها الأكاديمي.
لكن كل ذلك لا يعني أن دولة صدام, على مستوى كوادرها, كانت خالية من الفساد المالي, غير أن المفارقة تبقى أن الفساد المالي كان قد إنتشر بين العامة بينما ضاق إنتشاره كثيرا بين صفوف المسؤولين الذين تعلموا الخوف من صدام الذي كان يعامل المسؤول الفاسد بقسوة مفرطة, وهذه المعادلة هي عكس ما هو معتاد في جميع دول العالم حيث المعتاد أن ينتشر الفساد بين صفوف المسؤولين لا بين صفوف العامة.
أما بعد أن إنهيار الدولة مع دخول قوات الإحتلال فقد ساهم البعض من الكوادر البعثية والوظيفية بالإستيلاء على ما تحت أيديهم من أموال. وأما عائلة صدام, والأقربون من أبناء القبيلة, فإن من النادر أن تعثر على وجود لهم خارج العراق, وما عدا إبنتيه وزوجته فقد تم قتل ولديه في الموصل كما تم تنفيذ حكم الإعدام بإخوته وما زال أغلب أولاد الأخوة في السجون العراقية, وكذلك إبن خال صدام لؤي خير الله طلفاح



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفساد بين عهدين .. عهد صدام والذي بعده (1)
- الكاتب السياسي والسياسي الكاتب
- وخلقنا الإنسان في أحسن تقويم
- القرآن والإعجاز العلمي
- حوار حول الدولة الكردية وتقسيم العراق
- الإستفتاء على تأسيس الدولة الكردية
- خذوها مني
- الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه
- وساطة مطلوبة ووسيط غير مطلوب
- مشاريع تقسيم العراق
- ظاهرة الحرشة في ألمانيا وما قاله شيخ المفكرين العراقيين عنها
- إعدام الشيخ نمر النمر في السعودية
- الناسخ والمنسوخ بين التراتبية الأخلاقية والتراتبية الزمنية
- غسان أبو المولدة
- لكي لا نموت في الأرض الحرام
- صدام والأسد .. هل كان أحدهما طائفيا (2)
- صدام والأسد .. هل كان أحدهما طائفيا (1)
- أرقام حنا بطاطو ... الرقم سمكة
- سوريا والعراق .. الثابت المبدئي والمتغير السياسي
- هل يتحول القيصر إلى شيخ قبيلة كذلك الذي كان عندنا في بغداد


المزيد.....




- سفير الإمارات لدى أمريكا يُعلق على مقتل الحاخام الإسرائيلي: ...
- أول تعليق من البيت الأبيض على مقتل الحاخام الإسرائيلي في الإ ...
- حركة اجتماعية ألمانية تطالب كييف بتعويضات عن تفجير -السيل ال ...
- -أكسيوس-: إسرائيل ولبنان على أعتاب اتفاق لوقف إطلاق النار
- متى يصبح السعي إلى -الكمالية- خطرا على صحتنا؟!
- الدولة الأمريكية العميقة في خطر!
- الصعود النووي للصين
- الإمارات تعلن القبض على متورطين بمقتل الحاخام الإسرائيلي تسف ...
- -وال ستريت جورنال-: ترامب يبحث تعيين رجل أعمال في منصب نائب ...
- تاس: خسائر قوات كييف في خاركوف بلغت 64.7 ألف فرد منذ مايو


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - الفساد بين عهدين .. عهد صدام والذي بعده (2)