مرتضى عصام الشريفي
الحوار المتمدن-العدد: 5076 - 2016 / 2 / 16 - 08:08
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
من معالم الفشل الواضحة في عراق ما بعد 2003 أنّه لم يبنَ على أسس علمية، وإدارية ذكيّة، بل أصبحت مناصبه، ووزاراته حصصاً بين الأحزاب السياسية، وأضحت نظمه الإدارية مجرد حبر على ورق تخرق لإقل نفوذ حزبي من أجل مصالح فئوية ضيّقة؛ لذلك كان الفشل نصيب هذه الحكومات المتعاقبة؛ لأنّ القفز على القوانين، وكثرة الواسطات، وتفاقم المحسوبيات نتيجتها الفشل الكبير في تطوير مرافق الدولة .
.
برز الجدال حول التكنوقراط بعد دعوة رئيس الوزراء العبادي إلى التغيير الوزاري الجوهري على أنْ يكون الوزراء الجدد من ذوي الإختصاص الذين يصدق عليهم مصطلح (تكنوقراط) .
.
أثارت دعوة رئيس الوزراء حفيظة الكتل السياسية التي أعربت سلفاً أنّها مع الحكومة في إصلاحاتها؛ لكن لماذا انقلبت عليه الآن ..!!، السبب معروف؛ لأنّهم لم يكونوا يتصوّرون أنْ يصل العبادي إلى هذا الحدّ من الإصلاح، فذهبوا يقلّلون من شأن هذا الإصلاح، وإنّه لم يكن مبني على أسس علمية رصينة، وغيرها من الأقاويل، حتى وصل بهم الحال إلى التقليل من إمكانية التكنوقراط في النجاح، ومعهم الحقّ كلّه، فماذا يستطيع التكنوقراط فعله بعدما خرّبوا كلّ شيء ..؟، وماذا يستطيع التكنوقراط صنعه بعدما انعدمت الوسائل، واستفحل الفساد ..؟ .
.
كثر الأقاويل في هذا المصطلح الواضح؛ حتى لأضحى من أعقد المصطلحات الحديثة معنىً، وأصعبها تطبيقاً، وأخذت الكتل تضرب الأمثال في نجاح الدول المتطورة في أنّها لم تبنَ على أيدي التكنوقراط، ومثالاً على ذلك ( الشيخ زايد ) باني الإمارات العربية، ونست هذه الكتل أنّ الإمارات لم تعش في ظلّ أحزاب كثيرة متناحرة تتقاسم مقدراتها، وتتلاعب بمرافقها، ولو أنّ الإمارات عاشت ذلك؛ لرأيناها اليوم صحراء قاحلة يملئ أفواه شعبها التراب، وتحملهم جمالها الهزّل ..!! . ولهم مثل آخر، وهو وزارة الكهرباء التي تولّى زمامها ثلاثة وزراء تكنوقراط على وفق رأيهم ..!! .
.
وصل بهم الجدال إلى التسالم على مفهوم التكنوقراط؛ لكن على رئيس الوزراء أنْ يلحظ اختيارهم من داخل العملية السياسية، أي من داخل الكتل الماسكة بالوزارات؛ كي يبقوا ماسكين بها؛ بحجّة أنّ لا فرق بين التكنوقراط الذي هو من داخل العملية السياسية، أو من خارجها مادام المعيار التخصّص، وعلى حدّ تعبيرهم أحدهم على رئيس الوزراء استعمال مسطرة واحدة في قياس التكنوقراط في إشارة إلى ما ذكرته؛ لذلك أصبح الكلام عن تكنوقراط مستقلين محرجاً لرئيس الوزراء العبادي .
.
التكلملة في (ج2) دفعاً للإطالة، والملل عن القارئ الكريم .
#مرتضى_عصام_الشريفي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟