عدنان غازي الرفاعي
الحوار المتمدن-العدد: 5075 - 2016 / 2 / 15 - 22:08
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
ولنقف عند قوله تعالى
( وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَلا عُدْوَانَ إِلا عَلَى الظَّالِمِينَ ) البقرة/193
...هنا القتال (وقاتلوهم ) ليس محصورا بقتال سفك الدماء , فالدلالالة واسعة وسأقتبس النص التالي من بحث أكذوبة الجزية
==================================================================
دلالات الجذر اللغوي ( ق ، ت ، ل ) في كتاب الله تعالى تدور في إطار محاولة القاتِل بإخراج المقاتَل من ساحة وجودِه ، إخراجاً نهائيّاً لا يعود بعدها إلى هذه الساحة .. فالقتل يحمل – ممّا يحمل من معنى – مفهوم إخراج المقتول من عالم الدنيا ، بمعنى هو استعمال وسيلة لإنهاء حياة إنسان ، بحيث لا يعود إلى حياته الدنيا بعد قتله أبداً ، ولذلك نرى أنَّ القتل يُعطَف على الموت ..
(ولئن قُتلتم في سبيل الله أو متم لمغفرة من الله ورحمة خير مما يجمعون*ولئن متم أو قتلتم لإلى الله تحشرون) ال عمران 157
والذين هاجروا في سبيل الله ثم قتلوا أو ماتوا ليرزقنهم الله رزقا حسنا وإن الله لهو خير الرازقين ) الحج 58
فالقتل يحمل – فيما يحمل من دلالة – معنى الموت بأداة ووسيلة يقوم بها القاتل .. وهذا معلوم ولا خلاف فيه ..
.. ومفهوم قتل النفس في كتاب الله تعالى ، يكون وفق أمرين اثنين :
1 – القتل الذي يؤدّي للموت ، بمعنى اتخاذ وسيلة لإزهاق النفس وإخراجها من جسدها خروجاً نهائيّاً لا تعود فيه إلى عالمها ، بمعنى لا تعود لجسدها الدنيوي نهائيّاً ..
(ثم أنتم هؤلاء تقتلون أنفسكم وتخرجون فريقا منكم من ديارهم تظاهرون عليهم بالإثم والعدوان وإن يأتوكم أسارى تفادوهم وهو محرم عليكم إخراجهم)) البقرة 85
وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا ) [النساء: 29ـ30]
2-القتل الذي يؤدِّي لخروج النفس من الحالة التي هي فيها ، خروجاً نهائيّاً لحالةٍ أُخرى لا تعود فيها إطلاقاً إلى حالتها الأولى ..
يقول تعالى .
( وإذ قال موسى لقومه يا قوم إنكم ظلمتم أنفسكم باتخاذكم العجل فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم ذلكم خير لكم عند بارئكم فتاب عليكم إنه هو التواب الرحيم ( 54 ) ) .البقرة
للأسف ذهبت معظم تفاسيرنا الموروثة في تفسير العبارة القرآنيّة : (فَاقْتُلوا أنفُسَكُمْ)... بأنَّها تعني : أن يقتل كلُّ واحد منهم من لقي من والد وولد فيقتله بالسيف ولا يبالي من قتل في ذلك الموطن ، وقالوا عن قوم موسى : فأخذوا الخناجر بأيديهم وأصابتهم ظلمة شديدة فجعل يقتل بعضهم بعضاً فانجلت الظلمة عنهم وقد جلوا عن سبعين ألف قتيل كل من قتل منهم كانت له توبة وكل من بقي كانت له توبة .. هكذا فسّروا لنا هذه العبارة القرآنيّة ..
.. لكن ما نراه في هذه الآية الكريمة أنَّ العبارة القرآنيّة : (فَاقْتُلوا أنفُسَكُمْ)... تأتي بعد العبارة القرآنيّة : ) فَتُوبوَا إلـى بارِئِكُمْ ( ، والفاء في كلمة :) فَاقْتُلوا ( تجلّي هذا الترتيب :) ) فَتُوبوَا إلـى بارِئِكُمْ فَاقْتُلوا أنفُسَكُمْ ( ، وهذا ينفي تماماً مفهوم القتل الذي ذهبت إليه التفاسير الموروثة من طعن بالخناجر لبعضهم ليصبحوا موتى ، فعند حصول التوبة ) فَتُوبوَا إلـى بارِئِكُمْ ( يصبحون مؤمنين ، وبالتالي فالخطوة التالية بعد هذه التوبة هي خروج أنفسهم من حالة الظلم نتيجة اتخاذهم العجل ، خروجاً نهائيّاً إلى حالة تنزيه الذات الإلهيّة عن أيِّ شرك ، تنزيهاً لا يعودون فيه إطلاقاً إلى حالتهم التي اتخذوا فيها العجل .... وهذا ما تؤكِّده العبارات التالية مباشرة :
ذلكم خير لكم عند بارئكم فتاب عليكم إنه هو التواب الرحيم ( 54 ) )
.. أمّا قول التفاسير الموروثة بأنَّ العبارة القرآنيّة ) فَاقْتُلوا أنفُسَكُمْ ( تعني : أن يقتل كل واحد منهم من لقي من والد وولد فيقتله بالسيف ولا يبالي من قتل في ذلك الموطن ، وأنّهم أخذوا الخناجر بأيديهم وأصابتهم ظلمة شديدة فجعل يقتل بعضهم بعضاً فانجلت الظلمة عنهم وقد جلوا عن سبعين ألف قتيل كل من قتل منهم كانت له توبة وكل من بقي كانت له توبة .. هذا القول تنقضه الصياغة اللغويّة لهذه الآية الكريمة ، وينقضه العقل والمنطق ، ورح المنهج الإلهي ..
.. ولننظر في النصِّ التالي ..
(83) وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لَا تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ وَلَا تُخْرِجُونَ أَنْفُسَكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ (84) ثُمَّ أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقًا مِنْكُمْ مِنْ دِيَارِهِمْ تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِمْ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَإِنْ يَأْتُوكُمْ أُسَارَى تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ ) البقرة
.. هنا العبارة القرآنيّة ( ثُم أَنتُمْ هَـؤلاءِ تَقْتُلونَ أنفُسَكُمْ )تعني القتل بمعنى الموت .. فهذا العبارة القرآنيّة تقابل عبارة في الآية السابقة : (لا تَسْفِكُونَ دِمَآءَكُمْ) ، كما أنَّ العبارة : ( وتُخْرِجون فريقاً منكم من ديارهم تَظَاهَرون عليهِم بالإثم والعُدوان) تقابل في الآية السابقة العبارة (ولا تُخرجون أنفسكم من دياركم )
فمعنى القتل هنا والمتعلّق بسفك الدماء عرفناه من سياق النص .. فمن سياق النصّ المحيط بمشتق من مشتقات الجذر ( ق ، ت ، ل ) نحدِّد الدلالة المعنيّة في هذا النص ..
وهذه الآية الكريمة تؤكِّد لنا أنَّ القتل في النصِّ السابق لا يعني سفك الدماء وقتل أنفسهم بالخناجر كما ذهبت تفاسيرنا الموروثة .. فالله تعالى أخذ ميثاق بني إسرائيل ألاَّ يقتلوا أنفسهم قتل سفك الدماء: (وإذ أخذنا ميثاقكم لا تَسفِكون دمآءَكُم ) ، وبالتالي فلن يأمرهم الله تعالى بأن يقتلوا أنفسهم قتل سفك الدماء .. من هنا تتبين معنا – إضافة لما بيّنا من أدلة – أنَّ القتل المعني في قوله تعالى :
( وإذ قال موسى لقومه يا قوم إنكم ظلمتم أنفسكم باتخاذكم العجل فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم ذلكم خير لكم عند بارئكم فتاب عليكم إنه هو التواب الرحيم ( 54 ) ) .
، هو إخراج النفس من الحالة التي هي فيها ( من اتخاذٍ للعجل ) خروجاً نهائيّاً لحالةٍ أُخرى ، لا تعود فيها النفس إطلاقاً إلى حالتها الأولى ..
.. هذا المعنى للقتل نراه أيضاً في النصِّ التالي ، الذي يخاطب قوم النبيِّ محمّدٍ ص.
.. ولننظر في النصِّ التالي ..
فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (65) وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيَارِكُمْ مَا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِنْهُمْ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا (66) وَإِذًا لَآَتَيْنَاهُمْ مِنْ لَدُنَّا أَجْرًا عَظِيمًا (67) وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا (68) النساء
.. ما نراه أنَّ فعل قتل النفس هنا : ( أقتلوا أنفسكم )في حال حدوثه يؤدّي إلى نتيجة هي :
(66) وَإِذًا لَآَتَيْنَاهُمْ مِنْ لَدُنَّا أَجْرًا عَظِيمًا (67) وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا (68)
وهذه النتيجة لها تعلُّقها بالحياة الدنيا قبل الممات ، فالتثبيت والهداية هي مسائل لها علائقها في الحياة الدنيا ..
إذاً .. قوله تعالى : (اقْتُلوا أنفُسَكُمْ ) يعني : أخرِجوا أنفسكم من حالة العصيان التي أنتم فيها ، إلى حالة العبادة الصادقة المخلصة ، التي لا عودة فيها إطلاقاً لحالتكم التي أنتم فيها ..
.. لذلك فكلمة (قاتل ) ليست محصورة بالجهاد بالسيف ، إنّما تعني أيضاً الجهاد بالكلمة والحجّة والبرهان لإخراج الآخرين من حالة الظلام التي يغرقون فيها إلى حالة النور الذي لا يعودون فيها إلى حالة الظلام نهائيّاً .. ولذلك نرى أنَّ كلمة ) قِتال ( تتعلَّق في كتاب الله تعالى، بالله سبحانه وتعالى ..
وقالت اليهود عزير ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله ذلك قولهم بأفواههم يضاهئون قول الذين كفروا من قبل قاتلهم الله أنى يؤفكون 30 التوبة
. فلا يمكن لعاقل أن يتخيل العبارة القرآنيّة ( قاتلهم الله ) أنّها تعني حَمْلَ الله تعالى لسيفٍ يقاتل هؤلاء فيه في معركة حسيّة .. إنّما تعني أنَّه بسبب جحودهم أخرجهم الله تعالى من ساحة الهداية إلى ساحة الضلال ، خروجاً لا يعودون بعده إلى ساحة الهداية ..
.. إذاً كلمة قاتل ليست محصورة أبداً بجانب القتال الحسي في معركة يحاول فيها المقاتِل أن يجعل الآخرين من الموتى ، فدلالاتها واسعة ، ونعرف الدلالات التي تحملها في كلِّ نصٍّ من خلال السياق القرآني المحيط بها .. مثلاً في الآية الكريمة التالية ..
الذين آمنوا يقاتلون في سبيل الله والذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت فقاتلوا أولياء الشيطان إن كيد الشيطان كان ضعيفا 76 النساء
وهنا سوف نرى أنَّ القتال هنا مسألة مفتوحة ، تبدأ بالدعوة إلى الله تعالى لإخراج الغارقين في سبيل الطاغوت من حالة الظلام إلى حالة النور ليصبحوا في صراط سبيل الله تعالى ، وإن اعتدوا على المؤمنين بالسيف ، عندها فقط ، يتوجب قتالهم بالسيف ..
وهذا المعنى نراه أيضاً في قوله تعالى ..
وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة واعلموا أن الله مع المتقين (التوبة , 36
العبارتان القرآنيّتان وقاتلوا المشركين كافه كما يقاتلونكم كافه )، لا يمكن حصر القتال بهما بقتال السيف ، فالمشركون كافّة ليسوا في حالة قتال بالسيف مع المؤمنين كافّة دائماً وأبداً ، بينما القتال الدائم بين المؤمنين والمشركين ، هو قتال الفكر والمعتقد ، ونشره بين الناس ..
انتهى الأقتباس
===========================================
لنعد الى قوله تعالى
( وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَلا عُدْوَانَ إِلا عَلَى الظَّالِمِينَ ) البقرة/193
الهدف من القتال في الاية هو أمران لاينفكان عن بعضهما بدليل عطفهما على بعضهما بحرف واو العطف (و) ( وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ ) ...اذا قتال هؤلاء هو بسبب فتنة يقومون بها , وهذه الفتنة تجعل من العقد الأجتماعي بين أبناء المجتمع يسير بنقض المحبة والسلام والتسامح التي يأمر الله تعالى بها.. يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13)(الحجرات 13 ) ...وهذا ماتصوره لنا العبارة القرأنية (ويكون الدين كله لله) ...فالله تعالى لم يقل (ويسود دين الله)) أنما يقول (ويكون الدين كله لله) ..فالدين هنا هو منهج العقد الأجتماعي للمجتمع على مختلف تنوعاته , وهذا المنهج عندما يوجه بالأكراه والظلم وطغيان فئة على فئة , لا يكون في السبيل الذي يريده الله تعالى , وتحصل الفتنة بين أبناء المجتمع , لذلك , يأمر الله تعالى بمقاتلة مثيري هذه الفتن...
ان العقد الأجتماعي المشترك بين أبناء المجتمع , مما يشمله من دستور وقوانين للدولة , يسميه القرأن الكريم بدين هذا المجتمع , أو دين الدولة ودين حاكمها
فكلمة (دين) هي في النهاية من الجذر اللغوي د ي ن ..والدَّين (بالفتحة على حرف الدال ) هو التعامل بالأجل , فالعطاء يسترد بعد أجل , وهذا المعنى يتقاطع مع مفهوم والدِّين ( الكسرة على حرف الدال ) , فالدِّين هو العمل على أن يتم الجزاء لاحقا من هنا ندرك قوله تعالى
مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (245) البقرة
اذا ...الدين هو مجموعة من القوانين والأحكام التي يُطَلب من الناس اتباعها ..وقوانين أي دولة وأحكامها ودستورها , هي في النهاية دين هذه الدولة وفي النص القرأني التالي أكبر دليل على ذلك
فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَ وِعَاءِ أَخِيهِ ثُمَّ اسْتَخْرَجَهَا مِن وِعَاءِ أَخِيهِ كذلك كِدْنَا لِيُوسُفَ مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَّن نَّشَاءُ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ يوسف (76) -
فالعبارة (دين الملك) تعني نظام دولة الملك , ودستورها , والقوانين التي تحكم هذا النظام
..
اذا ...في قوله تعالى
( وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَلا عُدْوَانَ إِلا عَلَى الظَّالِمِينَ ) البقرة/193
نرى أن العبارة القرانية (وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ) تعني ويكون العقد الأجتماعي بين أبناء المجتمع في السبيل الذي يريده الله تعالى , ولاتعني أبدا فرض الدين على الاخرين بالقوة..
فالله تعالى لم يقل (ويسود دين الله)) و أنما يقول (ويكون الدين كله لله) .فكلمة( الدين ) هنا نراها غير مضافة لله تعالى ولا للرسول محمد ص
اذا...القتال الذي يأمر الله تعالى به في هذه الاية الكريمة هو ضد من يفتعل الفتن في المجتمع متجاوزا القيم النبيلة التي يأمر الله تعالى بها من محبة وسلام وتسامح بين أبناء المجتمع , ومن يريد فرض الدين على الاخرين بالقوة..انما يتعدى على أمر الله تعالى
لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ البقرة (256)
وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَن فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حتى يكونوا مؤمنين ( يونس 99)
...وبالتالي فهو من الذين يأمر الله تعالى بمقاتلتهم , لأنه يكذب على الله تعالى ويثير الفتن في المجتمعات ويشيع القتل والخوف والكراهية بين عباد الله تعالى
اذا قوله تعالى
( وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَلا عُدْوَانَ إِلا عَلَى الظَّالِمِينَ ) البقرة/193
لايعني فيما يذهب اليه الظلاميون من فرض الدين بالقوة على الاخرين , وما نراه أن هذه الاية الكريمة تحمل أمر من الله تعالى بمقاتلة هؤلاء , لأنهم يثيرون الفتن بين أبناء المحتمع , ويتعدون على كل القيم النبيلة التي يريدها الله تعالى من تسامح وسلام بين أبناء المجتمع
ونهاية الأية الكريمة تؤكد صحة ما نذهب اليه في تفسيرها فَإِنِ انْتَهَوْا فَلا عُدْوَانَ إِلا عَلَى الظَّالِمِينَ ) فان عاد هؤلاء عن فتنتهم , وانصاعوا لقيم المحبة والتسامح والسلام , ينتهي السبب الذي من أجله يامر الله تعالى بمقاتلهم ..
قَاتِلُوهُمْ حَتَّىٰ-;---;-----;-------;---- لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ فَإِنِ انتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ الأنفال (39) -
#عدنان_غازي_الرفاعي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟