أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - منال شوقي - التكنولوجيا علي وشك الإنتهاء من نعش الله














المزيد.....

التكنولوجيا علي وشك الإنتهاء من نعش الله


منال شوقي

الحوار المتمدن-العدد: 5075 - 2016 / 2 / 15 - 21:35
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يوما ما ستقتل التكنولوجيا الله و ستكون نهايته كخرافة كان لابد من المرور بها كمرحلة من مراحل التطور البشري و النضج العقلي للبشر .
سيحدث هذا حين تتطور عقولنا بالقدر الكافي الذي يسمح لها بطرح السؤال الصحيح و بالتالي الحصول علي إجابة صحيحة . حين تتوقف عقولنا عن إنتهاج مبدأ العلة و السبب في فهم ذواتنا و الكون من حولنا .
و قديما و قبل إكتشاف درجة غليان الماء و ظاهرة تحوله من الحالة السائلة إلي تلك الغازية كان الناس في ذلك العصر , ليس العامة فقط بل و مثقفيهم أيضا يطرحون السؤال التالي علي خلفية رؤية فقاقيع تظهر علي سطح الماء ( من الذي ينفخ في الفقاقيع ؟ ) و كان معظمهم يفسر ظهور الفقاقيع بحتمية وجود كائنات غير مرئية تنشط في حال أن تم تسخين الماء لتنفخ فيه و بالطبع نمت و ترعرت عشرات التفسيرات التي تدفع تلك الكائنات الغير مرئية أو الأرواح الشريرة لفعل فعلتها تلك و أجتهد كلُ علي قدر خيالة و طبيعة شخصيته و أمراضه النفسية التي ترجح تفسيرا ما و تعزز خيالا بعينه .
.
إن أصل المشكل كان ينبع من طرح هؤلاء سؤالا خاطئا ( من الذي ينفخ الفقاقيع ؟ ) و ليس لماذا تظهر الفقاقيع ؟ و لولا العلم و جهود العلماء لظلوا علي جهلم و لأورثونا إياه و لكنا اليوم نستعيذ من الجن الذي ينفخ الفقاقيع كلما رأينا مائا مغليا و لكننا لا نفعل بفضل العلم و العلماء .
و بالمثل فحينما تتطور عقولنا بالقدر الكافي الذي يسمح لنا بطرح السؤال المناسب ( كيف وُجِدنا ؟) و ليس ( مَن الذي أوجدنا ؟) سنكون قد قمنا بدق أخر مسمار في نعش الإله .
.
و قد بدأت التكنولوجيا بالفعل تضرب الله ضربات موجعة و لن أتعرض هنا لسذاجة الكتب المقدسة من الناحية العلمية و كل ما ورد فيها من أساطير و هراء يحاول الدينيون بشتي الطرق إضفاء صفة العلمية عليه حتي لو إضطروا للي عنق الكلمات حتي الكسر .
و هم في ذلك مستعينين بشتي أنواع التشبيهات و الأمثلة بداية من مثال الشمس و الله ذو الثلاثة أقانيم في المسيحية و إنتهاء بالبيضة و الأرض التي دحاها في الإسلام .
.
و خوفا من عصر التكنولوجيا و من فضحه إياه أرسل الله رسالاته في عصور بدائية تكنولوجيا , تماما كالساحر في تلك العصور و أنظر مثلا للساحر الشهير ديفيد كوبرفيلد و عروضه التي تعتمد بصفة أساسية علي التكنولوجيا و تخيل ردود أفعال قريش مثلا إن كان كوبرفيلد قد أجري أمامهم عرضا من عروضه !
ألم يكونوا لينصبونه نبيا ؟
و لما لا و قد أتاهم بالأيات البينات ؟
أنا لم أري المسيح يمشي علي الماء و لم أراه يقيم الموتي و لم أري الساحرة الشريرة و هي تسخط الأمير الوسيم ضفدعا و لا التأثير السحري لقبلة الأميرة المدللة و التي أعادته لسابق هيئته البشرية و الفارق بين القصتين أن الأولي وضلت إلينا كقصص ديني بينما الثانية كقصة خيالية و لو كانت قريحة مؤلفو الأساطير الدينية قد تفتقت عن قصة شاب حوله الشيطان لضفدع فأعاده المسيح بشريا لصدقها الدينيون و لدافعوا عنها بإيمان لا يفتر !
.
أنا أصدق العلم و فقط
أما الغيبيات فلا مصداقية لها عندي و ما أجهله اليوم لعدم إكتمال تطور عقولنا ستعيه و تفهمه الأجيال اللاحقة علينا و سيتندرون بتفسيراتنا البدائية لقصة خلقنا من حفنة طين منفوخ فيها تماما كما نتندر نحت علي عصر النفخ في الفقاقيع .
.
إن الله لا يستطيع أن يظهر علي السطح الأن لأننا سبقناه و قطعنا شوطا كبيرا أهلنا لسد الطريق عليه و منعه من أن يٌخرج رأسه من البئر حيث يختفي علي عكس ما كان عليه في عصور الجهل مرتع الخرافة
فهو لم يكن يستطيع مثلا أن يخلق يوسف في أواخر القرن العشرين و كيف كان له أن يفعل و يوجد الأن معامل تحاليل دم كانت سُتفسد علي إخوة يوسف كذبتهم و كان سيعقوب سيذهب ببساطة إلي أي معمل تحاليل لتحليل الدم علي قميص يوسف فيكتشف أنه ليس دما بشريا من الأساس و كان سيُبلغ الشرطة و التي كانت ستنتزع إعترافا من أولاده و بالتالي لما كان بِيع يوسف في مصر و لا كانت إمرأة العزيز هيأت له نفسها و لا كان دخل السجن و لا صار وزيرا للخزانة و لا جلب أسباط بني إسرائيل إلي مصر و لا استعبدهم فرعون و لا خرجوا خفية منها مع موسي و لا ولا ولا !
لأن الله ( الوهم ) لم يعد قادرا علي الإختباء في الظلام ( ظلام العقول و ظلام الليل ) فالعالم أصبح منيرا بالعلم و الكهرباء و الله لا يحب ذلك , الله لا يترعرع سوي في الظلام , الله لا يستطيع أن يتجسد و يمشي علي الماء في عصر الهاتف النقال المزود بكاميرا و لا يستطيع أن يُرسل بغل مجنح أو أن يشق البحر في عصر الأقمار الصناعية .
لن يستطيع الله أن يتعلل بكثرة نسيان المرأة تلك الحجة السخيفة كي يجعل شهادتها بنصف شهادة رجل أمام القضاء فالمرأة التي تحمل هاتفا ذكيا حتي و إن كانت بمفردها تستطيع أن تصور الحدث صوت و صورة و نقدم الفيديو للقضاء كدليل إثبات أو نفي فما رأي الله في التكنولوجيا ؟ ألم تتغلب علي حكمته الإلهية ؟
.
الله لم يمت بعد و لكنه يستشعر الخطر و يعلم أنه مهدد و لذا فقد إختبأ في البئر و يُلِح علي أتباعه في حمايته و إن كان إختبائه لن يطول فاختبائه في حد ذاته يُعري حقيقته و يكشف عن طبيعته الخرافية التي يداريها برداء القداسة و سيكون القرن الواحد و العشرين موعدا لدق أخر مسمار في نعش الله .



#منال_شوقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في عيد الحب ... رسالة حب لعزيزي المسلم .
- الله الذي سكت دهرا ثم نطق سخفا
- الله الرجل (2 )
- الله المحدود
- الله الرجل (ّ1)
- الله السميع ذو الأذنين !
- الله ذو الحاجة
- نوال السعداوي يا هويتي
- أحتاج إليك يا ......
- أحتاج إليك
- الله البدائي !
- فاطمة ناعوت و ازدراء العلمانية ( بالشفا )
- المرأة المسلمة هي الأقذر بلا فخر
- بين قذارة العقل و طهارة الفرج المزعومة
- دعوة علي مائدة الجسد ... ماذا يضيرك يا الله !!!
- بالتوك الله و مجاهديه
- لحكمة لا يعلمها حتي الله
- في دولة المسلم و المسيحي تعالي يا وكسة هنا في ريحي
- تشريعات إلهية أم إمتيازات محمدية
- في بيتنا علماني


المزيد.....




- أغاني للأطفال 24 ساعة .. عبر تردد قناة طيور الجنة الجديد 202 ...
- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - منال شوقي - التكنولوجيا علي وشك الإنتهاء من نعش الله