أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سمير عادل - التغيير الوزاري وصمت المرجعية














المزيد.....

التغيير الوزاري وصمت المرجعية


سمير عادل

الحوار المتمدن-العدد: 5074 - 2016 / 2 / 14 - 21:48
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


قرار التغيير الوزاري، الذي لوح به حيدر العبادي رئيس الوزراء قبل مغادرته الى اجتماعات ميونخ، جاء بعد قرار المرجعية، بالصمت وعدم التحدث بالسياسة في خطب الجمعة. وكلا القراران سواء العازم عليه العبادي او قرار المرجعية، نشر حولهما الكثير من الاوهام، واستنتج منهما العديد من الاحلام والتمنيات، الى حد وصف قرار المرجعية بأنها باتت تدرك أن العلمانية هي الحل عندما قررت الصمت عن السياسة. اما اخرين، فقد توهموا، بأن العبادي قرر انهاء المحاصصة والمضي بإصلاحاته.
ان مبررات العبادي في تغيير حكومته هي عزمه على تشكيل حكومة تكنوقراط. لكن الحقيقة ليست كما يعلنها العبادي، لأنه نسى او استغفل ذاكرة التاريخ، عندما شكل حكومته الحالية، فقد أعلن حينها بأنها من التكنوقراط. ان العبادي عندما يعلن مكتبه بأنه ابلغ الكتل السياسية بعزمه على تغيير حكومته، فأنه اقر بشكل مباشر بأنه لا يمكن ان يتجاوز دائرة المحاصصة، والا لماذا يخبر الكتل السياسية التي تساند حكومته، وهي من القوميين الاقحاح والطائفيين حد النخاع، ولو لا مباركتهم لما وصل العبادي الى سدة الحكم في غفلة من الزمن. والعبادي يدرك دون موافقة تلك الكتل لا يمكن ان يحرك نملة من مكانها، فكيف له العزم على تغيير فطاحل الاسلام السياسي الشيعي مثل صولاغ والجعفري حسب التسريبات الاعلامية، واما الشهرستاني الذي قيل هو الاخر سيطاح به، فليس الا كبش فداء لذر الرماد في العيون.
ان قرار المرجعية بالصمت وقرار العبادي المذكور ناجم عن تنامي مديات الازمة السياسية في العراق واحتدام الصراع في صفوف التحالف الشيعي الحاكم بشكل خاص. فالمرجعية وبعكس المتوهمين بقرارها، فهي متورطة بتأييدها لاحتلال العراق، ومساندة قرار بول بريمر في تشكيل مجلس الحكم وتأسيس العملية السياسية على اسس المحاصصة الطائفية والقومية، وكتابة الدستور بنفس اسلامي وطائفي، وتأييدها المطلق في انتخاب القوى الاسلام السياسي الشيعي التي سميت حينها بقائمة الشمعة، وعزل المالكي، وإطلاق فتوى الجهاد للوقوف بوجه عصابات داعش التي امست تهدد سلطة الاسلام السياسي الشيعي، واخيرا وليس اخرا دعم تشكيل حكومة العبادي، وقراراتها الاصلاحية الاخيرة.
ان المرجعية لم ولن تنحسب من العملية السياسية ولا من الساحة السياسية مهما حصل، وان قرارها تكتيكي ليس الا. اما الذين يوعزون بأن المرجعية خاب املها بإصلاحات العبادي، فهم ما لبثوا لم يستفيقوا من اوهامهم. فالعبادي نجح في تحقيق نسبة كبيرة من اصلاحاته، وهي تمرير سياسة التقشف، وتحميله الازمة المالية والاقتصادية على كاهل عمال وموظفي العراق باستقطاع رواتبهم ومعاشاتهم، وماضي قدما في اعادة هيكلة الاقتصاد العراقي كما اشار قبل ايام قليلة، بأن الازمة الاقتصادية فرصة لإعادة هيكلة الاقتصاد العراقي. وها هو وزير النفط عادل عبد المهدي يعلن بأنه سيشكل شركة النفط الوطنية وتباع اسهمه الى القطاع الخاص. اي ان اصلاحات العبادي تمضي على قدم وساق، وان المؤسسات المالية الدولية راضية على اداء سياسات حكومة العبادي الاقتصادية.
ان المرجعية وائتلاف الاسلام السياسي الشيعي الحاكم كما تحدثا في السابق هما في حلف مقدس ولا ينفصم عراه تحت اية ظروف، وان المرجعية التي تعتبر المصدر الإيديولوجي والروحي والمعنوي لسلطة الاسلام السياسي الشيعي، تعرف كيف تلعب بأوراقها. ففي الوقت التي لم تستطع المرجعية ان تتحول الى قوة مطلقة على غرار ولاية الفقيه في إيران وتحسم الامور السياسية بشكل قاطع، بسبب عدم حسم السلطة السياسية في العراق لصالح الاسلام السياسي الشيعي، وبسبب عدم قدرة الاخير في اعادة بناء الدولة ومؤسساته القمعية وتقضي على صراع الاجنحة المختلفة القومية والطائفية للبرجوازية، تحاول المرجعية ان تلعب دور الدولة في مثل هذه الظروف. فمثلما رأينا عند انهيار الجيش امام عصابات داعش في ١-;-٠-;- حزيران من عام ٢-;-٠-;-١-;-٤-;- في الموصل، تدخلت بشكل حاسم في إطلاق فتوى "الجهاد الكفائي" للدفاع عن سلطة الاسلام السياسي الشيعي. ان عدم قدرة حكومة العبادي في تجاوز الازمة السياسية التي تعصف بالعراق، وتصاعد حدة الصراع بين القوى القومية والاسلامية وخاصة في صفوف التحالف الشيعي، تراجعت المرجعية خطوة، للحيلولة دون المس بمكانتها وخاصة انها اعلنت منذ البداية في دعم البرنامج الاصلاحي لحكومة العبادي، للالتفاف على الاحتجاجات والتظاهرات الجماهيرية. ان المرجعية تراقب الاوضاع السياسية كي تتدخل عند اي تهديد يتشكل اتجاه سلطة الاسلام السياسي الشيعي، وهذا هو سبب صمتها التكتيكي.
واما العبادي هو الاخر يحاول معالجة الازمة السياسية بالقفز على الازمة، من خلال تغييرات شكلية واهية، وتبغي من ورائها اعطاء دفعة جديدة لسياساته التقشفية ومحاولة لامتصاص نقمة الجماهير المحتجة على سياسته المعادية لمصالحها. ان التناغم بين صمت المرجعية والتغيير الوزراء لحكومة العبادي هو محاولة جديدة لإدارة الازمة الاقتصادية والسياسية وتبادل الادوار حسب ما تمليها الظروف وليس أكثر..



#سمير_عادل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في العراق، ماذا وراء ازمة اسعار النفط
- اللاجئون، سياسة الغرب والاخلاق الحميدة
- غشاء البكارى بين الذكورية السافرة والهوس الجنسي- المثيولوجيا ...
- بين الحملة الايمانية والاسلمة
- المقارنة بين الجنس في الميثولوجيا الهندية والاسلامية - المثي ...
- الخيال الجنسي والاغتراب الجنسي في الفكر الاسلامي - المثيولوج ...
- المثيولوجيا الجنسية في الاسلام (3-6)
- تكريس العبودية الجنسية - المثيولوجيا الجنسية في الاسلام (2-6 ...
- المثيلوجيا الجنسية في الاسلام (1-6)
- فذلكات حكومة العبادي الاقتصادية
- النمر طوق نجاة في المستنقع الطائفي
- رسالة ضد داعش السني وداعش الشيعي
- بمناسبة العام الجديد.. رسالة الى عمال النفط
- الحرامية والظلم الاجتماعي والبرلمان العراقي
- من مطرودين الى -قادة- احتجاجات!
- السيادة المفقودة والسيادة المفضوحة
- الانحطاط الطائفي
- هذه هي حقيقة الحكومة وقواتها القمعية
- ما بين المالكي امس والعبادي اليوم
- بطاقة الخزي والعنصرية


المزيد.....




- مسؤول عسكري بريطاني: جاهزون لقتال روسيا -الليلة- في هذه الحا ...
- مسؤول إماراتي ينفي لـCNN أنباء عن إمكانية -تمويل مشروع تجريب ...
- الدفاع الروسية تعلن نجاح اختبار صاروخ -أوريشنيك- وتدميره مصن ...
- بوريسوف: الرحلات المأهولة إلى المريخ قد تبدأ خلال الـ50 عاما ...
- على خطى ترامب.. فضائح تلاحق بعض المرشحين لعضوية الإدارة الأم ...
- فوضى في برلمان بوليفيا: رفاق الحزب الواحد يشتبكون بالأيدي
- بعد الهجوم الصاروخي على دنيبرو.. الكرملين يؤكد: واشنطن -فهمت ...
- المجر تتحدى -الجنائية الدولية- والمحكمة تواجه عاصفة غضب أمري ...
- سيارتو يتهم الولايات المتحدة بمحاولة تعريض إمدادات الطاقة في ...
- خبراء مصريون يقرأون -رسائل صاروخ أوريشنيك-


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سمير عادل - التغيير الوزاري وصمت المرجعية