ماهر المنشداوي
الحوار المتمدن-العدد: 5074 - 2016 / 2 / 14 - 13:48
المحور:
الادب والفن
ومَنْ أنتِ ....
وأنا القانعَ برحيلَ زمني
ومَنْ أنتِ ....
وكيف أختصرَتنا الخرائط هكذا
بلا خطوط ولا مماطلة ولا حتى الدلعِ
ومَنْ ذا الذي شاء أن لا تكون لنا أبواب
وأن تمنحيني اليدين بصمت الحب
فنرقص قرب شمعة طاولتنا
قبل أن أهرب بكِ قرب الجرفِ
تصنعين لموجات النهر ملاعباً
وتتركين كل الطين لوقع رقصكِ يتنهد
ومَنْ أنتِ .... ؟
وأنا اللامباح لأحدٍ خلف أسواري
تلك الاسوار التي كانت تعلو بجروح قصصي
فأغلقتها بألف حجارةٍ وشائكٍ
وتركت خلفها ذئابا تعوي
وعلّقتُ عليها لافتات المنعِ
ومَنْ أنتِ ... يا طفلتي ؟
يا سيدة الحزن والشهوة والضحك والبكاء
ويا شركسية العينينِ و جنوبية الشفاه
يا مدينة الرمان المنفرط عند واحة الله
ويا خطوط المنحنى لنهدٍ بلا جذب مسراه
يا دلتا أول الزغبِ إلتَفَتْ عليه ساقاه
ومَنْ أنتِ .... يا أنتِ ؟
يا آخر شقاء يكتبني في دورة حياتي
يا رذاذ الندى يذبحني بفجر وجهكِ
يا أجمل وزنٍ يتعرى بهيبة قافيتكِ
يا فبراير الحب المؤرخ للحظة عيدكِ
ويا فراشة تغيبين فتقتلني ليالي أجنحتكِ
مَنْ أنتِ .....
أيتها النجمة الساقطة على رمل سواحلي
المغتسلة بمدود أحضاني
اللامعة برحيل جَزري
المرتعشة كنبض قلبي
الدافئة مثل لهث أنفاسي
أنا إبن الحروب العبثية والمقدسة والعاهرة
وأنا الشاهد على أزمنة الموت والخراب
وأنا أيضا .... متوجٌ دوما بأخسر العاشقين
فمن أنتِ ... يا أنتِ ؟
#ماهر_المنشداوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟