أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احسان جواد كاظم - أكلوني البراغيث !














المزيد.....

أكلوني البراغيث !


احسان جواد كاظم
(Ihsan Jawad Kadhim)


الحوار المتمدن-العدد: 5073 - 2016 / 2 / 13 - 19:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


للبراغيث مفاعيلها المؤلمة, الموّرمة, الماصّة للدماء والنافثة للجراثيم. واذا كان لهذه الحشرات وجراثيمها من وسائل وطرق لمكافحتها وتفادي أذاها, فأن اضرار البعض من البشر الذي يشابهها فعلاً وسلوكاً, ممن ابتليت بهم شعوبنا, أمر بالغ الفداحة.
واذا كانت هذه الحشرات تسعى في امتصاصها لدم ضحاياها لتواصل دورة حياتها القصيرة, فأن امثالها من الحكام لايكتفون بذلك بل انهم يمعنون في اذلال الانسان واخضاعه.
وبقدر ما تحتوي استغاثة المواطن : " أكلوني البراغيث ! " من صدق في التوجع, فأنها تبعث على الأسى بعدما تبرغث عليه طفيليون, يصعب وصفهم بالبشر. لن يكونوا يوماً جزءاً من العلاج, والاستغاثة بهم ذنب.
الوجع المضاعف الذي تضمنته الحكمة الشعبية في هذه الجملة.. الأستغاثة, يكمن في احتوائها على فاعلين (الواو العائدة للبراغيث والبراغيث ذاتها ) والمفعول به واحد, الانسان. خصوصاً وان الفعل ( أكل ) بدلالته الدراماتيكية, سيء للغاية, فهو بالغ الوحشية فيما لو تحول الى فعل بشري.
هذا ليس درساً في الأعراب النحوي ولا بحثاً في تاريخ لغة طي, كما يقال, او لهجات قبائل اخرى ولا حتى في المعاني... أنه اكثر من ذلك. انه سبر سريع لمدلولات حدثين تاريخيين في حياة العراقيين وبلادهم, كان لهما أثرهما السلبي المدمر على منحى تطورهم وسموهم.
حدثان اجهضا آمال الملايين من العراقيين في حياة سعيدة مستقرة مرفهة, رغم ما يفصل بينهما من اربعين عاماً. هما انقلاب 8 شباط / 1963 البعثي الفاشي, واعتماد نهج المحاصصة الطائفية - العرقية بعد اسقاط نظام صدام حسين الدكتاتوري عام 2003.
ورغم ما يبدو من اختلاف في الشكل والوسائل الا انهما خلصا الى نفس النتيجة الكارثية الا وهي فقدان آفاق تقدم ديمقراطي حر للعراق وشعبه. وربما كان الأمر اكثر فظاعة. فبينما كان انقلاب البعث قد ولغ في دماء الآلاف من الشيوعيين والديمقراطيين من ابناء شعبنا وحاملي لواء رفعته, فأن الطائفيين والمتحاصصين معهم قد أوغلوا في دماء كل العراقيين ويحاولون اطفاء كل بصيص امل لديهم والغائهم كشعب.
الأول اوقف سير الأنجازات التي بدأتها ثورة 14 تموز/ 1958 المجيدة والثاني اوقف ما يمكن ان يكون بديلاً مشرقاً لأيام دكتاتورية صدام البغيضة.
كلاهما جلبا الخراب والدمار والمآسي ودفعا نحو التشرذم والأنقسام الوطني وتخلف البلاد وانسداد الآفاق امام طموحات التطور الديمقراطي الحر.
واذا كان الحدث الأول, الانقلاب البعثي قد جاء بقطار امريكي فان الحدث الثاني الأسلامي - القومي التقسيمي جاء على دبابة امريكية, ولم يكن بحسبانهما, بالتأكيد, ان يأتيا على صهوة الأمل العراقي.
فاعلان مذموان متشابهان بأفعالهما وقيمهما الأقصائية, والمفعول به شعبنا المصطبر التائق الى التحرر والمستقبل المشرق السعيد لأجياله القادمة.
برغوثنا البشري, قومياً فاشياً كان ام اسلامياً ظلامياً, لم يأت لنا بالبر ولا بالغوث يوماً لذا حق عليه الذم والدعس.



#احسان_جواد_كاظم (هاشتاغ)       Ihsan_Jawad_Kadhim#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محاربة السعودية لداعش في سوريا... نكتة !
- زوبعة مشعان في فنجان البرلمان
- ملصقات تحريم مغفلة التوقيع !
- الحمد لله على نعمة الألحاد
- هموم عراقية... تساؤلات مشروعة !
- ناديا مراد - البراءة المجروحة !
- الاستخبارات والمواطن
- تبديد حلم الاستقلال الكردستاني... كردياً
- يالولع الأسلاميين بالمنع والتحريم !
- طلب الحقوق... تناسى الواجبات
- رغم كل شيء... عيد ميلاد مجيد لأهلنا المسيحيين
- إرتهان اقليم كردستان لأرادة أردوغان !
- الطبخ على نار سبايكر جديدة !
- اسقاط الطائرة الحربية الروسية - جرّ العالم المتحضر لحرب ينتف ...
- مباديء التسامح كسلعة للأستهلاك !
- دعونا نستمتع بحياتنا الفاشلة !
- هل ستدخل تمارا الجلبي السياسة العراقية من باب محاربة الفساد ...
- لن تجعلوهم هنودنا الحمر !
- جوزيف صليوا - شنو هالأحراج !
- على طاري,- بلغ السيل الزُبى - وغرق بغداد


المزيد.....




- وقف إطلاق النار في لبنان.. اتهامات متبادلة بخرق الاتفاق وقلق ...
- جملة -نور من نور- في تأبين نصرالله تثير جدلا في لبنان
- فرقاطة روسية تطلق صواريخ -تسيركون- فرط الصوتية في الأبيض الم ...
- رئيسة جورجيا تدعو إلى إجراء انتخابات برلمانية جديدة
- وزير خارجية مصر يزور السودان لأول مرة منذ بدء الأزمة.. ماذا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير بنى تحتية لحزب الله في منطقة جبل ...
- برلماني سوري: لا يوجد مسلحون من العراق دخلوا الأراضي السورية ...
- الكرملين: بوتين يؤكد لأردوغان ضرورة وقف عدوان الإرهابيين في ...
- الجيش السوري يعلن تدمير مقر عمليات لـ-هيئة تحرير الشام- وعشر ...
- سيناتور روسي : العقوبات الأمريكية الجديدة على بلادنا -فقاعة ...


المزيد.....

- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احسان جواد كاظم - أكلوني البراغيث !