محمود العكري
الحوار المتمدن-العدد: 5073 - 2016 / 2 / 13 - 15:24
المحور:
سيرة ذاتية
في قاموسي عادة لا يعني لي الاستسلام شيئا لذا أفضل عدم الضحك، وفي تفضيلي هذا يكون تعاملي مع جل الأمور جديا لأقصى الحدود، لكن الآونة الأخيرة شهدت تدهورا كبيرا ألمّ بجسم ونفس الغريب، حتى صرت مصدر شفقة للكثير من الذين أعرفهم وحتى الذين لا أعرفهم.
استولى الخوف والهلع على كياني، وكان نتيجة محتومة لما كنت أعمل عليه، فالفكر ليس محمود العواقب في كل الحالات، إذ قد يكون مصدرا للشقاء في كثير من الأوقات، وهذا ما تم.
في ما مضى، أتذكر جيدا أني كنت مثالا للكثيرين، كنت بمثابة الهدية الإلاهية لهم، حيث أتعامل مع مشاكلهم برحابة صدر واسعة ولم يكن همي أنا، كان همي الوحيد هو هم وسعادتهم، ولهذا لم أرد يوما طلبا في وجه أي كان، ونلت من تلك الطلبات تجارب كبرى عن حياة الآخر، فلكل حياة ولكل قصة.. وما كنت سوى مساعد على تحصيل الحل الذي نناله في نهاية المطاف.
لكن محمودا لم يعد محمود، وانهالت عليه الضربات من كل الجهات، تصدى حتى تعب التصدي من المهمة، وبدا في الأفق راية بيضاء قريبة الصعود للسماء، فمن كان يوما عنوانا للأمل صار الآن عنوانا للألم.
وهكذا غدت حياتي أكثر تعقيدا رفقة أسئلة لم أجد لها جوابا، صرت في زاوية ما أتنفس الصعداء والهلع يسكن كلي، أراني تارة جثة وتارة أخرى جثة تنحو إلى مصيرها المحتوم.
لم أكن أدري في وقت من الأوقات أن الحياة أيضا لعبة لها قواعد عليك الخضوع لها، فبنيت لي عالما حرا بلا قيود، عالما لا يعلو فوقه صوت سوى رنين الحرية المطلقة. لكن الحقيقة لا تستمر في حيز الوجود للأبد إذ تنقلب الصيغة للضد العنيد، فتغدو أنت عنوان المحطة الأبرز، حينها فقط تصير أنانيا لدرجة لا توصف، حتى وإن لم يكن للأنانية عنوان في مملكة الحرية.
#محمود_العكري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟