إبراهيم رمزي
الحوار المتمدن-العدد: 5074 - 2016 / 2 / 13 - 08:22
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
يا عيد الحب، ها نحن نلقاك بكل جفاء
نلقاك، يا سيد الأعياد، بأكْفاننا السوداء
فلا تؤمِّلْ صلاحا وشيكاً لِبَني الجعراء
أجلافٌ، أوْصِياءٌ لِمنْح الحياة أو الفناء
وطوائفُنا كلها ما زالت تؤجّج أحقادَها
وترمي شواظا على الأقربين والبُعَداء
ما زلنا في صراعاتنا أجهلَ الجهلاء
ومنّا خاضبٌ يداً ولِحىً، بنجيعٍ كحِنّاء
لغات الحب تاهت من قوامسنا وحياتِنا
بين دماء، وأرواحٍ بادَتْ إلى غير لقاء
لغة الحب ما عادت لدينا سوى
رعب وعنف وبارود ونحر وأشلاء
وكلامنا لغو، ثغاء، في ثغاء في ثغاء
يا عيد الحب، يا سيد الأعياد، لا تعد إلينا
ولا تكسل على مُرُوج عواطفنا باسترخاء
فما نحن إلا كواسِرُ غابٍ، تفوَّقنا على البلهاء
وأراضينا قبرٌ رحيب للعابثين وللأبرياء
شهوة القتل تزاملنا في الإصباح والإمساء
تهوسنا أنثى "الجهاد" أو "غُنْماً" في سباء
هوايتنا القتل، ولا نرعوي عن هدر الدماء
ثم نعدّ القاتل والمقتول في موكب الشهداء
يا عيد الحب، يا سيد الأعياد، لا تعُد إلينا
إلا بعد غَسْلِنا آثامَنا بحكمةِ عقْلٍ وُضّاء
بعْد تنكيسنا رايات الأحقاد والبغْضاء
ودَحْرِنا موروثَ الظلام بإشراق السناء
حين نسترِدّ إنسانيةً أضعناها في الهراء
حين نضيء شموع الود بكل الأرجاء
في قلوبنا وعقولنا وبيوتنا وعتْماتنا الجرداء
حين نصغي للحياة في سحر الجمال والغناء
وتشْدو قلوبٌ نكْدى: مرْحى للوئام وللإخاء
حين نرفع أغصان زيتون، دون دهاء وعناء
وأعلامَ سِلمٍ وتسامحٍ وتعايشٍ، دون رياء
#إبراهيم_رمزي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟