أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - توفيق أبو شومر - ملخص كتاب محظور عند العرب، الجزء الثاني














المزيد.....

ملخص كتاب محظور عند العرب، الجزء الثاني


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 5074 - 2016 / 2 / 13 - 08:19
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


2-5
يُرجع، عبد الرحمن الكواكبي، في كتابه، طبائع الاستبداد ومصارع الفساد أسبابَ استبداد الحاكم إلى الاستبداد الديني، كلاهما يتعاونان لإذلال الرعية، والفرق بينهما أن الإذلالَ السياسي يُنهك الأجسام، بينما الإذلالُ الديني يُنهك القلوب والعقول، ويشير إلى تعاليم البوذية، واليهودية، التي تهدد أتباعها بالكوارث في الحياة، إن هم شذوا، أو كالنصرانية، والإسلام، تهددهم بعد الممات، وفي الحياة أيضا،
"والنجاة من هذا العذاب عند تلك الشعوب المُستبَدِّ بها، لا يكون إلا بواسطة، (الحُجّاب)، من الكهنة، والقسوس، وأمثالهم، ممن لا يأذنون للناس بدخول جنة النعيم، إذا لم يعظموهم، مع تذلل وإصغار، ويرزقوهم أو يقدمون لهم (رشاوى) باسم نُذُر، أو ثمن غفران، حتى أنهم يحجزون فيما يزعمون لقاء الأرواح بربها، ما لم يأخذوا عنها مكوس المرور إلى القبور، وفدية الخلاص من مطهر الأعراف)!"
ويصل إلى خلاصة تقول:
"(ما من مستبد سياسي إلا ويتخذ له صفة قدسية يشارك بها الله)!"
ويشير إلى طائفة الكهنة، والقسوس، والشيوخ، وهم وسطاء باسم الأديان، ويتهمهم، بأنهم يعمدون من أجل ترسيخ نفوذهم، إلى تقسيم الناس إلى شيعٍ، وأحزابٍ متصارعين، يعادون بعضَهم بعضا
"( فتتهاتر قوةُ الأمة، ويذهبُ ريحُها، فيخلو الجوُّ للاستبداد، ليبيضَ، ويفرِّخ)!"
ويعرض الكواكبي رأي الماديين الشيوعيين، الذين قالوا: إن الدين يؤثر في الحياة الاجتماعية تأثيرا سلبيا خطيرا، يشبه تأثير المخدر:
( الدين أفيون الشعوب)
ويذهب بعضهم إلى اعتبار الدين قوة تضاد العقل والتفكير، وهو يؤيد هذه الأقوال، ولكنه يرى بأن الأديان المقصودة هي
"الأديان الخرافية، الخالية من الحكمة، أما دينُ الإسلام الموصوفُ بدين الفطرة، فلا ينطبق عليه القولُ السابقُ!"
وهو يستدرك قوله: إن الإسلام الذي يقصده،
"هو الدين الإسلامي الصحيح، وليس ما يَدينُ به أكثرُ المسلمين الآن"
أي أنه دين القرآن، المفهوم من الجميع، غير المقيد:
"(بتفصُّح زيدٍ، أو تحكم عمرو)"
ويحدد معنى الإسلام الذي يقصده:
" إذا أخذناه وقرأناه بالتروي في معاني ألفاظه، بالإضافة إلى فهم أسباب النزول، فليس في القرآن سوى حِكَمٍ جليلةٍ عظيمة" .
فالإسلام عنده دينٌ سَمْح بسيط لكل من يعي تعاليمه،
"فإنه لا يخاف من مُلِك، أو مَلِك، ولا يخشى رسولا أو نبيا، ولا ساحرا، أو كاهنا، أو شيطانا، أو سلطانا،"
والكواكبي يُبرِّئ الإسلام من أن يكون دينا كبقية الأديان، ويأسف أن يتحول الدينُ الإسلاميُ السَّمْحُ بفعل ظلم الجاهلين له، واستيلاء المستبدين عليه، أو المرشحين للاستبداد، إلى فريسة، ويأسف أن يُتَّخَذَ وسيلةَ تفريقٍ وتقسيم للأمة، حتى أنه يستخدم تعبيرا جميلا لسرقة الدين الصحيح في قوله:
(سطا عليه المستبدون)
ويتهم المستبدين الجاهلين بإساءتهم للإسلام، حين أدخلوا فيه ما ليس فيه،
حتى جعلوه دينا حَرجا، (صعبا).
ويشير إلى أبرز قضايا الدين الإسلامي خطورة، حين يَتَّهِم المتفيهقين بأنهم جعلوا كل ما دوَّنه أدعياءُ الفقه في كتبهم، ركنا رئيسا من أركان الدين الإسلامي،
" فصار هذا الدينُ السهلُ صعبا، لا يقوى على القيام بواجباته وآدابه، إلا، مَن لا علاقة له بالحياة الدنيا!
ويتعرض الكواكبي للعلوم التي يُحرِّمها الحاكمُ المستبدُ، والعلومِ التي يُشجعها، فيحدد بخبرته، وسعة أفقه، العلومَ التي لا يخشاها المستبد، وهي:
"علومُ اللغة، وعلومُ الدين المتعلقة بالآخرة"
ويجعلها عديمةَ الجدوى، لأنها لا تزيل غشاوة الجهل، وتملأ الأدمغةَ غرورا، ويُشبه المهووسون بها:
"بالسكارى إذا خمروا!"
وهو يستثني من ذلك كلَّ الذين تفيدُهم علومُ اللغة حكمةً وعلما، تنورُهم، وتُبصِّرهم، وتوسّعُ مداركهم.
والمستبدُ، لا يخاف أيضا من العلوم الصناعية، لأن أصحابَها يكونون صغارَ النفوس، مسالمين، يسعون لمصلحتهم الشخصية، ويَسهُل على المستبد شراؤهم!
أما العلومُ المرعبةُ للمستبد، فقد فصَّلها الكواكبي:
((هي علوم الحكمة النظرية، والفلسفة العقلية، وحقوق الأمم، وطبائع الاجتماع، والسياسة المدنية، والتاريخ المفصل، والخطابة الأدبية، ونحو ذلك من العلوم التي تُكبِّرُ النفوسَ، وتوسِّعُ العقولَ، وتُعرِّفُ الإنسانَ ما هي حقوقُهُ، وكم هو مغبونٌ فيها))
ويشير أيضا إلى أبرز قضايا الاستبداد، وهي قضية، كُرْهُ المستبدِ للعلماء، "فالمستبد لا يرتاح للعلماء، لأنهم يُذكِّرونه بجهله، لذلك، فإنه يعمد إلى إذلالهم، وتقريب طائفة منهم، تتصف بالضِّعةِ والمهانة.
فهو حين يُضطر للاستعانة ببعضهم، كالمهندس، والطبيب، فإنه يختار الغبيَّ المتصاغرَ، المتملق. ويستشهد بقول ابن خلدون:
( فاز المتملقون )"
يتبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع



#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملخص كتاب محظور في دول العرب
- كلسترول الطرب المزيف
- شروط الحصول على الجنسية الإعلامية
- عربتان فوق جسرٍ ضيِّقٍ
- شحنات من التعظيم والمدح!!
- وصفة إبداعية للشفاء من الحزبية
- لا توّرِّثوا التشاؤم لأبنائكم
- عام 2016 العنصرية في إسرائيل
- (مستر أمن) الإسرائيلي
- هل اقتربتْ نهاية رئيس دولة إسرائيل؟
- قصة حفيد مائير كاهانا البريء
- من هم الصحفيون المبدعون؟
- قصة برفسورة كامبرج، والطفلة اليهودية شاحار
- القبلية والفردية في فلسطين
- دُرَرٌ من تراث نسائنا المُبدعات
- المؤرخ، أبو غوغل الطبري
- مجزرة باريس وإسرائيل
- لعاموس عوز صوت يعقوب، وفعل عيسو!
- قبسات من تاريخ فلسطين
- الإرهاب، لقتل جنين دولة فلسطين


المزيد.....




- من معرض للأسلحة.. زعيم كوريا الشمالية يوجه انتقادات لأمريكا ...
- ترامب يعلن بام بوندي مرشحة جديدة لمنصب وزيرة العدل بعد انسحا ...
- قرار واشنطن بإرسال ألغام إلى أوكرانيا يمثل -تطورا صادما ومدم ...
- مسؤول لبناني: 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية عل ...
- وزيرة خارجية النمسا السابقة تؤكد عجز الولايات المتحدة والغرب ...
- واشنطن تهدد بفرض عقوبات على المؤسسات المالية الأجنبية المرتب ...
- مصدر دفاعي كبير يؤيد قرار نتنياهو مهاجمة إسرائيل البرنامج ال ...
- -استهداف قوات إسرائيلية 10 مرات وقاعدة لأول مرة-..-حزب الله- ...
- -التايمز-: استخدام صواريخ -ستورم شادو- لضرب العمق الروسي لن ...
- مصادر عبرية: صلية صاروخية أطلقت من لبنان وسقطت في حيفا


المزيد.....

- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - توفيق أبو شومر - ملخص كتاب محظور عند العرب، الجزء الثاني