|
لا تحملوا الكرد السوريين وزرأحزابهم
صلاح بدرالدين
الحوار المتمدن-العدد: 5073 - 2016 / 2 / 12 - 23:39
المحور:
القضية الكردية
لا تحملوا الكرد السوريين وزرأحزابهم صلاح بدرالدين
كل شيء في بلادنا لم يعد كماكان قبل خمسة أعوام لاالدولة السورية ولا مؤسسات النظام الحاكم ولا تركيبة الجيش ولا الادارات في العاصمة والمدن والأرياف ولاأواصر العيش المشترك بين المكونات والأطياف ولا الجغرافيا البشرية والأثنية والسياسية بقيت على حالها وانقطعت علاقات التواصل الاقتصادي والاجتماعي بين البقية الباقية من سكان المناطق والمحافظات وتم تعطيل حياة نصف المجتمع السوري بين شهيد ومعتقل ونازح ومهاجر في أصقاع الدنيا من غارق في قاع البحار أوهائم على وجهه في مخيمات اللجوء أو مفترش للأرض وملتحف للسماء على جوانب الحدود هنا وهناك . لقد مارس نظام الاستبداد بدعم حلفائه المحليين والخارجيين لعبته المغامرة كورقة أخيرة للبقاء واضعاف الخصم حسب نظرية ( علي وعلي أعدائي ) باغراق الساحة السورية بمافيها مناطق الثورة بأدوات وعدة تسعير الصراع المذهبي والديني والعنصري لتفكيك البنية التحتية للمجتمع السوري واثارة الخلافات الثانوية للتغطية على الصراع الرئيسي بين الشعب السوري والاستبداد وزرع بدعم ايراني وحكومي عراقي لوجستي وبشري وعقيدي دولا وكياناتا واماراتا واداراتا في أجزاء من الجغرافيا الوطنية فظهرت دولة الخلافة الداعشية وامارات القاعدة والنصرة وغيتويات ميليشيات حزب الله وباقي المجموعات العراقية وقطعان المسلحين باسم الحفاظ على الأضرحة على غرار حراس الهيكل في الحروب الصليبية وادارات جماعات – ب ك ك – الذاتية نعم لقد تغير كل شيء في غضون الأعوام الماضية سوى حقيقة خندقي الثورة والنظام الممتدان عموديا وأفقيا على امتداد مساحة الوطن الى المزيد من الوضوح والفرز . لم تكن الثورة السورية ومن انخرط فيها وقادها من جماهير كل المكونات وجيش حر وحراك ثوري وقوى وأطياف وتيارات سياسية مشاركة أية مسؤولية في مخطط التفتيت الطائفي العنصري كيف ذلك ومن أهدافها الرئيسية اعادة اللحمة بين مكونات الشعب الواحد بعد أن نخر الاستبداد في جسدها ومزقت الدكتاتورية أوصالها واستعادة الحرية والكرامة واجراء التغيير الديموقراطي السلمي وارساء قاعدة الشراكة والمساواة واعادة حكم الشعب اليه عبر صناديق الاقتراع ووضع الدستور الجديد الضامن لحقوق الجميع وصولا الى سوريا الديموقراطية التعددية الجديدة الموحدة . كرد الثورة وكرد النظام في الحالة الكردية الخاصة يمكن القول أن الحركة الوطنية الكردية السورية ومنذ نشوئها قبل نحو قرن من الزمان من مختلف الطبقات والفئات الاجتماعية والجماهير الواسعة والتيارات الفكرية والسياسية تحمل مشروعها ( القومي – الوطني ) المرتكز على عدد من المبادىء والمسلمات الثابتة مثل 1 – حل القضية الكردية عبر الحوار وعلى قاعدة تحقيق ارادة الكرد وطموحاته المشروعة في تقرير مصيره الاداري والسياسي في اطار سوريا ديموقراطية موحدة 2 – لايمكن تحقيق الحل المنشود الا عبر الاجماع الوطني الكردي والتوافق مع الشريك العربي السوري وحركته الديموقراطية المناهضة للاستبداد 3 – والجديدجاءت الثورة السورية كفرصة تاريخية لتغيير الأوضاع ومعالجة كل القضايا وبينها القضية الكردية ولهذا شارك فيها الكرد وانخرطوا فيها منذ البدايات من خلال حراكهم الشبابي ووطنييهم ومستقليهم وتياراتهم السياسية . عندما اندلعت الثورة كانت الأحزاب الكردية التي بلغت الثلاثين في أسوأ حالاتها منقسمة على نفسها وعصية على التغيير والاصلاح مخترقة من أجهزة السلطة من خلال مسؤل الملف الكردي ومدير جهاز الأمن العسكري في محافظة الحسكة – محمد منصورة – تفتقر الى البرامج والخطط والرؤا خلاصة القول لم تكن مهيأة للتفاعل مع ثورة الربيع السوري ومن ثم كانت عاجزة عن قيادة الساحة الكردية في مرحلة الانتفاضة الثورية وقد أثارتها اندفاعة النشطاء الشباب الذين تصدروا المشهد في الشارع الكردي على ايقاع مكمل لنشاطات تنسيقيات الشباب السوري في مختلف المناطق فأرادت أن تكون بديلة بصورة كاريكاتيرية مصطنعة من دون اقتناع بالثورة ومبادئها بل بهدف اجهاض حركة الثورة في المناطق الكردية والبحث عن مواقع ومنافع . القسم الآخر من الحركة الحزبية وأقصد هنا جماعات – ب ك ك – الوافدة من وراء الحدود كمجموعات مسلحة والحاملة لأجندة اقليمية تربت عليها لعقود ظهرت في الساحة منذ اندلاع الانتفاضة ضمن صفقة وترتيبات مدروسة بين مبعوثي نظام الأسد وقيادة قنديل العسكرية ل - ب ك ك – ومشاركة وتشجيع فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني ونقل معه هذا القسم ثقافة الغاء الآخر المختلف بالقمع والاكراه كشكل غريب مستهجن في تقاليدنا القومية والوطنية وخطابا مبنيا على الخداع واخفاء الحقيقة عن الشعب والاستعداد للتلون والتقمص في كل لحظة والمغامرة المكلفة بالاقدام على حرق المراحل . من الواضح أن هؤلاء يعملون لحزبهم ويخدمون مشروعهم الخاص المختلط بالأجندة الاقليمية وفي خدمة المحور الأسدي – الايراني – الروسي الميليشياوي المذهبي ويسيئون في الوقت ذاته الى قضية الشعب الكردي السوري ومشروعه الوطني أما ممارساتهم الراهنة وتلك الطريقة الانتهازية في استغلال المحنة الوطنية وظروف التشرد والنزوح والمتاجرة بمجموعات وأفراد من غير الكرد لفظهم العرب السورييون واندفاعتهم العسكرية في قضم المناطق ومواجهة قوى الثورة والجيش الحر بدعم مباشر من النظام والمحتلين الروسي والايراني فانها لاتشرف شعبنا بل تضعه في اطار المسؤلية والاحراج أمام شركاء الوطن ورفاق الدرب الثوري ضد سلطة الاستبداد خاصة باصرار بعض وسائل الاعلام في اطلاق تسمية الكرد عليهم .
#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المؤتمر الوطني السوري لاعادة الاعتبار للثورة
-
حول بيان بارزاني بشأن الاستفتاء
-
حول الدور الكردي في مستقبل سوريا
-
افتح فمك لأرى هل أنت معارض ؟ ولمن ؟ ولماذا ؟
-
السبيل لخروج - مؤتمر الرياض - من مأزقه
-
( سوريا – الكرد – المعارضة – العرب – اسرائيل )
-
في الفصل بين معارضتين
-
الخشية من أن يكون الآتي أعظم
-
من جديد الى شركائنا العرب السوريين
-
2016 : نحو اعادة التنظيم وتصويب المسار
-
- ورقة الكرد - تسيل لعاب روسيا وغازهم يؤرقها
-
تنسيق روسي – اسرائيلي لمحاربة الارهاب !
-
محاولة في فهم قرار مجلس الأمن حول سوريا
-
اعلان فيينا وبيان الرياض : أوجه الاتفاق والاختلاف
-
قراءة في مقاييس الرياض باختيار - المعارضين -
-
حكاية - السيادة - في سوريا والعراق
-
لذين سيجتمعون بالرياض مالهم وماعليهم
-
التصعيد الروسي : نحوتبديل قواعد اللعبة
-
فتش عن الفرع - الداعشي الممانع -
-
كارثية - التجريبية المستدامة - في السلوك المعارض
المزيد.....
-
ميلانو.. متظاهرون مؤيدون لفلسطين يطالبون بتنفيذ مذكرة المحكم
...
-
كاميرا العالم توثّق تفاقم معاناة النازحين جرّاء أمطار وبرد ا
...
-
أمستردام تحتفل بمرور 750 عاماً: فعاليات ثقافية تبرز دور المه
...
-
أوبزرفر: اعتقال نتنياهو وغالانت اختبار خطير للمجتمع الدولي
-
-وقف الاعتقال الإداري ضد المستوطنين: فصل عنصري رسمي- - هآرتس
...
-
الأردن.. مقتل شخص واعتقال 6 في إحباط محاولتي تسلل
-
بورل: أندد بالقرار الذي اعتمده الكنيست الاسرائيلي حول وكالة
...
-
بوريل: اعتقال نتنياهو وغالانت ليس اختياريا
-
قصف الاحتلال يقتل 4 آلاف جنين وألف عينة إخصاب
-
المجلس النرويجي للاجئين يحذر أوروبا من تجاهل الوضع في السودا
...
المزيد.....
-
سعید بارودو. حیاتي الحزبیة
/ ابو داستان
-
العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس
...
/ كاظم حبيب
-
*الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 *
/ حواس محمود
-
افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_
/ د. خليل عبدالرحمن
-
عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول
/ بير رستم
-
كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟
/ بير رستم
-
الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية
/ بير رستم
-
الأحزاب الكردية والصراعات القبلية
/ بير رستم
-
المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية
/ بير رستم
-
الكرد في المعادلات السياسية
/ بير رستم
المزيد.....
|