فلاح هادي الجنابي
الحوار المتمدن-العدد: 5073 - 2016 / 2 / 12 - 20:11
المحور:
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
مرة أخرى يطل نظام الاعدامات و کم الافواه و محاربة النساء و معاداة الانسانية، على العالم بمسرحية الانتخابات التي يمارسها کل مجموعة أعوام، کي يظهر نفسه بمظهر المٶ-;-من بقيم الحرية و الديمقراطية، في الوقت الذي يرتعب فيه من هاتين الکلمتين أي الحرية و الديمقراطية لإنهما لو توفرا فإنه لن يعود له من وجود و بقاء.
النظام الديني المتطرف في طهران، وطوال أکثر من ثلاثة عقود و نصف، حيث مارس خلالها هذه المسرحية المثيرة للسخرية و التهکم، أکد و بصورة عملية عدم جدوى هذه المسرحية و من کونها مجرد لعبة سمجة و مکشوفة خصوصا وان النظام بنفسه و من خلال"مجلس صيانة الدستور" يشرف على تحديد من سيشارك في الانتخابات أم لا، و مجلس صيانة الدستور المشبوه هذا، يتم إختيار أعضائه من جانب المرشد الاعلى للنظام أو من جانب السلطة القضائية التي يختارها هو أيضا، وهذا يدل بإن کل الطرق تقود الى رأس القمع و الاضطهاد في إيران أي المرشد الاعلى.
کذب و زيف الانتخابات و تدخل النظام في نتائجها حتى بعد کل الممارسات السلطوية التي يقوم بها مجلس صيانة الدستور، أمر صار معروفا بالنسبة للشعب الايراني و لم يعد خافيا عليه، ولعل ماقد حدث في عام 2009، من إنتفاضة شعبية عارمة ضد لعبة الانتخابات حيث إنقلبت بعدها الى إنتفاضة شعبية عارمة ضد النظام و ضد رأسه الاستبدادي خامنئي نفسه حيث شهد العالم کيف إن المنتفضون قاموا بإحراق صوره و تمزيقها و الهتاف بسقوطه و سقوط نظام ولاية الفقيه، کل هذا أمر يمکن أن يتکرر بصورة أعنف خصوصا وان الظروف الذاتية و الموضوعية مهيأة لها من کل جانب.
الازمات الطاحنة التي تحاصر النظام من کل جانب و تکاد أن تطبق على أنفاسه، تعتبر الحاضرة الاکبر في مهزلة الانتخابات التي ستجري في 26 شباط الجاري، و لإن هذه الازمات قد ولدت حالة سخط و غضب غير عاديتين بين مختلف الاوساط الشعبية و صارت إيران أشبه ماتکون ببرميل بارود بحاجة الى عود ثقاب، فإن جناحي النظام و اللذان هما وجهان لعملة واحدة، يسعيان لإستغلال مسرحية الانتخابات هذه من أجل إمتصاص النقمة الشعبية و إشغاله بهذه المسرحية العقيمة الفاشلة التي هي أشبه بسراب بقيعة ليس هناك من أي أمل من ورائه، مع ملاحظة إن الجانحين يعلمان جيدا خطورة الاوضاع و ماقد ينجم عنها ولذلك فإنهما منهمکان الان بما سيقومان به من عمليات غش و خداع و تزوير من أجل إقصاء الجناح الآخر و بالتالي تقليص المجال و المتنفس الضيق القائم من الحرية المتاحة حتى للنظام نفسه.
#فلاح_هادي_الجنابي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟