|
الإحتفال بَعيِد الحب من الأمور المستحبة
مصطفى راشد
الحوار المتمدن-العدد: 5073 - 2016 / 2 / 12 - 15:31
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
مثل كل عام من هذا الشهر وصلنا على موقعنا على الإنترنت عشرات الأسئلة تطلب الرأى والفتوى عن رأى الشرع فى الإحتفال بعيد الحب ، ونخص منهم الأساتذة حامد عمار وعلى شومان وعلى الحويطات ومحمد عسران وأحمد ابراهيم ومحمد عبد العزيز وعلى رضوان وبديوى المهلل وعمران آل باز ومن الأخوات إيمان وسناء وناديه ورجاء وفاطمة ومنال ويارا ودعاء وندا ونوال وليلى وفاطمة وغيرهم ، وتدور الأسئلة عن مدى مشروعية الإحتفال بعيد الحب وهل يأثم من يحتفل به أم لا ؟ بداية بتوفيقً من الله وإرشاده وسعيا للحق ورضوانه وطلبا للدعم من رسله وأحبائه ، نصلى ونسلم على كليم الله موسى عليه السلام ، وكل المحبة لكلمة الله المسيح له المجد فى الأعالى ، كما نصلى على نبى السلام والإسلام محمد ابن عبد الله ، ايضا نصلى ونسلم على سائر أنبياء الله لانفرق بين أحدً منهم ------------------------------ اما بعد فمناسبة عيد الحب والتى يحتفل بها الكثير من الناس في كل أنحاء العالم في 14 فبراير من كل عام. وفي الأخص في البلدان الناطقة باللغة الإنجليزية ، ثم أصبح هذا اليوم من الأيام التى تحتفل به جميع دول العالم المتحضر تقريباً ، ولو بصورة رمزية وغير رسمية،و يعتبر هذا هو اليوم التقليدي الذي يعبر فيه المحبون عن حبهم لبعضهم البعض، عن طريق إرسال بطاقات عيد الحب، أو إهداء الزهور، أو الحلوى لأحبائهم ولأهلهم والأبناء لأبائهم والأصدقاء لأصدقائهم ومن هم على خصام ليعود الصلح ، كما أن هذا اليوم أصبح رمزاً لتذكير الناس بأعظم الصفات والحواس التى خلقها الله جل وعلا وهى حاسة الحب الطاهر النقى ، الذى هو من أكبر صفات الله وأولى دلائل الإيمان المؤدى للجنة فمن لا يعرف الحب لا جنة له ، ولأن الله أحب الإنسان فقد خلق آدم وحواء وخلق بداخلهم الحب ليعَمِرا الأرض ، لأن الحب أسمى صفات الكون ، وهو الفارق بين الخير والشر، بين الصالح والطالح، وبين من هو ذو ضمير ومن هو معدوم الضمير ، والحب علامة تفرق بين الرقى والطهر الإنسانى ، وبين السلوك الحيوانى المتوحش الدموى ، والملائكة لاتعرف الشر بل تعرف الحب ، أما الشيطان فلا يعرف الحب بل يعرف الشر فقط ، لأن الشيطان عدو لمفهوم الحب ، وليس الحب من صفاته ولا يرغب فى معرفته ، فالحب أكبر عدو للشيطان يؤرقه ويهزم رغباته الدموية الإجرامية الدنيئة ، فالملائكة تسكن المحبين والشياطين تسكن رافضى الحب . وقد تكلمت الكتب السماوية عن الحب كثيراً ، ومنها آيات القرآن الكريم عن الحب ،عندما ذكرته بمعنى المودة، كما ورد فى قوله تعالى فى سورة المائدة آية 82 ( لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَاناً وَأَنَّهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ )) ص ق وايضا فى سورة الروم آية 21 قوله تعالى (وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ) ص ق وكما ورد ايضا فى سورة هود آية 90 قوله تعالى (وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ ) ص ق – وودود هنا بمعنى محب . وايضا طلب الله منا أن نحب كل البشر عندما أمرنا بمودة القربى والقربى تجمع كل بنى البشر لإنتمائهم لأب واحد وأم واحدةً ادم وحواء ، كما ورد فى الآية 23 من سورة الشورى حيث قال تعالى (ذَٰ-;-لِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ-;- وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ ) ص ق كما أمرنا الله وطلب منا بتغيير العداوة إلى محبة ، كما ورد فى الآية 7 من سورة الممتحنة قوله تعالى (عَسَى اللَّهُ أَنْ يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُمْ مِنْهُمْ مَوَدَّةً وَاللَّهُ قَدِيرٌ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) ص ق كما أعلن الله عن نفسه بأنه غفور محب فى الآية 14 من سورة البروج بقوله تعالى (وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ ) ص ق هذا وغيرها من الآيات التى لا يتسع المجال لذكرها ،كما أن المودة والمحبة ومعانى التأكيد على الحب وردت فى أكثر من 276 مرة فى الإنجيل والتوراة ----- مما يوضح الرأى والفتوى عندنا بأن الإحتفال بعيد الحب يتوافق مع نصوص الشريعة ورسالة السماء لنا جميعاً، بل نحن مدعون ومأمورون بالحب والنقاء والطهر لكل البشرعلى وجه الأرض بأمر السماء ، حتى الحب بين المرأة والرجل طالما بغرض شريف ، لأن الحب يسمو بأخلاق البشر ، ومن يقول بغير ذلك فهو عدو للسماء ويسعى للفساد، وهم من أعوان الشيطان ولن يرو رحمة السماء ، وللأسف هؤلاء يرفضون عيد الحب فقط لأن موعده بدأ بذكرى وتخليد الشهيد القديس فالنتين، وهو سبب يوضح أن رافضى عيد الحب يسيرون خلف الشيطان، ومرضى بالتعصب الأعمى لدرجة جعلتهم يرفضون ويغيرون من تعاليم الله لهذا السبب . لذا نحن نؤكد على أن الإحتفال بعيد الحب مستحب لسمو ونبل معناه . هذا وعلى الله قصد السبيل وإبتغاء رضاه الشيخ د- مصطفى راشد عالم أزهرى ورئيس الاتحاد العالمى لعلماء الإسلام من أجل السلام ورفض العنف وسفير السلام العالمى بمنظمة السلام التابعة للأمم المتحدة ورئيس منظمة الضمير العالمى لحقوق الإنسان وعضو إتحاد الكتاب الأفريقى الأسيوى ونقابة المحامين المصرية والدولية والإتحاد الدولى للصحفيين بأمريكا والمنظمة العربية لحقوق الإنسان E - [email protected] http:||www.ahewar.org|m.asp?i=3699
#مصطفى_راشد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لقمة فى بطن جائع خيرٌ من بناء ألف كنيسة أو جامع
-
الرد على عباس شومان الكاذب الذى نفى عنى صفتى الأزهرية
-
الرد على الكاذب عباس شومان الذى نفى عنى صفتى الأزهرية
-
بلاغنا ضد الجاهل أحمد كريمة الذى أهدر دمى
-
بلاغنا ضد وكيل الأزهر عباس شومان المناصر للإخوان
-
عن الخلايا النائمة فى الأجهزة السيادية بمصر
-
نص بلاغنا ضد الشيخ الكاذب خالد الجندى الشهير بنبوية
-
الحج لجبل الطور أعظم منزلة من الحج للكعبة
-
فتاوى ووجوه منفرة
-
موضة إزدراء الدين فى مصر
-
ضرورة إصلاح القضاء المصرى
-
أسئلة وأجوبة
-
تهنئة المسيحيين وغير المسلمين بأعيادهم
-
أتعرض على الهواء لحملات داعشية بربرية
-
الحُكم على أحمد موسى بالجلد
-
من يُكفر المسيحى واليهودى كافر
-
حوارنا مع جريدة البيان
-
بالفيديو لقاءات تلفزيونية ومع مسؤولين من اوربا مع وفد علماء
...
-
كلمتنا أمام البرلمان الأوربى يوم 11-11-2015
-
لا يوجد مانع شرعى من تجسيد دور النبى فى فيلم
المزيد.....
-
طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال
...
-
آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|