أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر الناصري - خداع السلطات الحاكمة!














المزيد.....

خداع السلطات الحاكمة!


شاكر الناصري

الحوار المتمدن-العدد: 5072 - 2016 / 2 / 11 - 22:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عندما تواجه السلطات الحاكمة، في أي بلد في العالم، أزمات سياسية، واجتماعية، واقتصادية تكشف ضعفها وعجزها عن إيجاد حلول مقنعة وجدية، فإنّها تعمل على إختراع قضايا جديدة لاتمس الواقع الذي تواجهه ولاتقترب من الأزمات التي تعجز عن حلها، بل محاولة منها لإشغال من تحكمهم ودفعهم للتفكير بما تطرحه السلطة وتناسي أزماتهم الحقيقية! ما تطرحه السلطة هو بمثابة رشوة، علنية وقانونية، تهدف لشراء صمت من تحكمهم وإمتصاص غضبهم ومطالباتهم! سيخصص جزء كبير من هذه الرشوة، لشراء ذمم الأبواق التي تجيد تحليل وتبرير سلوكيات السلطة وممارساتها وتحسين صورتها!!، لكنّها في خاتمة المطاف تريد أن تذكرهم بوجودها وبقدرتها على التحكم بخياراتهم ومصائرهم!!

في عام 1991 وفور التوقيع على اتفاقية صفوان، وإستعادة السيطرة على المدن المنتفضة سارع الدكتاتور العراقي السابق، صدام حسين، لإصدار مجموعة قرارات، لاتعني شيئاً لكنّها تهدف لإشغال العراقيّين الذين أنهكتهم الحرب واقتصت السلطة منهم جراء تمردهم المسلح والإنتفاض ضدّ طغيانها وجبروتها بعد أن عاشوا ذل الحرب وتحولت بيوتهم ومدنهم ومدارس أطفالهم...الخ إلى خرائب وأنقاض...تسريح واسع في صفوف الجيش، للجنود المكلفين والاحتياط، بغض النظرعن سنوات الخدمة أوالغياب والهروب والعقوبات، والإكتفاء بفترة زمنية قليلة جدا. اسقاط ديون الدولة التي ترتبت بذمة العراقيين نتيجة إستهلاك الماء والكهرباء والاشتراك بخدمة الهاتف، منذ بداية حرب الخليج الثانية وحتّى الأول من نيسان 1991، أي تلك الأشهر التي إنعدمت فيها الخدمات أصلاً، وتحولت الأنهار إلى مصدر أساسي للمياه، فيما تحولت الحدائق العامة والمتنزهات إلى مصادر للوقود!!

قبل عدة أيام أطلق رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، قراره بتوزيع الأراضي السكنية لمستحقيها من العراقيين!!.. العبادي قبل غيره يعلم أن العراقيين يواجهون أزمات متلاحقة ومستعصية تعصف بحياتهم ووجودهم وأمنهم ومستقبلهم، يتعذر على السلطة وقواها إيجاد حلول جدية وعملية لها، أزمات تتعلق بالفساد المخيف وبعجز ميزانية الدولة والشكوك المتزايدة حول قدرتها على توفير رواتب واجور أعداد كبيرة من الموظفين والعاملين في دوائر الدولة ومؤسساتها، وكذلك رواتب المتقاعدين وعوائل الشهداء وضحايا النظام السابق!!!

وفي سياق متصل، أصدر مسعود البارزاني رئيس حكومة اقليم كردستان وزعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني، قراراً باعادة الممتلكات العامة والاموال التي استولى عليها الحزب وتمكن من الاستفادة من عوائدها واثمانها، عقارات، شركات، بيوت، دوائر ومؤسسات الدولة..الخ!!

سارع البعض لوصف قرار البارزاني، بالقرار الشجاع، فيما تمنى البعض أن يحذو ساسة بغداد حذو شريكهم في السلطة والفساد والإستئثار بالسلطة. لكنّها ليست شجاعة ولا تتناغم مع الأمنيات الساذجة، بل شعور البارزاني وغيره من ساسة الاقليم، الذي يغلي الآن على وقع تظاهرات واعتصامات وإغلاق للمحال والدوائر والجامعات، بعد أن عصفت الأزمة الاقتصادية بالكثير من الأوهام حول البناء والتنمية والرواتب العالية، شعورهم بالعجز عن مواجهة ما يحدث وكذلك عجزهم عن إيجاد الحلول والرد على المطالبات المتزايدة من المتظاهرين والمحتجين!!

ماذا سيدخل في جيوب الموظفين والعمال، إذا ما اعاد حزب البارزاني، أو حزب الطالباني والاحزاب الاخرى، ما استولوا عليه من ثروات وممتلكات؟؟ وماذا سيدخل في جيوب الموظفين والعمال والمتقاعدين حين تشرع سلطات بغداد في بيع ممتلكات وعقارات الدولة التي تستولي الاحزاب والمليشيات والمؤسسات الدينية ورجال الدين..الخ على 70% منها؟؟

لاشيء مطلقاً، فهذه القوى تمكنت من تقاسم الدولة وثرواتها وممتلكاتها مثلما تقاسمت السلطة وحولتها إلى وسيلة لإذلال الناس والتحكم بحياتهم ومصائرهم. قد تسمح بأن تعود بعض هذه الممتلكات إلى سلطة الدولة، ولكنّها لن تسمح بأكثر من ذلك، لأنه وبكلّ بساطة يهدد سلطتها ويضعف وجودها!!



#شاكر_الناصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن سعادة الإمارات وتسامحها!
- قانون اللجوء الجديد: يوم أسود في الدنمارك!
- باعة الوهم!
- الطائفيّة وأتباعها!
- الاعترافات المتأخرة للحكومات الأوربية!
- ليلة الجحيم الباريسيّ: العالم في مواجهة أزماته!
- أوهام التمسك بقوى السلطة الطائفيّة
- التظاهرات: القطيعة مع السلطة، ودور الشيوعيّة واليسار
- أزمة اللاجئين: حكومة اليمين، عار الدنمارك!
- لَستُ معلماً لأحد ولن أكون!
- افتحوا الأبواب،لاتكبلوا التظاهرات بأسوار الخوف!
- مأزق الإسلام السياسيّ الحاكم في العراق
- حيدر العباديّ أبن المحاصصة ولن يخرج من سطوتها!
- بمناسبة الحديث عن 14 تموز 1958!!
- صولة مجلس محافظة ذي قار ضد العرگ والعرگجية!
- صمت العالم، مرّة اخرى!
- مرة أخرى، لنقف ضد الطائفية والمحاصصة في العراق
- حركة الخلاص الثوري: حكاية تنظيم سري!
- بهدوء...تعالوا نتماهى مع دعاة الوحدة مع إيران!!!
- صورة -أبو عزرائيل- : تغيّر توازنات الرّعب في العراق


المزيد.....




- وقف إطلاق النار في لبنان.. اتهامات متبادلة بخرق الاتفاق وقلق ...
- جملة -نور من نور- في تأبين نصرالله تثير جدلا في لبنان
- فرقاطة روسية تطلق صواريخ -تسيركون- فرط الصوتية في الأبيض الم ...
- رئيسة جورجيا تدعو إلى إجراء انتخابات برلمانية جديدة
- وزير خارجية مصر يزور السودان لأول مرة منذ بدء الأزمة.. ماذا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير بنى تحتية لحزب الله في منطقة جبل ...
- برلماني سوري: لا يوجد مسلحون من العراق دخلوا الأراضي السورية ...
- الكرملين: بوتين يؤكد لأردوغان ضرورة وقف عدوان الإرهابيين في ...
- الجيش السوري يعلن تدمير مقر عمليات لـ-هيئة تحرير الشام- وعشر ...
- سيناتور روسي : العقوبات الأمريكية الجديدة على بلادنا -فقاعة ...


المزيد.....

- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر الناصري - خداع السلطات الحاكمة!