أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - صباح محسن جاسم - إلى بن عبود .. وصراحته وفرارية الحزب الشيوعي العراقي!















المزيد.....

إلى بن عبود .. وصراحته وفرارية الحزب الشيوعي العراقي!


صباح محسن جاسم

الحوار المتمدن-العدد: 1378 - 2005 / 11 / 14 - 11:03
المحور: في نقد الشيوعية واليسار واحزابها
    


قبل كل شيء أثمن ما جاء به الزميل رزاق عبود ، مقاله الموسوم ( فرارية الحزب الشيوعي ينتقدون تحالفاته ) المنشور في موقع صحيفتكم الغراء..
وبعد كل شيء أود استباق مداخلتي من القول إن عمر الحزب الشيوعي العراقي لم يعرف ( فرارية) سواء في صفوفه أو خارجها من أعضائه وأصدقائه فليس بشيوعي من يفر من حقيقة كونه شيوعيا. عليه ، لا أشاطره الرأي في ما ذهب إليه في هذه النقطة بالذات. فالشيوعيون يتمتعون بقاسم مشترك هو المواطنة الإنسانية الحقة والتضحية والإيثار واحترام الآخر والسعي إلى السلم وحب العمل والتعاون والنظافة والموسيقى والفن والأدب والشجاعة في الدفاع عن الجار والحبيب والصداقة والبيئة وكل ما له علاقة بالوطن والإنسان فضلا عن تعاضدهم مع أخيهم الإنسان خارج حدود الوطن وتضامنهم مع حركات التحرر في العالم ، فهم يقتربون من الإنسان الافتراضي دونما أنانية. هذا ما يفخر له ويميزهم.
أما من قصد بهم ( فرارية) فهم في حقيقة الأمر من تأثر بنسبة ما يحمل من جهل أو أنانية ومن لم يتمكنوا من هضم الماركسية وتواصلها الفاعل الحي ومن الرؤية المتفائلة للمستقبل ولا استبعد بعض العناصر المدسوسة المدفوع لها من نفس الجهات إياها ، فلا غرابة أن يثار من لا يهمه سلام واستقرار العراق كلما وضع الحزب الشيوعي العراقي سواعد رفاقه مع بقية السواعد السمر ومرر كفه الحانية على الجرح ابتغاء الناجع من العلاج.
الشيوعي يخطأ كغيره من الناس وسرعان ما يتشاور معه رفاقه ويصححون مجتمعين رؤية الدرب والمسير.
نعم هناك شريحتان تضررتا تماما بسبب من ظروف القهر ومحاولات (الأجتثاث ) التي مورست ضد عناصر الحزب الشيوعي من قبل السياسة الإرهابية التسلطية للإقطاعية وعصابة البعث الفاشستية وبعض التيارات الدينية المتطرفة الشوفينية التي دفعت وساهمت من جانبها لقتل الشيوعيين طيلة سبعة عقود خلت.
الشريحة الأولى : من كتب عليه وتحت ظروف فنون التعذيب التي لم يشهد لها مثيل في كل تاريخ البشرية فأخذت منه اعترافات ظل بعدها بقية عمره يشعر بوخز الضمير الذي أقض له مضجعه حتى نمت بداخله سلوكية رهابية مضادة مشبعة بروح الانتقام فحسب. هذا البعض وهو ليس بقليل يشعر تماما أنه قدم كل ما لديه وما ليس لديه ليجد نفسه أمام حالة من خواء. فتستفز دواخله بالرفض حتى في أن يرى خبرا عابرا يحمل صورة أو تذكرة لشيء أسمه البعث.
هذه الشريحة الواسعة التي ذاقت الأمرين تظن من بين ما تظن أنها أمست بشيوعية مطعونة ومجرّح بها. فراحت تروّج بل وتسخر بمرارة من كل ما هو بعيد عن الانتقام وحسب.
وشريحة أخرى كتب لها أن تفلت من قبضة الموت والتعذيب والسجون – كأن تكون قد غادرت قبل تفاقم الوضع والأحداث لمسيرة الحزب داخل العراق فلم يمسها ما مس غيرها من ضر واستقر بالبعض القليل منها لتعيش في بحبوحة مجتمعات ببلدان وسياسات من عالم الحلم ، فمالت لنوع من الخدر والراحة – على أنها لم تتنازل وما انطفأ بداخلها من احتجاج وثورة بل تواصلت لتساهم ولو بالحدود الدنيا في عملية التحدي ابتغاء التغيير. يعرف فقط من جرّب الغربة ووقع عليه الاغتراب كم هو عمق الألم وحرارة البكاء في البعاد عن الأهل والأصدقاء. قسم من هؤلاء ما زال ينظر للأمور من زاوية المتبطر المستريح ، وكأن أمامه لوح بقطع شطرنج فيفهم السياسة على إنها خط مستقيم ، فحاله وبلا حسد كحال مدلل حظ !
وليس بغريب وعجيب أن يجند البعث إمكانياته وفنون تعذيبه ليتمكن من النيل من البعض ليعمل على توظيفهم لطعن الحزب من الداخل. أي أن ما يتحرك فيهم هو مجرد مسخ. وهو حال يقره الكثير وهذا يحتاج إلى رعاية خاصة وليس إلى نبذ مطلق وموضوع معالجته ليس بالمعجزة.
كما ليس بغريب للشيوعي المحطم أن تعود دائرة شفائه ويمد جذوره مرة أخرى ليساهم في نظارة شجرة الحياة. لاتخشى على الشيوعي من نفسه ، قد يمرض إذا ما ترك لوحده لكنه يتجدد وسط الجماعة. مشروعية القلق تأتي من اختراق التنظيم .. وما أكثر الأعداء.
ولما كانت نظريات الفكر رمادية أمام نظرية الحياة الدائمة الخضرة ، فيحسن بمن حمل معول التغيير أن يفكر أكثر من مرة في استخدامات معوله الأخرى. هل ُجبل المعول على الهدم فقط ؟
أذكر مثلا قريبا -لا بأس أن أنتقد هنا- إن موضوع الجبهة الوطنية والقومية التقدمية الذي سعى إليه الحزب ونجح في تحقيقه كان صحيحا.. حيث أمكن أن يتوج نجاحه بثمار مفيدة لو تمسكت قيادة البعث بموضوع الجبهة –كما فعلت وارتاحت إليه غالبية من قواعدها آنذاك. وربما وبالتشاور المتبادل كان من الممكن إنقاذ الكثير ولما حصل ما حصل.
هل يصح أن نقول إن الشيوعيين كانوا قد أخطأوا بتآلفهم ذاك بعد تسع وخمسين عام من نضال مرير وما كانوا يقرأون الظروف بتعقيداتها؟ وهل نستبعد التدخل الأجنبي المحموم الذي سعى لإفشال الجبهة وطعن الشيوعيين ؟ الوطنية هي ليست بقاء الوضع لحزب أوحد ولا لقيادة حزب لوحده لفسيفسائية عراقية وبذات القوس قزح العراقي .. الحال نفسه يتكرر الآن.
أذكر بعد تشكيل الجبهة الوطنية عام 73 من بين تعليق قاله الرفيق عزيز محمد سكرتير الحزب الشيوعي العراقي آنذاك في موقع جريدة طريق الشعب ، ناصحا ومنبها:" نسير وحزب البعث كتفا إلى كتف ، ما أن ينحرفوا عن طريق الاشتراكية حتى ندفعهم بكتفنا إلى الطريق السليم ونصحح المسار لفائدة شعبنا".
نعم .. طعنونا من الخلف... وحصدوا ما أخطأوا فيه هم خطأهم القاتل ذاك.
هل نعود اليوم لندعي إن آن الانتقام لكل ما فعله دكتاتور البعث وعصابته ؟ هل ننسى اغتيالهم لأهلنا وأصدقائنا ؟ هل ننسى التعذيب الذي عذبوه لنا والتشرد والأمراض الجسدية والنفسية التي ما يزال رفاق الحزب وعوائلهم وأصدقائهم يعانون منها... أوليس أبلغ منه وقتا كهذا الذي نحن فيه الآن لننتقم ممن نريد وبالوسيلة التي نشاء ؟
هل من الصعب على الشيوعي المضطهد والمتضرر بعد إن سقط صنم الدكتاتورية أن يحمل رشاشه ويشبع قاتليه قتلا ؟
السؤال : لماذا لم يفعل الشيوعيون ذلك ؟ سنتان وأكثر انقضت وما زال الشيوعي يُقتل ! وما ضغط شيوعي واحد على زناد بندقيته ليقتل بعثيا من جيرانه الذين وشوا به وحاربوه وسرقوه بل مضى يقتسم معهم الخبز.
الشيوعيون ما خلقوا وتربوا وتثقفوا ليقتلوا . مهمتهم البناء لا القتل. لو سألت جيلا كاملا عما يلذ لهم من اهتمامهم فسيجيبونك: ما نزال نعشق فيروز ونهوى موزارت وجايكوفسكي ومنير بشير ونهيم برقص الباليه ونطرب لإلهام المدفعي ونغني مع جعفر حسن ونتابع كريم العراقي وكوكب حمزة ونغني مع سعدون جابر وطيوره الطايره.. ونقرأ قبل أن يبدأ مضفر النواب وعريان السيد خلف ونتدفأ على موقدنا ونحن نطالع مسرح يوسف العاني وقاسم محمد ولا ننسى ناهده الرماح وزينب وزكيه خليفة.
باختصار : ما يزال العديد من كوادر الحزب يكتب مقالاته وينصح رغم ما اعترى رغبته الأولى من عنف والذي أثار حساسية معينة وقتها. فهل ننسى وجع كل أولئك الشيوعيين؟
حب الشيوعية والشيوعيين ليس له حدود .. ولا تقف عند حدوده الأديان .. (حزقيل قوجمان) كادر شيوعي عراقي قديم عرفه أكثر من سجين وسجن عراقي على رأسها سجن نقرة السلمان .. نصحوه أن يتأسلم وان يغير اسمه فما فعل : ما علاقة الدين اليهودي بشيوعيتي ؟..كان يحتج وبقى يتحدى حرية اختياره الأساسي ولما يزل ماركسيا يكتب عن عراقي في سجون العراق بعد عمر ناهز الأربعة والثمانين عام.
قد يفيض دجلة والفرات وتتخذ من فروعه أسماء ، لكن المجرى الأساس متواصل والخير في اغتناء.
نعود ، لا يوجد هناك (فرارية) .. قد تجد ما رحت إليه يا زميلي من مثل أولئك في أحزاب أخرى تغتال أعضائها خارج العراق.
لكن يحق لك أن تعتب على البعض القليل دون ان تختلط عليك الأوراق بين ما شاع وشيّع وتشيّع.. لأن الظرف الذي نحن فيه من الحساسية بمكان صرنا نحرص على كل صوت من أصوات الناس التي تريد خلاصها.بل وصار الأعداء (المعتقين) تزكمهم رائحة عفونتهم ويتحسفون على أيام ما كانوا يغمسون أيديهم بدماء الشيوعيين المخلصين والصادقين.
نعتب وننقد وننتقد.. نعم ولكن لا نطعن الناس ، فرغم ذاك هم معك في الظرف العصيب ، ربما تجد شيوعيا خارج التنظيم أكثر حرصا وتعلقا لمستقبل الحزب ممن هو في داخل الحزب تنظيميا.
لقد عاهد الشيوعيون أمام من يحبونهم أن يفرشوا طريق الناس بالورود .. لا بالأشواك فما بالك بمن يتوعد بالمفخخات!



#صباح_محسن_جاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قف .. آثار عراقية
- النعم واللا .. كلاهما ، وثقافة دمقرطة الخيار الوطني للأستفتا ...
- كفكفوا دموعكم ... فليس ذلكم بيت القصيد
- زرر قميصك من أسفل إلى أعلى
- آن للموسيقى أن تقول للفقر لاءها
- !دي ودي مش ممكن تكون زي دي
- يوم لم تعتمر جدتي عمامة الجهلاء !


المزيد.....




- مزارع يجد نفسه بمواجهة نمر سيبيري عدائي.. شاهد مصيره وما فعل ...
- متأثرا وحابسا دموعه.. السيسي يرد على نصيحة -هون على نفسك- بح ...
- الدفاع الروسية تعلن حصيلة جديدة لخسائر قوات كييف على أطراف م ...
- السيسي يطلب نصيحة من متحدث الجيش المصري
- مذكرات الجنائية الدولية: -حضيض أخلاقي لإسرائيل- – هآرتس
- فرض طوق أمني حول السفارة الأمريكية في لندن والشرطة تنفذ تفجي ...
- الكرملين: رسالة بوتين للغرب الليلة الماضية مفادها أن أي قرار ...
- لندن وباريس تتعهدان بمواصلة دعم أوكرانيا رغم ضربة -أوريشنيك- ...
- -الذعر- يخيم على الصفحات الأولى للصحف الغربية
- بيان تضامني: من أجل إطلاق سراح الناشط إسماعيل الغزاوي


المزيد.....

- عندما تنقلب السلحفاة على ظهرها / عبدالرزاق دحنون
- إعادة بناء المادية التاريخية - جورج لارين ( الكتاب كاملا ) / ترجمة سعيد العليمى
- معركة من أجل الدولة ومحاولة الانقلاب على جورج حاوي / محمد علي مقلد
- الحزب الشيوعي العراقي... وأزمة الهوية الايديولوجية..! مقاربة ... / فارس كمال نظمي
- التوتاليتاريا مرض الأحزاب العربية / محمد علي مقلد
- الطريق الروسى الى الاشتراكية / يوجين فارغا
- الشيوعيون في مصر المعاصرة / طارق المهدوي
- الطبقة الجديدة – ميلوفان ديلاس , مهداة إلى -روح- -الرفيق- في ... / مازن كم الماز
- نحو أساس فلسفي للنظام الاقتصادي الإسلامي / د.عمار مجيد كاظم
- في نقد الحاجة الى ماركس / دكتور سالم حميش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - صباح محسن جاسم - إلى بن عبود .. وصراحته وفرارية الحزب الشيوعي العراقي!