أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - علي أبو خطاب - فشل السلطة في امتحان الانسحاب














المزيد.....


فشل السلطة في امتحان الانسحاب


علي أبو خطاب

الحوار المتمدن-العدد: 1378 - 2005 / 11 / 14 - 04:45
المحور: القضية الفلسطينية
    


فشلت السلطة الوطنية الفلسطينية في أول امتحان أمني لها بعد الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة، فمنذ الساعات الأولى للانسحاب ورغم تواجد جنود السلطة المكثف في محيط المستوطنات السابقة إلا أنها لم تستطع أن تمنع تدفق رجال الكتائب من الفصائل المختلفة والجمهور أيضاً، كما أنها لم تستطع أن تمنع تدفق جمهور قطاع غزة على الحدود المصرية تعطشاً نحو الانطلاق والحرية، فانكسرت الحدود تحت أقدامهم.
كانت السلطة قد جهزت نفسها قبل الانسحاب بأسابيع وكان ثمة شبه تنسيق مع الجانب الإسرائيلي لتأمين خروج المستوطنين والجنود الإسرائيليين وفي الوقت ذاته تأمين المواطنين الفلسطينيين من أي مخلفات قد يكون تركها الاحتلال خلفه عمداً أو من غير عمد. إلا أن الجمهور الفضولي الغزي اقتحم المكان بقوة ورغماً عن جنود السلطة وأول المقتحمين طبعاً كان رجال المقاومة الشعبية وكتائب شهداء الأقصى بمختلف أنواعها التابعة لحركة فتح وكتائب عز الدين القسام التابعة لحركة حماس وكتائب سرايا القدس التابعة للجهاد الإسلامي. وقد حالف الفلسطينيين الحظ فرغم عدم اكتمال تأمين المستوطنات لهم من قبل السلطة إلا أن الأيام مرت دون أن ينفجر لغماً في مستوطنة هنا أو جسم غريب في مستوطنة هناك. وحتى بعد مرور هذه الأيام لم تستطع السلطة فرض سلطتها الكاملة على المستوطنات السابقة، فما زال الفلسطينيون يمرون فيها كيفما شاءوا. كما أن سرقات كثيرة حدثت فمن المناظر المتكررة كانت السيارات والناقلات وحتى عربات الحمير والبغال التي حملت أسلاك وأخشاب وقرميد وبلاستيك وأنانيب معدنية وغيرها من بقايا الخراب الذي خلفه الاحتلال في المستوطنات.
وبعد الانسحاب المفاجئ عن المعبر الذي كرر الإسرائيليون أنهم لن يتركوه أو على الأقل لا بد من وجود طرف ثالث فيه – بعد كل هذا لم تستطع السلطة وفق تدفق سكان القطاع الذين انطلقوا إلى رفح المصرية ثم العريش خاصة فئة الشباب التي تعاني البطالة والفراغ والكبت، كم أن الاحتلال كان يمنع خروج الفلسطينيين الذين تقل أعمارهم عن 35سنة، مما جعلهم يعيشون حلم تخطي الحدود والسفر إلى أي أرض أخرى بعد سنوات من السجن الكبير. أضف إلى هذه الفئة العائلات المنقسمة بين غزة وسيناء أو بين رفح الفلسطينية ورفح المصرية، وهناك الكثير من الحكايا التي يعجب لها الإنسان والتي جمعت بصدفة لا تصدق بين الزوج وزوجته وبين الشاب وأهله وبين الأب وابنه، خاصة أن الآلاف من الفلسطينيين في مصر جاءوا إلى غزة بتصاريح زيارة ولم يعودوا، فظلوا دون هوية لغزة ودون إقامة بمصر، فوقعوا بين المطرقة والسندان. كما أن هناك التجار الذين انتهزوا هذه الفرصة لشراء البضائع المصرية الرخيصة وبيعها بأضعاف الثمن في الأسواق الغزية. ولا ننسى تجار الممنوعات من حشيش وسلاح الذين استغلوا هذه الفرصة أيضاً وقد قبضت السلطة على بعضهم أثناء محاولة تهريب نصف طن من المخدرات. وقد وجهت السلطة نداءً لجمهورها الفلسطيني بالحذر من تجار المخدرات والسلاح الذين هربوا الكثير منه في الأيام السابقة. وللآن لم تستطع السلطة فرض سيطرتها الكاملة على معبر رفح حتى أنها تطالب بإعادة ترسيم الحدود بين مصر وفلسطين وإعادة ضم رفح المصرية لقطاع غزة كما كانت قبل الـ67 وذلك لحل هذه القضية الشائكة.

ما هي أسباب فشل السلطة؟
لن نبرر هنا للسلطة فشلها الذريع في هذه القضايا، فهي لم تكن مستعدة بشكل كافٍ لأسباب تخص تنظيمها العسكري والأمني، فالهيبة التي فقدتها أثناء انتفاضة الأقصى لم تعد لها حتى الآن كما أن الانسحاب الإسرائيلي المفاجئ كان له دور في عدم استعداد السلطة، فقد سبقها الأهالي في كثير من الأماكن، ولا ننسى أن عدد الجنود المصريين المنتشرين على الحدود غير كافٍ لمنع الآلاف التي تدفقت على الأراضي المصرية، وطبعاً من غير المسموح زيادة عدد هذه القوات حسب اتفاقية كامب ديفيد، فحتى هذا العدد الضئيل الذي تم جلبه تم باتفاق مصري إسرائيلي.

وأخيراً ليس لنا إلا أن نسأل إلى متى سيستمر مسلسل فشل السلطة في امتحاناتها الأمنية؟ ليس في المعبر والمستوطنات فقط بل وفي قضايا القتل التي تقيد ضد مجهول وفي قضايا خطف الصحافيين الأجانب وغيرها؟



#علي_أبو_خطاب (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن الإرهاب والعنف المقدس وعقدة الانتحاري
- الإرهاب والإرهاب المضاد
- أنا وأدونيس والمجهول
- دور الأدب
- دور الفن في الحياة الانسانية
- الرياضة والفن الرخيص
- الغناء بين الثقافة والسياسة
- عن السياسة والأدب والفكر
- المرأة بين مطرقة تأويل الدين و سندان المجتمع
- يا عمال / عاملات العالم التحموا


المزيد.....




- ترامب يتحدث في اجتماع تقني عالمي برعاية الصندوق السيادي السع ...
- تونس: الإفراج عن الناشطة الحقوقية سهام بن سدرين
- أبو ردينة يحذر من حرب شاملة على الضفة
- الجيش الكويتي يعلن مقتل اثنين من قواته البرية وإصابة آخرين
- فانس: انتقادات زيلينسكي لترامب في العلن لن تؤثر على موقف الر ...
- -بوليتيكو-: المسؤولون الأوكرانيون يخشون تحالف بوتين وترامب
- ماسك يسخر من تصريحات زيلينسكي حول مستوى شعبيته العالي
- -لجنة الطوارئ المركزية- في رفح: أكثر من 20 فلسطينيا قتلوا جر ...
- الجيش اللبناني: العدو لم يلتزم بالانسحاب الكامل من الأراضي ا ...
- محمود عباس يرحب برفض رئيس دولة الإمارات تهجير الشعب الفلسطين ...


المزيد.....

- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - علي أبو خطاب - فشل السلطة في امتحان الانسحاب