طلال الصالحي
الحوار المتمدن-العدد: 5071 - 2016 / 2 / 10 - 20:50
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في الحرب الايرانية على العراق "تصدير الثورة الاسلاميّة الايرانيّة" كان تجنيد العراقيين ,ليكونوا وقود لتلك الحرب الّتي استمرّت ثمان سنوات ,على أشدّه ..قوّات أمنيّة و"جيش شعبي" واستخبارات ومخابرات علاوة على دوائر التجنيد الإلزامي يضاف إليها مديريّة الانضباط العسكري بقيادة اللّواء الركن ".." ابن اخت الراحل ".." أحد منفّذي ثورة 17 تمّوز 1968 ,مضاف إلى كلّ تلك المؤسّسات التجنيديّة أجهزة حزب البعث فرق حزبيّة وشُعب وفروع ..وكانت مداهمات التجنيد تتّخذ طابع العنف أحيانًا, وأحيانًا جدًّا "كنت أعرف جندي حين أراد الالتحاق بوحدته العسكريّة اختبأ فجرًا خلف "ماطور" سحب وقذف المياه مركّب خلف سيّارة لهذا الغرض مخافة مسكه ـ وتعويضه بدل ـ بسوقه لجبهات الجيش الشعبي المشاركة في القتال مثل المرّة السابقة!", وكان الكثير الكثير من العراقيين يتهرّبون بشتّى الوسائل من الالتحاق بالخدمة الاجباريّة او "الاحتياط" ,وهذا المكوّن الأخير هو من أكثر أنواع المجنّدون تهرّبًا من القتال ولعدّة أسباب أبرزها لانغماسهم في التجارة أو الوظيفة قبل اندلاع الحرب عدا حالات الفرار "من الجبهة" وغيرها من حالات ك"لجنة شرحبيل" ولجان أخرى تحوي ثغرات "ممكن النفاذ منها" من تلك الحرب.. هذا الّذي ذكرته لا يُعفى منها لا "الشيعة" ولا "السنّة" ربّما كون الحرب طالت كثيرًا أو عدم قناعة أو أو ,فكلاهما كان يتهرّب من الالتحاق بتلك الحرب ( عدى النزر اليسير ) ..لكنّ الّذي يستحقّ وضع "لايكات الاعجاب" هو عدم فرار أيّ من الطرفين الّذين ذكرنا من الالتحاق الطائفي المندلع بشكل أو بآخر بعد الغزو ,نرى الطرفين ( عدا النزر اليسير ) من الطرفين ,هم نفس الّذين كانوا يشكّلان حالة "عجيبة" بتلك الحرب , هناك شاركوا دفاعًا هنا لم يشاركوا ,أيضًا دفاعًا! ,نرى الطرفين "الأغلبيّة" تطوّعوا وشدّوا الأحزمة لمواجهة كلّ طرف منهما الطرف الآخر ,ليس بالضرورة اقتتال بل اصطفاف أيضًا ,إعلاميًّا وممارسةً ,فإن ذكرت "سوريّا" وأنت من الطرف "الشيعي" تلقائيًّا ترى "السنّي" ينهال على النظام السوري سبابًا واتّهامًا وبشتّى الأوصاف ,وإن إنّك ذكرت "السعوديّة" أو الخليج ,نرى الطرف الآخر "الشيعي" بجميع مكوّنه أيضًا وقد تطوّع للسباب ,فالطرفان بأتمّ الاستعداد ومن دون داع لا لمطارداتهم من قبل أجهزة امنيّة ولا "فروع وشعب وفرق" حزبيّة ولا "انضباط" ولا دوائر تجنيد طالما التطوّع هنا يمسّ ذات كلّ منهما لأنّ "القضيّة" تمسّ كيان "المذهب" أو الانتماء سنّي كان أم "شيعي" ,فإن ذكرت "الوطن" أمام كلا الطرفين يبدآن ب"الفرار" من الخدمة العسكريّة وستحتاج للجان الدنيا كلّها لتصيّدهم ودفعهم لجبهات القتال دفعًا ..
#طلال_الصالحي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟