|
لا جديد في الأفق السياسي المغربي !
محسين الشهباني
الحوار المتمدن-العدد: 5071 - 2016 / 2 / 10 - 20:48
المحور:
في نقد الشيوعية واليسار واحزابها
لا جديد في الأفق السياسي المغربي ! بقلم محسين الشهباني كما عهدناه دائما، أي قبيل كافة الانتخابات التشريعية التي عرفها المغرب حيث يعمل على خلق كياناته للفوز بالانتخابات وتجديد جلده الدكتاتوري، يعمل النظام اللاوطني اللاديموقراطي اللاشعبي قبيل انتخابات أكتوبر 2016 على تحضير أدواته الايديولوجية من جديد لتصريفها وسط الطبقات الشعبية المسحوقة عبر تجديد أو تفريخ كياناته الانتهازية اليمينية واليسراوية والاسلاموية الرجعية ، للتقدم نحو الطبقات الكادحة بالوعود المعسولة والاحلام الوردية والخطابات /الشعارات الرنانة من قبيل العهد الجديد والديموقراطية المتجددة والمغرب الاستثناء ، اذ تصرف الملايير الدراهم خلال الحملات الانتخابية(المسرحية) وتنظم المئات من البرامج الحوارية الإذاعية والتلفزية يتناوب عليها رموز التحريف والانتهازية ووجوه جديدة من الافاقين والمتمركسين والليبراليين في نفس النفق مع ناهبي المال العام ويتغنون بلبوسات جديدة يخال معها ان المتتبع ساذج وأن مغرب هؤلاء ليس هو نفسه مغرب أولائك الذين سبقوا وسرقوا ونهبوا وقمعوا وخرجوا بتقاعد مريح مدى الحياة لهم ولذوي حقوقهم مع امتيازات تبقى حكرا عليهم وعلى المحيطين بهم . لكن لو دققنا قليلا في الامر سنجد أن هؤلاء الجدد هم أحفاد أولائك القدماء، سواء على المستوى البيولوجي أو الاستمرارية النفعية والزبونية بوجوه جديدة وخطاب متجدد يساير العولمة حتى لا يكون نشازا . لقد شاهدنا بالامس القريب حركة الوفاء للديموقراطي التي ذابت وراء ائتلاف الاشتراكي الموحد وما يسمى بالفدرالية وما تحمل زعيمته اللامعة المتانقة بترديد ببغاويا نغمة الملكية البرمائية دون تحديد لماهيتها أو لأشكالها الهندسية، وكل ذلك من أجل الانتخابات البرجوازية القادمة ضمن برنامج سياسي واقتصادي لا ندري حدوده اليسراوية من حدوده اليمينية بل فقط وعود سبق اطلاقها مرارا منذ حكومة اليوسفي، دون أن يتغير أي شيء في حياة المغاربة نحو الأحسن بل شهدنا تدهورا منهجيا واتساعا لرقعة البطالة والفقر في ظل الخوصصة والاغتناء والنهب والانتفاضات واتساع رقعة الاحتجاجات على السياسة التصفوية التي تتداولها المحكومات المتداولة على السلطة وتباركها البروقراطية النقابية في اللا موقف يخدم اجندة النظام القائم عميل الامبريالية ومنزل املاءات الصندوق النقد الدولي بعصى اجهزة القمع على حساب عرق الكداح . شاهدنا أيضا بالامس القريب حركة لكل الديموقراطيين التي أفرزت لنا حزب الاصالة والمعاصرة والذي ترك مكانه مكرها خلال انتخابات 2011 لحزب العدالة والتنمية تحت اكراه هبات و ثورات الشعوب العربية والمغاربية والتي تم اخمادها بثورة مضادة قادتها الامبريالية بواسطة الاسلام السياسي عبر حزب النهضة في تونس والاخوان المسلمين في مصر ومزيج من الاسلام السياسي في كل من ليبيا واليمن وسوريا. وقد استطابت اللعبة للامبريالية بدعم من الكيان الوهابي والقطري والتركي فاسسوا داعش لمزيد من تفتيت المنطقة ولصريف تناقضات الازمة الراسمالية واعادة تقسيم المنطقة استكمالا لاتفاقية سايس بيكو . اما التحالف الطبقي الحاكم بالمغرب وبايعاز من الامبريالية والكيان الوهابي السعودي ضرب مجموعة عصافير بحجرة واحدة اختار دعم حزب العدالة والتنمية لكي يفوز في تلك الانتخابات لتغليط الشعب ان التغير قادم و ارضاءا لما يسمى بالعدل والاحسان حتى تنسحب من حركة عشرين فبراير المجيدة لتقود الحكومة الملتحية وتجهزعلى ماتبقى من مكتسبات المتراكمة لدى الكادحين منذ عقد الستينات من القرن العشرين، مثل صندوق المقاصة والتعليم والصحة العموميين والحق في الشغل وانظمة التقاعد دون المساس بناهبي المال العام أو امتيازات التحالف الطبقي الحاكم واجور وتقاعد البرلمانيين والوزراءوالتهرب الضريبي . إذن فحزب التراكتور تراجع الى الوراء خلال انتخابات 2011 تكتكيا وها هو اليوم يستعد لاكتساح انتخابات 2016 بعدما تنازل الباجدة على مقاعد مهمة في المجالس الاقليمية والجهوية وصوتوا لصالحه ؟؟؟ ها نحن اليوم امام حركتين جديدتين احداهما تدعى حركة ضمير يتزعمها المثقف الامازيغي عصيد، والأخرى حركة أمل والتي لا ندري بعد من يتزعمها ومن ورائها من الشيوخ والمريدين سوى الاشارة انها تجمع عدد من المتياسرين القدماء وشخصيات يمينية. فاي قيمة مضافة لحركة امل سوى تكريس اليسراوية الانتهازية من أجل أهداف انتخابوية مستغلين هشاشة المشهد السياسي للاجتهاد والتنفيس عن الازمة وتقديم خدمات لترميم ايديولوجية النظام الكمبرادوري وما قد يعجز عنه المتياسرين اصحاب البرمائية الملكية وفلول الانتهازية التحريفية التي تسترزق على نضالات الشعب المغربي وتاريخه النضالي "الحملم" ، فهذه الحركة الأخيرة هي "احدى محاولات" تجميع الشتات (النطيحة والمتردية وماعفى عنها السبع) ممن لفظتهم أحزابا أخرى تعفنت فعافتها الجماهير، والذين يبحثون عن تموقع جديد في المشهد السياسي لاسترجاع بكارتهم وتأثيثه ومنح الشرعية من جديد للجلاد لضمان الاستمرار في استعباده للكادحين وتدجينهم قصد طمس الهوية الكفاحية للجماهيرية الشعبية التي تابى الاستعباد رغم ماعانته في سنوات الدم والحديد .والنار انظر انتفاضات 1965 و1981 و1984 و1990. هو صراع إذن على بقايا الموائد وتصيد الامتيازات مقابل تلميع ثلاثية النظام اللاوطني اللاديموقراطي اللاشعبي، ومادام هذا النظام العميل، قائم على شراء الذمم بالريع والدرهم وتقريب الانتهازيين والانتهازيات، يفتح لهم قنوات الصرف الصحي لتصريف ديماغوجيتهم باعتبارهم امتداد طبيعي لممثلي اليسار اللطيف /اللين وهم رهان المستقبل الزاهر تحت قيادة شابة. وأظن أن الشهية ستزداد لدى كل الإنتهازيين للإرتماء في أحضان النظام من جديد للتسابق على فتات موائده، مادام ما يسمى بالحقوقيين البشر والحيوان أصبحوا سفراء ومنحوا (ساكادو)حقائب الظهر للسفر لـتلميع صورة النظام الدموي خرج رقعة وطننا كما فعلت الاستاذة اليساروية (منيب) في السويد في قضية الصحراء الغربية حين دافعت ولازالت تدافع وبشكل مكشوف عن أطروحة النظام الديكتاتوري الذي عرض الجماهير الصحراوية لأبشع صنوف التعذيب والحصار، ضاربة بتلك المرافعة عن أطروحة النظام عرض الحائط لكل المبادئ المتجذرة التي يتبناها اليسار العالمي من القضية الصحراوية والفلسطينية، فأصبحت بموقفها الرجعي من قضية الصحراء تتقاطع مع موقف التروتسكية في الجزائر والتحرفيين في العالم . والكاتب الوطني لحزب النهج الديمقراطي الذي اوصى مريديه من خلال التنسيقيات وتاسيس اللجن للعمل مع الجماعات الحضرية باعتبارهم قوة اقتراحية وموجهة للمساهمة في التنمية مع الاستفادة من الدعم المخصص في هذا المجال لن يختلف هؤلاء اللقطاء -مع احترامي (للقيط/انسان) الذي جاء الى الوجود بالقوة ولقب بهذا الاسم خطا لان الجهاز المفاهمي للمجتمع الشرقي العربي "رجعي" - لأن اللاعبين الجدد باسم اليسار واصبح من بينهم حتى حزب الجرار يحاول جاهدا استقطاب "الطاقات المناضلة" بالاغراءات وبأي ثمن وهي مؤشرات على أزمة النظام داخليا، في محاولة لإيجاد من يمثل فئات عريضة يعرف مسبقا انها على حق تهدده في وجوده اذا تنظمت . فاليسار تاريخيا هم من جلسوا في برلمان لويس السادس عشر جهة اليسار على يسار الارستقراطيين الفرنسيين . فقط الماركسية اللينينية هي من أعطى جزء من اليسار هويته النظريّة الثورية وهي ليست افكارا تسقط من السماء فوق رؤوس الطبقات، بل هي تعبير سياسي طبقي للحركة العمالية العالمية التي تستهدف الديموقراطية والاشتراكية والتحرر وتنبني على تحليل علمي لديناميكية الطبقة الكادحة وحركيتها باسترشاد بالنظرية الماركسية اللينينية وتتجه في خط متوازي بدون انتقائية او الاعتماد على التجريبية او تأويلها بعيدا عن السياق العلمي لها، وتقترن بشروط معينة. كما لا يمكن التفريط في تطبيقها حرفيا في الظروف الرمادية كي لا نلوي عنق التاريخ بالقوة ونصر على تنزيلها حرفيا، بعيدا عن الشروط الذاتية والموضوعية. كما لا يجب في نفس الوقت السقوط في الانتظارية القاتلة، بل يجب العمل على تحضير بيئة سليمة ببطء واصراروخطوات تابثة الى الامام ، بعيدا عن الطحالب الانتهازية التي قد تعشش داخليا وسرعان ما يظهر طموحها في التسلق والركوب والزعماتية الفارغة. وبالتالي التسابق للتموقع بدافع النزعات الفردية الذاتية وبروز "النفخة " البورجوازية الصغرى المترسبة ، دون اغفال تحصين الذات المناضلة وحركات الجماهير الشعبية من الهجمات الخارجية في خضم الصراع من الاعداء الحقيقين. إن معانقة الصراع الطبقي اليومي للجماهير الشعبية المسحوقة يتطلب من المناضلات والمناضلين النزول مع الجماهير الى ميادين الصراع اليومي ومواكبة احتجاجات الفلاحيين الصغار وعمال المصانع والمياوميون الزراعيون وضحايا الطرد التعسفي ونستغني عن النضال البرجوازي الليبرالي (منتديات، لقاءات، المقاهي، الحانات، منتزهات..) و عدم الانخراط العفوي في أي حركة كيفما كانت، بل ضرورة الحساب السياسي لكل خطوة نضالية وتحديد اهدافها ومن هنا يمكننا ان نحدد أهمية النضال ضد الانتهازية والتحريفية والوصولية الارتزاقية، لأنه من واجبنا فضح الانتهازيين الذين يخونون ويبيعون بالفعل مصالح الجماهير ويدافعون على امتيازات مؤقتة ويشيعون وينشرون الأفكار البرجوازية المغلفة بشعارات ثورية . علينا كمناضلات ومناضلين أن نتعلم تقنيات الصراع الطبقي من الجماهير الشعبية ونلقنها الفكر الاشتراكي ونحمي مصالحها السياسية الحقيقية في افق الثورة، ونهدف إلى ما تهدف إليه الجماهير في دك بنيات النظام القائم الذي يعتمد على دستور ممنوح ...انتخابات على مقاس الداخلية ...ديمقراطية مزيفة ...وكل ذلك بمساندة الانتهازيين المطبلين للاصلاح والانبطاح، لخلط الاوراق والاستعانة بالمكياج والتلاعب بالمصطلحات وتغيير لاعبين كلما اقتضت الضرورة . ان الجماهير تستوعب الدرس من التاريخ ومن تضحية الشهداء من سنوات الاعتقال ومن سنوات الجمر والرصاص ، وما الت اليه الاوضاع بعدما استثمرته شرذمة من الانتهازيين والتحرفين واصبحوا يقتاتون بدماء الشهداء، وكل يوم يطل علينا فوج منهم يستبدل المظلة والهدف واحد. ان الانفصال والقطع مع الانتهازية هو شيء حتمي وضروري، من اجل الثورة والنضال بدون هوادة ضد الانتهازية التي تنخر الجسد من الداخل وتعيق المضي قدما الى الامام. ان الاصلاحية والتحريفية حلفاء مرحلين في مرحلة الردة، فلابد من الكشف عن سفالات سياسية ليبرالية مغلفة بشعارات راديكالية بدل تمويهها وسترها بدعوى المحافظة على العلاقات الاجتماعية او تطييب الخواطر. او تحت ذريعة اللهم متياسر ليبرالي تحريفي انتهازي او ظلامي رجعي غير أن الحقيقة كل الحقيقة هي انهم جميعهم في خندق النظام يحاربون الماركسية اللينينية في السر والعلن. أن وجود النظام وتتبيث استبداده رهين بموت الفكر الثوري الذي لم ولن يموت مادام شرفاء هذا الوطن مستعدين للشهادة والاعتقال من أجل إيمانهم الراسخ بقضيتهم قضية الشعب المغربي وكل الشعوب التواقة الى التحرر والانعتاق من الانظمة الاستبدادية العميلة للامبرالية الصهونية.
#محسين_الشهباني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لن تقتلوا فينا الامل ...
-
بؤس الاجتهاد
-
جريدة صوت الشعب : تهنئة للرفيقة عائشة بوش لتكسيرها القيود وق
...
-
لينين : الثورة البروليتارية والمرتد كاوتسكي (الديمقراطية الب
...
-
التصفويون بين العمل السري و العمل العلني السافر
-
الانكسارات والتفاصيل الصغيرة
-
اجردها من كل الماضي حتى املئ صفحاتها بمدادي
-
إيديولوجية الحركة العمالية في مواجهة التحريفية
-
غشاء البكارة معيار شرف الاسرة والمجتمع!
-
بصدد تخليد الذكرى الاولى للشهيد مصطفى مزياني وكل شهداء الشعب
...
-
نثمل معا داخل الزمن الشرقي عنوة
-
الثورة البروليتارية والمرتد كاوتسكي -كيف حول كاوتسكي ماركس ا
...
-
-الحقيقة الغائبة - ايام على حلول الذكرى السنوية لاستشهاد مصط
...
-
الكاوتسكية و الدعوة الى الانخراط مع الجماهير
-
رفقا بقلبي ففي الماضي صلبوه
-
الشهيدة سعيدة المنبهي كتبت الشعر بالاظافر والدم (مختارات من
...
-
فلاديمير لينين : كيف تنشا النزاعات والخلافات في السياسة
-
“نقد اليسار التحريفي التائه بين تقمص دور المناضلومعانقة اجند
...
-
لا وقت لدي الا هموم الوطن
-
جريدة صوت الشعب: من أجل مواجهة الاعتقال السياسي
المزيد.....
-
450 عامًا.. عمر صناعة الحبر الياباني بالأقدام.. ماذا نعرف عن
...
-
ضبط عشرات الألعاب النارية في حقيبة محمولة بمطار في أمريكا
-
بتصاميم مبهرة.. أنفاق مائية تربط جزرًا نائية بين أيسلندا واس
...
-
أذربيجان: -عوامل خارجية مادية وفنية- وراء تحطم طائرة الركاب
...
-
مدفيديف: لا يمكن التسامح مع ما فعلته السفينة النرويجية
-
عشرات القتلى والمفقودين.. الجيش الإسرائيلي يدمر منزلا على رؤ
...
-
عراقجي يكشف عن أهم أهداف زيارته للصين
-
ألمانيا ـ دعوات لتكثيف المراقبة لمكافحة جرائم السكاكين
-
أوكرانيا تخسر 600 جندي في محور كورسك خلال آخر يوم وإجمالي خس
...
-
الرئاسة الفلسطينية تدين إحراق الجيش الإسرائيلي مستشفى كمال ع
...
المزيد.....
-
عندما تنقلب السلحفاة على ظهرها
/ عبدالرزاق دحنون
-
إعادة بناء المادية التاريخية - جورج لارين ( الكتاب كاملا )
/ ترجمة سعيد العليمى
-
معركة من أجل الدولة ومحاولة الانقلاب على جورج حاوي
/ محمد علي مقلد
-
الحزب الشيوعي العراقي... وأزمة الهوية الايديولوجية..! مقاربة
...
/ فارس كمال نظمي
-
التوتاليتاريا مرض الأحزاب العربية
/ محمد علي مقلد
-
الطريق الروسى الى الاشتراكية
/ يوجين فارغا
-
الشيوعيون في مصر المعاصرة
/ طارق المهدوي
-
الطبقة الجديدة – ميلوفان ديلاس , مهداة إلى -روح- -الرفيق- في
...
/ مازن كم الماز
-
نحو أساس فلسفي للنظام الاقتصادي الإسلامي
/ د.عمار مجيد كاظم
-
في نقد الحاجة الى ماركس
/ دكتور سالم حميش
المزيد.....
|