الضائع

جمشيد ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 5071 - 2016 / 2 / 10 - 12:52
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

الضائع
تذكرت حلم والدتي و انا في طريقي الى الفندق: لم اكن اعلم ان ولدي الضائع في احلامي التي بدأت تتكرر ككابوس هو انت الا بعدما اختفيت من الانظار.عندما وصلت الى الفندق الرخيص قال لي موظف الاستقبال الذي بدا من التثاؤب كانما استيقظ توا من النوم: لدينا فقط سرييير واااحد فااارغ في الغرفة الاخييرة بسريرين.
هل تقصدعليّ النوم في الغرفة مع شخص آخر؟
نعم - و لكنه رجل مری-;-ض لا يترك الغرفة - نزوره في الصباح و المساء كل يوم لنتاكد.
مری-;-ض لا يترك الغرفة.. كيف في غرفة مع مريض؟
متأسف هذا هو السرير الوحيد.. بالمناسبة السريرالفارغ بجانب الباب.
اخذت المفتاح و عقلي الملعون يتغلب على عاطفتي كالعادة في هذه الاحوال: لا يهم ليلة واحدة تنتهي..

كان الهواء خانقا و كانما لم تفتح الشبابيك منذ سنوات و الطريق الى الغرفة تقريبا مظلما و قراءة ارقام الغرف عملية متعبة - بدأت عيوني تدمع بالتدريج. اخيرا وجدت الغرفة لاجد ورقة ملصقة على الباب مكتوب عليها بحروف كبيرة: ارجوك لا تشعل الضوء اذا دخلت الغرفة. فتحت الباب بهدوء- تحسست طريقي كالاعمى الى سريري - قذفت الحذاء و السروال و القميص تحت السرير لارمي نفسي في الفراش على امل النوم بسرعة و لكن ريحة الفراش كانت عفنة. رقدت ساكتا على ظهري كالمريض لفترة على غير عادتي سارح الفكر احدق في ظلام الغرفة - لا استطيع ان انام في البيت الا على الجانب او البطن.

بينما انا اصارع النوم في حلبة الفراش العفن- و كانما انا في تابوت مستعمل - فتح الرجل المريض فمه فجأة ليسأل بصوت لا يريد الجواب و لا يقبل المناقشة:
لماذا لا يرسلون لغرفتي الا الضائع؟ ثم سأل: عن ماذا تبحث؟
كيف يستطيع الضائع ان يبحث؟
هربت من شيء؟
ابحث عن شخص - عن شيء
الظاهر لم تجده و الا لما جئت الى هنا؟
كيف ابحث و الوقت تأخر؟ سابحث غدا
لا تتعب نفسك لانك لن تجده. الم اقل لك انت ضائع؟
هل تقصد نظرات الناس؟
ارجوك اتركني الان انام - لا اريد ان افقد اعصابي مع انسان ضائع مثلك و انت تعلم انا مريض يمكن ان اموت غدا و لكن لا تنس انت ضائع.
عفوا للازعاج لم تكن نيتي..

عندما استيقظت في الصباح لم اجد الرجل المريض في الفراش. كان الفراش مرتبا مكويا كانما لم يستعمل لفترة.
www.jamshid-ibrahim.net

#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات