أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وجدان عبدالعزيز - سمر العزب ، تقف في ساحة (ضجيج الالم) ،(مسافرة بلا حلم)














المزيد.....

سمر العزب ، تقف في ساحة (ضجيج الالم) ،(مسافرة بلا حلم)


وجدان عبدالعزيز

الحوار المتمدن-العدد: 5070 - 2016 / 2 / 9 - 16:43
المحور: الادب والفن
    


كان صباحا رائقا وجميلا ، كلما مررت على اصدقائي في مواقع التواصل الاجتماعي ، يزداد هذا الصباح بهاءا وفرحا واملا ، وتكون سيمفونية الحياة عازفة لحن الامل ، لاجد نفوسا تغرد بالفرح واخرى تناغي الحبيب بندى الورد ، وهناك من مزجت الالم والوجع بالحب ، والبحث في مساحات الجمال عن امل اللقاء ، وافتراض ان يتوقف نزيف الرحيل .. مثلما حدث مع الشاعرة سمر العزب التي خلقت اشكالية الحزن وسط ظاهرتي الحضور والغياب وتوترت بقلق بين (ضجيج الألم) والسفر عبر فضاءات الحلم ، غير انها (مسافرة بلا حلم) ، لتكون كلماتها الرومانسية تتصارع وتتلاقى ومشاهدة الشمس الدافئه فى الافق ، وهى تسقط بالبحر والشعور بالسعادة و عندما تتابع النجوم ، وهى تلمع وتتألق بالسماء الصافية ويمر فى ذهنها شريط من الذكريات السعيدة وخاصة ابتسامة الحبيب ... تكون الذكريات بئرا ارتوازيا متدفقا بالوجع والغياب ، وتكون قصائد سمر العزب ترفل بزئير المطر أي مطر الحنين والحرمان وتلتصق بنتوءات وجع ما انفك يرشق جسدها المتطلع نحو افاق الجمال بقرينة الزهرة وبكاء القمر ، وهنا تعزف قيثارة الحرمان تحت غيمة التطلع نحو افق الحضور رغم غياب الحلم ، ثم انها تتلون بألوان التوتر والتضاد تارة وألوان الأقتراب الروحي والجسدي تارة أخرى ، معتقة الرغبة في الدخول مع التزلف المتملق لعالم الحضور كي يحدث الأطمئنان والسكينة في المرور الى منطقة الشعر ، ويكون الشعر ملاذ البوح والتنفيس عن اوجاع الروح ، فعجيب ذلك الانسان ، انه مخلوق لاتقف رغباته عند حد وهو لاينفك يسعى الى التسامي ويهفو الى الافضل والاحسن .. فهو لايقنع بادراك الاشياء ومعرفة الموجودات والاحداث المحيطة به ، بل يستشعر في الادراك ذاته لذة ويتذوق المعرفة خالصة عن كل ما يتعلق بها من اهداف عملية ، وهو لايكتفي بتذوق احساساته وانطباعاته عن الاشياء ، بل يضفي عليها من خباله ما يكسبها كمالا وجمالا تستجيب له نفسه بالرضا والسرور، وعندما تمتلأ نفسه بشعور البهجة يصف كل ما يرضى احساسه وخياله بالجمال ، ورغم وجع الشاعرة سمر العزب ، الا انها بقيت تصنع الامل برفضها قبح الحرمان ، وتصر على افتراض الحضور .. والتمسك بالحياة والحب فكلامها مشحون بالاشياء، والاسرار، محاولة منها أن تسمي العالم وأشياءه باسماء جديدة، والكلمة عندها تتجاوز نفسها مفلتة من حدود حروفها، وحيث الشيء يأخذ صورةً جديدة، ومعنى آخر. وهذا ما يتحقق في رؤيتها عن وجع الحياة .. وتبقى الذات الانسانية تبحث عن الخلاص ، حتى الرمق الاخير من الحياة .. ليكون الشعر مشروعا يبقى في مدارج التكون والاكتمال ولايكتمل ويبقى الشعر مقترنا بالحلم سواء شئنا ام ابينا ، تقول في قصيدة (ضجيج الالم) :

(عبر مصفاة السماء
يسكب حراس الأنين
ملح غيمة
ترفل قصيدة المساء
بزئير المطر
تلتصق بنتوءات وجع
يرشق جسدي المعلق
على مشجب زهرة النار
وببكاء القمر
يتوضأ ظلي المحموم
بسعير الضجيج
يتهجد ألف ألف صلاة
في خواء الروح
آه أيها الألم
مازال النبض ينوح
فوق مسام ناي الوجع
وحشرجات حُبلى بالصمت
تكاد تلفظ فتات نبضي
متى يغادر ظلك أروقة النزف
قبل أن تكتحل الروح
برماد الرحيل)

ان شئنا ان نصاحب رحيل الشاعرة ، لابد ان ندخل عبر مصفاة السماء ، وهذا مالا نستطيعه حقيقة ، لان الشاعرة تحلق باجنحة الحلم والسعي نحو السمو والمثالية ، ولكننا كي نروض حالاتها الحلمية المتشظية في النص ، علينا بالاخذ من مائدة اللغة وعلائقها لنفترض النزول الى ارض الواقع صعودا عبر مصفاة الارض ، أي ان اتجاهنا يعاكس اتجاه الشاعرة ، لنكون قبالتها ، نواسي قلقها وتوترها ونبرر رحيل روحها التي تسمو ، وهكذا بقيت الشاعرة تفضحها اللغة وتضعها في ميزان واقعي نفسي باعتبار ان الفنان يتميز باحساس منبه ، يجعله يحس بمشاكل وحاجات واتجاهات ومشاعر الاخرين ، وهم يعيشون وجع الحياة ويبحثون عن ملاذات الخلاص ، ثم ان سمر العزب تحاول ان تكون حاذقة بمعرفة اشياء الحياة ، لذا تهرب عبر مصفاة السماء ، لهذا تتهجد بالف الف صلاة سعيا منها للنقاء والحقيقة التي تبحث عنها فوق مسام ناي الوجع والظاهر ان الشاعرة دوما تسعى الى (صدر السماء المرشوقة بأجنة حروفي -أفكاري / من رحمها تنز جحافل النجوم) ، ونجد ان الشاعرة تعبر عن ذاتها من خلال الحروف التي تنقل لنا افكارها يقول الاستاذ الدكتور محمد صابر عبيد : (تنتمي الذات الشاعرة الى شخصية الشاعر وتسعى في الوقت نفسه الى الانفصال عنه في لعبة شعرية اشكالية ، يسهم فيها الوعي الشعري والرؤية الشعرية والشكل الشعري على صعيد فضاء الداخل الشعري ، كما ان الخارج الشعري بتنويعاته المختلفة هو الاخر يسعى ما امكنه ذلك الى التدخل في توجيه اللعبة ومباركتها) ، فهل نجحت شاعرتنا سمر العزب بهذا الاتجاه؟؟ .



#وجدان_عبدالعزيز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (سبع محطات خارج الورق؟) ، نص علّمت خلجاته الشاعرة رشيدة الشا ...
- المهيمنة التاريخية في سرديات الكاتب علي السباعي
- الشعر يفترض حضورا في مساحات الغياب
- الشاعرة دليلة حياوي/بين الصفات البشرية والالهية/قلق وتوتر
- حليمة الجبوري L بين الرحيل وانتظار عزفِ رشاتِ المطر
- الشاعرة حليمة الاسماعيلي /تبحث عن ذاتها شعريا
- الشاعرة حسناء محمد و حوار دائم مع الذات ومع المحيط ومع الأخر
- تبقى في رؤية الشاعرة جودة بلغيث :(الحقيقةُ أبعدُ من الأفق) ، ...
- الشاعرة آمنة الحلبي تردد: ثغري لن ولم يمسسه أهل النوايا...
- آمال عوّاد رضوان تفتحُ آفاقَ جَمالٍ جديدةً عبْرَ تجربتِها ال ...
- نضال القاضي في مخاضات شعرية وسط عواء مستمر
- الشعر خلال العشرة ايام التي مرت/الشعراء حسين القاصد و عائدة ...
- الشاعرة مريم العطار /بين -الوأد- واثبات الذات
- الشاعرة فاطمة منصور.. / شاعرة حزن حد البكاء، الا انها تديم ق ...
- الشاعرة صليحة نعيجة بين غياب وحضور!/ديوان (لماذا يحنُّ الغرو ...
- الشاعرة ايلينا المدني/بين الحب والجمال والاناقة الروحية
- الحزن امرأة ، افتراض شعري
- رفيف الفارس ... الوجع الشعري والتمسك والحياة
- الشاعرة واجدة العلي .. قلق وانفعال وسخرية هادئة
- الشاعرة منى العاصي/ والبحث عن اوجه الحقيقة


المزيد.....




- مشاهدة مسلسل تل الرياح الحلقة 127 مترجمة فيديو لاروزا بجودة ...
- بتقنية الخداع البصري.. مصورة كينية تحتفي بالجمال والثقافة في ...
- ضحك من القلب على مغامرات الفأر والقط..تردد قناة توم وجيري ال ...
- حكاية الشتاء.. خريف عمر الروائي بول أوستر
- فنان عراقي هاجر وطنه المسرح وجد وطنه في مسرح ستوكهولم
- بالسينمات.. فيلم ولاد رزق 3 القاضية بطولة أحمد رزق وآسر ياسي ...
- فعالية أيام الثقافة الإماراتية تقام في العاصمة الروسية موسكو
- الدورة الـ19 من مهرجان موازين.. نجوم الغناء يتألقون بالمغرب ...
- ألف مبروك: خطوات الاستعلام عن نتيجة الدبلومات الفنية 2024 في ...
- توقيع ديوان - رفيق الروح - للشاعرة أفنان جولاني في القدس


المزيد.....

- خواطر الشيطان / عدنان رضوان
- إتقان الذات / عدنان رضوان
- الكتابة المسرحية للأطفال بين الواقع والتجريب أعمال السيد ... / الويزة جبابلية
- تمثلات التجريب في المسرح العربي : السيد حافظ أنموذجاً / عبدالستار عبد ثابت البيضاني
- الصراع الدرامى فى مسرح السيد حافظ التجريبى مسرحية بوابة الم ... / محمد السيد عبدالعاطي دحريجة
- سأُحاولُكِ مرَّة أُخرى/ ديوان / ريتا عودة
- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة
- صحيفة -روسيا الأدبية- تنشر بحث: -بوشكين العربي- باللغة الروس ... / شاهر أحمد نصر
- حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا / السيد حافظ
- غرائبية العتبات النصية في مسرواية "حتى يطمئن قلبي": السيد حا ... / مروة محمد أبواليزيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وجدان عبدالعزيز - سمر العزب ، تقف في ساحة (ضجيج الالم) ،(مسافرة بلا حلم)