أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كمال غبريال - يا لك من متفائل يا صديقي د. شاكر النابلسي














المزيد.....

يا لك من متفائل يا صديقي د. شاكر النابلسي


كمال غبريال
كاتب سياسي وروائي

(Kamal Ghobrial)


الحوار المتمدن-العدد: 1378 - 2005 / 11 / 14 - 11:11
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أخونا د. شاكر النابلسي طال انتظاره لانقشاع الظلمة، ويتصور أن النفق المظلم الذي نسير فيه يتجه إلى أعلى، حيث النور والحضارة والحداثة، كما لا بد وأنه يتصور أيضاً أن الكتل البشرية في شرقنا الكبير، قابلة للشفاء من سرطان الإجرام الذي تمكن من النخاع، حتى صارت العقول والقلوب قطع من السواد، لا فائدة منها ولا أمل فيها!!
مقالك في الحوار المتمدن اليوم 10/11/2005 بعنوان: "كيف انفجر بركان الإرهاب في الأردن؟" يشي بهذا التفاؤل، الذي ليس له على أرض الواقع ما يبرره، فحين تقول في نهاية مقالك: "واليوم يكتشف الشعب الأردني والشارع الأردني – إن كان لا يزال في وعيه – بأنه كان مخدوعاً، وبأنه دفع الثمن غالياً نتيجة لهذا الخداع، وبأن عليه أن يرفض دعوات الموت الانتحاري المجانية، ويعود إلى العقل، لكي لا يصبح الأردن منطقة منكوبة."، أقول لك عفواً يا صديقي فهذا لن يحدث، لن يعود الوعي للشارع الأردني، ولن يعيد النظر في مواقفه وتوجهاته، كما لم يفعل الشعب المصري من قبل، ألسنا "أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة؟"، صدق العفالقة والصداميون والناصريون والقومجيون في كل حدب وصوب، فنحن نحمل للعالم رسالة خالدة تجري في عروقنا، ولن نبارحها أو تبارحنا، اسمها باختصار "القتل والتدمير"!!
نحن يا سيدي مجرمون مع سبق الإصرار والترصد، ولا يفيد أن يتمسح أمثالك –أو أمثالي- لتبرير حالة الضلال العام السائدة، بإسنادها إلى الدعارة الإعلامية بالكلمة، كما جاء في مقالك: "وأقلام أردنية كثيرة في الصحافة الأردنية تمتدح الإرهاب القائم بالعراق وتطلق عليه "المقاومة الشريفة"، وتكيل له المدائح شعراً ونثراً. ولم نقرأ في الإعلام الذي كان معظمه مشترى من
نظام صدام حسين بالكوبونات النفطية، والرواتب الشهرية، والسيارات الألمانية، والمنح الدراسية.. الخ كلمة حق كانت تقال في هذا الإرهاب،"، فرجال الإعلام الآن يا صديقي لا يقبضون من صدام، ولا أتصور أن بن لادن أو الزرقاوي عندهم ما يعطونه للآلاف من هؤلاء الأشاوس، إن ما يفعلونه ببساطة أنهم يبيعون البضاعة التي يريدها السوق، الجماهير تريد أن تشنف آذانها وقلوبها بنباح الكراهية، وتشتاق أن تروي غليل ضعفها وخستها، بسفك الدماء أنهاراً، وليس من المهم والحالة هذه سفك دماء من، دماء من نصر على اعتبارهم أعداء أو دماءنا نحن، ليس في هذا أدني مشكلة، المهم توفر نهر جار من الدماء المسفوكة، فنحن نحتاجها كما نحتاج الماء والهواء.
حدث أبشع من هذا في مصر، في طابا وشرم الشيخ، وظننت مثلك أننا وصلنا للنقطة التي يتحتم فيها أن يعود الوعي المفقود، أن نستفيق، أن نقف وقفة رجل واحد في مواجهة الإرهاب والكراهية العمياء، ليس للآخر فقط وإنما لأنفسنا وللحياة نفسها، لكنني سرعان ما اكتشفت أنني كنت ساذجاً، سذاجة يحسدني عليها السذج، لن أذكرك بتبريرات من يدعون أنهم رجال فكر ومحللين سياسيين، أو مشايخ تحريض، في قنواتنا الفضائية المناضلة، سواء المحرضين علانية على القتل والإرهاب، أو حزب "بن لكن" عظيم الانحطاط والخسة، لكنني أحب أن أخبرك بما هو غير متاح لك وأنت في أمريكا، أرض الحضارة والحرية، أخبرك عن ردود أفعال ما يسمى برجل الشارع، الإنسان البسيط، الذي لم يقبض من صدام ولا من أي مصدر من مصادر البترودولار، فبعد أحداث طابا وشرم الشيخ، واليوم بعد أحداث عمَّان، سألت من حولي، ونحن في غمرة مشاهد المأساة على شاشات التليفزيون، كانت الإجابات نفس ما يردد في وسائل الإعلام المناضلة!!
هل يكفي هنا إسناد الأمر إلى التأثر بالخطاب الإعلامي السائد؟
لو قلنا هذا، علينا أن نتساءل لماذا ينتصر خطاب إعلامي، على المشاعر الإنسانية في أبسط صورها، إن كان لمثل هذه المشاعر من وجود في عالم العرب والعروبة؟!
من بين من استطلعت رأيهم عامل معوق يسير بعكاز، وينحدر من أصل ريفي، وآخر موظف متواضع الحال، من الإدارة الوسطى في السلم الوظيفي، وعمره قارب الستين، ولا أظن أن أحدهما يتعرض لشحنات مكثفة من سموم قناة الجزيرة والمنار وما يماثلها، فظروفهما لا تسمح بالانبطاح الطويل أمام التليفزيون، ومع ذلك تطابقت رؤيتهما مع ذات الرؤى الشيطانية.
لست متأكداً مما أقول، لكن يبدو أن الأمر ليس أن الجماهير تردد ما يصبه في آذانها شياطين العروبة والتطرف الديني، ولكن العكس، فرغبة الجماهير ونزعاتها البدائية الغريزية، هي التي تلهم أعلام هذا الخطاب، بما يكفل لهم قيادة الجماهير، والركوب على ظهورها التي تبحث عمن يمتطيها!!
انظر إلى القائد بن القائد، والصنديد بن الصنديد، وهو يقف في أشد لحظات الشعب السوري المسكين حرجاً، وإدارته متهمة بالإجرام والقتل، يقف ليردد العنتريات المعهودة، وبأنه لن ينحني (أمام العدالة العالمية)، ولن ينحني الشعب السوري (إلا أمامه هو وزبانيته)، ثم يجد ويا للعجب من يصفق له، رغم أن رأس الذئب الطائر (صدام حسين) مازال معلقاً في الهواء، أي مهزلة أبشع من ذلك؟!
أنا في حيرة من أمري وأمر شعوبنا يا صديقي د. شاكر النابلسي!
أتساءل مع من قال: "صحوة الموت ما أرى أم أرى غفوة الحياة؟"
هل الحياة في شرقنا أطبقت جفونها وماتت؟!
هل ألقت شعوبنا نفسها من على سفح جبل الحضارة الإنسانية، وآثرت وإلى الأبد، التمرغ في وحل الغرائز البدائية للإنسان الأول، حين كان يأكل اللحم نيئاً، قبل أن يكتشف النار؟!
من حسن حظك يا صديقي أنك تعيش هناك، في النصف الغربي من العالم، ولا تعيش هنا مثلي، في مستنقع من الخسة والنذالة والبدائية!!
صديقي د. شاكر النابلسي: أتهمك بالتفاؤل غير المبرر منطقياً، وتستطيع أنت أن تتهمني بالتشاؤم غير المبرر منطقياً، وأتمنى أن تكون أنت على صواب، وأن أكون أنا على خطأ، وإلى أن يتيسر تبين من منا على صواب، سوف تسفك أنهار من الدماء، وتنفث فيوض من سموم الأشاوس والصناديد والمجاهدين، وفي أثناء ذلك سترسل الصين رواداً إلى الفضاء، ثم إلى القمر، فيما نطقطق نحن عظام أرجلنا، ونستمتع بأناشيد الجهاد والنضال، وأصوات التفجيرات، وصراخ النسوة والأطفال هنا وهناك!!



#كمال_غبريال (هاشتاغ)       Kamal_Ghobrial#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصخرة الأرثوذكسية ورياح التغيير 2
- الكنيسة والوطن. . إعادة ترتيب الأوراق
- عقيدة التوحيد ومسيرة الحضارة
- همسة في أذن الأقباط، وحركة كفاية
- حاولت أن أدق في جلودكم مسمار
- الصخرة الأرثوذكسية ورياح التغيير
- مصر والعرب والعروبة
- قليل من الوقار يا سادة
- إلى ما يسمى تيار الإخوان المعتدل
- الإخوان والحنان الليبرالي اليائس
- خطوة تكتيكية إلى الخلف
- رائحة سرور تلك - كتابة عبر النوعية
- هكذا تكلمت إيزيس
- عصفور الشرق المغرد في لندن - صنديد العروبة الذي لا يخجل
- معضلة المرض العقلي
- السباحة في بحر الظلمات إهداء إلى د. سيد القمني.
- د. سيد القمني لا تحزن من سفالتهم
- العظيم سيد القمني والبيان القنبلة
- الليبرالية الإنسانية-دعوة إلى صرخة في واد
- ألف باء ليبرالية


المزيد.....




- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كمال غبريال - يا لك من متفائل يا صديقي د. شاكر النابلسي