|
أديب في الجنة (43) * اعترافات رهبانية وفظائع عقائدية !
محمود شاهين
روائي
(Mahmoud Shahin)
الحوار المتمدن-العدد: 5069 - 2016 / 2 / 8 - 06:32
المحور:
الادب والفن
أديب في الجنة (43) * اعترافات رهبانية وفظائع عقائدية ! ثلاثة أطفال ذكور وطفلتان إناث يقيمون في غرفة واحدة على خمسة أسرة ، ثلاثة منها متجاورة للذكور وإثنان في مواجهتها للأنثيين. بدا الأطفال جميعا في حدود الثانية عشرة من أعمارهم ، كما بدا أن الأطفال الذكور لا يقلون جمالا عن الأنثيين . ارتابوا قليلا حين ظهر الملك لقمان والملكة نور السماء فجأة في الغرفة . فتجمعوا إلى جوار سرير،وراحوا يحدقون إلى الملك والملكة. - لا تخافوا يا عمو . هتف الملك لقمان . وراح يتقدم من الأطفال مالسا بيده على رؤوسهم . - هل طلبتم نجدتنا يا عمو؟ ترددوا في الإجابة وهم يتفوهون متلعثمين ببعض الكلمات . - لا تخافو يا عمو نحن جئنا لمساعدتكم إن كنتم تشكون من شيء. تجرأ أحدهم وتحدث دون تلكؤ: - أجل يا عمو إنهم يغتصبوننا ! - من يغتصبكم ؟ - معظم الرهبان في الدير! - وما أدراكم أنتم هل اغتصبكم كثيرون منهم ! - نحن نخص رئيس المعبد، لكنا نعرف من الأطفال الآخرين حين يتاح لنا أن نلتقي بهم. - انتم تخصون رئيس المعبد وحده ؟ - أجل يا عمو! - كيف عرفتم ؟ - لأنه يستدعينا فرادى أو مجتمعين لمواقعتنا ! - كيف مجتمعين ؟ هل يواقع الخمسة معا ؟ - في الغالب نعم وأحيانا يختار اثنين أو ثلاثة ونادرا ما يختار واحدا لوحده . ربما يكون مزاجه مختلفا حين يفعل ذلك . - وماذا يفعل مع خمسة ؟ - يوزع أفعالنا حسب رغباته ونحن نمتثل حسب ما علمتنا المعلمة ! - هل هناك معلمة لكم ؟ - أجل هناك راهبة تعلمنا فنون الحب ! لم يتوقع الملك وجود معلمين للجنس في المعبد " لا شك أن المعلمة تعرف معظم أسرار الرهبان والأطفال " أطرق الملك للحظات متأملا وجوه الأطفال . بدا له أن البراءة أوشكت على مغادرة سحنهم . - وماذا يعلمونكم غير الحب يا عمو؟ - يعلموننا أصول العقيدة ! - وهل الحب من أصول العقيدة ؟ - أجل . لكنها ليست الأصول التي ينبغي أن يعرفها العامة ! لم يصدق الملك ما يسمع : - وهل تقتنعون بذلك يا عمو؟ - نحن يجب أن نستمع ونخنع وننفذ ، وقناعتنا لا تهم أحدا! - إذن كيف أحسستم أن وضعكم غير طبيعي وفكرتم بالإستنجاد بنا ؟ - لشك في أنفسنا أن ما يجري قد يكون أمرا منافيا للعقيدة ! ولم يجد الملك إلا أن يقول : - أجل يا عمو ، إن ما يجري معكم ليس أمرا منافيا للعقيدة فحسب ،بل من أكبر الجرائم الفاحشة ! سنعمل على خلاصكم من هذا الجحيم يا عمو لتعيشوا طفولتكم كما ينبغي أن تعاش. نظر إلى الملكة متسائلا . هتفت : - يفضل أن نذهب لنقابل الراهبة المعلمة ! - ممكن ! وراح يملس على رؤوس الأطفال مودعا . ****** كانت مقابلة الراهبة تتطلب إذنا مسبقا لتهيء نفسها للقاء سري مع الملك الهابط من الفضاء. وهذا ما تم عبر رسول جني . بدت الراهبة في سني الشباب بعد فلا يبدو عليها أنها تجاوزت الثلاثين من عمرها مع أنها تجاوزت ذلك ببضعة أعوام . نهضت مرحبة بالملك والملكة في صالون جناحها الذي زين بتماثيل للحكيم المقدس منشئ الديانة . - نأمل أن لا تسبب زيارتنا المفاجئة إزعاجا لك . - هتف الملك . - أهلا بكما . ماذا تشربان ؟ - شكرا،لا نريد إلا أن نستمع منك كمسؤولة في هذا المعبد عن بعض نشاطاته وما يقوم به في سبيل عقيدتكم . - كأي معبد آخر يدرس أصول العقيدة وكيفية آداء الطقوس . وكيف يمكن للإنسان أن يرقى بمراتب السلوك لبلوغ حالة أرقى في حياته الدنيوية . شعر الملك أن الراهبة ستقود الحوار إلى غير ما جاء من أجله ، فقرر مقاربة الموضوع : - لكن ألا يمكن أن يحدث في المعبد ما قد يخدش أصول العقيدة أو يسيء إليها. ترددت الراهبة في الإجابة قبل أن تقول : - يمكن أن تحدث أعمال فردية نعالجها . - تعالجونها حسب أصول العقيدة ؟ - أجل ! أدرك الملك أن الراهبة تتهرب من الإجابة ، فقرر المواجهة : - وإذا تبين لنا أنكم لم تعالجوها ؟ ارتبكت الراهبة وقد أدركت أن الملك جاء ليحقق ويحاسب أيضا : - عفوا جلالتك (إذا كنت ملكا فعلا ) فهل جئت لتحقق معنا وتحاسبنا أم لتعرف أصول عقيدتنا ؟ - بل جئت لأنقذ الأطفال الذين تختارينهم حضرتك لأسيادك الرهبان وتعلمينهم فنون الجنس ليمتعوهم على أكمل وجه ! شهقت الراهبة وهي تفتح فمها على وسعه وتضع يدها على صدرها في محاولة لمنع إغماءة قد تداهمها،وقد أدركت أن الملك عرف بعض الحقائق قبل قدومه إليها . لم تعرف ماذا تقول ،ولم تعد قادرة على النظر إلى وجه الملك . وبدا أنها ستنهار خلال لحظات وقد أدركت أن هذا الملك يتمتع بقدرات خارقة ويستطيع أن يفعل كل ما يريد . انطرحت فجأة على قدمي الملكة وراحت تتوسل إليها باكية : - أتوسل إلى جلالتك أن تنقذيني . أنا عبدة مأمورة مغلوبة على أمري. اغتصبت وأنا لم أتجاوز العاشرة من عمري و مورس علي كل أنواع الإضطهاد والعنف، إلى أن رضخت مرغمة لكل ما يريده هؤلاء وخاصة رئيس المعبد. وانهارت الراهبة في نحيب مؤلم . ربتت الملكة على ظهرها . وأنهضتها لتضمها إلى حضنها وتملس على شعرها وتمسح دموعها .. - لا تخافي . اهدأي لن يطالك أذى ،وسننقذك مع الآخرين . راحت الراهبة تهدأ شيئا فشيئا دون أن تتوقف عن النشغ ! ولم يعد الملك يطرح أسئلة وترك الأمر للملكة . - حدثينا بصراحة وباختصار ولا تخافي من شيئ. هتفت الملكة . شرعت الراهبة في الإعتراف دون أن ترفع رأسها عن حضن الملكة : - مولاتي ! بداية لا بد لي من القول أن ما يجري في هذا المعبد يستحيل أن يجري في أي معبد آخر من معابدنا . ربما تحدث تجاوزات أو أفعال فردية لكن ليس بشكل شبه جماعي كما في هذا المعبد. رئيس هذا المعبد زنديق شوه مفهوم العقيدة حسب مشيئته ، نظرا لتمتعه بشخصية قوية قادرة على إقناع الآخرين وإخضاعهم لإرادتها . فحول المعبد إلى وكر للملذات والشهوات راح يمارسها معظم القاطنين فيه . اختارني رغما عني لهذه الوظيفة الحقيرة لاختيار الأطفال الأجمل له أولا ولأعوانه ثانيا ولعامة الرهبان ثالثا ، وتعليمهم بل وتدريبهم على فنون الجنس . هناك بعض الرهبان المعدودين الذين يمارسون الجنس مع راهبات بالغات برضاهن ، بعد أن مارسنه في طفولتهن رغما عنهن . وهناك بعض الرهبان والراهبات المثليين .. معظم الأطفال يتعرضون للعنف الجنسي وتمارس عليهم سادية فظيعة وخاصة الذين يبدون ممانعة ما . توقفت الراهبة للحظات وهي تنشغ بين فترة وأخرى . هتفت مختتمة اعترافاتها: - هذا ما اعرفه يا مولاتي . وقد قلته لكما . - حسنا يا عزيزتي . عودي إلى مكانك وكوني مطمئنة أن أحدا لن يمسك بسوء بعد اليوم . ***** يتبع .
#محمود_شاهين (هاشتاغ)
Mahmoud_Shahin#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أديب في الجنة (42) * قوانين طبيعية وطموحات لقمانية !!
-
أديب في الجنة (41) * الأنوناكي والطوبى التي لا يعرف الكهنة م
...
-
ساعة مع الله !
-
الدين والعقل البشري! شاهينيات 1163
-
أديب في الجنة (40) * العشاء في بحر معلق في السماء !
-
أديب في الجنة (39) * قوانين خارقة وإعجازية !
-
أديب في الجنة (38) * انقلاب تكنولوجي ينتج إلها تكنولوجيا !!
-
أديب في الجنة (37) * غيرة ملكية وحديقة محلقة في الفضاء !
-
أديب في الجنة ( 36) * وحدة الوجود ومذهب الملك لقمان!
-
الدين اليهودي في الإسلام ! شاهينيات 1164 .
-
أديب في الجنة (35) * الوجود مادة وطاقة لا تنفصلان !
-
أديب في الجنة (34) *مستقبل كوكب الأرض لا يبشر بالخير !
-
* أديب في الجنة (33) * بشر يتعبدون لأنفسهم دون أن يدروا !!
-
أديب في الجنة (32) * الألوهة في الإنسان ،والإنسان في الألوهة
...
-
أديب في الجنة (31) * تجليات الحب على الأرض وفي السماء!
-
أديب في الجنة (30) * حوارات فلسفية على موائد سماوية وراقصات
...
-
أديب في الجنة (29) * الوجود بين منطق العقل ومنطق الأسطورة !
-
أديب في الجنة (28) *الملك لقمان في كوكب الملحدين !
-
أديب في الجنة (27) - نسمة الغدير- ترحل إلى السماء!
-
أديب في الجنة 26 * روض شمنهوري يفوق الخيال!
المزيد.....
-
-طفولة بلا مطر-: المولود الأدبي الأول للأكاديمي المغربي إدري
...
-
القبض على مغني الراب التونسي سمارا بتهمة ترويج المخدرات
-
فيديو تحرش -بترجمة فورية-.. سائحة صينية توثق تعرضها للتحرش ف
...
-
خلفيات سياسية وراء اعتراضات السيخ على فيلم -الطوارئ-
-
*محمد الشرقي يشهد حفل توزيع جوائز النسخة السادسة من مسابقة ا
...
-
-كأنك يا أبو زيد ما غزيت-.. فنانون سجلوا حضورهم في دمشق وغاد
...
-
أطفالهم لا يتحدثون العربية.. سوريون عائدون من تركيا يواجهون
...
-
بين القنابل والكتب.. آثار الحرب على الطلاب اللبنانيين
-
بعد جماهير بايرن ميونخ.. هجوم جديد على الخليفي بـ-اللغة العر
...
-
دراسة: الأطفال يتعلمون اللغة في وقت أبكر مما كنا نعتقد
المزيد.....
-
مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111
/ مصطفى رمضاني
-
جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
رضاب سام
/ سجاد حسن عواد
-
اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110
/ وردة عطابي - إشراق عماري
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
المزيد.....
|