القَتَلة في الجَنّة

فرياد إبراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 5069 - 2016 / 2 / 8 - 00:18
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

القَتَلة في الجَنّة

بقلم: فرياد إبراهيم

بالنسبة للقرآن يدخل المسلمون الجنة في الآخرة بشرط ان يكونوا قد قاتلوا في الدنيا بشراسة من أجل نشر دينهم. لهم جنات خلد و حور عين. وغلمان حسان ، يلبسون أساور من ذهب وفضة كما ورد في القرآن. و(جنات عدن تجري من تحتها الأنهار.)
ربما يكون هذا السبب الذي يدعو المسلمين الى قتال الكفار. وربما يكون هذا السبب في ان الارهابيين يقتلون انفسهم والمواطنين الأبرياء في داخل أوربا.
الجنة اعدت للذين (يقاتلون في سبيل الله فيَقتلون و يُقتُلون-القرآن)
السؤال هو: هل هناك اي دين في الكون يوافق على القتل كشرط اساسي لدخول الجنة؟ هل هناك دين ابدا يكرّم القتلة ويجازيهم بأسخى مكافأة وهي دخول الجنّة التي (عرضها السموات والأرض-كما يصفها القرآن؟) وخالدين فيها ابدا؟
على هذا الأساس فأن الابرياء الذين قُتِلوا بغير حق ودخلوا الجنّة سوف لن يلتقون الحائزين على جوائز نوبل للسلام ، بل سيقابلون قاتليهم هناك ، وكل من أرتكب جرائم بحق البشرية، ووجها لوجه.
ياله من خيال عقيم!
لقد طرد الله آدم وحواء من الجنّة لسبب ذكره كذلك العهد القديم والحديث لأنهما خالفوا أوامر الله، فعدّ ذلك إثما جزاؤه الطرد الأبدي ليشقى البشر.
ولربما يُعدّ القتل إثما أصغر من إثمهما؟
كل تعاليم الأنبياء لهي مفارقات كبرى، متناقضات .
كما قال سيد شعراء وبلا منازع، الضرير أبو علاء (المعرّي):

فلا تحسب مقال الرسل حقا -- ولكن قول زور سطّروه
وكان الناس في يمنٍ رغيدٍ -- فجاءوا باالمحال فكدروه
و
إنما هذه المذاهب أسباب لجذب الدنيا إلى الرؤساء
أفيقوا أفيقوا يا غواة فإنما دياناتكم مكرٌ من القدماء

إستنادا على ما سلف وغير ذلك من براهين نقلية وعقلية فان عالم بلا دين يقل فيه العنف والقتل. هذا هو المذهب الأصح ويعرفه كل من له لبّ لبيب.
ولكن: هل هناك من يتجرأ ان يتفوه بقرار كهذا امام الملأ قبل ان يواجه بحكم الهي يتشدق به ملايين من رجال الدين من الملالي والقسس والذين لولا الدين لماتوا جوعا ولما كان لهم ذكر لا في العباد ولا في البلاد، والذين يقتاتون من فتات موائد الانبياء والرسل؟!

#فرياد_إبراهيم (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات