أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - كوسلا ابشن - جروح الريف لن تندمل الا بالاستقلالية















المزيد.....

جروح الريف لن تندمل الا بالاستقلالية


كوسلا ابشن

الحوار المتمدن-العدد: 5068 - 2016 / 2 / 7 - 20:28
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    



اصبحت كوارث الريف الطبيعية مادة دسمة للتشفي في اهل الريف واهانتهم وتحميلهم مسؤولية حتى الكوارث الطبيعية, من دون اضاعة الفرصة للاستفادة المادية من مآسي المنكوبين الؤيفيين, ما يدل عن سيكولوجية الحقد والكراهية التاريخية (عقدة الريف), تفرز عن كنهها في حالات الريف المنتفض سواء الطبيعي او الشعبي.
زلزال مدمر ضرب اقليم الحسيمه (24 فبراير2004), لم يحرك ضمير المخزن, اعلامه المرئي والسمعي لم يعلن عن الخبر الا بعد 10 ساعات من حدوث الفاجعة, ببساطة لم يهمه امر الحدث, ظلت القانوات التلفوزنية في بث برامجها المعتادة ( الافلام الكرتونية) حتى علم العالم كله عن خبر الزلزال, الفعل المخزني الذي يبين حقيقة تعامل المخزني العرقي مع الريف الامازيغي, وهي علاقة المستعمر (كسر الميم) مع المستعمر (فتح الميم), اعلان الخبر, استغل من طرف افواه الارهاب والحقد والتكفير لاطلاق العنان للشعارات الامازيغوفبيا, كما ان السلطة العرقية البغيضة منعت الريفيين من مناطق اخرى للوصول الى المناطق المنكوبة لتقديم المساعدات في اليومين الاولين, كما منع المجتمع المدني الاسباني من القدوم الى المنطقة لتقديم العون للمنكوبين,
والفضيحة الكبرى استغلال المخزني للكارثة للمنفعة المادية الشخصية, نهب المساعدات الدولية, بتغيير عنوان تفريغ المعونات من الريف لتتجه الى الرباط لحساب اعوان السلطة العروبية (شاحنات محملة بالمعونات الدولية, اتجهت مباشرة للمخازن الخاصة لاعوان السلطة), والواقعة معروفة لدى العامة ونشر خبرها الاعلام (المحايد) , وكما ان المساعدات المالية المرسلة من الخارج سواء من ابناء الريف المهجرين او من جمعيات دولية او دول, لم يعرف مصيرها, و الى اية حسابات حولت, (مصائب قوم عند قوم فوائد).
نتائج الزلزال كانت كارثية, 600 قتيل وهدم مئات المنازل و تشريد آلاف الضحايا, مع غياب المساعدات المخزنية, بل اكثر من ذلك رفض المخزن لمساعدات دولية لاعادة الاعمار, الفعل المخزني واعوانه اثبات وتأكيد عن اللاانتماء لهذا المخزن للمنطقة واستعماره للريف ولباقي اراضي الامازيغية.
التاريخ اعاد نفسه في شكله المأساوي, هزات ارضية تضرب الريف يوم 25 يناير 2016 , مع تهميش الاعلام المخزني للحدث, وعلم اهل الريف وغيرهم بالخبر من القنوات الاسبانية, كما حدث مع زلزال 2004, حيث واكبت القنوات الاسبانية الكارثة منذ بدايتها.
هزات متتالية (أخيرها كانت يوم 05.02.2016) أدخلت الرعب والخوف في نفوس الساكنة, وعوض التضامن المعنوي من ((الاخوة الاسلامية)), حصل العكس, اذ بالافواه العنصرية تخرج بتخريجاتها العنصرية للتهجم على الريفيين بتخريصاتهم الميتافزيقية لتحميل الريفيين مسؤولية الزلازل وغضب الرب بسبب اعمالهم وافعالهم. الكتاني السلفي يحذر الريفيين " الكفار" بالتوبة , " ألا من توبة نصوح و رجوع إلى الله قبل أن يحدث ما هو أشد من ذلك " ونهيق حمارا يذهب الى ابعد من ذلك, ، يحيى المدغري خطيب مسجد بسلا ربط الزلزال بعقوبة الاهية نتيجة فساد ومعاصي اهل الريف, اما الشوفينية العروبية الفايسبوكية فاعلنت علانيا عن فرحها بالحدث وصلت لربها ليزلزل الريف ويبيد اهله.
الاشارة الى الى الحدث الطبيعي وردود افعال تلاميذة العروبة-اسلام هو لتبيان سيكولوجية الحقد والكراهية والعداء التاريخي, واستحالة التعايش السلمي مع النقيض الازلي. في التاريخ المعاصر يلاحظ نماذج من العداوات بين الشعوب والجماعات , الا ان في حالات الكوارث الطبيعية تختفي مثل هذه العداوات ويحل محلها التضامن الانساني, الا حالة الريف فهو دائما مدان ومقهور ومستغل حتى وهو جريح بكوارثه الطبيعية, والسبب الجوهري لهذا العداء والكراهية يكمن في وجود بين اهل الريف, جبال شامخة لم ولن تركع للمخزن العروبي الاستعماري ولن تعترف بشرعيته الدينية ولا بسلطته الكولونيالية .
خصوصية الريف الاثنو - ثقافي والحضاري و تشبثه بشموخ جباله الحرة وبمبادئ الحرية والكرامة وعدم نفيه لذاته والانصهار في المشروع الكولونيالي العروبي, جعلته يخضع لكل اشكال الاضطهاد والاهانات والاذلال اليومي, وستستمر الحالة المزرية والكارثية للريفيين ما دامت الكولونيالية جاثمة على صدورهم من دون تحرك ايجابي ولا بديل يخلصهم من جميع اشكال الاضطهاد القومي والاجتماعي.
البديل الوحيد للريف الشامخ يكمن في التسيير الذاتي والسيادة والحرية, وهذا هو طموح احرار الريف الامازيغي القابع تحت رحمة جلاد سياسة الاضطهاد العرقي. من دون الاستقلالية الذاتية, لا ضمانة لحقوق الريفيين الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية واللغوية, ولا ضمانة لكرامتهم, اما الجهوية الصورية, المشروع الورقي, فلا تخدم هذه مصالح الريف واهله, بل هي واجهة جديدة لاركاع الريفيين واذلالهم واستغلالهم ونهب اموالهم بلعبة الجهوية الاقتصادية والادارة العروبية.
الاضطهاد السوسيو-اقتصادي والاضطهاد الثقافي واللغوي والسياسي, والتضاد التاريخي والطبيعي بين اهل الريف والقوة الاحتلالية, لا يزولان الا برحيل المحتل واستقلالية الريف, وهذه المهمة ليست بالمستحيلة ولا هي مهمة سهلة المنال نظرا للسياسة الامنية المشددة وكذا وجود القوى الرجعية والتحريفية الخاضعتان للاستلاب الايديولوجي العروبي, بمرجعيتها الدينية والبعثية , كتلة بشرية في خدمة العروبة-اسلام, مهمتها الاساسية قيادة الثورة المضادة لاجهاض المشروع التحرري والتقدمي في الريف خاصة وفي بلاد ايمازيغن عامة.
قوة النظام الكولونيالي واعونه, هذه القوى كيفما كانت حجم قوتها الا انها تحارب في مجال غريب عنها ومن اجل قضية استعمارية غير عادلة, ولا تملك النفس الطويل للصمود في وجه اهل المجال الترابي وذوي القضية العادلة والنموذج في هذا الصدد (جنوب السودان وتيمور الشرقية), فالنضال الريفي الامازيغي حق طبيعي في نيل الحرية والاستقلال عن الاجنبي, ولا يتعارض مع المواثيق الاممية الداعية للتحرر والاستقلالية الذاتية, خصوصا ان الريف عبر جل فتراته التاريخية كان منطقة مستقلة عن الانظمة الاستعمارية وآخرها جمهورية الريف, التي اسقطت من طرف التحالف الاستعماري الثلاثي ( الاسباني-الفرنسي-العروبي), واجهض معها مشروع الدولة المستقلة.
باعتبار الريفيين اثنية مضطهدة ومقهورة, لها كامل الحقوق في المطالبة باستقلاليتها وتقرير مصيرها, وفي هذا الصدد اشار لينين في حديثه عن البولونيين " لهم الحق بتقرير مصيرهم كما يشاؤون ، وإن ذلك الفيليكوروسي الذي قد ينفي هذا الحق ، هو شوفيني ".
حول المسألة القومية قدم لينين افكاره في عمله" О-;- п-;-р-;-а-;-в-;-е-;- н-;-а-;-ц-;-и-;-й-;- н-;-а-;- с-;-а-;-м-;-о-;-о-;-п-;-р-;-е-;-д-;-е-;-л-;-е-;-н-;-и-;-е-;-"
اشار لينين انه يفهم من تقرير مصير الشعوب الانفصال عن الجماعات القومية الاجنبية, وبلا شك تشكيل دولة قومية مستقلة. يدعو لينين الى انفصال الشعوب المقهورة والمضطهدة عن الدول الاستعمارية القاهرة.
لم يضطهد الريفيين في اي عصر بقسوة كما اضطهدوا وهم تحت نير الكولونيالية العروبية, وفي قبضة انياب الوحش المفترس, ولذا تطرح وبالحاح قضية استقلالية الريف وحرية اهله, تفديا لمجازر جماعية آنية او مستقبلية, فاستحضار التاريخ الدموي للنظام في الريف قد يجنب الريف الكوارث المستقبلية, وبعملية منطقية وموضوعية على المجتمع الريفي الاسراع بالمطالبة بالاستقلالية سواء عبر الاحتجاجات اليومية السلمية ومقاطعة المؤسسات الاستعمارية, و حفز المجتمع الدولي على احترام قراراته ومواثيقه, مثل قرار الجمعية العامة لشهر سبتمبر 2007 ( اعلان الامم المتحدة بشأن حقوق الشعوب الاصلية ) , المادة 4 " للشعوب الاصلية الحق في ممارسة حقها في تقرير المصير , الحق في الاستقلال الذاتي او الحكم الذاتي في المسائل المتصلة بشؤونها الداخلية والمحلية ". وكذاما اشار اليه في العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية لشهر ديسمبر1966 الجزء الأول, المادة 1:
1. لجميع الشعوب حق تقرير مصيرها بنفسها، وهى بمقتضى هذا الحق حرة في تقرير مركزها السياسي وحرة في السعي لتحقيق نمائها الاقتصادي والاجتماعي والثقافي.
2. لجميع الشعوب، سعيا وراء أهدافها الخاصة، التصرف الحر بثرواتها ومواردها الطبيعية دونما إخلال بأية التزامات منبثقة عن مقتضيات التعاون الاقتصادي الدولي القائم على مبدأ المنفعة المتبادلة وعن القانون الدولي. ولا يجوز في أية حال حرمان أي شعب من أسباب عيشه الخاصة.
3. على الدول الأطراف في هذا العهد، بما فيها الدول التي تقع على عاتقها مسئولية إدارة الأقاليم غير المتمتعة بالحكم الذاتي والأقاليم المشمولة بالوصاية أن تعمل على تحقيق حق تقرير المصير وأن تحترم هذا الحق، وفقا لأحكام ميثاق الأمم المتحدة.
النضال "الديمقراطي" كشكل نضالي مرحلي, رغم اهميته السلمية, فانه غالبا ينتهي بنتائج سلبية, وخصوصا في حالة الريف المغتصب فلا نتوقع بهذه السهولة ان يتنازل النظام الكولونيالي عن غنيمة اتفاقية مدريد, وهو النظام القائم على سياسة التمييز العرقي, والطامع في تحقيق مشروعه العرقي في الريف, في تحويله الى جرثومة الاستطان العروبي, وواقع الاستطان الجديد وتضاعفه في العقدين الاخرين, يأكد مرامي النظام الكولونيالي.
الصراع التحرري الثوري الجماهيري, بشتى اشكاله النضالية, الكفيل لدحر الكولونيالية ومرتزقة الثورة المضادة, وتحرير ارض الريف من المغتصبين, وتحرير اريفين من ويلات المخزن و سخرية ابواقه الامؤدلجة, الاسلامية والتحريفية البعثية.
الثورة التحررية بطبيعتها تتجاوز النظرة الضيقة للنضال الطبقي الى النضال ضد الوجود الاستعماري وهرمه الطبقي الاستغلالي , وضد الامبريالية المدعم الاساسي للانظمة الاستعمارية, وقائدة الاضطهاد الطبقي في العالم عبر مؤسساته المالية وشركاته فوق القومية.



#كوسلا_ابشن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اغتيال الطالب عمر خالق مناضل الحركة الثقافية الامازيغية بموق ...
- المنتقدين للعرقية هم عبيد لاْسوء المذاهب العرقية
- ذكرى 19 يناير, بين التحقير -الاوباش- والمقابر الجماعية
- السنة الامازيغية رمز القوة في عصر الخنوع
- العرقية, النظرية والممارسة
- الغزو او الفتح النتيجة هي الاحتلال
- من هم عملاء الصهيونية في شمال افريقيا؟؟؟
- سياسة التسامح غير مجدية مع اعداء الانسانية
- السلطة الكولونيالية العروبية وتقرير مصير لقبايل
- عقيدة القتل والكراهية
- العودة الى ارض الاجداد حق طبيعي وانساني
- ال علوي سلطة احتلالية
- يشترون الموت بأموالهم
- موقف الشوفينية العروبية المشرقية من الامة الامازيغية
- اللعبة الانتخابية وشرعنة الكولونيالية
- ذكرى مسرحية (( ثورة الشعب و الملك ))
- هلوسة تقسيم ما ادعي باطلا ب((( المغرب العربي )))
- المناضل الحقوقي الامازيغي كمال الدين فخار يواجه التصفية الجس ...
- ثورات غيرت العالم
- ما العمل لحماية الذات من الاندثار ؟؟؟ المجازر اللامنتهية تهد ...


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - كوسلا ابشن - جروح الريف لن تندمل الا بالاستقلالية