طارق الحارس
الحوار المتمدن-العدد: 1377 - 2005 / 11 / 13 - 11:01
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
ذكرت مصادر عراقية أن مؤتمر المصالحة الوطنية في العراق الذي دعت اليه الجامعة العربية والذي كان من المقرر أن يبدأ أعماله بالقاهرة في الخامس عشر من الشهر الحالي قد جرى تأجيله الى وقت لاحق
وجاء الاعلان عن التأجيل بعد تسريبات عن مفاوضات تجريها الجامعة مع بعثيين سابقين للمشاركة في المؤتمر .
في مقالة سابقة حول هذا المؤتمر ذكرنا أن من الأسباب التي ستؤدي الى فشل انعقاد هذا المؤتمر ، الاختيار الخاطىء للجامعة العربية للوفد الذي يمثلها في مفاوضات ما قبل انعقاد المؤتمر، ذلك الاختيار المتمثل برئيس الوفد أحمد بن حلي ذلك لأن هذا الشخص يعد غير مرغوب به من قبل أطراف مهمة بالعراق ( أحزاب وشخصيات ) بسبب المواقف التي أعلنها بن حلي سابقا وكانت أغلبها تصب في خدمة أعداء العراق ، لاسيما مواقفه حول ما يسمى بالمقاومة العراقية .
هذه المرة يصر بن حلي على مشاركة البعثيين في المؤتمر بالرغم من معرفته من أن أغلب أبناء العراق يرفضون التفاوض والجلوس مع البعثيين ، القتلة ، هؤلاء الذين يواصلون تدمير العراق من خلال شنهم عمليات اجرامية راح ضحيتها آلاف العراقيين وتسببت في تشويه آخرين وكذلك ايوائهم للارهابيين القادمين من خارج الحدود .
يتحجج بن حلي في رغبته باشراك بعض البعثيين على أساس أن هؤلاء ليسوا من القيادات المجرمة متجاوزا بهذا الطرح فقرة مهمة من فقرات الدستور ، تلك الفقرة المتمثلة باجراءات اجتثاث البعث التي تمنع هذه العناصر ، لاسيما الذين كانوا يحملون درجة عضو فرقة وأكثر في حزب البعث المنحل ، من المشاركة بالعمل السياسي الا بعد أن تثبت الجهات المختصة عدم مشاركتهم في جرائم النظام السابق .
لقد تسربت تصريحات تقول أن هناك نية لمشاركة ناجي الحديثي وزير خارجية النظام السابق ومحمد الدوري مندوب العراق السابق لدى الأمم المتحدة في مؤتمر المصالحة المزمع عقده بالقاهرة وقد أثار استغرابنا اختيار الحديثي والدوري للمشاركة ، إذ تبادر الى أذهاننا التساؤل التالي : ماهو الدور المؤمل من مشاركة هذين الشخصين في مؤتمر المصالحة ؟
لم نجد جوابا منطقيا يفسر لنا الدور المؤمل الذي سيلعبه الحديثي والدوري الا لاستفزاز مشاعر العراقيين حالها من حال فكرة عقد المؤتمر بالقاهرة وليس في بغداد ، إذ أن في ذلك تشكيك واضح بالمسيرة السياسية الجديدة للعراق وقدرة حكومته المنتخبة على حماية المؤتمر .
نحن نعتقد أن مثل هذه الطروحات لا تنفع المسيرة السياسية للعراق الجديد ، تلك المسيرة التي تريد أن تضع حقبة النظام السابق وأزلامه وراء ظهرها ، بل نرى أنها فتنة تقودها الجامعة العربية من خلال مبعوثها المفاوض أحمد بن حلي ، لذا يجب على جميع الأطراف الانتباه اليها قبل استفحالها لأن الفتنة اشد من القتل .
#طارق_الحارس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟