أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالله عبداللطيف - بين الذبابة والخنزير .. في الفقه السلفي والتفسير














المزيد.....


بين الذبابة والخنزير .. في الفقه السلفي والتفسير


عبدالله عبداللطيف

الحوار المتمدن-العدد: 1377 - 2005 / 11 / 13 - 11:11
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


دعوة مثارة ومطروحة علينا جميعا بضرورة تجديد الفكر والخطاب الديني ، لازال الخطاب السلفي يأخذنا إلي الوراء ، مصمم علي الطابع التلفيقي ، متخذا من الأحادية مذهبا ، منكرا علي الآخرين حتي مجرد التفكير في مناقشته والتعامل معه بالعقل وبمنهج التفكير النقدي .
والمصيبة أن التأثير السلفي لم يعد قاصرا علي فئة بعينها تعيش وتنمو في ظروف بيئية معروفة بالفقر والجهل والمرض ، هذا الثالوث العدو للإنسان أيا كان ومن كان ، ولكن الخطورة أن تأثير هذا الخطاب تعدي وتجاوز ليسكن عقول فئات أخري نالت حظا وافرا من التعليم وعاشوا في بيئة مختلفة .
وقد صدمت – وما أكثر الصدمات في هذا الزمن – بمقال منشور بعنوان " الأدلة العلمية علي صدق حديث الرسول عن الذبابة " للدكتورة نبيلة درويش ، تقدم نفسها للقراء علي أنها معيدة بكلية الطب منذ عام 1973 وحصلت علي درجة الدكتوراه في أمراض الباطنة والقلب منذ عام 1983 ومتخصصة – كما تقول – فيما يسمي بالطب الإسلامي ، ولا أعرف ما علاقة الطب بالأديان .. هل هناك طب إسلامي وطب مسيحي وطب يهودي ...الخ ؟ !!!
تورد الكاتبة حديثا عن الرسول هذا نصه :
( إذا وقع الذباب في إناء أحدكم فليغمسه كله ثم ليطرحه ، فإن في أحد جناحيه شفاء وفي الآخر داء ) رواه البخاري ، وفي رواية لأبي داود ( وإنه يتقي بجناحه الذي فيه الداء ) .
وتطالبنا الكاتبة أن نقبل ونسلم بهذا الحديث بلا نقاش حيث تقول : " وهو حديث ينبغي على المسلم أن يتلقاه بالقبول والتسليم وألا يعارضه بعقله القاصر ، لأنه قد ثبت وصح عمَّن لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى ، فكيف وقد جاءت حقائق العلم والطب الحديث بتصديقه وتأكيد ما فيه ؟! ."
ونمضي مع الكاتبة لنتعرف علي حقائق العلم والطب الحديث حيث تؤكد أن الداء في أحد جناحي الذبابة والدواء في الجناح الآخر ، فإذا ما وقعت الذبابة في طعامنا فيصاب الطعام بالداء فإذا غمسنا الذبابة في الطعام فإن الدواء الموجود في الجناح الآخر يصلح ويداوي الطعام فنأكله بالهنا والشفا .
هذا هو ملخص كلام الكاتبة ولست أري تعليقا سريعا علي هذا الكلام سوي أنني أصبت بالقرف والغثيان من حديثها ، فهي تطلب مني أن أغمس الذبابة في طعامي وأواصل تناول هذا الطعام ، وتطالبني ألا أعترض علي حديثها بل آخذه كمسألة مسلم بها وهذه إحدي إنجازات ما تسميه هي بالطب الإسلامي .
وبالمناسبة أسأل الكاتبة الدكتورة المتخصصة في الطب الإسلامي ، حيث قرأت في أحد المجلات العلمية أن العلماء والباحثين في نيوزلاندا قد توصلوا إلي علاك المصابين بمرض " هانتينغتون " من خلال زراعة خلايا الخنزير في أدمغة المرضي ، فهل يجوز للمريض المسلم أن يتداوي وفق هذا الدواء من خلايا الخنزير وهو محرم بنص قرآني وليس بحديث مشكوك في صحته ؟!!!
وهل هذا العلاج بخلايا الخنزير نصنفه تحت مسمي الطب الإسلامي ولا الطب المحرم ..... ؟!!!
وهكذا ينتقل بنا السلفيون بخطابهم – المقدس من وجهة نظرهم – إلي مساحات من قضايا تافهة يشغلون بها الناس عن همومهم الحقيقية وعن قضايا حياتية تتعلق بواقعهم اليومي ومستقبل الوطن ، كما أنهم يجيدون التلفيق ويحشرون الدين في كل كبيرة وصغيرة لإضفاء وصف التقديس علي خطابهم ، وليملكوا الحجة في إرهاب من يناقشهم أو يعارضهم بالتكفير وإنكار السنة وإهانة الدين الإسلامي ، .
ألسنا أعلم بأمور دنيانا ؟
ألم يخطيء الرسول حين أمر الناس بعدم تلقيح النخل .. فلم يثمر .. فقالها واضحة صريحة .. أنتم أعلم بأمور دنياكم
إلي متي يستمر الخطاب الديني السلفي في المغالطة ؟
إلي متي يظل الدين ستارا يحلو للبعض أن يستغله ولمصلحة من ؟
بقي لي ملاحظة لابد من ذكرها أن نفس الكاتبة كتبت مقالا تشكر فيه مباحث أمن الدولة في مصر علي عملها العظيم من وجهة نظرها وأمثالها بإعتقال الكاتب عبدالكريم نبيل سليمان ، إنها منظومة متكاملة من الإستبداد والديكتاتورية وبإسم الدين ، إذا كان هذا هو حالهم وهم بعد لم يستولوا علي الحكم ، فماذا يكون الحال لو هيمنوا أصحاب هذا الخطاب علي الحكم ، سيعلقون المشانق لكل صاحب رأي أو فكر .. وسيجبرون الناس أن تغمس الذباب في طعامهم ويأكلون .. وأيضا بإسم الدين .



#عبدالله_عبداللطيف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخطاب الديني السلفي والثقافة السمعية


المزيد.....




- بعد أيام من كارثة -وليمة الدم-.. إعلام سوري يوضح حقيقة إغلاق ...
- مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى
- أمسية علمية متخصصة حول زراعة الأسنان في سلفيت
- مصري ارتد عن الإسلام ينتج فيلما ضد حماس لدعم إسرائيل
- ما بين التخوف من -الإسلام السياسي- و-العودة إلى حضن العروبة- ...
- اليهود يغادرون.. حاخام بارز يدعو أوروبا إلى التصدي لتزايد مع ...
- اقــــرأ: ثلاثية الفساد.. الإرهاب.. الطائفية
- المسلمون متحدون أكثر مما نظن
- فخري كريم يكتب: الديمقراطية لا تقبل التقسيم على قاعدة الطائف ...
- ثبتها بأعلى إشارة .. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 على ال ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالله عبداللطيف - بين الذبابة والخنزير .. في الفقه السلفي والتفسير